ADMIN

مصعب أبو توهه

مصعب أبو توهه شاعر فلسطيني من مخيم الشاطئ ..قلب المعادلة وحول المعاناة إلى تحدي وانتصار..فحصد جائزة الكتاب الأمريكي ..بعد أن طوع لغته الانجليزية في رصد معاناته مع أربع حروب عاشها وأصيب بإحداها ..
ومن الجدير بالذكر أن الأديب ادوارد سعيد قد حصد نفس الجائزة سابقاً..
وبالتالي استطعنا بقوة الكلمة تصدير قضيتنا للعالم بعد أن أكد أبو توهه على أهمية اللغة الثانية لتصل رسالة الكل الفلسطيني للعالم بكل اللغات…

المايستروا المغربي الذي نجح في تحقيق معادلة، “الجمهور هو المغني الرئيسي”

نورا زقوت: قبل المايستروا “أمين بودشار” على إنشاء فرقة موسيقية قوامها الرئيسي في الغناء الجمهور، الذي يتم اعطاءه مع تذكرة الحجز الأغاني التي ستغنى خلال الحفل، ليرددها مع الفرقة الموسيقية.
وقال المايستروا أنه طالما راودته هذه الفكرة، وسعى جاهداً لتنفيذها واجتاز الكثير من العقبات، وحسّن جودة الأداء من خلال تكرار التجربة، والأخذ بالملاحظات، حتى وصل إلى هذه النتيجة المذهلة من التناغم بين الجمهور المغني، والفرقة الموسيقية، ثم إلى العالمية في الانتشار …
حين يبدع الفنان ويفكر خارج المألوف تنتج لنا فرقة “ميزان”
[١٠:١٦ ص، ٢٠٢٣/٩/٤] نورا زقوت: نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا..
عرض أزياء لأطفال يعتبر الأول من نوعه في فلسطين، حيث أقيم في مدينة الخليل، صنع تفاصيله طلاب الأزياء في الكلية الحديثة، واختاروا له عنوان” هذا أنا “
كإثبات مستمر بأنا شعب قابل للفرح ومحب للحياة، شعب منتج للفن، ومواكب للإبداع.

المرأة الفلسطينية …. مكانتها بين التحديات والإنجازات

تقف المرأة الفلسطينية على أرض خصبة بالتاريخ والتراث، كعمودٍ حجريٍ متين، تحمل على عاتقها لوحةً فنيةً رائعة تروي قصة نضال لا تُنسى، إنها حاملةٌ لرموز الصمود والأمل، مترسخة في أرضها كشجرة قوية تنمو رغم الرياح العاتية.

 ففي ساحة الصراع والمقاومة، امتزجت دماءها مع تراب الوطن، فأصبحت شهيدةً ومجاهدةً في آنٍ واحد، لم تكن مجرد شهادة تشاهد الأحداث تاريخيًا، بل شاركت بفاعلية في تشكيلها، صاغت استراتيجيات المقاومة بحكمتها وشجاعتها.

تاريخ النضال والصمود:

تراصت في قلب الأرض الفلسطينية، أحداث تاريخية تحمل في طياتها نضال وصمود المرأة الفلسطينية، بصوت ينبض بالإلهام، نروي قصة هذه النساء القويات اللواتي أثبتن أن الإرادة تجعل المستحيل ممكناً.

منذ سنواتٍ طويلة، عاشت المرأة الفلسطينية تحت ظلال التحديات الكبيرة والصراعات المستمرة، كانت تحمل عبء الحياة اليومية، وتواجه تهديدات الاستعمار والتهجير، لكنها لم تتراجع أبداً، بل قررت أن تكون جزءاً لا يتجزأ من النضال من أجل الحقوق والحرية، كانت المرأة الفلسطينية محوريّة في النضال الثقافي والاجتماعي، تعبت على الحفاظ على هويتها وثقافتها، ونقلها إلى الأجيال الجديدة بكل اعتزاز، كما عملت على نشر الوعي بالقضية الفلسطينية من خلال وسائل الإعلام والتعليم، مشعّة بروح الصمود والأمل.

في ظلّ الاستعمار البريطاني، لم تكتفِ المرأة بالتباكي على مصائرها بل تحدّت القيود والحدود، وانخرطت في النضال المسلح إلى جانب رجالها، كانت تنضم إلى الصفوف الأمامية في المعارك، حاملةً بين يديها سلاح الحرية وراية الصمود.

تسلحت المرأة الفلسطينية بقوة الكلمة والقلم أيضاً، كان لها دورٌ بارز في الكتابة والنشر، حيث نقلت تجارب الصمود والمعاناة للعالم الخارجي، تحدّثت بصدق عن واقع الحياة تحت الاحتلال، وحاولت أن تصل صوتها إلى قلوب الناس حول العالم.

كانت المرأة الفلسطينية تعيش الحاضر وتبني المستقبل في آنٍ واحد، عملت على ترسيخ مفاهيم المساواة والتعليم بين الجنسين، لتكون شريكةً فعّالة في بناء المجتمع وصياغة مصير الوطن.

التعليم والتمكين:

التعليم والتمكين للمرأة الفلسطينية يمثلا عمودين أساسيين في مسيرتها نحو النجاح والتحرر، من خلال تمكين المرأة من التعليم، يتم توفير الفرص لها للتطور الشخصي والمهني، وتكون قادرةً على المساهمة بشكل إيجابي في بناء مجتمعها ومستقبلها.

يلعب التعليم  دوراً حيوياً في تمكين المرأة الفلسطينية من خلال عدة جوانب :

التمكين الشخصي: من خلال التعليم، تحصل المرأة على المعرفة والمهارات التي تعزز اعتزازها بذاتها، تتعلم كيف تفكر بشكل نقدي، وتطوير قدراتها الفردية، مما يمكّنها من تحقيق أهدافها والنمو بشكل شامل.

المشاركة الاجتماعية والسياسية: التعليم يمكن المرأة من المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية، يساهم في تعزيز وعيها بحقوقها وواجباتها، ويمنحها القدرة على المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في مجتمعها.

الفرص المهنية: التعليم يفتح أبواب الفرص المهنية أمام المرأة الفلسطينية، بفضل المعرفة والمهارات التي تحصل عليها، يمكنها الاندماج في مختلف القطاعات الاقتصادية وتحقيق استقلالية اقتصادية.

مكافحة التمييز والعنف: التعليم يمكن المرأة من فهم حقوقها والدفاع عنها من خلال التعليم، تصبح أكثر قوة في مواجهة التمييز والعنف الجنسي، وتعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين.

ترسيخ القيم والهوية: من خلال التعليم، يتم تعزيز قيم الهوية والانتماء للمرأة الفلسطينية، يتم تعزيز الروح الوطنية والتاريخية، ويُعلم للأجيال الصاعدة أهمية الحفاظ على هذه الهوية والميراث الثقافي.

لتحقيق هذا التمكين، يجب توفير فرص التعليم الجيد والمناسب للمرأة الفلسطينية، سواء كان ذلك من خلال التعليم الأساسي، والثانوي أو التعليم العالي والتدريب المهني، يجب أيضاً تعزيز الوعي بأهمية التعليم ومساهمته في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للجميع.

المشاركة السياسية والمؤسسات:

كان للمرأة الفلسطينية دور فعال وقوي في المشاركة السياسية والمؤسسات، حيث برز الكثير منهن في المحافل الدولية .

المشاركة السياسية: تمتلك المرأة الفلسطينية دورًا أساسيًا في الساحة السياسية والقرارية، عبر مشاركتها تحمل رؤيةً واقعية للقضايا التي تؤثر في المجتمع والوطن، تسعى للعمل على تحقيق التوازن بين جميع الفئات، وتمثيل أصوات مختلفة داخل المجتمع الفلسطيني.

تحديات المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية:

على الرغم من الإرادة القوية للمرأة الفلسطينية، تواجه تحديات كبيرة في مشاركتها السياسية، تشمل هذه التحديات التمييز الجنسي والاجتماعي، وعدم توفر الفرص المتساوية للمشاركة، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر على القدرة على المشاركة النشطة، كما تواجه المرأة تحديات أمنية وسياسية في بيئة معقدة من الصراع والاحتلال.

دور المؤسسات: تلعب المؤسسات دورًا مهمًا في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية، تعمل هذه المؤسسات على تقديم الدعم والتدريب للنساء الراغبات في المشاركة في السياسة، تسعى لزيادة الوعي بأهمية دور المرأة في صنع القرار وتأثيرها الإيجابي على المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسسات إلى توفير بيئة آمنة وشفافة تمكّن المرأة من التعبير عن آرائها، والمشاركة في النقاشات السياسية دون خوف من التهديدات أو الانتقام.

كيف يمكن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية؟

التوعية والتثقيف: يهم المؤسسات توعية النساء بحقوقهن السياسية والمشاركة في العملية الديمقراطية، يتضمن ذلك توجيههن حول كيفية التصويت، والمشاركة في الانتخابات وغيرها من الأمور السياسية المهمة.

توفير التدريب والدعم: يساهم توفير دورات تدريبية في تطوير مهارات القيادة، والإدارة والتواصل، كما يمكن للمؤسسات تقديم الدعم المادي والتقني للمرأة الفلسطينية لزيادة فرص مشاركتها.

تعزيز التمثيل النسائي: تعمل المؤسسات على زيادة التمثيل النسائي في المجالات السياسية المختلفة، سواء كان ذلك عبر تعزيز ترشيح النساء في الانتخابات، أو تعيينهن في المناصب الحكومية والسياسية.

إقرار سياسات تشجيعية: يمكن للحكومات والمؤسسات اتخاذ سياسات تشجيعية لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة، مثل فرض نسبة مئوية من المقاعد للنساء في البرلمان أو المجالس المحلية.

باختصار، المشاركة السياسية ودور المؤسسات يشكلان عنصرين أساسيين في تعزيز تمكين المرأة الفلسطينية، وضمان تمثيلها الفعّال في صنع القرارات وبناء مستقبل أفضل.

