ADMIN

فلسطين التاريخية …. تراث ثقافي وديني يدل على أصالتها

تحتضن فلسطين التاريخية قصةً عريقةً من التاريخ والحضارة، فهي ليست مجرد شريط جغرافي يتخلله الأنهار والجبال، بل هي مكان تمزج فيه الآثار القديمة بالروحانية الدينية والثقافة الغنية.

قصة قديمة تمتد لآلاف السنين، حيث تمر الأجيال وتبقى الآثار، شهد تاريخ فلسطين تواجد العديد من الحضارات القديمة مثل الكنعانيين، والرومان، والبيزنطيين، والعرب، والعثمانيين وغيرهم، هذه الأماكن الأثرية تحمل قصصاً تروى، وتعكس غنى وتعقيد تاريخ هذه الأرض وتأثيرها الكبير على الثقافة الإنسانية.

تاريخ فلسطين:

تتجلى قصة عريقة في عمق فلسطين التاريخية، تمزج بين طياتها ملامح متنوعة لحضارات وأمم عديدة. تعكس تلك المنطقة المهمة والمميزة في التاريخ الإنساني، تحولت أرض فلسطين عبر العصور إلى شاهد حي على التلاقيات والصراعات والأحداث التي شكلتها، وهذه أهم اللحظات في تاريخ فلسطين:

في بدايات الزمن، عندما كان الإنسان يجوب الأرض بحثًا عن مأوى وموارد، كانت فلسطين مسرحًا لحياة قديمة، شهدت هذه الأرض مئات الآلاف من السنين من العيش، والتطور والصراع. وفي العصور القديمة تأثرت فلسطين بالحضارات الكبيرة مثل الكنعانيين والفينيقيين، وكانت تعداد مدنها متعددًا تحت السلطة الفينيقية والرومانية. كما باتت فلسطين واحدة من الأماكن الأكثر أهمية في العالم الكلاسيكي، حيث شهدت وجود العديد من المدن والمعابد، بما في ذلك القدس ومعبد سليمان الشهير.

فترة الفتح الإسلامي:

أتت فترة الفتح الإسلامي في القرن السابع، حيث تأثرت فلسطين بالعمق الديني والثقافي للإسلام، تألقت القدس بوجود المسجد الأقصى والمسجد الأموي. لكن لم تمر فلسطين دون تحديات، حيث شهدت معارك الحروب الصليبية، وتحولت إلى معقل للصليبيين في بعض الفترات، بعد ذلك دخلت فلسطين تحت الحكم العثماني لعدة قرون حتى بداية القرن العشرين.، أما في العقد الثاني من القرن العشرين شهدت فلسطين تغييرات دراماتيكية مع إقامة إسرائيل والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني الذي أثر بشكل كبير على التاريخ المعاصر للمنطقة.

الأماكن التاريخية والأثرية البارزة:

فلسطين، هذه الأرض الخصبة التي عاشت على مر العصور تحت أقدام حضارات متعددة، تتميز بأماكنها التاريخية والأثرية الرائعة التي تحكي قصصًا طويلة ومعقدة. حيث نجد في أعماقها قصص عريقة تتراوح بين الزمان والمكان، وتمزج بين جاذبية الطبيعة وبهائها المعماري وتاريخها العظيم.

القدس:

العاصمة الروحية والثقافية لفلسطين، يعبق المسجد الأقصى بتاريخه العريق وأحداثه الدينية الهامة، تعتلي قبة الصخرة في وسطه، تذكيرًا بأهمية هذا المكان الذي ارتبط بالأديان السماوية الثلاث.

بيت لحم:

مدينة الميلاد السماوي، تشع أماكنها التاريخية بروح الميلاد وقصة المسيح، ويضاف إلى ذلك، كنيسة المهد ترتفع كرمز لهذا الحدث المهم الذي جعلت بيت لحم وجهة مقدسة للمسيحيين.

جرزيم:

مدينة القلعة القديمة، والطبيعة الخلابة، تحتضن أثرًا معماريًا رائعًا مثل قلعة جرزيم وكنيسة سانت جوزيف، مع تاريخها الذي يمتد لآلاف السنين، وأما عن نابلس، المدينة القديمة المزدحمة بالأسواق والمباني العربية القديمة، تحتضن تاريخًا حضريًا طويلًا ومعمارًا تقليديًا رائعًا.

المقامات والأماكن الدينية:

تعتبر فلسطين التاريخية منبع المقامات والأماكن الدينية، حيث يوجد بها الكثير والكثير منهم، إليك بعض الأماكن والمقامات:

المسجد الأقصى: يُعتبر المسجد الأقصى ثالث أقدس المساجد في الإسلام ويقع في القدس القديمة.

كنيسة القيامة: الموقع المقدس للمسيحيين حيث يُعتقد أن يسوع المسيح قد قام من بين الأموات.

الجدار الغربي (حائط المبكى): يُعتبر مكانًا مقدسًا لليهود وموقع للصلاة والتأمل.

كنيسة المهد: المكان الذي وُلد فيه يسوع المسيح، وتُعتبر كنيسة المهد موقعًا مقدسًا للمسيحيين.

المسجد الإبراهيمي: يُعتبر مسجد الإبراهيمي (أو المسجد الخليلي) مكانًا مقدسًا للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، حيث يُعتقد أنه مكان قبر النبي إبراهيم وعائلته.

قلعة نابلس الأموية: تعد هذه القلعة من أهم المعالم التاريخية في نابلس وتعود إلى العصور الإسلامية.

كنيسة القديس بطرس: تقع في طبريا وتُعتبر مكانًا مقدسًا للمسيحيين.

مقام نبي علي: مكان مقدس للمسلمين والمسيحيين، حيث يُعتقد أنه مكان قبر النبي علي.
كنيسة سانت جورج: تُعد كنيسة سانت جورج واحدة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية البارزة في رام الله.

جامع العمري: يُعتبر جامع العمري واحدًا من أقدم المساجد في غزة.
تعتبر هذه الأماكن والمقامات مكانًا للعبادة والزيارات الدينية، وتجذب العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة دينية وتاريخية فريدة في فلسطين.

التراث الثقافي والديني:

تعد فلسطين مكانًا مميزًا يحمل في طياته تراثًا ثقافيًا ودينيًا غنيًا ومتنوعًا يمتد عبر العصور والحضارات المختلفة، وهذه لمحة عن التراث الثقافي والديني في فلسطين:

التراث الديني:

تعتبر فلسطين مكانًا مقدسًا للديانات السماوية الكبرى: كالإسلام، المسيحية، واليهودية، ويتربع وسطها ثاني الحرمين، وهو المسجد الأقصى في القدس يعتبر ثالث أقدس المساجد في الإسلام، كما يعتبر مكان للصلاة والعبادة للمسلمين، أما كنيسة القيامة في القدس هي مكان قيامة يسوع المسيح وتعتبر واحدة من أقدس الكنائس في المسيحية، وتضم فلسطين العديد من المقامات والمزارات الدينية المهمة مثل مقامات الأنبياء والقدس الشريفة.

التراث الثقافي:

يتضح التراث الثقافي في العمارة الفلسطينية التقليدية المميزة والمنازل القديمة والأزقة الضيقة، الزراعة والصناعات اليدوية مثل الخرز والسجاد الفلسطيني وتشكل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي، كما أيضا المأكولات الفلسطينية مثل المقبلات والفلافل والملوخية تمثل تراثًا غنيًا في الطهي.

الفنون والأدب:

تمتلك فلسطين تقليدًا غنيًا في الفنون والأدب، حيث تاريخها يمتد لآلاف السنين، ويعكس الفن الفلسطيني قضايا الحياة والمجتمع والصراعات السياسية، كما يتضمن الأدب الفلسطيني شعراء وكتّابًا مشهورين يسعون إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والتعبير عن الألم والأمل.

المهرجانات والتقاليد:

تنظم فلسطين العديد من المهرجانات التقليدية مثل مهرجان عيد الفصح، وغيرها الكثير، أما التقاليد الشعبية مثل الرقصات، والألعاب والأغاني تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة الفلسطينية.
التراث الثقافي والديني في فلسطين يمثل مرآة لتعدد الهويات، والتاريخ الغني للمنطقة، كما يشكل جزءًا حيويًا من الهوية الفلسطينية، ويسهم في إغناء الثقافة العربية والإسلامية والعالمية.

التحديات والحفاظ على التراث:

تحمل فلسطين، كغيرها من الأماكن ذات التراث الثقافي والديني الغني، تحديات كبيرة فيما يتعلق بالحفاظ على هذا التراث الثمين، هذه بعض التحديات والجهود المبذولة للحفاظ على التراث:

النزاعات والصراعات:

حيث تعتبر الصراعات والتوترات السياسية في المنطقة تهديدًا رئيسيًا للتراث الثقافي والديني، الأماكن التاريخية والأثرية غالبًا ما تتعرض للتدمير أو التضرر خلال النزاعات.

الهجرة وفقدان الهوية:

: تواجه فلسطين تحديات جسيمة بسبب الهجرة والنزوح، حيث يفقد الكثيرون هويتهم الثقافية ويفتقدون الروابط مع تراثهم

التلوث والتدهور:

يتعرض العديد من المواقع الأثرية والتاريخية للتلوث والتدهور نتيجة التطور الحضري وسوء الاستخدام.

التحديات المالية:

الجهود المستدامة للحفاظ على التراث تتطلب تمويلًا كبيرًا، وقد تواجه صعوبة في توفير التمويل الكافي.

تداول القطع الأثرية:

تواجه فلسطين مشكلة تهريب وتداول القطع الأثرية بشكل غير قانوني، مما يؤدي إلى فقدان أجزاء من التراث.

سبل المحافظة على الآثار والتراث:

مع هذه التحديات الكبيرة، هناك جهود مستمرة للحفاظ على التراث الثقافي والديني في فلسطين:

الحماية والمراقبة:

تُنشأ هيئات ومنظمات مختصة بحماية ومراقبة المواقع الأثرية والتاريخية من التلف والتدمير.

التوعية والتعليم:

تُنفذ حملات توعية وبرامج تعليمية لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث وتشجيع الجمهور على المشاركة في هذه الجهود.

التعاون الدولي:

تتعاون فلسطين مع المنظمات الدولية والبلدان الأخرى للحفاظ على التراث واستعادة القطع الأثرية المفقودة

البحث والتوثيق:

يجري العديد من الباحثين والمؤسسات البحث والتوثيق لفهم أعمق للتراث والمساهمة في الحفاظ عليه.

المثل الشعبي … كلمات قليلة تحمل تاريخ عريق

تمتلك المجتمعات في جميع أنحاء العالم، تراثًا ثقافياً غنيًا مكنها من الابتكار في العديد من الجوانب الثقافية واللغوية، من بين هذا التراث يأتي دور المثل الشعبي، التي تعكس حكمة الأجداد، وتجارب الأجيال السابقة بطريقة بسيطة وموجزة، يعتبر المثل الشعبي جزءًا لا يتجزأ من الأدب الشعبي ويعكس تراث الثقافة والحكمة الشعبية، حيث يعبر عن مفاهيم متنوعة، بدءًا من الأخلاق والسلوك الصالح إلى الحكمة في اتخاذ القرارات والعمل بذكاء، وبالرغم من بساطته فإن قصة الأمثال الشعبية تحمل في طياتها حكمة عميقة وإشارات لعالم من الخبرات الإنسانية.

مفهوم المثل وتأصيله:

يعتبر المثل تعبير شعبي يستخدم لنقل حكمة أو تجربة أو توجيه في شكل عبارة قصيرة وسهلة الفهم، ولذلك يعبر المثل عن أفكار وقيم وقوانين توجيهية مترسخة في تراث وثقافة المجتمع، حيث يتميز بأنه يتعارض مع تعبيرات المفردات العامة، ويتسم ببساطته ووضوحه وسهولة تذكره، ويندرج مع المثل القصصي العديد من الأغراض والوظائف، منها:

نقل الحكمة والتجربة:

يحمل المثل الحكمة والمعرفة التي اكتسبها الأجداد عبر الأجيال، يمكن استخدامه لنقل تجارب مفيدة ومشورات عامة للأجيال الصاعدة.

تعزيز الثقافة والهوية:

يساهم المثل في بناء وتعزيز الهوية الثقافية للمجتمع، حيث يمثل جزءًا من التراث الشعبي والثقافي

التواصل الاجتماعي:

يسهم المثل في توجيه النقاش والحوار في المجتمع ويسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي بين أفراده.