الهوية والثقافة:

تنبض في قلب الأرض الفلسطينية، المرأة بروح الصمود والقوة، تحمل على كاهلها مسؤولية الحفاظ على هويتها وثقافتها في وجه التحديات العديدة، إنها محافظة على هذا التراث الثمين بكل شجاعة وإصرار.

 من خلال مشاركتها الفعالة في الحياة المجتمعية، تقف المرأة الفلسطينية واجهة للتحديات والصعاب، وتستخدم قوتها لنقل القيم والمبادئ التي شكلت الهوية الوطنية عبر الأجيال، بفضل عزيمتها، تعزّز اللغة واللهجة الفلسطينية، وتحميها من الاندثار في ظل التغيّرات الثقافية.

قوة المرأة في الأجيال الجديدة:

أما مع الأجيال الجديدة، تكمن قوتها في تربيتها وتعليمها، تنقل لهم القصص والحكايات التي تحمل معاني الصمود والتحدي، هي معلمة وقائدة، تهديهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

 فتقف المرأة الفلسطينية كعامود قوي في الأنشطة الاجتماعية، والجمعيات المحلية، تبذل جهدًا لتنظيم فعاليات تعزز الوحدة وترسخ الهوية الثقافية،  بقوتها وإرادتها تشكل حماية للتراث والقيم، ممهدةً الطريق لأجيالٍ جديدة تحمل شعلة الحبّ للوطن والهوية.

إن المرأة الفلسطينية هي أكثر من مجرد وجهٍ جميل، إنها رمز للقوة والعزيمة في مواجهة التحديات، من خلال حفظها للهوية الوطنية والثقافية، تبني جسرًا من الماضي نحو المستقبل، لترسخ بصمتها القوية في تاريخ الأرض الفلسطينية.

الفن والأدب:

تبرز بين طيات التاريخ الفلسطيني إسهامات متألقة للمرأة الفلسطينية في ميادين الفن والأدب، حيث أصبحت صوتًا يعبّر بعمق عن تجربتها ومشاعرها، دورها في هذا المجال لا يمكن تجاوزه، إذ تنقل من خلال إبداعاتها تفاصيل حياتها والواقع الذي تعيشه.

الشعر والأدب:

تتألق المرأة الفلسطينية في عالم الشعر والأدب، حيث تعبّر عن تجربتها وألمها بكل صدق وجرأة، قدمت قصائد مؤثرة تعكس واقع الحياة تحت الاحتلال والصراع، وتعبر عن حبها للوطن والأمل في تحقيق الحرية.

الأدب الروائي والقصصي:

بواسطة رواياتها وقصصها، تروي المرأة الفلسطينية حكايات معقدة عن حياتها اليومية وتجاربها الشخصية، تناقش قضايا الهوية، والحب، والصراع، وتلامس جوانب عميقة من الإنسانية.

الفنون البصرية:

تبدع في مجال الفنون البصرية أيضًا، من خلال لوحاتها ورسوماتها، تجسد تجربتها وتعبّر عن تفاصيل حياتها ومشاعرها، تُظهر العزيمة والصمود في وجه الصعوبات من خلال الألوان والأشكال.

الموسيقى والأداء:

تتجلى إسهامات المرأة الفلسطينية في مجال الموسيقى والأداء، حيث تغني وتعزف على آلات موسيقية لتعبر عن أحاسيسها وأملها في التغيير والتحرر.

السينما والتصوير الفوتوغرافي:

من خلال الأفلام الوثائقية، والأفلام الروائية، والتصوير الفوتوغرافي، تعكس المرأة الفلسطينية واقع الحياة والصراعات والتحديات التي تواجهها، وتسعى لنقل صوتها إلى العالم.

إن هذه الإسهامات الفنية والأدبية للمرأة الفلسطينية تأتي من قلب الصراع والمعاناة. وتعبر عن إرادتها في تحقيق التغيير وإحداث تأثير إيجابي، تحمل أعمالها رسائل تأمل وصمود، وتساهم في نقل تجربتها ومشاعرها إلى الأجيال الحالية والمستقبلية.

التحديات الحالية ومستقبل مشرق:

تعيش المرأة الفلسطينية تحت ظروف سياسية معقدة، حيث تستمر مشكلة الاحتلال والصراع في التأثير على حياتها اليومية، تواجه التهميش والتمييز في قرارات صنع السياسة والتفاوت في حقوقها، الحل السياسي والاستقرار الدائم لهو أمر ضروري لتحقيق تقدم حقوق المرأة الفلسطينية.

التحديات الاقتصادية:

الوضع الاقتصادي الصعب يعتبر تحديًا كبيرًا. حيث تتعرض المرأة لصعوبات في الحصول على فرص العمل، والتنقل وتوفير احتياجات أسرها، البطالة وضعف فرص العمل يؤثران سلبًا على تمكينها الاقتصادي وقدرتها على المساهمة في تطوير المجتمع.

تحديات التعليم والتمكين:

رغم الإرادة القوية للمرأة الفلسطينية في تحقيق التعليم والتمكين، إلا أنها تواجه صعوبات في الوصول إلى التعليم الجيد وفرص التدريب والتطوير المهني، تلك التحديات تقوض قدرتها على تحقيق إمكاناتها الكاملة والمساهمة بشكل أقوى في بناء المجتمع.

رؤية لمستقبل مشرق:

مستقبل مشرق للمرأة الفلسطينية يستند إلى تمكينها وتعزيز دورها في المجتمع، يجب تحقيق المساواة في فرص التعليم والعمل، وتشجيع مشاركتها الفعالة في صنع القرار، يتطلب ذلك دعمًا قويًا من قِبَل المجتمع المحلي والحكومة والمؤسسات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز دور المرأة في التنمية المستدامة وتعزيز قدراتها القيادية والاقتصادية.

 يمكن أن تسهم المرأة في تطوير القطاعات المختلفة، بما في ذلك الاقتصاد الابتكاري والتكنولوجيا، ومع ضمان حقوقها ومشاركتها الكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يمكن للمرأة الفلسطينية أن تكون ركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق.

قصص إلهام ونجاح:

حنان عشراوي: ناشطة سياسية فلسطينية، كانت قائدة في الانتفاضة الاولى. والمتحدثة الرسمية باسم السلطة الفلسطينية، اختيرت في 1991 لتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في محادثات سلام الشرق الأوسط في مدريد.

فدوى طوقان: أول شاعرة فلسطينية قاتلت من خلال كلماتها وقصائدها من أجل حرية فلسطين، اعتقد أهلها أن مشاركة المرأة في الحياة العامة هو أمر غير مقبول وبسبب هذا، قامت طوقان بتعليم نفسها بمساعدة أخيها، الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان.

كريمة عبود: أول مصورة فلسطينية، افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، في الوقت الذي لم تظهر صور النساء في جوازات السفر.

كما تمكنت كريمة بصورها من توثيق مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين لحياة الفلسطينيين ما قبل النكبة.

مي زيادة: أول خطيبة في العالم العربي، حيث سلبت قلوب الجمهور بصوتها وكلماتها، وقد نشرت العديد من المقالات في الصحف العربية، كما نشرت ثلاثة عشر كتابا، وقد توفيت في عام 1941.

ختاما:

تظل المرأة الفلسطينية شامخة كرمز للقوة والإصرار في وجه التحديات الكبيرة. إنها تجسد رمزًا حيًا للصمود والأمل، حيث تواجه الصعاب بوجه مستقيم وتسعى لبناء مستقبل أفضل لها ولأجيالها القادمة.

على مر العقود شهدنا إسهاماتها الملهمة في مختلف المجالات، سواء كانت السياسة أو العلوم أو ريادة الأعمال أو الفن.

تفوح من نجاحاتها وإنجازاتها رائحة التحدي والعزيمة، فهي تثبت أنها قادرة على تحقيق أهدافها رغم كل العقبات، إن قدرتها على تحمل المسؤولية، وتقديم مساهمات إيجابية تسهم في بناء وطنها وتمتد تأثيرها إلى العالم بأسره.

  لن يكون مستقبل فلسطين إلا بتمكين المرأة ومنحها الفرص العادلة للتعلم، والتطوير، والمشاركة في جميع جوانب الحياة، إذا ما استمرت هذه الجهود، فإننا نعلن عن بداية مستقبلٍ مشرق يبنى على أساس تنوير المرأة وقوتها. ليصبح لديها دور مؤثر في تطور وازدهار وطنها.

حقوق الإنسان …. إعلان عالمي وتطبيق منقوص

انبثقت حقوق الإنسان عبر تاريخ الإنسانية كمفهوم أساسي يجسد كرامة الفرد، حيث تمثل هذه الحقوق معيارًا أخلاقيًا وقانونيًا يجب أن يشكل الأساس الذي يقوم عليه أي مجتمع مدني يسعى للعدالة والتقدم، تجسيداً لفكرة أن “كل البشر ولدوا أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق”.

 ينبغي أن يكون هذا المفهوم القائم على التوازن بين الحريات الفردية، والمسؤولية الاجتماعية هو الدافع وراء الجهود المستمرة للوصول إلى مجتمع يحقق العدالة، والتنمية لأفراده، كما تعتبر حقوق الإنسان لبنة أساسية لبناء مجتمعات تعزز التعايش والسلام.

الإعلان العالمي لحقوق الانسان:

 يعد الإعلان العالمي لحقوق الانسان وثيقة تاريخية هامة؛ صاغها ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية، والثقافية شملت جميع أنحاء العالم، وقد اعتمدت الجمعية العامة لحقوق الانسان في باريس بتاريخ 10كانون الأول/ ديسمبر 1948م، بموجب القرار” 217 ألف ” بصفة أنه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب، وبذلك هو يحدد للمرة الأولى حقوق الانسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً، وترجمت الاتفاقية إلى 500 لغة من لغات العالم.

لذلك هي ليست مجرد مجموعة من القوانين، والاتفاقيات الدولية بل هي مظهر لا يتجزأ من الإنسانية تشكل عقيدة تجاه كيفية معاملة الآخرين، وتحقيق العدالة والمساواة.

ولدينا العديد من النصوص التي يختص كل منها بحقوق بعينها، تتضمن داخلها لوائحها وقوانينها وصياغاتها، وسنتناول في هذا المقال مقتطفات حولها:

الحق في الحريات الأساسية:

تمثل حقوق الحريات الأساسية إحدى أهم جوانب حقوق الإنسان، حيث تشكل أساساً ليمتع الفرد بحياة حرة ومستقلة، تعبر عن قدرة الإنسان على التعبير عن آرائه، ومعتقداته دون قيود أو خوف من العقوبة.

 حيث تتيح حرية التعبير للأفراد الإفصاح عن آرائهم، وأفكارهم بحرية من خلال وسائل متعددة مثل الصحافة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمظاهرات، والاحتجاجات، لذلك يجب أن تكون هذه الحرية مرتبطة بالمسؤولية لمنع الإساءة أو التحريض، كما تمكن الأفراد من اختيار، وممارسة ديانتهم أو معتقداتهم بحرية مطلقة دون تدخل.

تسمح حقوق الحريات الأساسية للصحفيين بنقل الأخبار، والمعلومات بحرية، وتسهم في ضمان شفافية الأحداث والمعلومات للجمهور، وتعطي الأفراد حق التجمع وتأسيس منظمات للدفاع عن قضاياهم والعمل على تحقيق تطلعاتهم.

 يضاف على ذلك أنها تمنح الأفراد الحق في البحث، والتعلم واكتساب المعرفة دون قيود غير مبررة، اما عندما نتحدث عن عصر التكنولوجيا، أصبحت حقوق الحريات الأساسية على الإنترنت مهمة أيضاً، حيث يجب أن يحافظ الأفراد على حقوقهم في التعبير والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت.

الحق في الحياة والأمان:

تعتبر حقوق الحياة، والأمان من أعظم حقوق الإنسان التي تمثل الأساس الذي يقوم عليه بناء جميع الحقوق الأخرى، فحق الحياة يمثل الأساس الذي يتيح للإنسان الفرصة للاستمتاع ببقية حقوقه، وهو يشمل الحق في البقاء على قيد الحياة والحماية من أي تهديدات تعرض حياته للخطر.

 أما حق الأمان فهو يسهم في توفير بيئة آمنة ومستدامة تسمح للأفراد بالتطور والازدهار، يشمل هذا الحق حماية الأفراد من التهديدات التي قد تعرض حياتهم أو سلامتهم للخطر، سواء كانت من الداخل أو الخارج، ويشمل أيضًا الحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية وغير الإنسانية .

بشكل عام، يعكس احترام حقوق الحياة والأمان قيم الإنسانية والعدالة والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات، هذه الحقوق تشكل أساسًا لضمان كرامة الإنسان وتطويره في بيئة آمنة ومحمية.

الحق في المساواة وعدم التمييز:

تعدّ حقوق المساواة وعدم التمييز ركيزتين أساسيّتين في سياق حقوق الإنسان. حق المساواة ينصّ على أن جميع الأفراد يولدون متساوين في الحقوق، والكرامة، دون تمييز بناءً على الجنس، العرق، اللون، الدين، أو أي عوامل أخرى.

 أما حق عدم التمييز فيشمل حق كل إنسان في عدم تعرضه لأي نوع من التمييز، أو الإقصاء بناءً على معايير غير مشروعة، يشمل هذا الحق منع التمييز في مجموعة متنوعة من المجالات. بما في ذلك التعليم، العمل، الوصول إلى الخدمات الصحية، والمشاركة في الحياة العامة.

يهدف احترام حقوق المساواة، وعدم التمييز إلى خلق مجتمع يتسم بالعدالة والتنوّع. حيث يمكن للجميع العيش، والمشاركة بحرية وبلا خوف من التمييز، تحقيق هذه الحقوق يلعب دورًا مهمًا في بناء مجتمع أكثر تقدمًا وتنوعًا وتعاونًا.

الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:

تعد الحقوق في الاقتصادية والاجتماعية النصف الثاني من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ ودخل حيز التنفيذ عام 1976م، حيث يهدف إلى ضمان العيش اللائق للجميع، وتحسين ظروف حياتهم، هذه الحقوق تُعتبر ملحقة لحقوق الحياة والحرية، حيث لا يمكن للإنسان أن يعيش بحرية إذا كانت ظروف حياته اقتصادية واجتماعية صعبة.

من بين هذه الحقوق:

العمل والحماية الاجتماعية: يشمل حق الأفراد في فرص عمل مناسبة وعادلة، وضمان حماية اجتماعية تشمل الرعاية في حالات البطالة أو الإعاقة أو التقاعد.

الرعاية الصحية: يشمل حق الأفراد في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والوصول إلى الخدمات الطبية دون تمييز.

التعليم: يتضمن حق الأفراد في الحصول على تعليم مجاني. وإلزامي على الأقل في المراحل الأساسية، وتوفير فرص التعليم العالي.

الإسكان: ويشمل حق الأفراد في العيش في بيئة سكنية لائقة وآمنة، ومنع التشرد وإقامة البرامج لتحسين الإسكان.

حقوق الأطفال والعائلات: تشمل حماية الأطفال من العمل القسري. والاستغلال وتوفير الرعاية الصحية والتعليم والظروف الملائمة لتنميتهم.

تحقيق هذه الحقوق يتطلب جهوداً من الحكومات والمؤسسات الدولية، والمجتمع المدني، إضافة إلى توفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية المتساوية يسهم في خلق مجتمع أكثر عدالة واستقرارًا، ويعزز من ازدهار الأفراد، والمجتمعات بشكل عام.

حقوق الأطفال والنساء والفئات الهشة:

تعكس حقوق الأطفال، والنساء والمجتمعات الهشة التركيز على الفئات الضعيفة. والمحتاجة من المجتمع، هذه الحقوق تسعى إلى حماية، وتعزيز حياة هذه الفئات، وتحسين وضعهم في مجتمعاتنا، حيث يتضمن ضمان الحقوق الأساسية للأطفال؛ مثل الحق في العيش، والنمو في بيئة آمنة وصحية، والحق في التعليم، والحماية من التشرد، والاستغلال والعنف.

 تهدف هذه الحقوق إلى ضمان تنمية الأطفال بشكل صحيح وسعيد وإعدادهم للمستقبل، كما وتهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وحماية حقوق النساء من التمييز، والعنف، تشمل هذه الحقوق حقوقًا مثل الحق في المشاركة السياسية والاجتماعية، وحق الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، وحق العمل بدون تمييز.

تشمل حقوق الفئات الضعيفة، والمعرضة للتمييز، والظروف الصعبة. مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، واللاجئين. والمهاجرين، والفقراء، إلى تحسين وضع هذه المجتمعات وتوفير الحماية والدعم اللازمين لهم. فإن تحقيق حقوق هذه الفئات يتطلب التعاون، والجهود المشتركة من الحكومات، والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، يُعَتَبَر احترام حقوق هذه الفئات جزءًا أساسيًا من بناء مجتمع عادل يضمن للجميع فرصًا متساوية، وحياة كريمة.

حقوق اللاجئين والمهاجرين:

تمثل حقوق اللاجئين، والمهاجرين تحديات كبيرة ومهمة في سياق حقوق الإنسان والقانون الدولي، هذه الفئتين تحتاج إلى حماية خاصة نظرًا للظروف الصعبة التي يمكن أن يواجهونها خلال رحلاتهم، وتواجدهم في البلاد الأخرى.

 ينطبق لفظ لاجئ على:


  كل شخص اعتبر لاجئا بمقتضى ترتيبات 12 أيار/مايو 1926 و 30 حزيران/يونيه 1928، أو بمقتضى اتفاقيتي 28 تشرين الأول/أكتوبر 1933، و 10 شباط/فبراير 1938 وبروتوكول 14 أيلول/سبتمبر 1939. أو بمقتضى دستور المنظمة الدولية للاجئين. ولا يحول ما اتخذته المنظمة الدولية للاجئين أثناء ولايتها من مقررات بعدم الأهلية لصفة اللاجئ دون منح هذه الصفة لمن تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذا الفرع.

  – كل شخص يوجد، بنتيجة أحداث وقعت قبل 1 كانون الثاني/يناير 1951، وبسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه، أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، خارج بلد جنسيته، ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يستظل بحماية ذلك البلد.

 أو كل شخص لا يملك جنسية ويوجد خارج بلد إقامته المعتادة السابق بنتيجة مثل تلك الأحداث ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يعود إلي ذلك البلد.
فإذا كان الشخص يحمل أكثر من جنسية، تعني عبارة “بلد جنسيته” كلا من البلدان التي يحمل جنسيتها، ولا يعتبر محروما من حماية بلد جنسيته إذا كان، دون أي سبب مقبول يستند إلي خوف له ما يبرره، لم يطلب الاستضلال بحماية واحد من البلدان التي يحمل جنسيتها.

حقوق اللاجئين:

يعرّف اللاجئ بموجب القانون الدولي كشخص هرب من بلاده بسبب مخاوف من التعرض للاضطهاد بناءً على أسباب معينة مثل العرق، أو الدين، أو الانتماء السياسي، فحقوق اللاجئين تشمل الحق في اللجوء والحماية من الاضطهاد. وحق الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، والحق في العمل، كما أن الدول ملزمة بتوفير الحماية للاجئين وعدم ترحيلهم إلى البلاد التي قد تتعرض فيها للاضطهاد.

المهاجرين وحقوقهم:

المهاجرين هم أشخاص يتنقلون من بلدهم إلى بلد آخر بحثًا عن فرص اقتصادية. أو تحسين الظروف الحياتية، حقوق المهاجرين تشمل الحق في الحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان الأخرى دون تمييز، بالإضافة الى أن المهاجرون غالبًا يواجهون تحديات مثل عدم الحصول على حماية قانونية أو الوصول إلى خدمات أساسية، ويمكن أن يكون لديهم حق في تحسين ظروفهم.

تحقيق حقوق اللاجئين والمهاجرين يستدعي تبني سياسات وإجراءات تضمن حمايتهم واحترام حقوقهم الإنسانية، يجب أن تكون هذه الجهود مبنية على التعاون الدولي واحترام القوانين الدولية المعنية بحقوق اللاجئين وحقوق الإنسان.