تعزيز التفكير الإبداعي:

قد يستخدم المثل كأداة لتحفيز التفكير الإبداعي والتخيل واستنباط أفكار جديدة من خلال تفسيره بطرق مختلفة.

توجيه السلوك:

يمكن أن يكون المثل وسيلة لتوجيه السلوك واتخاذ القرارات الحكيمة.

أما بالنسبة لتأصيل المثل، يعود إلى فترات زمنية مبكرة في تاريخ البشرية، وتاريخياً تم تداول الأمثال عن طريق المشافهة، ومع مرور الوقت، تم توثيقها في الأدب الشعبي والثقافة المكتوبة، ويختلف أصل المثل باختلاف الثقافات واللغات، وعادةً ما يعكس تجارب وقيم المجتمعات التي نشأت فيها.

قصة مثلنا الشعبي (شمع الخيط وفرك):

يحكى أنه في قديم الزمان بإحدى الممالك العريقة، حكم أحد الملوك على أحد الأشخاص بالإعدام، ومن المعروف أن يسمح للمحكوم عليه أن يسأل عن طلبه الأخير، وأمنيته الأخيرة من الدنيا. وهذا ما حدث بالفعل حيث تم سؤاله عن ما يريده قبل تنفيذ الحكم، فطلب الشخص أن يحضروا له كومة من الخيط، وقطعة من الشمع، وطلب مهلة تساعده على تشميع الخيط، وبالفعل تم الاستجابة لطلبه.
فجيء له بكومة من الخيط، وقالب من الشمع، تلبية لرغبته فطلب المحكوم عليه بالإعدام من حارسه أن يمسك بأول الخيط، وسار يبتعد عنه ليتمكن من تشميع الخيط، وابتعد المحكوم عليه بالإعدام لمسافة أحس منها الرجل، أن حارسه الممسك بطرف الخيط لم يعد يراه، فترك الخيط ثم هرب.
وصل إلى مسامع الملك ما حدث فاستدعى الحارس ليقص عليه ما جرى معه، فروى الحارس ما صار معه بالتفصيل للملك، وأضاف فى آخر الأمر جملته الشهيرة قائلًا:
إنه يا مولاي شمع الخيط وفركه، ومن هنا ظهرت المقولة شمع الخيط وفركها والتي أصبحت مثلًا شهيرًا تتناقله الأجيال بعد ذلك.

سلوكيات نتعلمها من قصة المثل:

يعتبر الالتزام قيمة وسلوك شخصي يُظهر مدى جدية ومسؤولية الفرد في الوفاء بالوعود، والالتزامات التي قد يكون قد تعهد بها. ويُعتبر الالتزام جزءًا أساسيًا من الأخلاق الشخصية والمهنية، كما له دور مهم في بناء العلاقات القوية وتحقيق النجاح في مجموعة متنوعة من المجالات، وهذه بعض الأسباب التي تجعل الالتزام أمرًا مهمًا:الالتزام أمرًا مهمًا:

بناء الثقة:

الالتزام بالوعود والالتزامات يساهم في بناء الثقة بين الأفراد والمؤسسات، عندما يعرف الآخرون أنك تلتزم بما تقوله وتفعله، يزدادون على استعداد للتعامل معك والاعتماد عليك.

المصداقية:

الالتزام يعزز مصداقيتك وسمعتك الشخصية والمهنية، يُعتبر الأشخاص الذين يلتزمون بالوعود ويحافظون على تعهداتهم أكثر جدية واحترامًا.

النجاح المهني:

في مجالات العمل والأعمال التجارية، يلعب الالتزام دورًا حاسمًا في تحقيق النجاح. الأفراد والشركات الذين يلتزمون بالمواعيد يكونون أكثر قدرة على تحقيق الأهداف وكسب العملاء والشركاء.

العلاقات الشخصية:

الالتزام يساهم في بناء علاقات صحية وقوية مع الأصدقاء والعائلة. عندما تلتزم بوعد تظهر احترامًا، واهتمامًا بالآخرين، مما يعزز التواصل الجيد والعلاقات المستدامة.

التطوير الشخصي:

الالتزام بالالتزامات يعزز التنظيم، والانضباط الشخصي، يمكن لهذه الصفات أن تسهم في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية بفعالية أكبر

تأثير التخلي عن الوعود:

يمكن أن يكون للتخلي عن الوعود وعدم الالتزام بالتعهدات تأثيرات سلبية جدًا على العديد من الجوانب في الحياة الشخصية. والمهنية، وهذه بعض التأثيرات الرئيسية للتخلي عن الوعود:

فقدان الثقة:

عندما يتخلى شخص ما عن وعد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان الثقة فيه، الأفراد والمؤسسات التي لا تلتزم بالوعود يمكن أن تواجه تراجعًا في مصداقيتها.

تدهور العلاقات الشخصية:

التخلي عن الوعود قد يسبب تدهورًا في العلاقات الشخصية/ يمكن أن يشعر الأصدقاء والعائلة بالإحباط والخيبة عندما يتخلى شخص ما عن وعدهم.

تأثير سلبي على السمعة المهنية:

في المجال المهني، يمكن أن يؤدي التخلي عن الوعود إلى تلف سمعة الشخص أو الشركة، قد يكون لذلك تأثير سلبي على فرص العمل والعملاء المستقبلين.

زيادة التوتر والضغط:

عندما يعلم الأشخاص أن هناك شخصًا لا يلتزم بالوعود، قد يزيد ذلك من مستوى التوتر والضغط في العلاقات الشخصية والمهنية

فقدان الفرص:

: التخلي عن الوعود قد يؤدي إلى فقدان الفرص المهمة. قد يفقد الشخص الفرصة للمشاركة في مشاريع هامة أو للتعاون مع أشخاص ذوي خبرة.

تأثير على الذات:

يمكن أن يؤثر التخلي عن الوعود على صورة الشخص في نظره ذاته، قد يشعر بالذنب أو بأنه غير جدير بالثقة

ختاما:

يُظهر المثل الشعبي وقصص الأمثال المروية كظاهرة يمكن من خلالها تعلم أشياء مختلفة، وتكوين صورة عن الماضي وحكمة الأجداد.
وكانت قصة مثلنا تركز على تأثير التخلي عن الوعود أن الالتزام، وتحمل المسؤوليات هو سلوك له تأثير إيجابي كبير على مختلف جوانب حياتنا، إن الالتزام بالوعود ليس مجرد قاعدة أخلاقية. بل هو استثمار في العلاقات الإنسانية، والنجاح المهني والشخصي. لذلك عندما نلتزم بوعودنا. نبني ثقة الآخرين فينا، ونبني سمعة جيدة لأنفسنا، إن الالتزام بالوعود هو عبارة عن تصريح بأننا نقف وراء كلمتنا ونحترم العهود التي نقطعها..

لذا، من الواجب إعادة التفكير في كيفية التعامل مع الالتزامات والوعود بكل جدية. سواء في العلاقات الشخصية أو العمل أو المجتمع. فإن ذلك يشكل أساسًا لبناء عالم أفضل. وأكثر ازدهارًا.

موسم البلح في فلسطين …. تجسيد للتراث والصمود على الأرض

يتقدم فصل الخريف بتساقط أوراقه، وهوائه المنعش ليحمل موسم التجمع والسهر والضحكات، فيأتي موسم البلح في فلسطين كفترة ساحرة تحتضنها الأرض بكل عناية. يأتي موسم البلح كل عام ليعلن عن وصول فصل الخير والغنى، حيث يتمتع البلح بجماله، وفوائده الصحية العديدة، ولذلك كان يعتبر فاكهة الخلود التي تحمل طقوساً وتقاليد قديمة، تشهد عليها أيادي العاملين في حقول، البلح وأصواتهم المبتهجة وجهودهم المتواصلة.
يشهد السوق والساحات في كل الأنحاء وجود فاكهة البلح المعطرة بأيدي الفلاحين الفلسطينيين وتعبهم، ويستفيد من كان يجهز محصوله لذلك، وتتجهز السيدات للبدء بعمل العجوة وتعبئتها والاحتفاظ بها للمواسم التالية كالأعياد.

تاريخ موسم البلح:

يعود موسم البلح في فلسطين لآلاف السنين، حيث يُعتبر البلح جزءًا مهماً من التراث الزراعي، والثقافي في المنطقة، يعتبر فلسطين موطنًا لمجموعة متنوعة من أصناف البلح، التي تزرع في مناطق مختلفة من البلاد، مثل الأراضي المنخفضة والساحلية والجبلية.

مناطق انتشار زراعة النخيل في فلسطين:

تنتشر زراعة النخيل، في الأراضي الفلسطينية، في منطقة أريحا، والأغوار وقطاع غزة، ومن المعروف أن أريحا أطلق عليها تاريخيا اسم “مدينة النخيل”، لكثرة مزارع النخيل فيها، وتشهد زراعة البلح في فلسطين لتشمل تحسين أصناف البلح، وتكاثرها وتوسيع مساحات الزراعة.

موسم قطف البلح:

يبدأ موسم البلح في فلسطين عادةً في فصل الخريف، حيث يتم جمع الثمار الناضجة، يتم قطف البلح يدويًا وتحتاج عملية الحصاد إلى مهارة خاصة لاختيار الثمار الناضجة وتفادي التلف، يُعتبر البلح من أهم المحاصيل الزراعية في فلسطين، حيث يُصدر إلى العديد من الدول حول العالم.

كما يعتبر موسم البلح في فلسطين أيضًا فرصة للاحتفال والتقارب الاجتماعي، حيث تُنظم مهرجانات، وأسواق محلية لبيع البلح ومنتجاته، وتُقدم أطباق تقليدية شهية تحتوي على البلح كمكون رئيسي.

الخطوات المتبعة لموسم الحصاد:

يعتبر موسم حصاد البلح واحد من أصعب المواسم الزراعية، حيث يتطلب الكثير من العمل والتحمل، فيتم حصاده عندما يكون ناضجًا وجاهزًا للقطف، وهذا يتطلب العديد من

الخطوات والجهود لضمان جودة الحصاد:

أولاً: يجب على المزارعين التخطيط للحصاد وتحديد التوقيت المثالي، يتم ذلك بمراقبة البلح ومراقبة مستوى نضجه، يعتمد ذلك على عوامل مثل لون الثمرة وقوامها وحجمها، فعندما يكون البلح جاهزًا للحصاد، يتم البدء في التجهيز للعمل.
ثانيًا: يتطلب حصاد البلح استخدام أدوات ومعدات خاصة، عادةً ما يستخدم المزارعون سلالات أو صناديق خشبية لجمع البلح وتخزينه، كما يحتاجون إلى أدوات قطف مثل سكاكين خاصة لقطع السنابل من الأشجار، هذه الأدوات يجب أن تكون حادة وفعالة لتسهيل عملية الحصاد.
ثالثًا: يجب على المزارعين تنظيف، وتجهيز الأشجار قبل الحصاد، يقومون بإزالة الأوراق، والفروع الزائدة وأي أجزاء غير صالحة للاستخدام، هذا يساعد على تسهيل عملية الحصاد، وتجنب تلف الثمار.

أيام مبهجة ومليئة بالفرحة:

يعتبر موسم البلح في فلسطين موسماً مميزاً، حيث يجمع بين العمل الزراعي، والتراث الثقافي والتواصل الاجتماعي، إنها فترة ينتظرها الناس بشغف، وتجسد أهمية البلح في حياة الفلسطينيين، وتعبّر عن فرحتهم واحتفالهم بهذا الموسم الخاص.
فأثناء موسم البلح، تنطلق مجموعات من العائلات، والأصدقاء إلى البساتين لجني الثمار؛ فيصبح البستان مكانًا للتفاعل، والتواصل الاجتماعي، حيث يشترك الجميع في العمل، ويساعدون بعضهم البعض في جني الثمار، وتنظيفها وتجهيزها للتخزين، تتجلى روح الجماعة والتضامن في هذه الفترة، وتقوي أواصر العلاقات بين الأجيال.

موسم الاحتفال بالهوية الفلسطينية:

من المهم أيضًا أن نذكر أن موسم البلح يمثل مناسبة للاحتفال بالموارد الطبيعية، والثروات المحلية، ويعكس هذا الموسم التوازن بين الإنسان والبيئة، حيث يتعامل الفلاحون بعناية مع الأشجار، والتربة للحصول على ثمار ذات جودة عالية. بذلك يسهم موسم البلح في تعزيز الاستدامة البيئية والزراعة المستدامة.

إلى جانب الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، يتيح موسم البلح للفلسطينيين فرصة للاحتفال بهويتهم وتراثهم، كما ويجتمع الناس لتبادل القصص والتجارب، ويتم تقديم وجبات تقليدية مشتملة على البلح لتعزيز هذه الروح الثقافية والتراثية.