حقوق الانسان في فلسطين:

 يسترشد مجلس حقوق الانسان في فلسطين؛ بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين الخاصين بهما.

 وإذ يرى أن تعزيز احترام الالتزامات الناشئة عن ميثاق الأمم المتحدة، وغيرها من الصكوك وقواعد القانون الدولي هو من بين المقاصد، والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة.

والاعتراف  التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي لتعزيز حقوق الإنسان وضمان احترام القانون الدولي،

  بأن السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان هي الدعائم التي تقوم عليها منظومة الأمم المتحدة،

 كما ويؤكد المجلس انطباق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب. المعقودة في 12 آب 1949م. على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

 وإذ يشير إلى التزامات الأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة. والتأكيد مجددا على أن كل طرف من الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة ملزمة بضمان احترام التزاماتها الناشئة عن تلك الاتفاقية.

 مسترشدة في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وعدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق استخدام القوة، على النحو المنصوص عليه في الميثاق.

الانتهاكات المتكرره:

 إضافةً إلى عدم التنفيذ من قبل السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل. قرارات وتوصيات مجلس الأمن والجمعية العامة. ومجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

 إدانة جميع أشكال العنف ضد المدنيين ويأسف للخسائر في الأرواح البشرية. وإذ يسلم بأن الهجمات،  

 والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبخاصة منها ما حدث في قطاع غزة المحتل. قد سببت انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني فيها. كما تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين.

 وإذ تعترف أيضا بأن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة المحتل. بما في ذلك إغلاق المعابر الحدودية، يشكل عقابا جماعيا ويؤدي إلى عواقب وخيمة. الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية،

 وتطالب إدانة الهجمات. والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة منها ما حدث في قطاع غزة المحتل. والتي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال.

مطالبات مجلس الأمن:

كما ويطالب المجلس السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل. ووقف استهداف المدنيين. والتدمير المنهجي للتراث الثقافي للشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى تدمير الممتلكات العامة والخاصة، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة.

ويدين عدم احترام الحقوق الدينية. والثقافية المنصوص عليها في الصكوك الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني من قبل السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بما فيها إعلانها عن أنها ستضيف الحرم الإبراهيمي في الخليل وبلال مسجد (“قبر راحيل”) في بيت لحم، وأسوار مدينة القدس القديمة على قائمة مواقع التراث الوطني.

تطالب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. بالوقف الفوري لجميع أعمال الحفريات وأعمال التنقيب تحت وحول المسجد الأقصى مبنى المسجد وغيره من المواقع الدينية في البلدة القديمة من القدس، والامتناع عن أي عمل قد يعرض للخطر هيكل أو أسس أو تغيير طبيعة الأماكن المقدسة. الإسلامية والمسيحية على حد سواء، في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في القدس وحولها.

الحماية الدولية للشعب الفلسطيني:

يدعو الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة. بما يتفق مع حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. على حد سواء المطبقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بما فيها القدس الشرقية؛

تدعو أيضا إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات. والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

يطالب السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل. والتوقف فورا عن قرارها غير القانوني لهدم عدد كبير من المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك في منطقة حي البستان في سلوان، وإجلاء العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح في القدس الشرقية، والذي أسفر عن تشريد أكثر من 2000 فلسطيني من سكان القدس الشرقية.

 تطالب أيضا السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني.

كما ويدعو السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل. إلى رفع الحواجز وفتح جميع المعابر والحدود وفقا للاتفاقات الدولية ذات الصلة.

مطالبة برفع الحصار:

 كما ونطالب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. أن ترفع فورا الحصار المفروض على قطاع غزة المحتل. وأنه فتح جميع المعابر والحدود، والسماح بحرية الوصول للاحتياجات الانسانية والادوية وقود بالإضافة إلى جميع المواد الضرورية والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار والتأهيل في قطاع غزة.

كل ما سبق كان ضمن جزء من الانتهاكات التي أقرتها المفوضية العامة للأمم المتحدة ومجلسها، ويبقى رد هذه الانتهاكات والتحقيق فيها أو وقفها رهناً بحكومة الاحتلال التي لا تقيم للعدالة وزناً، أمام صمت القانون العالمي الذي لم يخلق ليطبقه الأقوياء.

ختاماً:

يُمكن القول إن حقوق الإنسان تمثل أساسًا أخلاقيًا وقانونيًا يجب احترامه. والعمل على تعزيزه في جميع أنحاء العالم. تُعدّ هذه الحقوق مكفولة لكل فرد دون تمييز وتشمل حقوقًا اقتصادية واجتماعية وثقافية. بالإضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية.

 تسعى المجتمعات والدول إلى ضمان تطبيق هذه الحقوق ومنها فلسطين التي تعاني من الاحتلال على مدار عقود. وذلك من خلال التشريعات، والاتفاقيات الدولية، ومراكز حقوق الانسان المنتشرة فيها.

 وتبقى التحديات موجودة لضمان احترام تلك الحقوق بشكل كامل. ولكن التوجه نحو المزيد من الوعي، والتعليم حول حقوق الإنسان يبقى ضرورياً لبناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهارًا.

نبات القريص …. تراث فلسطيني بين الطعام والدواء

تعد الأكلات الفلسطينية ومنها أكلة نبات القريص، من أبرز الجوانب الثقافية، والتراثية التي تميز فلسطين، فهي تجسد تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، وتعكس تنوع المكونات الطبيعية والثقافية في المنطقة، تتميز الأكلات الفلسطينية بتوازنها الغذائي وقيمتها الغذائية العالية.

 إذ تحتوي على مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والمعادن، تتنوع الأطباق الفلسطينية بحسب المناطق الجغرافية.

حيث تجد أطباقًا شهية من البحر المتوسط مثل المأكولات البحرية والسلطات المنعشة، وأطباقًا من الأراضي الداخلية مثل اللحوم، والدجاج، والأرز والحبوب، تعتبر الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والسمنة أساسًا للعديد من الأطباق الفلسطينية، وتعزز من قيمتها الغذائية وطعمها الفريد.

 تتميز وجبة القريص بتنوع مكوناتها والطرق المختلفة التي يتم تحضيرها بها، لكن ما هو تاريخ القريص وكيفية تحضيره، لنتعرف عليه سوياً.

تاريخ أكلة القريص:

يعود تاريخ أكلة القريص ” القراص. الحريق ” الى البريطانيين حيث كانوا يستخدمون نبات القريص في ضرب أنفسهم؛ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يعمل على الدفء في أوقات الشتاء الباردة، وقد أدخله جنود يوليوس قيصر من رومانيا إلى بريطانيا، ومازال استخدام نبتة القريص في علاج بعض الأمراض.

الأماكن التي يتواجد فيها القراص:

من الممكن أن يتم العثور على نبات القراص بالطبيعة دون زراعته حيث إنه يوجد تقريباً في الأماكن التي تكون فيها التربة غنية بالعناصر الغذائية، والنيتروجين مع توفر رطوبة كافية.

 إذ عادةً ما يعد القراص مؤشراً على وجود النيتروجين، وغالبًا ما يتواجد القراص في أطراف الغابات وبالقرب من البرك وحواف الأنهار، حيث تتشكل ممرات ضخمة من القراص فيها.

القريص في الثقافة الفلسطينية:

يعد القريص عنصر مهم في الثقافة الفلسطينية، ويعتبر رمزاً للهوية الوطنية والتراث الشعبي. يُعتقد أن القريص يعود إلى العصور القديمة. حيث كان يستخدم في الحماية من العوامل الجوية القاسية، ومع مرور الزمن، تحول القريص إلى رمز ثقافي واجتماعي في فلسطين.

فوائد القريص:

اهتم الجيل القديم خصوصا فئة الفلاحين بنبتة القريص للتخلص من الام المفاصل، والعظام وذلك عن طريق عمل مرهم من مجموعة أعشاب القريص المغلية مع شحم الحيوانات، كما أثبت أنه يساعد على التخلص من الرعاف وذلك عن طريق وضع عصارة القراص في قطعة من القماش، ووضعها على الأنف.

 كما ويعتبر نبات القراص من النباتات التي لها فائدة عظيمة كمعالجة البواسير، التخلص من فقر الدم. وتهدئة الأعصاب والتوتر والأكتئاب، ويضاف إليه الاستخدامات التالية:

تستخدم في معالجة الحروق التي تكون من الدرجة الأولى.
يستخدم في علاج تساقط الشعر، أو تقويته، أو لمعانه.
يستخدم في الحفاظ على نقاء الدم. وتجديد النشاط، حيث يتم غليه وشربه.
يمكن استعماله كمضاد حيوي للعديد من الأمراض، مثل الروماتيزم، والأمراض التي تؤثر على جهازالمناعة. والنزيف أو الرعاف. الشلل، البواسير، الجروح المستعصية، والخصوبة.

طريقة عمل مغلي نبتة القراص:

تؤخذ معلقة صغيرة من نبات القريص الجافة (يتم تجفيفها في الشمس وتتم طريقتها كنفس طريقة تجفيف نبتة الملوخية، حيث تترك في الشمس لمدة لا تقل عن ستة أو سبعة أيام على الأقل).

تضاف بودرة نبات القريص. والتي تسحق أو تطحن بعد تجفيفها، إلى كوب من الماء المغلي مسبقاً. تترك لمدة لاتقل عن عشر دقائق، ثم يصفى جيداً، ويشرب، ويفضل الاستمرار على هذه الطريقة لمدة لا تقل عن أسبوع من أجل نتائج أفضل. ويُفضّل شرب شاي القريص لمدة لا تقل عن شهر كامل صباحاً قبل الإفطار بنصف ساعة في حالة ضعف العصب والدم.

ختاما: يمكننا القول بأن أكلة القريص الفلسطينية تعد واحدة من أهم وألذ الأطباق التقليدية في فلسطين. تتميز هذه الوجبة بتاريخها العريق، وتراثها الثقافي الغني؛ حيث يعود أصلها إلى العصور القديمة.