موسم البلح ” موسم تصنيع العجوة “

يعتبر موسم البلح فترة يتم فيها جني ثمار النخيل، وتصنيعها وتحويلها إلى منتجات مثل العجوة، ويعد البلح نوع من الفاكهة اللذيذة والغنية بالعناصر الغذائية مثل الفيتامينات، والمعادن والألياف.

فعندما يصل إلى مرحلة نضجه، يتم جنيه من النخيل وتفرز الثمار حسب نوعها وجودتها، ثم يتم تصنيف الثمار حسب حجمها ونضجها وتطهيرها وتنظيفها، بعد ذلك يتم تجفيف الثمار لفترة من الوقت للتخلص من الرطوبة وزيادة فترة صلاحيتها، وبعد تجفيف الثمار، يتم طحنها وخلطها مع مكونات أخرى مثل المكسرات والعسل والتوابل، ويتم تشكيل الخليط إلى قوالب أو قطع صغيرة، ثم يتم إجراء عملية الصناعة بعناية للحفاظ على جودة العجوة ومذاقها الفريد.

تعتبر العجوة من الحلويات الشهيرة في العالم العربي وتعتبر وجبة خفيفة مغذية ومليئة بالطاقة، إنها ذات قيمة غذائية عالية وتعتبر مصدرًا جيدًا للحديد، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، يعتبر تناول العجوة خلال موسم البلح طريقة رائعة للاستفادة من فوائد هذه الفاكهة اللذيذة.

أهمية البلح في الغذاء والثقافة:

يعتبر البلح فاكهة لذيذة ومغذية ولها أهمية كبيرة في الغذاء والثقافة، لكن ما هي الأسباب التي تجعله مهم؟

قيمة غذائية عالية: يعتبر البلح مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية المهمة مثل الألياف، والبوتاسيوم والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامينات متنوعة، مثل فيتامين سي وفيتامين أي وفيتامين كاي، حيث يعتبر البلح طعامًا مثاليًا لتلبية احتياجات الجسم اليومية.
طعم لذيذ: يتميز البلح بطعمه الحلو واللذيذ، وهذا يجعله خيارًا مثاليًا لإضافته إلى العديد من الأطباق والوجبات المختلفة، يمكن تناول البلح كوجبة خفيفة، أو إضافته إلى السلطات والحلويات والوجبات الرئيسية.

استخدامه في الثقافة: يحتل البلح مكانًا مهمًا في العديد من الثقافات حول العالم، ففي العديد من البلدان العربية، يعتبر البلح رمزًا للتراث والثقافة، ويستخدم في العديد من الأطباق التقليدية والمناسبات الاجتماعية ، كما يتم استخدام البلح في العديد من المشروبات والحلويات التقليدية.
فوائد صحية: يحتوي البلح على العديد من الفوائد الصحية، حيث يعمل على تعزيز صحة القلب والجهاز الهضمي وتقوية العظام وتحسين صحة الجلد وتعزيز جهاز المناعة.
مدة الصلاحية الطويلة: يمتاز البلح بقابليته للتخزين لفترة طويلة دون أن يتأثر طعمه أو جودته، يمكن تخزين البلح في درجة حرارة الغرفة لعدة أشهر، مما يجعله خيارًا مثاليًا للتخزين والاستهلاك على مر الفصول.

ختاما:

يجدر بنا التأكيد على أهمية هذا الموسم الحيوي في حياة الكثير من الناس، والمجتمعات، فقد أظهرت دراسات عديدة أن موسم حصاد البلح يعتبر لحظة فارقة في تحقيق الاستدامة الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية.
كما وتعتبر ثمار البلح من الثروات الطبيعية التي تتمتع بقيمة اقتصادية عالية، حيث يعتمد عليها الكثير من الأفراد، والمزارعين والمنتجين لتحقيق دخل مستدام، وتوفير فرص عمل في المناطق الريفية.
لذا، فإن موسم البلح في فلسطين يعد فرصة مهمة لتحقيق النمو المستدام، والتنمية الشاملة، ومن أجل استغلال هذه الفرصة بشكل أفضل، ينبغي على الحكومات، والمنظمات، والمجتمعات المحلية العمل معاً لتوفير الدعم اللازم للمزارعين، والمنتجين، وتعزيز الابتكار والبحث العلمي في مجال زراعة البلح.

محافظة جنين مكان جمع بين مخيم ومدينة قاومتا الاحتلال بكل أشكاله

تعد مدينة جنين من أقدم المدن التاريخية التي قطنها السكان، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وتقع في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل، هذا وتضم محافظة جنين مدينة جنين وهي (المركز) إضافة إلى مجموعة من القرى. عرفت جنين كغيرها من محافظات الوطن بمقاومتها للاحتلال على مدار عقود، وخاصة مخيمها الذي أضحى رمزاً للصمود رغم ما يتعرض له من اقتحامات متكررة في محاولة شرسة للقضاء على المقاومة داخله.

موقع محافظة جنين:

محافظة جنين هي إحدى المحافظات الفلسطينية التي تقع على امتداد الخط الأخضر لعام 1948 في شمال الضفة الغربية، على بعد 75 كيلو متر شمال مدينة القدس.
تحدها محافظة طولكرم من الشمال، ومحافظة قلقيلية من الشمال الشرقي، ومحافظة سلفيت من الشرق، ومحافظة رام الله والبيرة من الجنوب الشرقي، ومحافظة نابلس من الجنوب، ومحافظة الخليل من الجنوب الغربي.

تبلغ مساحة محافظة جنين حوالي 583 كيلومتر مربع أي ما يمثل 9.7% من مساحة الضفة الغربية. وتحتوي على عدة مدن وبلدات من بينها مدينة جنين التي تعد المركز الإداري للمحافظة، والتي تبلغ مساحتها 37.3 كيلومتر مربع.
كانت المحافظة قبل النكبة تضم نحو 70 قرية؛ إلا أن العدد انخفض بعد النكبة ليصبح في الوقت الحالي 43 قرية.

وتشمل جنين 13 بلدية وهي: يعبد، وسيلة الظهر، وعرابة، وقباطية، وكفردان، وبرقين، وسيلة الحارثية، والزبابدة، وفقوعة، واليامون، وكفر راعي، وميثلون، وجبع.

المناطق الطبيعية والجمالية في محافظة جنين:

تضم محافظة جنين العديد من المناطق الجميلة والطبيعية الساحرة. وفيما يلي بعض المناطق البارزة في المحافظة التي تستحق الزيارة:

وادي القف:

يُعتبر وادي القف واحدًا من أجمل الأماكن الطبيعية في جنين. يتميز بتضاريسه الجبلية الخلابة وأشجار الزيتون المزدهرة. يمكنك الاستمتاع بالمشي وركوب الدراجات في المسارات المحيطة بالوادي، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

بحيرة طبريا:

تقع بحيرة طبريا في الجزء الشمالي الشرقي من محافظة جنين، وهي واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم. تعتبر البحيرة وجهة سياحية مشهورة، وتضم العديد من الشواطئ الجميلة والمنتجعات السياحية.

جبل عرابة:

يُعتبر جبل عرابة مكانًا رائعًا للاستمتاع بالمشي ورياضة التسلق. يوفر المنظر البانورامي الخلاب من قمة الجبل مناظر خلابة للمنطقة المحيطة بها، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخضراء والقرى المجاورة.

قرية برقين:

تقع قرية برقين في جبال جنين وتعتبر واحدة من أجمل القرى التقليدية في المنطقة. تتميز ببيوتها التقليدية المصنوعة من الحجارة، والأزقة الضيقة والتراث الثقافي الغني.

هذه بعض المناطق الجميلة في محافظة جنين، وتوجد أيضًا العديد من القرى والمواقع الطبيعية الأخرى. تتمتع محافظة جنين بجمال طبيعي فريد وتاريخ ثقافي غني، وتوفر تجربة سفر ممتعة واستكشافية للزوار.

أماكن دينية وأثرية في مدينة جنين:

مدينة جنين في الضفة الغربية الفلسطينية تحتضن عددًا من المعالم الأثرية المهمة التي تعود للعصور القديمة والإسلامية. وفيما يلي بعض المعالم الأثرية البارزة في مدينة جنين:

قصر جنين الأثري:

يُعتبر قصر جنين الأثري أحد أبرز المعالم في المدينة. يعود تاريخ بناء القصر إلى العصور الإسلامية المبكرة، وهو يعكس الطراز المعماري لتلك الفترة. يتميز القصر بجدرانه السميكة والأبراج المرتفعة، وتعتبر آثاره شاهدًا على الحضارة الإسلامية في المنطقة.

مسجد السعديين:

يُعتبر مسجد السعديين من أقدم المساجد في جنين، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر. يتميز المسجد بتصميمه الفني والمعماري الجميل، ويُعتبر مكانًا مهمًا للعبادة والزيارة.

مقام الشيخ العجلوني:

يُعتبر مقام الشيخ العجلوني موقعًا دينيًا مهمًا في جنين. يعتقد أن الشيخ العجلوني هو أحد القادة الدينيين المشهورين في المنطقة، وقد بُني المقام تكريمًا له. يعتبر المقام مركزًا للزيارة والعبادة، ويعقد فيه الاحتفالات الدينية والثقافية.

خان الشيخ:

: يُعتبر خان الشيخ معلمًا تاريخيًا في جنين. يُعتقد أن الخان تم بناؤه في العصور العثمانية، وكان يستخدم كمحطة للتجار والمسافرين. يبرز التصميم العماري الجميل للخان والرواق المركزي الذي يحتوي على الأروقة والغرف

تتمتع مدينة جنين بتراث ثقافي غني ومتنوع، وتحتضن مجموعة متنوعة من المعالم الأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة. وعلى الرغم من التحديات السياسية، والاقتصادية الموجودة، فإن هذه المعالم تمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية لجنين وتستحق الاهتمام والحفاظ عليها كجزء من التراث العربي والإسلام.

جنين المخيم رمز الصمود:

مخيم جنين هو أحد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقع في مدينة جنين. تأسس المخيم في عام 1953 كمخيم للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا جراء النكبة في عام 1948.
يعيش في مخيم جنين آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر واحدًا من أكبر المخيمات في الضفة الغربية من حيث عدد السكان. يعاني المخيم من ضيق المساحة وافتقاره للبنية التحتية الأساسية، مما يؤثر على الظروف المعيشية للسكان.

حياة السكان في مخيم جنين:

تتسم حياة اللاجئين في مخيم جنين بالتحديات الكبيرة والظروف الصعبة. والتي تشمل تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية. يواجه السكان صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه، والكهرباء، والصحة، والتعليم. كما يعاني المخيم من مشاكل البطالة والفقر، وتأثير الاحتلال الإسرائيلي والتوترات السياسية على حياة السكان.

على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن سكان مخيم جنين يظهرون قوة، ومرونة وروح مقاومة. حيث يعمل العديد من سكانه في القطاعات الصغيرة والحرفية، ويسعون لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص أفضل لأطفالهم.

الاقتصاد في محافظة جنين:

يتنوع الاقتصاد المحلي لمحافظة جنين، حيث يشتمل على القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية.

القطاع الزراعي:

يلعب دورًا هامًا في اقتصاد جنين، حيث تعتبر الزراعة واحدة من أهم مصادر الدخل للمزارعين في المنطقة. تشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية زيت الزيتون، والحمضيات، والأعشاب الطبية والخضروات. يعمل العديد من السكان في قطاع الزراعة وتجارة المنتجات الزراعية، وتصدير بعض هذه المنتجات إلى الأسواق الدولية.

القطاع الصناعي:

تنمو الصناعة في جنين نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. تتضمن الصناعات الرئيسية في المحافظة صناعة الأثاث، والنجارة، والمنتجات الغذائية، والمواد البناء. يعتبر مصنع الأثاث في مدينة يعبد من أكبر المصانع في المنطقة، ويوفر فرص عمل للعديد من السكان.

القطاع الخدماتي:

توجد العديد من المؤسسات التجارية، والمحال التجارية، والمطاعم، والفنادق في مختلف مناطق المحافظة. تعمل هذه المؤسسات على تلبية احتياجات السكان المحليين والسياح الذين يزورون المنطقة.