حيث تعتبر من النباتات التي لا تخلو المائدة الفلسطينية منها. أي انها تجسد الثقافة والتراث الفلسطيني. وتعد رمزًا للترابط والتعايش. إنها ليست مجرد طعام، بل هي تجربة شهية وثقافية تستحق التجربة. والاستمتاع بها.

شخصية جحا … الأكثر جدلاً عبر التاريخ

شخصية جحا من الشخصيات المثيرة للجدل ولا نستطيع تأكيد مصدر هذه الشخصية. بسبب تعدد الروايات والحكايات عنها. يرى العقاد أن جحا يعبر عن جوهر فلسفة الضحك لدى الشعوب العربية والإسلامية، ليطرح سؤالاً بعد تتبع تاريخ الضحك في الكتب الدينية والتراث. قائلاً: “أكانت شخصية حقيقية أم نسجاً من الخيال.

لكن جحا جعل في مخيلتنا صورة للفيلسوف البسيط المتناقض ما بين الحكمة. والبلاهة حتى جعل الانسان في حيرة من امره هل هذا ذكاء ام أنها من السذاجة والغباء.

جحا على مر العصور:

شخصية جحا ذكرها مؤرخون قدامى كرجل مثقف، وحكيم وعالم فطن من رواة الحديث النبوي، بينما وصفه آخرون بالحمق والغباء، ورأى البعض أنه رجل عربي، وآخرون أكدوا أنه تركي أو فارسي، بل انتقلت الشخصية إلى دول أوروبا الوسطى وأخذت ملامح أوروبية جديدة.

نسبت شخصية جحا إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة سنتعرف عليها في هذا المقال.

شخصيات جحا:

كل الشعوب، والأمم صمّمت لها جحا خاصاً بها بما يتلاءم مع طبيعة الأمة، وظروف الحياة الاجتماعية فيها، ومع أن الأسماء وشكل الحكايات تختلف، ولكن شخصية جحا الذكي البارع الذي يدعي الحماقة وحماره لم تتغيّر. وهكذا تجد شخصية نصر الدين خوجه في تركيا، وملا نصر الدين في ايران، وغابروفو بلغاريا المحبوب، وارتين أرمينيا صاحب اللسان السليط، وارو يوغسلافيا المغفل، وجوخا في إيطاليا ومالطا.

ويتبين من هذا أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، مما يدل أنها كونت شخصياتها بناءً على شخصية دجين العربي الذي سبقهم. إلى درجة أن الطرائف الواردة في كتاب “نوادر جحا”. (أي جحا العربي) المذكور في فهرست ابن النديم (377هجري)، هي نفسها مستعملة في نوادر الأمم الأخرى، ولم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية مما يدل على الأصل العربي لهذه الشخصية.

جحا العربي:

هو رجل تابعي يدعى دُجين بن ثابت الفزاري، عاش 100 عام. يلقب ابا الغصن، تشير المصادر انه ولد في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد قضى شطر حياته في الكوفة، وتوفي بها عام 160 هجري أيام خلافة أبي جعفر المنصور، وأورد جلال الدين السيوطي في كتابه ” ان امه كانت تعمل خادمة لأنس بن مالك وقد كان يلقب بجحا.

 كان ظريفاً، ويغلب عليه السماحة وصفاء السريرة. وايضا يغلب عليه الفطنة والذكاء ولكن الغالب عليه التغفيل لكن يقال إن الكثير من القصص المنسوبة حوله هي مكذوبة في واقع الأمر، ولهذا لا ينبغي لاحد ان يسخر به”.

توظيف الشخصية:

هذا يدل على أن شخصية جحا تم توظيفها منذ البدايات على مستويين، الأول كان يدفعها لصالح الفطنة والحكمة. وحلّ القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر ينم عن الذكاء، والمستوى الثاني يدل على مصالح السلطة التي قامت على نقد جحا وتحويله إلى مثال للغباء والبلاهة.

وبين هاتين الصورتين كان جحا يصعد نجمه في المستوى التخيلي والأسطوري ليصبح شخصية معقدة من حيث البنى التركيبية، بحيث يمكن تقليبه وفق كافة المناظير التي اكتسب عبرها بعده العميق والنادر. ما حافظ عليه إلى اليوم، إذ لا تكاد ثمة شخصية أكثر محافظة على دورها الاجتماعي لدى الشعوب المسلمة أكثر منها.

 وبحسب الإمام الذهبي فقد وصف أبا الغصن جحا بأنه كان من العقّال، وقال عنه “ما رأيت أعقل منه”. ويروى أنه كان يمزح في أيام شبابه، وعندما كبر وشاخ أصبح مصدراً للحكمة، والرسوخ العميق. ولعل هذا قد يكشف أيضاً التدرج في هذه الشخصية بحسب مراحل عمرها. ما جعل طرائف جحا تُبنى على طبقات مختلفة من الوعي الجمالي والأخلاقي والمعرفي، يوازي تدرج الحكمة ومساراتها لدى الإنسان مع نمو الذات وتقدم السن.

وتشير روايات أخرى أن دجين كان فقيهاً، وقال النسائي: “لعل التجريح قد جاء مما نسب إليه من نوادر وفكاهات لا تليق براوي حديث”، وبالتالي كثير من القصص قد انتحلت عليه، جراء الخصومات السياسية في تلك الأيام، وأن الرجل وقع فريسة المكايدات بين أهل الكوفة والبصرة في تلك العصور.

جحا التركي:

هو التركي نصر الدين خُوجة المعروف بجُحا الأتراك أو جحا الرومي. ولد في قرية صغيرة تدعى خورتو عام 605 هجري وتولى بها القضاء. وكان معلماً وفقيهاً وقاضياً وكان من الزهّاد، حيث عمل في فلاحة الأرض وكان يحتطب بنفسه رغم مكانته كعالم وقاضٍ.

 كان كريماً شكّلت داره محطة للعابرين من الغرباء وأهل الدار من الفلاحين، وبين هذا وذاك كان يعمل على تعليم الفقه. وله حلقة بها أكثر من 300 تلميذ وكان لهذا يلقب بـ المعلم، وتوفي عام 683هـ .

أما ربطه بالسخرية والنوادر فيعود إلى أسلوبه في الموعظة التي كان يصوغها في قالب النكتة. والنوادر الظريفة. كانت تحدث صدى في قلوب الناس، وأحبوها ولم تخصم من شخصيته بل كانت إضافة لها.

 قد يكون نصر الدين خوجة قد اكتسب لقب جحا بناء على التصور الذهني المسبق في التراث الإسلامي. فإذا كانت الشخصية حاضرة من قبل، فلا بد أنه ولاستخدامه النوادر والطرائف شُبّه بجحا الأول الذي ورد ذكره عند الجاحظ. ولعب خوجة أو جحا التركي كذلك عبر دوره كقاضٍ، أدواراً اجتماعية تحسب له في مساندة الكثير من الناس وردّ مظالمهم، متخذاً ذكاء طابعه الموعظة والطرافة، ومستفيداً من موهبته في هذا الجانب.

نوادر جحا:

من أبرز النوادر والطرائف التي تم توثيقها لجحا هي:

الحمير تعرف بعضها: وهذه الجملة قالها جحا عندما كان راكباً حماره وناداه أحد الرجال الذين مر بهم وأخبره بأنه عرف حماره ولم يعرفه، فما كان من جحا إلا أن رد عليه قائلاً إنّ الحمير تعرف بعضها.


هاتها تسعة ولا تزعل: رأى في منامه أن شخصاً أعطاه تسعة دراهم بدلاً من عشرة كان يطلبها منه فاختلفا. ولما احتدم بينهما الجدال انتبه من نومه مذعوراً. فلم ير في يده شيئاً، فتكدر ولام نفسه على طمعها. ولكنه عاد فاستلقى في الفراش وأنزل تحت اللحاف ومد يده إلى خصمه الموهوم قائلا: هاتها تسعة ولا تزعل.

دعوة بدليلها: وادعى الولاية، فسأله السامعون عن كرامتها. فقال: أتريدون مني كرامة أعظم من علمي بما في قلوبكم جميعًا؟

قالوا: وما في قلوبنا؟

قال: كلكم تقولون في قلوبكم إنني كذاب!

الخجل:

شعر جحا بوجود لص في داره ليلاً، فقام إلى الخزانة واختبأ بها، وبحث اللص عن شيء يسرقه فلم يجد فرأى الخزانة فقال: لعلّ فيها شيئاً ففتحها وإذا بجحا فيها، فاختلج اللص ولكنه تشجع وقال: ماذا تفعل هنا أيها الشيخ؟ فقال جحا: لا تؤاخذني فإني عارف بأنك لا تجد ما تسرقه ولذلك اختبأت خجلاً منك.

الخاتمة:

قدمنا لكم اليوم من خلال موقعنا موضوع عن أشهر الشخصيات المعروفة في عالم القصص سواء للكبار أو الصغار، وهي شخصية جحا.

 من البديهي أن ما صدر عن جحا من تراث لا يمكن أن يكون قد أتى من شخص واحد. وبالتالي فهو تجميع لعصور مختلفة فطرائفه تحمل سمات العصر الأموي، والعباسي والعثماني، من أبو جعفر المنصور إلى عصر تيمورلنك.

 كذلك فإن تنوع القصص ومواقفها يعني أن الطرائف أنتجت من شخصيات متنوعة وفي ظروف متباينة

حسب الإطار الزماني والمكاني للنكتة أو الطرفة.

فجحا شخص حقيقي وليس مجرد شخصية خيالية كما يظن الكثيرين. وهو شخص فقير وبسيط لكنه كان معروف بمواقفه المضحكة، والكوميدية، وبسبب كثرة هذه المواقف فقد تم تحويلها الى قصص تروى،

واليوم اصبحت قصص جحا جزءا لا يتجزأ من عالم قصص الاطفال فلا يوجد طفل لا يحب سماع قصص جحا. وما تحويه من طرائف ومواقف مضحكة جدا.

لعله خير … مثل شعبي يحمل الحكمة في معانيه

لعله خير … مثل شعبي يحمل الحكمة في معانيه تعبر الأمثال عن حكمة جمعية وتجربة جماعية مكتسبة عبر الزمن. فهي تُعدُّ مخزونًا من الحكم والمفاهيم التي تتنوع من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى، تكمن قوتها في قدرتها على تلخيص أفكار معقدة في كلمات قليلة.. مما يجعلها سهلة التذكر والنقل من جيل إلى جيل.

 كما تعكس هذه الأمثال عادات وتقاليد المجتمعات. وتبرز قيمها واعتقاداتها، على سبيل المثال في العديد من الثقافات. تُجسِّد الأمثال مفهوم الاحترام للمسنين، والحكمة المكتسبة من تجاربهم، بعض الأمثال تعبر عن قيم المجتمع مثل العدالة، والصداقة والتعاون .

تساهم الأمثال في توصيل الدروس للأجيال الجديدة. تعمل كوسيلة لتوجيه السلوك. واتخاذ القرارات الصائبة، وعلى الرغم من تغير العصور. والتطورات الاجتماعية، لا تزال الأمثال الشعبية تحتفظ بقوتها وتأثيرها في تشكيل الثقافة، والفهم المشترك.

العبرة من الأمثال الشعبية :

تكمن في قدرتها على توجيهنا نحو الحكمة والفهم في مختلف جوانب الحياة، وهذه بعض النقاط التي توضح العبرة من الأمثال الشعبية :

نقل الحكمة والتجارب: تحمل الأمثال في طياتها مجموعة من الحكم والتجارب التي اكتسبها الناس عبر الزمن، تُعبِّر عن حكمة مجتمعاتهم وخبراتهم .

توجيه في اتخاذ القرارات: الأمثال تقدم نصائح وإشارات توجيهية تساعدنا في اتخاذ القرارات الصائبة في مختلف المواقف، مثل “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها” .

تنمية الوعي الاجتماعي والثقافي: تساهم الأمثال في نقل القيم والثقافة من جيل إلى جيل، تعكس تفاصيل حياة المجتمعات وتعزز الوعي الثقافي .

توجيه السلوك والأخلاق: تعكس الأمثال الشعبية قيمًا وأخلاقيات تحث على التصرف بنزاهة وأخلاق عالية، مثل “الصدق طريق النجاح” .

تعزيز التواصل والتفاهم: بفهمنا للأمثال وتطبيقها، نتعلم لغة الشعب وثقافتهم، مما يعزز التواصل والتفاهم بين الأفراد .

توسيع الأفق والتفكير النقدي: تعزز الأمثال الشعبية من قدرتنا على التفكير النقدي والتأمل في معانيها المختلفة والتطبيقات الممكنة .

قصة ” لعله خير ” :

تدور أحداث القصة حول ملك يُحب الصيد كثيرًا. وكان لديه وزير مقرب يتصف بالحكمة. وعندما تحل مصيبة ما عليه يردد قائلًا: “لعله خير”.

في صبيحة يوم من الأيام خرج الملك للصيد ورافقه الوزير، وكلما اصطاد الملك فريسة ردد وزيره قائلًا: “لعله خير”. وفي أثناء المسير سقط الملك في حفرة عميقة في الغابة، فردد الوزير قائلًا: “لعله خير”. بدا جرح الملك واضحًا وعميقًا في يده. ولما فحصه طبيبه قرر قطع إصبعه خشية أن ينتشر السم في كامل جسمه. رفض الملك ذلك، ولكن بعد إلحاح شديد من طبيبه قرر المثول للأمر.

عندما علم الوزير بذلك ردد قائلًا: “لعله خير”، فسأله الملك غاضبًا ما الخير في قطع إصبعي؟ فطلب من الحراس وضع الوزير بالسجن، فردد الوزير قائلا: “لعله خير”. وذات يوم من الأيام خرج الملك كعادته للصيد وأثناء مطاردته للفريسة هاجمته قبيلة من القبائل. وقرروا أن يأخذوه قربانًا للتقرب من “الآلهة”. وعندما قام زعيم القبيلة بفحص جسده وجد أن إصبعه مقطوع. ولا بد من تقديم جسد سليم لا يشكو من العلل للآلهة من أجل ألا تحل عليهم اللعنة. وبعد أن قاموا بإطلاق سراحه. عاد إلى القصر مسرعًا وأمر بإخلاء سبيل الوزير.

 فقال له: كان في قطع إصبعي خير. فقد نجاني من الموت على يد تلك القبيلة، فما الخير الذي رأيته عندما أمرت بسجنك وقلت لعله خير؟ فقابله الوزير بابتسامة وأجابه: لأن منصب الوزير يتطلب مني مرافقتك في كل خطوة لك سواء داخل القصر أو خارجه. فإذا خرجت معك في جولتك اليوم لكنت أنا من قاموا بتقديمه قربانا “للآلهة” بدلا منك، فأجابه الملك وقد آمن بالقضاء والقدر: لعله خير.

العبرة من ” لعلو خير “

المثل “لعلو خير” يعني أنه في بعض الأحيان، قد يكون ما يبدو سيئًا في البداية قد ينتج نتائج إيجابية أو تحسن في المستقبل. يشجع المثل على الصبر وعدم الاستنتاج السريع عند مواجهة تحديات أو مشاكل ..

ختاما، يُظهر المثل “لعلو خير” لنا أهمية الإيمان بأن هناك جوانب إيجابية تنتظرنا وراء الصعوبات التي نواجهها. إنه تذكير قوي بأننا قد لا نملك نظرة كاملة للصورة، ولكن يجب أن نحافظ على تفاؤلنا وصبرنا. فعلى الرغم من الظروف الصعبة. يمكن للأمور أن تتحسن، وتستقيم بمرور الزمن، من خلال تبني هذا المفهوم. نعبر عن عمق فهمنا للحياة ونتعلم كيف نكون أكثر صموداً وثقة في وجه التحديات. المثل “لعلو خير” ليس مجرد عبارة بل هو فلسفة تحفزنا على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل أفضل .

سجل أنا عربي … قصيدة محمود درويش التي ولدة مرتين

أثار إلقاء أبيات قصيدة “سجل أنا عربي” على موجات إذاعة الجيش الإسرائيلي سخط الإسرائيليين على جميع المستويات، لا سيما السياسية منها.

هاجم على إثرها وزير الدفاع الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان” الإذاعة التي تتبع للجيش. وزعم أن قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش تصب الزيت على النار؛ بالتشجيع على ما وصفه بـ “الإرهاب” ضد الكيان الإسرائيلي.

واستدعى ليبرمان مدير الإذاعة لتوبيخه، في حين دافعت إدارة الإذاعة عن بثها القصيدة، كما هاجم عدد من وزراء حكومة نتنياهو الإذاعة ونعتتها بأشد العبارات، فيما قالت مصادر مقربة من نتنياهو. إن إذاعة الجيش الإسرائيلي هي المحطة العسكرية الوحيدة في العالم التي تتميز بالحماقة بتوفيرها منصة لأعداء إسرائيل.

التعريف بالقصيدة:

كتب الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش قصيدة سجّل أنا عربي، وهي من أهمّ القصائد الوطنيّة، نُشرت في ديوانه الثاني “أوراق الزيتون” الصادر عام 1964م، عدد أبيات القصيدة 66 بيتًا تتوزّع على ستة مقاطع، وهي نوع من الشعر الحر الذي يعتمد على تفعيلة مفاعلتين.

حيث كتبها لأوّل مرة عندما كان عمره 15 عامًا باللغة العبرية، ليردّ على العسكري الذي سأله عن قوميته، لكنّه أعاد إصدارها بالعربية بعد 25 عامًا في بيروت، بعد القصف الإسرائيليّ عليها، وشعوره بأنّ الفلسطينيّ غريب عن لبنان.

كانت القصيدة الأولى صيحَةً ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ. أما إلقاؤها مرة ثانية، فكان بسبب الحرب الأهلية التي رأت في الوجود الفلسطيني في لبنان أمرًا مُنكرًا، بالإضافة إلى أن أبيات قصيدة سجّل أنا عربي التي تُعدّ من أهم القصائد الوطنيّة.

قصة قصيدة سجل أنا عربي:

بدأت هذه القصة عندما ذهب محمود درويش، وهو شاب إلى وزارة الداخلية لكي يجدد بطاقة هويته، فكان هناك موظف يهتم بتقديم الطلبات مثل تعبئة تاريخ الميلاد، ومكان السكن وغيرها، فسألهُ: ما هي قومتيك؟ فرد عليه: “عربي” وعاود السؤال لمحمود درويش وكان بنبرة استنكار، فرد عليه: سجل أنا عربي.

 خرج محمود درويش من وزارة الداخلية، وقد دارت هذه الكلمات في باله، فبدأ بتنظيم قصيدة على قصاصة ورق وهو عائد إلى البيت، فالقصيدة هذه تشبه الاستمارة التي تم تعبئتها عند الموظف.

وقد كتبت سجل أنا عربي بالعبرية ككتابة أولى، ومن ثم أعاد شاعرنا ترجمتها باللغة العربية، وانتشرت عربياً وفلسطينياً لتنال حيزاً واسعاً على ساحة الشعر الحر.

 كما أن القصيدة كتبت رداً على الموظف الإسرائيلي؛ فأصبح يحشد في القصيدة كل ما يغيظ هذا الموظف، وصار يطور بطاقة هويته الشخصية لتصبح بطاقة هوية جماعية فذكر فيها الشّعر الأسود. وأيضاً كفه كالصخر وذكر أيضاً عدد أولاده ثمانية. فكانت قصيدة يصف فيها الموقف.

القصيدة التي طاردت صاحبها:

كان محمود درويش ذاته قد توقف مبكراً عن قراءة هذه القصيدة في أمسياته الشعرية، رغم مطالبة جمهوره بها، إذ بدا له من غير المنطقي أن يصرخ «سجل أنا عربي» بين العرب، فقد كانت حين كتبها قصيدة مواجهة. وكان المخاطب فيها هو الصهيوني الإسرائيلي. وليس العربي أساساً. غير أن على المرء أن يعترف أن لهذه القصيدة تاريخاً. وأن تاريخها جزء من تاريخ المنطقة. بل إنه جزء من تاريخ الأمة في الحقيقة.