ومع ذلك، يواجه الوضع الاقتصادي في جنين بعض التحديات. يشمل ذلك القيود الإسرائيلية على الحركة والتجارة، والتي تؤثر سلبًا على حركة البضائع وتعقيد إجراءات الاستيراد والتصدير. كما تعاني المحافظة من نقص التمويل والاستثمارات الخارجية، مما يقيد قدرتها على تطوير البنية التحتية وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة

مخيم جنين كمركز للنشاط الثقافي:

يعد مخيم جنين أيضًا مركزًا للنشاط الثقافي والاجتماعي الفلسطيني. حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، والمسرحيات، والمهرجانات في المخيم، كتعزيز للصمود والثبات على الأرض، كما وتعمل المنظمات المحلية والدولية على تقديم الدعم والمساعدة للسكان في مختلف المجالات.

يمثل مخيم جنين حقيقة اللاجئين الفلسطينيين وتحدياتهم، وذلك يعكس قوة إرادتهم وصمودهم في مواجهة الصعاب. يستدعي وضع المخيم الاهتمام والتوعية العالمية لدعم اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص أفضل للمستقبل.

التحديات الاقتصادية التي تواجهها محافظة جنين:

عند مناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه محافظة جنين، يجب أن نأخذ في الاعتبار الواقع الاقتصادي العام في فلسطين. حيث تعتبر جنين واحدة من محافظاتها، وتعاني من تحديات عديدة تؤثر على النمو الاقتصادي والاستقرار المالي في المنطقة. سنستعرض بعض هذه التحديات:

الاحتلال الإسرائيلي:

تعتبر جنين إحدى المناطق التي تتأثر بشكل كبير بالاحتلال الإسرائيلي والإجراءات القمعية المفروضة على السكان الفلسطينيين. يتضمن ذلك القيود على حرية التنقل، والوصول إلى الأراضي الزراعية والأسواق، وإغلاق المعابر التجارية، وهدم المنشآت الاقتصادية. هذه القيود تعيق التجارة والاستثمار وتؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي في المنطقة.

البطالة وقلة فرص العمل:

: ترتفع معدلات البطالة في المحافظة، وخاصة بين الشباب. حيث أن قلة فرص العمل المتاحة تعزز التوظيف في القطاع غير الرسمي، وتؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان المحليين

الاعتماد على الزراعة:

يعتمد الاقتصاد المحلي في جنين بشكل كبير على الزراعة، وخاصة زراعة الزيتون والزراعة الخضرية. ومع ذلك، فإن الظروف السياسية، والاقتصادية المعقدة تؤثر في هذا القطاع، مثل الاعتداءات على المزارعين والمحاصيل الزراعية وتدمير الأراضي الزراعية.

نقص الموارد الاقتصادية:

يواجه القطاع الخاص في جنين نقصًا في الموارد الاقتصادية والتمويل. قد يكون من الصعب الحصول على التمويل اللازم لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعمها، مما يعيق نمو الاقتصاد المحلي.

الهجرة والتجارة غير المشروعة:

: يعاني المنطقة من ظاهرتي الهجرة والتجارة غير المشروعة. يغادر العديد من الشباب المحليين المنطقة بحثًا عن فرص عمل أفضل في الخارج، مما يؤدي إلى تراجع القوى العاملة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني المنطقة من تهريب البضائع والتجارة غير المشروعة، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي ويقلل من الإيرادات الحكومية.

للتغلب على هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة إجراءات. قد تشمل بعض هذه الإجراءات:

تعزيز التعاون الاقتصادي المحلي والإقليمي:

يمكن تعزيز التعاون بين جنين والمحافظات الفلسطينية الأخرى والجهات الإقليمية لتعزيز التجارة والاستثمار وتبادل المعرفة والخبرات.

دعم ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة:

يمكن تقديم الدعم المالي والتدريب والمشورة للمقاولين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة لتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

تعزيز البنية التحتية الاقتصادية:

يجب الاستثمار في تطوير البنية التحتية الاقتصادية، بما في ذلك الطرق والمياه والكهرباء، لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال

تنمية قطاعات اقتصادية أخرى:

يجب تنويع الاقتصاد المحلي وتطوير قطاعات أخرى بجانب الزراعة، مثل الصناعة والخدمات والسياحة، لتعزيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص عمل متنوعة.

المطالبة برفع القيود الإسرائيلية:

يجب العمل على رفع القيود الإسرائيلية التي تعوق حركة الأشخاص والبضائع والخدمات، والتي تؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي في جنين وفلسطين بشكل عام.

ختاماً:

محافظة ومدينة ومخيم جنين يمثلون جزءًا هامًا من تاريخ وحاضر ومستقبل فلسطين. حيث أنها تحمل الكثير من القصص، والتجارب، والثقافة التي تلعب دوراً في تعزز الهوية الفلسطينية.

إلى جانب تاريخها، وآثارها العريقة ومساحتها الواسعة، وكثرة خيراتها الزراعية خاصة زراعة الزيتون وإنتاج الزيت، تعاني جنين من العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية. حيث تأثرت المنطقة بشكل كبير بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخاصة خلال الانتفاضات الفلسطينية والحروب، والاجتياحات، والحصار والمصادرة. رغم ذلك؛ فإن السكان المحليين يظلون متمسكين بأملهم وقوتهم وروحهم القتالية. ليشكلوا لوحة صمود ومقاومة رائعة، استطاعت أن تخلي مستوطنات وتغير معادلة على أرضها ومن خلال مقاوميها وأهلها.

ساعة بج بن من قلب فلسطين إلى لندن

ساعة بج بن تعتبر من أشهر المعالم السياحية في لندن، حيث أنها رمزًا للمدينة والثقافة البريطانية. ولكن في الواقع، “بيج بان” ليست اسم الساعة بل هو اسم الجرس الضخم الموجود داخل البرج الساعة

. وتداولت الأنباء حول انتقال محركاتها من برج باب الخليل إلى متاحف لندن، وذلك بعد أن تم تفكيكها من قبل الجنرال اللمبي، بعد وقوع فلسطين تحت الاحتلال البريطاني، وعن تفاصيل هذه الرواية سننتقل خلال هذا المقال لنرصد ما قيل بهذا الصدد، ومراحل انتقال الساعة ومكانها الأصلي

تاريخ ساعة بج بان:

يعود تاريخ ساعة بج بن إلى القرن التاسع عشر، وقد تم بناؤها في عام 1859. وقد تم تصميم الساعة بواسطة المهندس المعماري البريطاني (أوغستوس بوجينز( وبنيت من قبل شركة (إنجرزول( البريطانية. هذا وتعتبر ساعة بيج بان جزءًا من مجمع البرلمان البريطاني في منطقة وستمنستر

تتميز ساعة بيج بن بارتفاع برجها الشهير الذي يصل إلى 96 مترًا. وتتألف الساعة من وجه ضخم يضهر من خلاله الوقت بدقة، حيث يبلغ قطره حوالي 7 أمتار. كما أن الساعة تحتوي على أربعة أجراس تقوم بتنبيه الناس بالوقت، وأشهرها جرس بيج بان الذي يعتبر أحد أكبر الأجراس المعروفة في العالم.

على الرغم من شهرة الساعة واعتبارها رمزًا للمدينة، إلا أنها لم تعمل بشكل مستمر ودائم. فقد تعرضت لعدة أضرار ناتجة عن الحروب وخاصة خلال الحرب العالمية الثانية. وفي السنوات الأخيرة، تم إجراء أعمال صيانة شاملة للساعة بيج بان لتجديد وترميم الهيكل والآلية الداخلية لها.

ساعة بج بان كمعلم أثري سياحي:

تعتبر بيج بان واحدة من المعالم السياحية الأكثر زيارة في العاصمة لندن، حيث يزورها الملايين سنويًا. وذلك لأنها توفر إطلالات خلابة على معالم المدينة المجاورة ونهر التايمز. كما أنها تعتبر مركزاً مهمًا للاحتفالات العامة في المدينة، وتعد أيضًا واحدة من أبرز العناصر في العديد من الأفلام، والأعمال الفنية التي تعرض وتصور لندن.

تاريخ برج ساعة بج بان:

يُعتقد أن البرج القديم الذي كان في نفس الموقع الحالي لبرج ساعة بيج كان يُعرف باسم “برج ساعة سانت ستيفن” (Clock Tower of St. Stephen). وقد تم بناؤه في القرن الخامس عشر كجزء من دير سانت ستيفن الذي كان يقع في الموقع.

الأضرار التي تعرض لها البرج القديم:

تعرض البرج والدير لأضرار جسيمة في العام 1843بسبب حريق كبير. حيث قررت الحكومة البريطانية بعد الحريق إعادة بناء البرلمان في لندن، وقام المهندس المعماري (تشارلز باري( ؛ بتصميم المبنى الجديد الذي يضم برج الساعة كجزء منه.
هدم البرج القديم في عام 1835، وبعدها تم بناء برج ساعة بيج بان الحالي بدلاً منه. وقد افتتح البرج الجديد رسميًا في عام 1859، ومنذ ذلك الحين أصبحت ساعة بيج بان واحدة من أهم المعالم في لندن.
يُعتبر برج ساعة سانت ستيفن والبرج الحالي لساعة بيج بان تحفتين هندسيتين مهمتين وتاريخيتين، وتعكسان تطور المعمار والهندسة على مر العصور في لندن.

من قلب القدس إلى لندن:

كثر الكلام حول ساعة بج بن وأن محركاتها نقلت من قلب (ساعة القدس الدقاقة) كما كانت تسمى، التي كانت في باب الخليل، حيث كانت تطلق أجراسها كل ساعة.
تم نقل محركات ساعة القدس إلى ساعة بج بن في قلب لندن، وذلك بعد أن أمر الجنرال اللمبي بتفكيكها ونقلها إلى المتحف في لندن في عام 1922 وبذلك أصبحت من أهم معالم المدينة لندن.

بناء برج الساعة في باب الخليل:

تم تشييَّد برج الساعة من قبل العثمانيين بجوار القلعة فوق باب الخليل. وذلك على موقع مربع حيث بلغ ارتفاعه 13 متراً. وقد استغرق بناء البرج سبع سنوات وتم الانتهاء منه في تاريخ يعد مهم للدولة العثمانية ويصادف اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة في العام 1909.
وكان يمثل تحفة معمارية تستقبل القادمين إلى المدينة من جهة يافا والخليل، حيث بلغت تكلفة إنشائه 20 ألف فرنك فرنسي. وقد شمل البرج على أربع ساعات يراها السكان من الجهات المختلفة للبرج.
أصدرت جمعية يهودية قرارا بإزالة برج الساعة عام 1922 وذلك بعد وقوع فلسطين تحت الحكم البريطاني، وكان لهم حجج مختلفة منها حجة شبهها منها حجة بشاعة البرج، بينما كان الهدف الحقيقي إزالة التراث العظيم ونقلها إلى مكان آخر وكان متحف لندن.

تاريخ بناء برج باب الخليل في القدس:

برج باب الخليل (المعروف أيضًا باسم برج داود) يعد برج تاريخي يقع في مدينة القدس. حيث يعتبر باب الخليل والبرج المرتبط به من المعالم الهامة في المدينة، وهما جزء من أسوار القدس القديمة.
تاريخ بناء باب الخليل يعود إلى العصور القديمة، حيث تم تجديده وتعزيزه على مر العصور. كما ويُعتقد أن الهيكل الأساسي للباب يعود إلى العهد العثماني حيث بني في القرن السادس عشر، في حين تم تجديده وتعزيزه العديد من المرات.
يتميز باب الخليل ببرجه الدائري الذي يعتبر سمة بارزة ومميزة للباب. حيث يبلغ ارتفاع البرج حوالي 25 مترًا، ويتألف من عدة طوابق. يوجد على الطابق العلوي منصة مراقبة يمكن للزوار الصعود إليها للاستمتاع بإطلالة رائعة على القدس القديمة والمناطق المحيطة بها.

برج باب الخليل كمركز حيوي:

يُعد باب الخليل وبرج باب الخليل نقطة دخول رئيسية إلى القدس القديمة من جانبها الجنوبي، وهما يعتبران مركزًا حيويًا ومزدحمًا من النشاطات والحركة. يتوافد إلى باب الخليل الزوار والسكان المحليين والحجاج من مختلف الأديان.
باب الخليل وبرجه المشيد من أيام العثمانيين يحملان قيمة تاريخية، وثقافية كبيرة، حيث يعتبران جزءًا مهماً من مدينة القدس القديمة، حيث تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

ختاماً:


تعرض التراث التاريخي لفلسطين إلى سرقة على مر العصور وخلال كل احتلال مر عليها، ولم تتوقف السرقة على الجانب المادي، بل شمل المعنوي أيضاً، شمل الأغاني الشعبية وأنواع مختلفة من الطعام، وقطع أثرية كانت موجودة في فلسطين منذ العهود القديمة.
وقد كانت محركات ساعة بج بن من إحدى أهم هذه السرقات على حسب ما هو متداول في الكثير من المصادر ليصبح قلب لندن مأخوذ من قلب القدس، لتصبح رمزاً للمدينة ومزاراً مهماً للسياح، يقصدونها من كل العالم.
ويبقى علينا أن نؤرخ تراثنا، ونحفظه في مصادر موثوقة ليبقى إرث للأجيال القادمة، لتستطيع حمايته والدفاع عنه أمام أي محاولة سرقة أو تجيير لصالح دول أخرى.