انطلاقة القصيدة وانتشارها:

كان محمود متشككاً في ما إذا كانت القصيدة شعراً حقاً، كان معجباً بها في ما يبدو. لكنه كان يدرك بشكل ما أن فيها مشكلة، أو أن فيها ما يجعلها بين الشعر واللاشعر، ثم جاءت أمسية 1963 في الناصرة، وهناك قرأ محمود عدة قصائد. فصفق له الجمهور بشدة. وطلب منه أن يقرأ قصائد أخرى. لكن حسب قوله، لم يكن لديه إلا ورقة «سجل أنا عربي» في جيبه. فأخرجها من جيبه وقرأها.

ولم يكن يدري حين بدأ بقراءتها أنه يفجر قنبلة: «وحدث ما لم أكن أتوقعه. شيء يشبه الكهرباء شاع في الجو، حتى أن الجمهور طلب مني إعادة القصيدة ثلاث مرات».

مسار قصيدة الشاعر..

وكانت تلك الأمسية حدثاً حاسماً في مسار محمود درويش الشعري، بل في مسار الشعر الفلسطيني أيضاً، لا يمكن فهم هذين المسارين من دون هذه الواقعة، والحق أن محمود درويش تمعن جيداً في معنى هذه الحادثة لاحقاً: «أقول لك بصراحة: من قرر أن هذه قصيدة هم الناس وليس أنا، هم الذين قالوا لي: هذا شعر»  وفي هذه الجمل، يلتقط محمود الحقيقة التي طبعت الشعر الفلسطيني من منتصف الستينات إلى منتصف الثمانينات على الأقل، حقيقة أن الشعر لم يكن في ذلك الوقت صناعة فردية فقط، بل صناعة جماعية, فالناس الذين مسّتهم الكهرباء. هم الذين قرروا أنّ «سجل أنا عربي» شعر, الناس هم الذين حكموا، فتدخّل الناس كان حاسماً في تعريف الشعر.

يقول محمود إنه التقط في هذه القصيدة «مكبوتاً بسيطاً جداً» عند الناس وعبّر عنه، فاندمج الشاعر بالجمهور، واندمج الشعر بالناس، لكنني أعتقد أن الأمر يتعدى البساطة الظاهرية، كان عالم الفلسطينيين كله في ذلك الوقت. أي حوالي منتصف الستينات، يتجه نحو نقطة انفجارية. أما محمود فقد وقف فوق هذه النقطة. وفجر القنبلة وكانت القنبلة جملة موقعة: “سجّل أنا عربي”

حياة أخرى للقصيدة:

على كل حال، لنعد إلى قصيدة «سجل أنا عربي». فقد قدِّر لهذه القصيدة أن تعيش حياة جديدة. قدر ها أن تنفجر مثل القنبلة من جديد فبعد هزيمة عام 1967م. حيث انتشرت القصيدة مثل قدحة نار في الهشيم، وهكذا قدر لهذه القصيدة أن تمسك باللحظة من جديد. لكنها أمسكت بها هذه المرة وحدها من دون تدخل درويش ذاته لقد أفلتت من بين يديه وتدحرجت كعربة نارية. لم تعد تهتم بشاعرها لم يعد وجوده يهمها.

الخاتمة: تبقى سجل أنا عربي علامة فاقة في تاريخ محمود درويش الشعرية، ومصدر إلهام شعري لكل من قرأها وأمعن في معاني كلماتها، ومهما تغيرت الظروف وتبددت الأحداث التي كتبت خلالها القصيدة، إلا أن سجل أنا عرب ستبقى شاهداً على الأحداث. وقوة رفض للظلم لا يستهان بها. بالإضافة إلى أن الجميع في فلسطين والوطن العربي كله أكد على تأثيرها. والتف حول كلماتها.

البطيخ رمز… ابدعه الفلسطيني للمقاومة

 يحدث اليوم وكل يوم رقابة وإكراه، حذف. وتغيير في المحتوى الفلسطيني. وأي رمز يشير إلى فلسطين. وتولد أمامه رموز، وطرق للمقاومة لم تخطر من قبل على بال أحد “البطيخ كرمز، وعلى غرار التحايل على قوانين مواقع التواصل الاجتماعي التي تلاحِق حق التعبير بالحذف، والإغلاق، فتنشأ حيل من بينها تطبيقات الكتابة غير المنقطة، وسواها الكثير. ابتُكرت على مرّ سنين النضال الفلسطيني أشكالٌ وصور.

البطيخ رمز المقاومة:

يروي الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور (صاحب لوحة “جمل المحامل” الشهيرة). في مقابلة قديمة، كيف حوصر الفن التشكيلي تحت الاحتلال الإسرائيلي، كيف صودرت ملصقاتهم. وكيف تدخّل الاحتلال حتى في وضّع الألوان.

 يروي منصور حادثة قد تكون هي ما أسس لاستخدام البطيخ رمز للمقاومة لرمز؛ في الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، ومن ثم في بعض التظاهرات الأخيرة حول العالم تضامناً مع المنتفضين في حي الشيخ جراح وفي مدينة القدس: “تم استدعاؤنا من قبل سلطات الاحتلال. وقرأوا علينا أوامر تتعلق بالممنوعات الإسرائيلية المتعلقة باللوحات والأعمال الفنية الفلسطينية. ومن بينها حظر رسم ألوان العلم الفلسطيني (الأبيض، والأسود، والأحمر، والأخضر)، وأكدوا أن أي لوحة تتضمن هذه الألوان. حتى لو كانت تعرض بطيخاً. ستجري مصادرتها.”

وعلى ما يبدو، فإن مثال البطيخ كرمز لم يكن مجرد زلّة لسان. وقد قوبل بالتكريس في الانتفاضة الأولى من قبل المنتفضين الفلسطينيين المحارَبين، والمطارَدين حتى أبعد تفاصيل حياتهم.

حكاية البطيخ كرمز يستعيدها المفكر المصري الراحل عبدالوهاب المسيري في كتابه “اللغة والمجاز” عام 2002 فيقول: “عند مرور القوات الإسرائيلية يقوم الفلسطينيون بقَطْع بطيخة إلى نصفين، ثم يرفعون أحد النصفين، وكل لبيب بالإشارة يفهم. إذ إنه سيرى ألوان البطيخة المقطوعة، فهي حمراء. وقشرتها خضراء وبيضاء وبذورها سوداء، وهي ألوان العلم الفلسطيني. لكن هناك ما هو أفظع من ألوان العلم، على ما يشير المسيري: “ولعل عملية قطع البطيخة في حدّ ذاتها تذكّر المستعمر الإسرائيلي بأشياء كريهة أخرى يقال لها إرهابية،.. وهو سلاح لا يمكن للعدو مصادرته، وإن فعل سيغدو أضحوكة العالم. وهو سلاح اقتصادي للغاية يمكنك أن تأكله بعد أن تناضل به.”

رمز البطيخة أعيد إحياؤه في التظاهرات العالمية الأخيرة المتضامنة مع فلسطين. ففي بلاد يمنع فيها رفع العلم الفلسطيني، أو يشكل خطراً على حَمَلَته، رفعت لافتات عليها رسم البطيخة بالألوان إياها، على ما ذكر الفنان خالد حوراني. المقيم في رام الله، في صفحته في “فايسبوك.

حوراني أشار إلى الحكاية بسببٍ من مساهمته هو خصوصاً بعمل تشكيلي، فهو كان قد استعار، على ما يقول، “من هذا الضابط (في حكاية سليمان منصور) فكرةَ العمل، ليس إعجاباً بخياله المريض. وإنما تخليداً لمنعه”. وأشار إلى أنه أنتجَ لوحة البطيخة-العَلَم لمشروع أطلس فلسطين الذاتي في العام 2007م، كما شارك في أكثر من معرض حول العالم.

العلم الفلسطيني:

العلم الفلسطيني، بحسب مقال منشور في موقع وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). مكوّن من “اللون الأسود، وهو لون إحدى رايتين كانتا تُرفعان في عهد النبي محمد، الأولى سوداء والثانية بيضاء، أما أول لواء رفع في الإسلام فهو لواء أبيض. كما أخذ العباسيون الراية السوداء لواء لهم.

 أما اللون الأخضر فإن الفاطميين رفعوه في إشارة لولائهم لعلي بن أبي طالب. الذي تلحّف بغطاء أخضر لمّا نام في فراش الرسول. أما اللون الأبيض فإن الأمويين اتخذوه راية تذكيراً براية معركة بدر. أما اللون الأحمر فقد حمله الفاتحون المسلمون لشمال أفريقيا والأندلس”.

يرجع التصميم الحالي للعلم للشريف الحسين كرمز للثورة العربية، لذلك يعود لأكثر من بلد عربي، بالإضافة إلى كونه علم “حزب البعث”. وإن كان بترتيب أو تنسيق مختلف، ورمزيات ودلالات يرجع لها كل بلد حسب رؤيته وتوجهاته. والمشترك الوحيد رمزيته كشعار استقلال الدولة ووجودها ككيان أممي.

البطيخ رمزيته وفوائده:

لعلها سعادة كاملة أن يصبح البطيخ مرجعاً للعَلَم، حتى لو تجاهلتْه الصحف العربية باعتباره شعبياً لا يليق بموائد رسمية. أو ارستقراطية كالتفاح على سبيل المثال (على حدّ تعبير المسيري أيضاً) وقد لا يليق بنظرها أن يكون رمزاً نضالياً، بل إن مجرد لفظ اسمه قد يثير الضحك.

 لكن بالإضافة إلى فوائده، وشعبيته، وسهولة توافره ومهامه الصيفية المختلفة (تغدَّى وتسلى وعشّي حمارك. كما تقول الحزّورة)، أنظر هذه الغزلية من الفنان التشكيلي المصري عادل السيوي: “ذلك الأحمر المبهج والفريد أحمر البطيخ الذي يشعّ من نسيجه الرطب، تخترقه نقاط سوداء ويتدرّج حتى يصنع حيزاً أبيض لينفصل برشاقة عن القشرة الخضراء، إنها حفلة ألوان يا أصدقائي لم أكن أبحث في تلك البطيخة عن الأحمر الذي اعتدته. وإنما عن ضرورة وشرط يعلنه الباعة.