مدينة القدس تاريخ عريق ومحاولات مستمرة للسيطرة عليها

تحتل مدينة القدس العريقة مكانة خاصة في قلوب الملايين حول العالم. حيث تعتبر مدينة مقدسة ذات تاريخ طويل وثقافة غنية ومتنوعة تمتد لآلاف السنين. لذلك جذبت القدس منذ القدم الباحثين عن الروحانية والمؤرخين وعلماء الدين، وكانت محط إعجاب الفنانين والشعراء الذين وصفوها بأبهى الألوان، وأعذب العبارات.
تعد القدس مركزًا ثقافيًا، ودينيًا، وتاريخيًا فريدًا في العالم. حيث تحتضن المدينة أهم الأماكن المقدسة أقدمها أكثرها تنوعاً حول العالم. هذه المواقع تجسد الروحانية والتسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة.
وتظل القدس وجمالها وروحها الفريدة أشياء لا يمكن لإنكارها. يكفي مشاهدة المدينة القديمة بأزقتها الضيقة وأسوارها القديمة العالية، التي تأخذك في رحلة عبر الزمن. حيث تشع القدس بألوانها، والروائح، والأصوات التي تحمل ضمنها قصصًا قديمة وأملًا للمستقبل.

موقع مدينة القدس:

المعالم الأولى لمدينة القدس ظهرت على منطقة تلال الظهور التي تُطلّ على منطقة سلوان جنوب شرق المسجد الأقصى. وترتفع حوالي 800 متر فوق سطح البحر. أمّا مساحتها فتقدر 125.1 كيلومتر مربع.
تقع مدينة القدس في وسط فلسطين، حيث تبعد ما يقارب ال 60 كيلو متر شرق البحر الأبيض المتوسط، أما للبحر الميت فهي تقع غربه وتبعد عنه حوالي 30 كيلومتر، وتقع على بعد 250 كيلومتر شمال البحر الأحمر، أما بعدها عن الدول المجاورة، فتب عن دمشق 290كيلوا متر من الجهة الجنوبية الغربية، وعن بيروت ما يقارب 388 كيلومتر، أماعن عمان فتبعد 88 كيلومتر غربها.

تاريخ مدينة القدس:

يعود تاريخ بناء مدينة القدس إلى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث بناها العرب اليبوسيين؛ أي قبل عصر سيدنا إبراهيم عليه السلام بواحد وعشرين قرناً. وأيضاً قبل ظهور اليهودية التي هي شريعة موسى عليه السلام بسبعة وعشرين قرنا”.
كما وتذكر المصادر التاريخية، عن أن الملك اليبوسي ويدعى “ملكي صادق” هو أول من بنى يبوس أو القدس. ويقال أنه أُطلق عليه “ملك السلام” وذلك لأنه كان محباً للسلام، ومن هنا جاءت تسمية المدينة وقد قيل أنه هو من سماها
“بأور سالم” بمعنى “مدينة سالم”

عهد الكنعانيين:

أما عن العرب الكنعانيون فقد سكنوا فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ تحديداً في الألفية الثامنة قبل الميلاد، حيث قاموا باستصلاح الأرض وزراعتها وبناء البيوت فيها، وهذا النظام لم يكن متداولاً في تلك الفترة، وقد تم العثور على آثار وأدوات زراعية تعود لفترة لم يكن فيها اليهود أصلا، وهذا يدلل أن هناك سكانا سبقوا الجميع في الحياة على هذه الأرض.
وقد تعرضت مدينة القدس لاحتلال وتدمير وإعادة بناء عدة مرات، وكانت تحت حكم العديد من الحضارات، والإمبراطوريات مثل المسيحيين الصليبيين، والمسلمين العرب، والدولة العثمانية.

الاحتلال المختلف الذي مر على مدينة القدس:

بالإضافة إلى الأبعاد الدينية والتاريخية والسياسية، تعتبر القدس أيضًا مركزًا ثقافيًا وسياحيًا هامًا. يقصدها الملايين من الزوار سنويًا لاستكشاف المواقع التاريخية والدينية والاستمتاع بجمالها الطبيعي وثقافتها المتنوعة.
مدينة القدس لها تاريخ طويل ومعقد من الاحتلال والسيطرة الأجنبية. فيما يلي نظرة عامة على بعض الفترات الرئيسية للاحتلال التي مرت بها مدينة القدس عبر التاريخ:

الاحتلال البابلي:

(586-537 ق.م) احتل الملك البابلي نبوخذ نصر المدينة ودمر الهيكل الأول، الذي كان المركز الروحي والديني للشعب اليهودي

الاحتلال الفارسي:

(538 ق.م) سيطر الفرس على القدس بعد هزيمة البابليين، واستمر الاحتلال الفارسي حتى الفترة الرومانية

الاحتلال الروماني:

في العام (63 ق.م) احتل الرومان المدينة وأعادوا بنائها، وتم تحويلها إلى مستوطنة رومانية تحت اسم “إيليا كابيتولينا”.

الاحتلال البيزنطي:

في القرون الرابع والخامس، كان الإمبراطور البيزنطي يحكم القدس وأقام العديد من الكنائس والمعابد المسيحية في المدينة

الفتح الإسلامي:

في العام 636، تم استعادة القدس من البيزنطيين بواسطة الجيوش الإسلامية بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب. وتحولت القدس إلى مركز ديني هام في الإسلام، حيث تم بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

الاحتلال الصليبي:

في العام 1099، احتل الصليبيون المدينة خلال الحملة الصليبية الأولى وشنوا مذابح واسعة النطاق ضد السكان في المدينة

الاحتلال الأيوبي والمماليكي:

في العقود التالية، تعاقبت الدول الإسلامية الأيوبية والمملوكية على السيطرة على القدس وحمايتها من الصليبيين.

الاحتلال العثماني:

في العام 1517، سيطر العثمانيون على القدس واستمروا في السيطرة على المدينة لمدة نحو أربعة قرون.

الاحتلال البريطاني:

بعد الحرب العالمية الأولى، احتلت بريطانيا فلسطين بما في ذلك القدس، وأصبحت السلطة الانتدابية حتى 1948.

الاحتلال الإسرائيلي:

في عام 1948، جرت حرب عربية_ إسرائيلية، ونتج عنها تقسيم القدس، حيث سيطرت إسرائيل على الغربية وقسمتها إلى قسمين الغربي والشرقي. وفي عام 1967، شنت إسرائيل حرب احتلت خلالها القسم الشرقي من القدس، بما في ذلك البلدة القديمة والأماكن المقدسة.

كما هو معروف، للمدينة المقدسة “القدس” تاريخ طويل. قد تكون هناك العديد من الأسماء التي أطلقت على القدس عبر العصور. هنا بعض الأسماء القديمة المعروفة للقدس:

⦁ يبوس :هو الاسم الذي استخدمه الكنعانيون للمدينة قبل أن يتم الاستيلاء عليها من قبل الملك داود ويصبح عاصمة لمملكة إسرائيل القديمة.

⦁ “أورشاليم: هو الاسم الذي أطلقه الملك داود بعد أن أخذ المدينة من اليبوسيين وجعلها عاصمة للمملكة الإسرائيلية القديمة.

⦁ إيليا كابيتولينا: كان هذا هو الاسم الذي أطلقه الإمبراطور الروماني هادريان على المدينة بعد تدميرها في القرن الثاني الميلادي وإعادة بنائها بشكل جديد كمستوطنة رومانية.

⦁ بيت المقدس: هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على القدس بعد الفتح الإسلامي للمدينة في القرن السابع الميلادي.

⦁ القدس العليا : هذا هو الاسم العربي الحديث للقدس الذي يستخدم في العصر الحديث والمعاصر.

هذه بعض الأسماء المعروفة التي تم استخدامها للقدس على مر العصور. يجب ملاحظة أن هناك المزيد من الأسماء التي تم استخدامها في الأوقات المختلفة والتي قد تختلف بين الثقافات والحضارات المختلفة التي سيطرت على المدينة على مر العصور.

سور القدس وأبوابها:

بني سور القدس في العهد الكنعاني، وأخذ شكل الشبه منحرف حيث يبلغ محيطه 2ميل ونصف أما طوله فيبلغ 2086قدماً من الشمال، ومن الجنوب 3245 قدم ومن الشرق 2754ومن الغرب 2086لكنه تعرض إلى الخراب عدة مرات، حتى جاء السلطان سليمان القانوني العثماني وأمر بإعادة بناءه على شكله الموجود السور حاليا ورصد لإعماره كل عائدات ضرائب فلسطين لمدة خمس سنوات، وله أربعة وثلاثون برجا وأشهرها برج الكبريت واللقلق

أورشاليم: هو الاسم الذي أطلقه الملك داود بعد أن أخذ المدينة من اليبوسيين وجعلها عاصمة للمملكة الإسرائيلية القديمة.

للسور سبعة أبواب مفتوحة وأربعة أبواب مغلقة:

تعود إلى فترات مختلفة. تم استخدام هذه الأبواب على مر العصور كمداخل رئيسية للمدينة ومعابر للسكان والزوار. إليك بعض الأبواب الشهيرة في القدس:
⦁ باب العامود: يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة ويُعتبر المدخل الرئيسي للمسلمين إلى المسجد الأقصى.
⦁ باب الساهرة: حيث يقع إلى الجانب الشمالي على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العمود وبناءه بسيط، حيث يرجع إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويسمى أيضاً باب “هيرودوتس”.
⦁ باب الخليل: يقع في الجهة الجنوبية للمدينة القديمة ويسمى أيضًا باب الخان. يشتهر بالمعمار العثماني ويتميز بقوس كبير.
⦁ باب الحديد: يقع في الجهة الشمالية للمدينة القديمة ويُعد المدخل الرئيسي للمسيحيين. يُعرف أيضًا بباب دمشق.
⦁ باب الأسباط: يقع في الجهة الغربية للمدينة القديمة ويسمى أيضًا باب حطة. يعود تاريخ هذا الباب إلى العصور القديمة.
⦁ باب المغاربة: يقع في الحائط الجنوبي لسور القدس وهو عبارة عن قوس قائم ضمن برج مربع ويعتبر أصغر أبواب القدس.
⦁ باب النبي داوود: وهو باب كبير منفرج أنشأ في عهد السلطان سليمان القانوني ويسمى أيضا باب صهيون.

الأبواب المغلقة لمدينة القدس:

1-باب الرحمة : يقع الباب في الحائط الشرقي على بعد 200متر إلى الجنوب من باب الأسباط يؤدي مباشرة إلى الحرم وتمت تسميته بالباب الذهبي لجماله، أغلقه العثمانيين بسبب ما انتشر بين الناس حينها بأن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس من هذا الباب.
2-الباب الواحد: يقع هو أيضاً في الحائط الجنوبي، حيث يعلوه قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
3-الباب المثلث : يقع في الحائط الجنوبي، يتكون من ثلاث أبواب يكل منها يعلوه قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
 4-الباب المزدوج: يقع في الحائط الجنوبي ويتكون من بابين يعلو كل منهما قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

أهم المواقع الدينية والأثرية في القدس:

تتميز القدس بوجود العديد من المواقع الدينية المهمة. ففي الجزء الشرقي من المدينة يقع المسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس مكان في الإسلام بعد مكة والمدينة المنورة. وفي الجزء الغربي من المدينة يقع الجبل الأبيض، الذي يضم الكنيسة القديسة القبر المقدس والمسجد الأقصى. بالإضافة إلى العديد من المعالم الحضارية والأثرية التي تعكس تاريخها العريق وتراثها المتنوع.