الخاتمة:

تعتبر المقاومة جزء لا يتجزأ من تاريخ شعبنا الفلسطيني وقضيته، التي اتخذت كل الأشكال الممكنة للدفاع عن حقها. والحصول على حريتها، حتى شملت المقاومة كل الوسائل المسلح منها والناعم. واستطاعت تحقيق فعل الصمود رغم قسوة التحديات وكثرتها. ويبقى البطيخ بنصفه الذي يحمل ألوان العلم جزء أصيل من مقاومة اتخذت كل الوسائل المتاحة والممكنة. جيرت كل الإمكانات لتقف بوجه الاحتلال الإسرائيلي. وسيضل الابداع صفة أساسية استطاعها شعبنا رغم كل تهميش وحظر وحصار وتنكيل.

اللهجة الفلسطينية …. روح الثقافة والتميز اللغوي

تتجسد اللهجة الفلسطينية، في إطار التنوع الثقافي الواسع، والتعبيرات اللغوية المتنوعة، لغة كل شعب كانعكاس لهويته، وتاريخه.

 وفي هذا السياق تبرز لهجة الفلسطينيين القديمة كإطلالة نادرة تروي تاريخاً طويلًا، وتنبض بمضمون ثقافي راسخ، إنها ليست مجرد تسلسل من الكلمات، بل هي ترجمة متفردة للموروث، والتجربة التاريخية للشعب الفلسطيني. لنتعمق في اللهجة الفلسطينيين القديمة، لنلمس تميزها وإثراءها من خلال التسليط على عواملها التاريخية واللغوية، وكيف أنها تمثل نقطة ارتكاز في تشكيل الهوية والتراث الثقافي لهذا الشعب.

أصول متعددة:

تشهد لهجة الفلسطينيين القديمة في ساحة التعابير اللغوية المتنوعة أصالة متعددة، تتجسد أصولها من خلال تشكيلة متنوعة من التأثيرات، والموروثات اللغوية التي تتقاطع عبر العصور والحضارات.

 إنها ليست مجرد تراكيب كلمات، بل هي ثمرة تفاعلات ثقافية متعددة، واندماج ثروات لغوية متعددة، من الملاحظ أن لهجة الفلسطينيين القديمة تتغذى من جذور متعددة، تتنوع بين تأثيرات اللغة العربية الفصحى، واللغات، واللهجات المجاورة.

 إضافةً إلى ذلك، تعكس لهجة الفلسطينيين تأثيرات الثقافات القديمة، والحضارات التي مرت بمنطقة فلسطين، مثل العبري، والفينيقي، والروماني والعثماني، وذلك عبر الألفيات التي حملتها المنطقة من تباعًا وغزاة وتجار.

أضاف التنوع الأصولي للهجة الفلسطينية العمق، والتعددية، مما جعلها لغةً تحمل في طياتها طابع الإبداع والتميز، إن تلك الأصول المتعددة لهجة الفلسطينيين لها دور مؤثر في تشكيل ثقافتهم اللغوية، وتعزيز تفردها في ساحة اللغات والتعابير.

أصالة العربية الفصحى:

تتسم لهجة الفلسطينيين القديمة برابطٍ وثيق مع العربية الفصحى، إذ تعدّ العربية الفصحى مصدرًا أصيلًا يُعبّر من خلاله الشعب الفلسطيني عن تراثه وثقافته، إن استمرار الاستماع والتلاقي مع العربية الفصحى ينطوي على إرثٍ لغوي متجذر، ويشكّل هذا الصلة أساسًا للتميز والتعبير اللغوي.

تعد العربية الفصحى مصدر اللغة العربية الأم، وهي لغة القرآن الكريم. والأدب الكلاسيكي، ومن خلال هذا الصلة العميقة تمتاز لهجة الفلسطينيين القديمة بلمسات من الفصاحة، والقواعد اللغوية الصحيحة المستمدة من العربية الفصحى.

  تتجلى هذه الأصالة في تركيب الجمل واختيار الكلمات، مما يمنح للهجة رونقًا فريدًا يُبرز تميز الشعب الفلسطيني في استخدام اللغة، علاوةً على ذلك، تقديرًا لهامش تباين اللهجات داخل اللغة العربية.

 يمكن للهجات المحلية أن تتفاعل مع العربية الفصحى بأسلوب خاص. مما يمنح اللغة توازنًا بين الأصالة والتجديد. وهذا التوازن يعزز من تميز لهجة الفلسطينيين، ويجعلها قادرة على التعبير عن التراث والحداثة بكفاءة لغوية. 

باختصار، تعكف لهجة الفلسطينيين على الاحتفاظ بصلتها العميقة مع العربية الفصحى. مما يُعزز من إثراء لهجتهم وتميزها بأصولٍ متجددة وأسلوب رصين يجمع بين الأصالة، والتعبير المعاصر.

مفردات خاصة:

تتميز لهجة الفلسطينيين القديمة بمجموعة من المفردات الخاصة التي تميزها عن لهجات اللغة العربية الأخرى. إن هذه المفردات تشكل قاموسًا لغويًا يعبّر عن تراث، وتجربة الشعب الفلسطيني. وتروي قصة عراقتهم وترابطهم مع التاريخ. والمكان.

تتنوع مفردات لهجة الفلسطينيين بين الألفاظ اليومية. والمصطلحات الخاصة بالثقافة، والمحيط الاجتماعي، فإن هذه المفردات تجسد معاني وقيم عميقة، وتعكس تجربة الشعب الفلسطيني في مجملها، ومن خلال البحث في هذه المفردات. يمكننا الاستدلال على تراثهم وتاريخهم المتنوع.

تركيبات جميلة مميزة:

تتميز لهجة الفلسطينيين القديمة بتركيبات جميلة مميزة. تمنحها طابعًا فريدًا في التعبير والتواصل، من السمات المميزة لتركيبات الجمل في لهجة الفلسطينيين القديمة هو استخدام الأشباه، والمقارنات بشكل واسع.

 هذه التقنية تضفي على الجمل تعمقًا، وإيحاءً. وتُستخدم لتوصيل المعاني بشكل أكثر تشويقًا. إضافةً إلى ذلك تمتاز بالتشبيهات البديعية التي تستخدم لتوضيح الأمور، وتقديمها بطريقة شاعرية.

كما يُلاحظ أن تركيبات الجمل في لهجة الفلسطينيين تعتمد على الإيقاع. والتناغم، مما يجعل العبارات تتدفق بسلاسة. يمكن لهذه التقنية أن تلفت الانتباه إلى العبارات، وتُعزز من قوة التعبير، فإن التركيبات الجميلة للهجة الفلسطينيين القديمة تجمع بين البديهة. والإيحاء والإيقاع، مما يُعزز من تميز هذه اللهجة في العبارة والتعبير.

العبارات الشعبية والتعابير:

تحمل لهجة الفلسطينيين القديمة في طياتها العديد من الجمل الشعبية. والتعابير التي تمثل جزءً هامًا من التراث اللغوي، والثقافي لهذا الشعب.

هذه الجمل والتعابير تمتاز بقدرتها على تجسيد التجارب الحياتية. والقيم والحكم الشعبية، وتروي قصص الحياة بأسلوب بديهي، وبلغة قريبة من قلوب الناس، تأتي الجمل الشعبية، والتعابير كنتاج للحياة اليومية. والمعاناة والأمل التي مر بها الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية. لذلك تعّتبر هذه الجمل عن مختلف المشاعر، سواء كانت الفرحة، الحزن، الشجاعة، أو الصمود. فهي تمثل أداة للتواصل بين الأجيال. ونقل القيم والتجارب من جيل إلى جيل.

التراث والتميز:

يتسم تراث اللهجة الفلسطينية بالتميز، والغنى، حيث يمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية، واللغوية للشعب الفلسطيني، إن هذا التراث يعكس تجربة الشعب عبر العصور، ويجسد روحه وقيمه وتواصله مع الأجيال الماضية والقادمة.

يحمل التراث اللهجي الفلسطيني أبعادًا متعددة. بدءًا من الأسلوب اللغوي الذي يشمل تراكيب فريدة ومفردات خاصة. وصولًا إلى القيم. والحكم الشعبية التي تنعكس في الأمثال، والتعابير الشعبية.

هذا التراث يعكس تجربة الشعب في مواجهة التحديات. والصمود أمام المصاعب. من الجوانب المميزة لتراث اللهجة الفلسطينية هو قدرته على الاندماج بين العراقة، والحداثة، فبينما يحمل في طياته أصولًا تاريخية وثقافية عميقة، يمتزج هذا التراث بروح الزمان الحاضر ليصبح تجسيدًا لتفردها في عالم التعبير واللغة.

التراث اللهجي للشعب الفلسطيني يُعزّز من هويتهم وروح الانتماء لديهم. يمثل هذا التراث موروثًا ثقافيًا لا يقدّر بثمن. يحمل في طياته معاني الصمود، والمقاومة، والأمل.

ختاما: نجد أن لهجة الفلسطينيين القديمة تشكل لوحة فنية لا تُضاهى في عالم التعبير والثقافة . إنها ليست مجرد كلمات، بل هي كنز ثمين من التراث اللغوي، والثقافي الذي يحمل في طياته تجربة الشعب الفلسطيني عبر العصور.

 من خلال أصولها المتعددة، وتركيباتها المميزة، والجمل الشعبية، والتعابير الفريدة، تعكس لهجة الفلسطينيين تراثًا لغويًا مليئًا بالإبداع إنها لغة حيّة تروي حكاية شعب وثقافة، وتجسّد تفردًا يميزها في ساحة اللغات. على مر العصور، احتضنت لهجة الفلسطينيين قصص الصمود والمقاومة. وشكّلت جزءًا من هويتهم. وروحهم. إن الاحتفاظ بهذا التراث ونقله إلى الأجيال القادمة يعد واجبًا تجاه التاريخ والتراث.