وفيما يلي بعض المعالم الحضارية والأثرية المهمة في مدينة القدس:

⦁ الكنيسة القديمة: توجد العديد من الكنائس القديمة في القدس، بما في ذلك كنيسة القيامة وكنيسة القديسة آنا وكنيسة القديس يعقوب وغيرها. تعتبر هذه الكنائس محطات مهمة للحج والزيارة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم.
⦁ المسجد الأقصى: يُعتبر المسجد الأقصى واحدًا من أبرز المعالم الإسلامية في العالم. يعتبر المسجد الأقصى الثالث في الأهمية بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. يقدس المسجد الأقصى في الإسلام كونه المكان الذي رُفع فيه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
⦁ الحي اليهودي القديم: يتكون الحي اليهودي القديم من شبكة ضيقة من الشوارع والأزقة والساحات التي تضم العديد من المعابد، والمتاجر، والمنازل التي تعود للعصور الوسطى والعصور الحديثة. يُعتبر الحي اليهودي القديم مقصدًا سياحيًا رئيسيًا في القدس.
⦁ قلعة داود: تعد قلعة داود واحدة من أبرز المعالم التاريخية في القدس. تم بناء القلعة في القرن الثاني عشر الميلادي وقد تم استخدامها على مر العصور كقصر وحصن وسجن. اليوم، تحتوي القلعة على متاحف ومعارض تعرض تاريخ المدينة.
⦁ حائط البراق: يُعتبر هذا الحائط من الأماكن الإسلامية المقدسة وجزءاً من الحرم الشريف، حيث أن يحيط الحرم من الناحية الغربية. ويبلغ ارتفاعه 56 قدما، كما ويصل طوله 156 قدما. وهو مبني من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 16 قدما، أطلق عليه المسلمين اسم البراق نسبة إلى براق سيدنا محمد الذي ربطه به يوم الاسراء والمعراج.
⦁ المتحف الإسلامي: يقع غربي قبة الصخرة، وهو عبارة عن مبنى صغير يحتوي على مجموعة رائعة من الأدوات، والمصاحف المقدمة كهدايا للحرم على مر العصور، وتوجد فيه أيضاً مخطوطات قرآنية من حقب تاريخية مختلفة. هذا وتعتبر معروضات المتحف فريدة من نوعها وذات أهمية وقيمة تراثية عالية.

تُعد هذه المعالم فقط نماذج مختارة من الثروة الحضارية، والأثرية في مدينة القدس. هناك المزيد من المعالم التي يمكن استكشافها في المدينة، بما في ذلك الشوارع الضيقة، والأسواق القديمة، والمتاحف، والمقابر التاريخية والقصور القديمة. تاريخ القدس طويل ومعقد، وتشتهر المدينة بتنوع ثقافاتها وتراثها الديني الغني، مما يجعلها مقصدًا سياحيًا هامًا للزوار من جميع أنحاء العالم.

ختاماً:

عبر تاريخها العريق، شهدت القدس تواجد العديد من الشعوب والثقافات والأديان، مما أضفى عليها تنوعاً ثقافياً وتاريخياً لا يضاهى. فهي تعتبر رمزاً للتعايش السلمي والتسامح بين الأديان المختلفة، وهي محطة للصلاة والتأمل للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء.
ومع ذلك، تبقى القدس محورًا للصراعات والتوترات السياسية والدينية. فهي تجسد الأمل والوحدة للبعض، وفي الوقت نفسه تثير الغضب والانقسام لآخرين. لكننا يجب أن نتذكر أن القدس تنتمي للجميع.
فلنحافظ على القدس بكل ما تحمله من قيمة ومعنى، ولنتعلم منها دروس الصمود والتسامح والتلاحم. إنها مهمة نبيلة تتطلب تضافر جهود العرب والمسلمين جميعًا. فلنتعاون وندعم بعضنا البعض، ولنبني جسور التعاون بين فئات الشعب الفلسطيني، فمن خلال ذلك فقط سنستطيع أن نعطي القدس ما تستحقه من محبة واحترام، ونجعلها مدينة الأمل والسلام للعالم بأسره بعد أن تتحرر من الاحتلال وبالتالي نحقق ما نحلم بها جميعًا.

سناء موسى …أبدعت في إنتاج التراث الغنائي بشكل جديد

تتميز فلسطين بسحر خاص جمعته من حضارات كثيرة مرت على المنطقة، انتجت تراثاً غنياً ومتنوعاً من الفنون المختلفة شملت المعالم الأثرية والتاريخية، إضافة إلى التراث الغنائي العريق الذي ارتبط بأحداث مختلفة مرت على فلسطين، والذي انتقل الينا من خلال اللوحات الغنائية الحديثة، وكان للفنانة سناء موسى بصمتها في انتاج التراث بطريقة ولون مختلف يتوافق مع روح العصر الجديد.

النشأة:


سناء موسى ابنة الفنان علي موسى، وجدتها وطفة، استقت التراث الغنائي منهم، وهي التي ولدت في الجليل تحديداً قرية دير الأسد، ولدت في العام 1979م، هي فنانةٌ فلسطينية، اشتهرت بتقديم العديد من الأغاني الفلكلورية، والتراثية الفلسطينية، بدأت مسيرتها الفنية عام 2003م.
طبيعة الفن الذي تؤديه سناء موسى:
إنها تؤدي الفن البديل الذي لا يتحدد بأطر نمطية معينة تابعة لشركات أو قنوات تجارية عملاقة، والتي تُهدر 
هوية الفنان بما يتماشى مع مصلحتهم الشخصية.” 
ورغم صعوبة الطريق وتكلفته الا أن موسى اختارته في إنتاج ما يعكس هُويتها كامرأة فلسطينية.
  ففي قاموس موسى لن يتأرشف التاريخ الفلسطيني بل هو حاضر بصوتها المخملي الدافئ، وبقوالب الموسيقى المتنوعة، ففي كل أغنية جديدة أصول متجذرة تحاكي الحب، الوطن، البارودة، الشهداء، المرأة الفلسطينية، الأرض، الحصاد. 

نبش التراث بوصلتها في الغناء:


البوصلة التي تحركني نبش التراث الفلسطيني، ومحاولة تقديمه من محاوره المختلفة، وما أقدمه على المسرح يشكل جزءاً منه.
قدمت الفنانة سناء موسى على المسرح أغنيات لأول مرة “طلت البارودي. ونجمة الصبح. وما جاني نوم. وسفر برلك”. جزء كبير من هذه الأغنيات لم يكن معروفاً، وبات متداولا ويرددها عدد من الفنانين والفنانات، ومن الشباب، والكبار، والصغار. وفي أسطواناتي أتعمد تقديم ما هو غير مألوف من التراث.
إذا المختلف وغير المعروف هو هدفي من تقديم غناء التراث بحيث يشكل جزءاً من الذاكرة السمعية لشعبنا. وهذا ما قلته في أسطوانة “اشراق”. مشاريع متعددة أقوم بها في الوقت عينه، إنما التراث هو الأول والأهم. وكل مشروع آخر يكون مرافقاً.

تأسيس فرقة “نوى أثر”:


في عام 2003 تدربت وغنت في جوقة مركز الأرموي (مركز موسيقى المشرق) تحت إشراف الأستاذ خالد جبران. وفي عام 2004 بدأت بتقديم العروض الكلاسيكية، والتراثية بالعديد من المهرجانات في أوروبا، والعالم العربي من خلال التفاعل مع مجموعة من خيرة الموسيقيين اللذين قدموا من أهم المدارس الكلاسيكية.
وفي عام 2008 قامت بتأسيس فرقة «نوى أثر»، وهو اسم فارسي لمقام موسيقي أخاذ تندر الاستعانة به في الموسيقى العربية. وقد عملت الفرقة على تقديم الأغاني الشعبية التي تعد جزءًا من الذاكرة الفلسطينية بطريقة جديدة مع المحافظة على طابعها الشرقي الأصيل.

برنامج “ترويدة”:


بملابسها وحليها التراثية، تقدم الفنانة الفلسطينية سناء موسى برنامج ترويدة، برعاية تلفزيون فلسطين. يهدف البرنامج إلى جمع، وحفظ، وشرح الأغنية الشعبية الفلسطينية، وقوالبها التي تشكل جزءاً مهماً من التراث الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
سناء موسى، الواقعة تحت سحر التراث، تتماهى مع ميزاته، وملامحه، وتدرسه كفن عاش في الماضي، وتطور ليستمر معنا في حاضرنا.
السياقات الأنثروبولوجية والتاريخية تُوثق حقيقة الانعكاس الذي يُشكِلهُ الواقع الفلسطيني بمختلف مراحله الزمنية على الأغنية الجزء الأكبر من هذا التراث عمره أضعاف عمر الاحتلال. في هذه الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، بلادُ الشام هي أرضٌ واحدة، لا حضور للتقسيم الجغرافي أو القومي. هذا الفن متشعب الألوان والأصول التاريخية يخلق بئراً لا تنضب من الأصالة الإنسانية والتراث العربي الواحد.

الرؤية والأبحاث في التراث:


تجري سناء منذ عام 2005 أبحاثاً ميدانية بمنهجية علمية إنثروبولوجية لجمع مواد تعتمد عليها مشاريعها الموسيقية، وما زالت تعمل على توثيق هذا الموروث في المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات.
عرف عن سناء تقديمها للموروث الفلسطيني غير الشائع، والبحث عن المحاور غير المطروقة، والتنقيب عن الموسيقى والأغاني والتراث الفلسطيني القديم. أعادت قولبة وتقديم العديد من المضامين الموسيقية، والغنائية بأسلوب جديد، ما ساعد على إشهار مشروعها الموسيقي على نطاق واسع، فقدمت مئات العروض الموسيقية التي ساهمت في نشر التراث الفلسطيني خارج فلسطين وداخلها.

تراث غنائي بروح عصرية:


تعتبر سناء الأغاني التراثية مضامين ثقافية، وكتباً معرفية تسرد الأغاني طقوس الزرع، والحصاد، وصلاة الاستسقاء وغيرها من الطقوس، وتوثق المراحل السياسية المختلفة كفترة “السفربرلك” إلى فترة الاحتلال البريطاني، وغيرها من الأغاني المرتبطة بثقاقة الجماعة.
ختاماً: تعد سناء موسى من القلائل الذين نقلوا التراث بشكل يتمشى مع روح العصر، ويتناسب مع الجيل الجديد، والتي حرصت من خلال مت تقدمه على نقل التراث الغنائي الفلسطيني، وتخليد الأغاني التي تعتقد بأنها على وشك أن تمحى من الذاكرة الشعبية، نتيجة للبعد عن تكرارها، وموت كل من يحفظ تلك الأغاني من الأجيال السابقة.
بهذا أنتجت موسى حالة فنية جميلة، وأصيلة لا تمحى من الذاكرة.

اكتشاف القهوة…. رحلة طويلة امتدت عصوراً جابت العالم

على مر السنين ورائحة القهوة مع نكهتها الغنية تمتزج مع لحظات الاجتماع والاستمتاع. وهي واحدة من المشروبات الاكثر شهرة؛ واستهلاكا في العالم.

إنها ليست مجرد مشروب ساخن بل إن رحلة اكتشاف القهوة جابت العالم، وقدمت لنا تجربة ثقافية واجتماعية تمتزج فيها النكهات والروائح والمحادثات اضافة الى انها نافذة الى بلدان مختلفة، وطريقة للتواصل والاسترخاء.

الاصل اللغوي:

دخلت كلمة “coffee” اللغة الإنجليزية في عام 1582، وقد كانت هذه المصطلحات موضع خلاف. إلا إنه لا يستخدم اسم قهوة للحب أو النبات (منتجات المنطقة) والتي تعرف في اللغة العربية باسم بُن وفي (لغة) أورومو (بَن) تنطق بالفتح.

وفي بعض الأحيان تعزى كلمة قهوة إلى الكلمة العربية قوى («القوة، الطاقة») أو إلى كافا مملكة القرون الوسطى في اثيوبيا حيث تم تصدير هذا النبات إلى الجزيرة العربية.

باللغة العربية لفظ القهوة مشتق من الفعل قها ويقال أقْهَى فلانٌ: دام على شُرْب القهوة أي ارتدَّت شهوتُه عنه من غير مرض، بينما يخبرنا المعجم الوسيط بأن الفعل أقْهَى يعني دام على شُرْب القهوة. أي داوم على شرابها واعتاد عليها. وفي العربية ترد في الشعر والأدب ثلاثة أشربة باسم القهوة هي القهوة شراب البُن المغلي واللبن والخمر.

متى تم اكتشاف القهوة:

من المعتقد أن أجداد قبيلة الأورومو في أثيوبيا، ينسب لهم اكتشاف القهوة وتعرف على الأثر المنشط لنبات حبوب القهوة، وظهر أقرب دليل موثوق به سواء على شرب القهوة أو معرفة شجرة البن. في منتصف القرن الخامس عشر، في الأديرة الصوفية في اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية، وقد انتشرت القهوة من إثيوبيا إلى اليمن ومصر وشبة الجزيرة العربية، عند حلول القرن الخامس والعشرون، وصلت إلى أرمينيا وبلاد تركيا وشمالي افريقيا وفارس. وقد انتشرت القهوة من العالم الاسلامي إلى إيطاليا ثم إلى الباقي من أوروبا وأندونيسيا والأميركتين.

يتم إنتاج ثمار البن التي تحتوي على حبوب القهوة عن طريق عدة أنواع من الشجيرات ذات الخضرة الدائمة الموجودة بشجر البن.

أسس زراعة القهوة:

والقهوة هي في الحقيقة ثمرة تتكون من زهرة ذات لون أبيض، وتشبه إلى حد كبير أزهار نبتة الياسمين التي تتسم بالحساسية العالية، إذ أنها تستمر بذرتها ليوم واحد أو أكثر من ذلك بكثير.

تزرع بذور القهوة عموماً في أحواض كبيرة في المشاتل المظللة. بعد إنبات البذور تتم إزالة الشتلات الصغيرة لزراعتها في التربة المخصصة لها. ومن المهم سقاية الشتلات في البداية بماء وفير، كما يجب أن تبقى الشتلات مظللة من أشعة الشمس الساطعة، حتى يتم غرسها بشكل كافي في التربة، وبشكل دائم.

 الزراعة غالباً ما تحدث بعد سقوط الأمطار، بحيث تكون التربة ما زالت رطبة، في حين تصبح البذور راسخة.

خلال موسم زراعة القهوة يجب أن تتعرض الأشجار لأشعة الشمس بطريقة منظمة، بحيث لا تكون ساطعة كثيراً، ولا مظللة تماماً، وتستغرق الأشجار من ثلاث إلى أربع سنوات حتى تؤتي ثمارها، وحينما تُصبح الحبوب جاهزة للحصاد يتحول لونها للأحمر.

هناك عدّة أماكن تستهوي تربتها ومناخها زراعة القهوة ونجاحها فيها، منها: اليمن، غينيا. البرازيل، مناطق شرق أفريقيا، أرخبيل إندونيسيا، أمريكا الوسطى، وهاواي.

طرق حصاد القهوة:

يتم حصاد حبوب القهوة الحمراء “الكرزة” من على الشجرة أو من على الأرض بعد التأكد من نضوجها تماماً. وقد اختلفت طرق الحصاد منذ اكتشاف القهوة، وأغلبها اختصرت ذلك إما عن طريق القطف اليدوي -وهو السائد في معظم الأحيان- أو بواسطة آلة تجريد.

في الطريقة الأولى يتم قطف كافة الحبوب من على الشجرة، فتسقط على مشمع على الأرض. ومن عيوبها أنها تحتاج بعد ذلك إلى عملية فرز دقيق؛ لأنه من الممكن أن تكون هنالك بعض الحبوب الغير ناضجة، مما يؤثر على مذاق القهوة لاحقاً.

 أمّا طريقة الجرد الآلي، فهي تتم بواسطة آلة توضع بين الأغصان وتقوم بعملية اهتزاز لها، مما يؤدي لسقوط الحبوب. وكل شجرة بن يمكن أن تنتج أكثر من مرة خلال موسم واحد؛ لأنها لا تنضج في وقت واحد.

اساليب تجهيز القهوة للاستخدام:

منذ اكتشاف القهوة وبعد عملية حصاد حبوبها الخام، تتبع عدة أساليب لكي تصبح حبوب خضراء صالحة للاستخدام. وكل أسلوب من هذه الأساليب يحدد سعر وجودة البن فيما بعد، وتهدف كل هذه الأساليب إلى إزالة القشور الخارجية لحبة القهوة؛ ومن هذه الأساليب:

أسلوب الغسل:

 وهذا الأسلوب يعد الأفضل، ولكنه يتطلب الكثير من العناية. ويطلق على البن المستخدم في هذه الطريقة “البن المغسول”. ويتم حصاده لهذا الأسلوب يدوياً، ويتم فرزها وإبعاد البذور الغير ناضجة، وبعد ذلك يقوم المعنيون مباشرة بغمر الحبوب في الماء داخل خزانات ونقعها لمدة تتراوح ما بين ال17ـ و36 ساعة؛ بغية أن تلين بهدف فصل النواة عن اللب، وبعدها يتم تمرريها على قوة دفع مياه عالية لكي يزال ما تبقى عليها من رواسب.

وتنقل الحبوب بعد عملية التخمير بالماء تحت أشعة الشمس بهدف التجفيف، وبهذا تكون حبوب البن قد أصبحت جاهزة.

أسلوب التجفيف:

 ويتم ذلك باستخدام أفران خاصة، وهذا الأسلوب يعد الأسرع والأقل كلفة، ولكن ذا جودة أقل؛ لأن التجفيف بالأفران يؤدي إلى فقدان مذاق القهوة اللاذع.

التجفيف جزئياً تفرز الحبوب الناضجة عن غيرها من الحبوب الغير ناضجة، وبعد ذلك يتم نقع الحبوب الناضجة بكمية ماء بسيطة إلى أن تلين، وبعدها ينزع اللب عن النواة، وأخيراً يتم تجفيفها لتصبح جاهزة.

فوائد القهوة:

لكن هناك أطباء لديهم وجهة نظر مغايرة تقول إنه لا داعي لحرمان النفس من عبق ورائحة فنجانها. ويقول الأطباء أن فنجان من القهوة يحتوي على مادة الكافيين والتي بدورها تنشّط الجهاز العصبي. وتُهدأ من آلام الرأس، وهذه أهم الأسباب التي تجعل القهوة علاجاً ناجحا لعلاج الشقيقة، وهي تحمي الأسنان من التسوس، كما أنها تُخفّض خطر مرض النقرس عند الرجال فوق سن الأربعين، وهي غنية جداً بالمواد المضادة للسرطان والأكسدة.

 اضافة الى تقليل خطر الاصابة بأمراض القلب وزيادة اليقظة ولكن يجب استهلاكها بشكل معتدل.

وبالتالي لا داعي للحرمان من عبق رائحة فنجان القهوة، لأنه مفيد لتحسين المزاج؛ ولا الاكثار منها لتجنب مضارها.

مضار القهوة:

شرب كميات كبيرة من القهوة يمكن أن يسبب حالات مزعجة جداً خاصة بالنسبة للمسنين، وفي حالات نادرة، الآثار السلبية من الممكن أن تهدد حياتهم وتصبح أكثر انتشاراً عندما تؤخذ بشكل زائد، ايضا تناول كميات كبيرة من القهوة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكافيين في الجسم، بالتالي حدوث حالة من الإرهاق والتعب عند الشخص.

 بعض الأشخاص مدمنون بشكل سلبي على شرب القهوة، فهم أكثر شعوراً من غيرهم بالتعب والإرهاق، لأن الاعتماد على القهوة كمشروب أساسي يعمل على الإنهاك العقلي، مما يؤدي إلى انعدام الحافز واليأس.

بعد اكتشاف القهوة بفترة من الزمن وانتشارها. تعددت الأبحاث حيث ربطت بعض الدراسات، والأبحاث بين شرب القهوة بشكل كبير وبين زيادة نسبة الكولسترول في الدم، كما ربطت الدراسات الحديثة بين النساء الحوامل اللواتي يشربن القهوة بشكل غير طبيعي وبين ولادة أطفال ضعفاء جسدياً. حيث تعتبر القهوة خطراً حقيقياً على الحوامل، ويُنصح المرأة بعدم تناولها أثناء فترة الحمل. لاسيما خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.

استهلاك القهوة يمكن أن يؤدي إلى نقص الحديد في الجسم عن طريق التداخل مع امتصاص الحديد، وخصوصا لدى الأمهات المرضعات.

يعود سبب تدخل القهوة بامتصاص الحديد إلى مادة ا”لبوليفينول” التي تحتوي عليها القهوة؛ ومع ذلك، الحديد الزائد قد يتسبب بسرطان للكبد. بالتالي استهلاك القهوة يرتبط سلبياً مع تطور سرطان الكبد وأيضاً نسبه “البوليفينول”.

*الصحة النفسية وعلاقتها بالقهوة:

تنصح هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة أن تجنب القهوة قد يقلل من القلق ويرتبط بالكافيين هو المكون الرئيسي النشط في القهوة. بالنسبة لبعض الناس يمكن أن يؤدي التوقف عن استخدام الكافيين إلى تقليل القلق بشكل كبير.

واضطراب القلق الناجم عن الكافيين هو فئة فرعية من اضطرابات القلق الناجمة عن المواد أو الدواء، الفئة التي تكون أكثر تأثراً باستهلاك الكافيين هم المراهقون؛ والذين يعانون بالفعل من اضطرابات القلق.

وأشارت الأبحاث الأولية إلى احتمال وجود علاقة مفيدة بين تناول القهوة وتقليل الاكتئاب. بما في ذلك تقييم أعراض الخرف وضعف الإدراك، لكن الدراسات لم تكن حاسمة بالنسبة للبن الذي له تأثير على كبار السن.

القهوة في فلسطين:

تتميز «القهوة الفلسطينية» بمذاق خاص. ولا تخلو الجلسات الفلسطينية منها، وهي منتشرة في كل دول العالم نظراً لوجود الجاليات الفلسطينية في دول متفرقة.

وعمل عدد من المواطنين الفلسطينيين في المهنة كتجار كبار نظراً لرواجها، وظهرت المحلات الشهيرة في فلسطين لتجارة القهوة عام 1920 في القدس إلا أن القهوة ظهرت بين المواطنين من قبل ذلك الوقت بشكل عام في فلسطين.

وقال “كمال النامولى” أحد طهاة القهوة، أنها تحتاج إلى درجة حرارة معينة وفي الأغلب الدول العربية جميعها تعد بيئة مناسبة لحفظ القهوة بعيدا عن التلف، ويصل طول شجرة القهوة من 6 مترات إلى 9 مترات، والقهوة الفلسطينية منبعها من هناك فجميع المحلات التجارية في القاهرة تحرص على شراء القهوة البرازيلي فهي الأجود والأكثر إقبالا.

أقسام القهوة:

 القهوة تنقسم إلى قسمين قسم «اربيكا» وهي تعني أنها قادمة من دولة كولومبيا. والقسم الثاني هو الروبيستا وهي الأكثر حدة في القهوة وتعطي كثافة في شكل القهوة بعد طهيها وتقديمها للزوار.

 وتتميز حبات القهوة بأن كل حبة لها مميزات ودرجة حموضة معينة، وكل شجرة لها خصائصها، وتستورد القهوة خضراء ويتم تحميصها بدرجة حرارة 190 للقهوة الشقرا و130 للقهوة المحروقة واهناك لقهوة التركية الناعمة، والقهوة العربية السادة والقهوة «الاسبريسو» هي أشهر أنواع القهوة، والأكثر تداولاً وانتشاراً.

 عادة ما يتم دمج خليط من الانواع المختلفة بنسب معينة حتى تناسب القادم على الشراء للحصول على المذاق المطلوب. وطريقة الحفظ تحتاج درجة حرارة معتدلة من 20 إلى 25 درجة مئوية وتحفظ في مكان بعيد عن الهواء، وهي موسمية تزرع في أوقات معينة وليست طوال العام لكن معظم المنازل في قرية فاضل تحرص على تخزينها طوال العام.

القهوة والحفاظ على التراث:

وقال أحد طهاة القهوة، نتناول القهوة الفلسطينية في اليوم الواحد ثلاث مرات مع قطع الكيك. ويقبل عليها جميع أفراد الأسرة حتى الأطفال، ويوجد الكثير من الطهاة المبدعين يخرجون للطهي في المناسبات العامة بالزي الفلسطيني؛ لنعبر عن بلادنا.

 والقهوة الفلسطينية تضفي بهجة وفرحة في المجالس العربية، ولكل طاهٍ أسرار في الطهي دون غيرة، وفي مناسبات المهرجانات الشعبية نحرص على إقامة مسابقات لتقديم القهوة.

حيث ان القهوة كانت مصدر الهام للشعراء عبر الزمن وكانوا يشدون بها في قصائدهم التي تمجدها وتبرز اهميتها منهم الشاعر تميم البرغوثي قال في قصيدته” كاس قهوتي تحمل كثيرا من الاحلام تحمل شوقا للأرض وحنينا للبيت”.

من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش “اشرب القهوة والهموم في الكاس تضيع والملح في القهوة يزيد حلاوتها”.

ختاماً: تعد القهوة من أهم الاكتشافات قديماً وحديثاً حيث أن سوقها وقيمتها الاقتصادية في ارتفاع ونمو دائم، خاصة بعد أن جابت العالم بدءً من اثيوبيا ومن ثم اليمن وأوروبا حتى أمريكا، وكان لها واقعها المختلف حيث ارتبطت بالنوادي الثقافية في أوروبا. والجلسات والتجمعات في المقاهي في المنطقة العربية، هذا وتعتبر مادة خصبة للكتاب والشعراء والأدباء تغنوا بها على مدى أجيال.

وستبقى القهوة متربعة على عالم المشروبات. وتحصد البطولة في كل منافسة.

أشجار الزيتون…تاريخ مسجل بين عقدها وحباتها..

شجرة الزيتون هي شجرة دائمة الخضرة، حيث تعيش وتنتج الزيتون لأكثر من قرن من الزمان. وفي بعض الحالات النادرة. أفادت التقارير بأن أشجار الزيتون تعيش وتنتج براعم في عمر يبلغ 1800 سنة. تصل الشجرة إلى ارتفاع 15-65 قدم (5-20 متر). كما يحدث مع معظم الأشجار.

تأثير العوامل البيئية عليها:

يتأثر ارتفاع الشجرة ونظارتها ونوع محصولها؛ من التربة والظروف المناخية، ونوع النبات، وأساليب الزراعة المستخدمة. الجذع أسطواني، على نحو سلس على الأشجار الشابة، ومع زيادة سن الشجرة نجد جذعها يصبح وعراً. بسبب ظهور كتل ونتوءات بأحجام متفاوتة مع مرور الوقت.

مواطن زراعة أشجار الزيتون:

تزرع أشجار الزيتون عالميا في مساحة تغطي أكثر من 15 مليون هكتار، ويصل عدد أشجار الزيتون المزروعة وربما يتجاوز العدد المذهل البالغ بليون. حوالي 80٪ من هذه الأشجار تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط. بلدان مثل إسبانيا، وإيطاليا، واليونان، وتونس وغيرها تقوم عادة بتصدير زيت الزيتون الذي يشكل حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية الزراعية من هذه البلدان.

ومع ذلك، فقد انتبهت بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا. واليابان، والصين وغيرها خلال العقدين الماضيين الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية الضخمة لأشجار الزيتون. وبالتالي، فقد أعطوا دوافع مالية لمزارعي الزيتون، في محاولة لجعلهم مستقلين في منتجات الزيتون.

أهمية شجرة الزيتون:

تلعب شجرة الزيتون دورا هاما جدا، لأنها لا يتم زراعتها في الأراضي الغير صالحة للمحاصيل الأخرى فحسب، بل تساعد أيضا على حماية التربة من التآكل.

المنتجات الرئيسية التي تنتجها شجرة الزيتون هي زيت الزيتون وزيتون المائدة، وتعد ثمار الزيتون مهمة أيضا للاستخدام الصناعي. بعض المنتجات الثانوية الأخرى التي قد تكون ذات أهمية اقتصادية هي الأوراق، والخشب وقلب الثمرة وغيرها.

فوائد زيت الزيتون:

يساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب مثل coronary heart disease وذلك لوجود نسبة عالية من حمض الأوليك.

ينظم الكوليسترول في الجسم، ويكافح الجلطات والنوبات القلبية. خاصة إذا كان الزيت بكرا وبجودة عالية (أي يحتوي على نسبة عالية من البوليفينولات).

كما أنه يطري الجلد عند دهنه عليه ويقوي الشعر، ويعالج فقر الدم، ويدعم الجهاز الهضمي، ويقلل من الالتهاب.

موسم قطف الزيتون:

موسم قطف ثمار الزيتون في فلسطين هو حدث سنوي مهم ينطلق عادة في فصل الخريف ويستمر لعدة أسابيع. يُعتبر زيت الزيتون أحد أهم المنتجات الزراعية في فلسطين وله تاريخ طويل في الثقافة والاقتصاد الفلسطيني.

تبدأ المراحل الأولية لموسم قطف الزيتون بالاستعدادات الزراعية من خلال تقليم الأشجار، والاهتمام بصحة التربية لضمان جودة الثمار.

يعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيدًا يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، حيث تقوم أحيانا وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف؛ وذلك من أجل إنهاء موسم القطف بوقت مبكر، وتقليل تكلفة الإنتاج؛ إذ إنه كلما استثمرت أيام عمل غير مدفوعة الأجر في قطف الزيتون، قلّت كلفة الإنتاج.

علامات نضج الثمار:

تختلف العائلات الفلسطينية في موسم قطف الزيتون في كثير من الأمور بما يتعلق بتحضير الطعام حيث يعتمدوا في هذه الفترة على المعلبات والوجبات الخفيفة ذلك بسبب انشغال النساء في القطف. يتم قطف ثمار الزيتون بغرض التخليل عندما يكتمل حجمها، ويتحول لونها من الأخضر الغامق إلى الأخضر الفاتح، أو قبل تلون الثمار مباشرة، ويتم القطف بغرض التتبيل الأسود عندما يكتمل تلون الثمار باللون الأسود ويصل عمق اللون الأسود داخل الثمرة إلى أكثر من ثلث سمك اللحم “اللب”.

ويتم قطف الثمار لاستخراج الزيت عندما يكتمل حجم الثمار ويتحول لونها من الاصفرار أو البنفسجي المشوب بالحمرة، ويصاحب ذلك عادة بدء تساقط الثمار طبيعيا مع ملاحظة سهولة الجزء اللحمي عن النواة أو بتجمع نقط الزيت على راحة اليد عند عصر عينة من الثمار المراد قطفها.

موعد قطف الزيتون:

يتم البدء في جني ثمار الزيتون في منطقتنا عادة في بداية شهر أكتوبر، ويمتد موسم الجني حتى نهاية شهر نوفمبر, وهذا يتوقف على الغرض من الجني، وكذلك على الصنف المزروع وسواء كان بعلياً أو مروياً, وجرت العادة على الاحتفال بموسم قطف الزيتون في منتصف شهر أكتوبر.

طرق القطف الزيتون:

بالعصا: لا ينصح باستخدامها، حيث إن أضرارها الميكانيكية كثيرة على الأشجار والثمار

ا باستخدام الأمشاط: وهذه الطريقة تؤدى تساعد بشكل كبير في تسهيل عملية القطف.

باستخدام الآلة: حيث تستخدم آلات متنوعة تحدث حركة ترددية لجزع الشجرة والأفرع الهيكلية لمدة بضع ثواني. ويتطلب استخدام الآلات في الجمع تربية الأشجار على مسافة واحدة وارتفاع جذعها من 100-80 سم والزراعة على مسافات لا تقل عن 7-6 م.

الجمع الكيماوي: حيث يوجد الكثير من المواد التي تساعد على سقوط الثمار عند الهز إلا أن تأثير هذه المواد على زيت الزيتون. وعلى الصحة العامة مضر نسبياً غير أن درجة تأثره لم تحسم حتى ألان.

القطف اليدوي” الحلب”: وهى من أفضل طرق الجمع. حيث لا يحدث أي ضرر للأشجار أو الثمار، إذا تم إتباع الإرشادات التالية:

تقطف الثمار على بسط من البلاستيك أو الشادر. أو شبك بلاستيكي لسهولة تداوله أسفل الشجرة، لحماية الثمار من الرضوض والخدوش، والمحافظة عليها من التلوث بالتربة.

استخدام السلالم الخشبية” السيبة” في القطف مع ملاحظة عدم ارتكازها على الأغصان، وتقطف الثمار في هذه الحالة من الأعلى إلى الأسفل.

فرز الثمار وفصلها عن الأوراق والأغصان والشوائب، واستبعاد الثمار المصابة بالآفات والخدوش يدوياً ذلك في الحقل قبل الذهاب إلى المعصرة.

توضع الثمار في صناديق بلاستيكية شبكية، حتى لا ترتفع درجة حرارتها. وتزيد من عملية التبخر.

العمل على وصول الثمار إلى المعصرة في نفس يوم القطف، والتنسيق مع صاحب المعصرة بحيث يتم العصر مباشرة.

التحذيرات العامة أثناء قطف الزيتون:

يحذر استخدام العصا في جني الثمار مهما كانت الأسباب لما تحدثه من رضوض وجروح للثمار فهي تساعد على نمو الفطريات وترفع نسبة حموضة الزيت وتقل القيمة التسويقية للثمار، كما تؤدى إلى تكسير الأفرع الحديثة التي سيحمل عليها محصول العام القادم.

ومن الأخطاء الشائعة في عمليات القطف ما تعوده أصحاب كروم الزيتون من ضرب الأغصان بعصا غليظة لتسقط ثمارها، وهذا خطأ كبير يرتكب في حق الأشجار والثمار، حيث يؤدى ذلك إلى تكسير الأفرع خاصة الحديثة. والمعروف إن الأفرع التي عمرها عامان هي التي ستحمل الثمار وتكون النتيجة إن يقل أو ينعدم المحصول في العام التالي.

كما إن الثمار التي تقطف بهذه الطريقة كثيرا ما تتلف، إذ أن سقوطها على الأرض بهذه القسوة ويحدث في غلافها الثمري جروحا تجعلها غير صالحة، وتؤدى الجروح إلى سرعة تخمر الثمار مما يرفع من درجة حموضة الزيت المستخلص. وبذلك تقل درجة جودته.

 كذلك فان عملية تذرية الثمار في الريح لفصل الأوراق تزيد من رضوض وخدوش الثمار نتيجة سقوطها على الأرض، وينصح بفصل الثمار المصابة “بالحشرات أو الإمراض المجروحة” عن الثمار السليمة، لزيادة درجة الجودة ورفع السعر، مما يعود على المزارع بالربح الوفير.

زيت الزيتون وفوائده:

زيت الزيتون وحب الزيتون في العالم أجمع يأتي من منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ومع أن العديد من الدول ذات المناخ الشبيه تزرع الزيتون إلا أنها لا تتفوق على البحر المتوسط. ويستخدم زيت الزيتون في الطبخ وبالذات في السلطات. لكنه يؤكل لوحده أيضا. وزيت الزيتون غالي الثمن نسبيا، خاصة في الدول التي تستورده.

الأهمية الاقتصادية لزيت الزيتون في فلسطين:

في فلسطين يعتبر زيت الزيتون المنتج الأساسي لقطاع الزيتون؛ إذ تشكل كمية الثمار المستخدمة لغرض إنتاج زيت الزيتون ما نسبته 90% من مجمل الإنتاج في حين يستخدم الباقي في إنتاج المخللات بطريقة تقليدية بحتة.

يقدر معدل إنتاج فلسطين من زيت الزيتون في السنة الجيدة بحوالي 33 ألف طن؛ وفي السنوات غير الجيدة، بحوالي سبعة آلاف طن.

حيث قامت الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بقطاع الزيتون والجهات الدولية المانحة، بجهود كبيرة لرفع القيمة الاقتصادية لقطاع الزيتون؛ حيث عملت هذه الجهات على تحسين السلسلة الإنتاجية، بزيادة التركيز على تحسين جودة زيت الزيتون، والعمليات المتعلقة به، من طرق: القطف، ونقل الثمار، والعصر. والتخزين. والتعبئة، والتغليف؛ لرفع القدرة التنافسية لزيت الزيتون الفلسطيني. وتمكينه من دخول الأسواق العالمية والإقليمية، وتسجيل حضور مميز.

الزيتون تاريخ طويل في مواجهة الاحتلال:

شجرة الزيتون من الأشجار المعمرة وتعتبر ثروة لما لها من فوائد اقتصادية وبيئية. ثمرتها ذات فوائد كثيرة فهي غذاء كامل ويستخرج منها زيت الزيتون ذو الفوائد الصحية والغذائية والتجميلية. ورد ذكره في الكثير من المراجع وبنيت حوله الكثير من الدراسات. له قدسية خاصة في جميع الديانات الإبراهيمية.

نحن نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا..


“نحن نحب الحياة”عرض أزياء لأطفال يعتبر الأول من نوعه في فلسطين، حيث أقيم في مدينة الخليل، صنع تفاصيله طلاب الأزياء في الكلية الحديثة، واختاروا له عنوان” هذا أنا “
كإثبات مستمر بأنا شعب قابل للفرح ومحب للحياة، شعب منتج للفن، ومواكب للإبداع.