Blog

Your blog category

سناء موسى …أبدعت في إنتاج التراث الغنائي بشكل جديد

تتميز فلسطين بسحر خاص جمعته من حضارات كثيرة مرت على المنطقة، انتجت تراثاً غنياً ومتنوعاً من الفنون المختلفة شملت المعالم الأثرية والتاريخية، إضافة إلى التراث الغنائي العريق الذي ارتبط بأحداث مختلفة مرت على فلسطين، والذي انتقل الينا من خلال اللوحات الغنائية الحديثة، وكان للفنانة سناء موسى بصمتها في انتاج التراث بطريقة ولون مختلف يتوافق مع روح العصر الجديد.

النشأة:


سناء موسى ابنة الفنان علي موسى، وجدتها وطفة، استقت التراث الغنائي منهم، وهي التي ولدت في الجليل تحديداً قرية دير الأسد، ولدت في العام 1979م، هي فنانةٌ فلسطينية، اشتهرت بتقديم العديد من الأغاني الفلكلورية، والتراثية الفلسطينية، بدأت مسيرتها الفنية عام 2003م.
طبيعة الفن الذي تؤديه سناء موسى:
إنها تؤدي الفن البديل الذي لا يتحدد بأطر نمطية معينة تابعة لشركات أو قنوات تجارية عملاقة، والتي تُهدر 
هوية الفنان بما يتماشى مع مصلحتهم الشخصية.” 
ورغم صعوبة الطريق وتكلفته الا أن موسى اختارته في إنتاج ما يعكس هُويتها كامرأة فلسطينية.
  ففي قاموس موسى لن يتأرشف التاريخ الفلسطيني بل هو حاضر بصوتها المخملي الدافئ، وبقوالب الموسيقى المتنوعة، ففي كل أغنية جديدة أصول متجذرة تحاكي الحب، الوطن، البارودة، الشهداء، المرأة الفلسطينية، الأرض، الحصاد. 

نبش التراث بوصلتها في الغناء:


البوصلة التي تحركني نبش التراث الفلسطيني، ومحاولة تقديمه من محاوره المختلفة، وما أقدمه على المسرح يشكل جزءاً منه.
قدمت الفنانة سناء موسى على المسرح أغنيات لأول مرة “طلت البارودي. ونجمة الصبح. وما جاني نوم. وسفر برلك”. جزء كبير من هذه الأغنيات لم يكن معروفاً، وبات متداولا ويرددها عدد من الفنانين والفنانات، ومن الشباب، والكبار، والصغار. وفي أسطواناتي أتعمد تقديم ما هو غير مألوف من التراث.
إذا المختلف وغير المعروف هو هدفي من تقديم غناء التراث بحيث يشكل جزءاً من الذاكرة السمعية لشعبنا. وهذا ما قلته في أسطوانة “اشراق”. مشاريع متعددة أقوم بها في الوقت عينه، إنما التراث هو الأول والأهم. وكل مشروع آخر يكون مرافقاً.

تأسيس فرقة “نوى أثر”:


في عام 2003 تدربت وغنت في جوقة مركز الأرموي (مركز موسيقى المشرق) تحت إشراف الأستاذ خالد جبران. وفي عام 2004 بدأت بتقديم العروض الكلاسيكية، والتراثية بالعديد من المهرجانات في أوروبا، والعالم العربي من خلال التفاعل مع مجموعة من خيرة الموسيقيين اللذين قدموا من أهم المدارس الكلاسيكية.
وفي عام 2008 قامت بتأسيس فرقة «نوى أثر»، وهو اسم فارسي لمقام موسيقي أخاذ تندر الاستعانة به في الموسيقى العربية. وقد عملت الفرقة على تقديم الأغاني الشعبية التي تعد جزءًا من الذاكرة الفلسطينية بطريقة جديدة مع المحافظة على طابعها الشرقي الأصيل.

برنامج “ترويدة”:


بملابسها وحليها التراثية، تقدم الفنانة الفلسطينية سناء موسى برنامج ترويدة، برعاية تلفزيون فلسطين. يهدف البرنامج إلى جمع، وحفظ، وشرح الأغنية الشعبية الفلسطينية، وقوالبها التي تشكل جزءاً مهماً من التراث الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
سناء موسى، الواقعة تحت سحر التراث، تتماهى مع ميزاته، وملامحه، وتدرسه كفن عاش في الماضي، وتطور ليستمر معنا في حاضرنا.
السياقات الأنثروبولوجية والتاريخية تُوثق حقيقة الانعكاس الذي يُشكِلهُ الواقع الفلسطيني بمختلف مراحله الزمنية على الأغنية الجزء الأكبر من هذا التراث عمره أضعاف عمر الاحتلال. في هذه الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، بلادُ الشام هي أرضٌ واحدة، لا حضور للتقسيم الجغرافي أو القومي. هذا الفن متشعب الألوان والأصول التاريخية يخلق بئراً لا تنضب من الأصالة الإنسانية والتراث العربي الواحد.

الرؤية والأبحاث في التراث:


تجري سناء منذ عام 2005 أبحاثاً ميدانية بمنهجية علمية إنثروبولوجية لجمع مواد تعتمد عليها مشاريعها الموسيقية، وما زالت تعمل على توثيق هذا الموروث في المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات.
عرف عن سناء تقديمها للموروث الفلسطيني غير الشائع، والبحث عن المحاور غير المطروقة، والتنقيب عن الموسيقى والأغاني والتراث الفلسطيني القديم. أعادت قولبة وتقديم العديد من المضامين الموسيقية، والغنائية بأسلوب جديد، ما ساعد على إشهار مشروعها الموسيقي على نطاق واسع، فقدمت مئات العروض الموسيقية التي ساهمت في نشر التراث الفلسطيني خارج فلسطين وداخلها.

تراث غنائي بروح عصرية:


تعتبر سناء الأغاني التراثية مضامين ثقافية، وكتباً معرفية تسرد الأغاني طقوس الزرع، والحصاد، وصلاة الاستسقاء وغيرها من الطقوس، وتوثق المراحل السياسية المختلفة كفترة “السفربرلك” إلى فترة الاحتلال البريطاني، وغيرها من الأغاني المرتبطة بثقاقة الجماعة.
ختاماً: تعد سناء موسى من القلائل الذين نقلوا التراث بشكل يتمشى مع روح العصر، ويتناسب مع الجيل الجديد، والتي حرصت من خلال مت تقدمه على نقل التراث الغنائي الفلسطيني، وتخليد الأغاني التي تعتقد بأنها على وشك أن تمحى من الذاكرة الشعبية، نتيجة للبعد عن تكرارها، وموت كل من يحفظ تلك الأغاني من الأجيال السابقة.
بهذا أنتجت موسى حالة فنية جميلة، وأصيلة لا تمحى من الذاكرة.

المرأة الفلسطينية …. مكانتها بين التحديات والإنجازات

تقف المرأة الفلسطينية على أرض خصبة بالتاريخ والتراث، كعمودٍ حجريٍ متين، تحمل على عاتقها لوحةً فنيةً رائعة تروي قصة نضال لا تُنسى، إنها حاملةٌ لرموز الصمود والأمل، مترسخة في أرضها كشجرة قوية تنمو رغم الرياح العاتية.

 ففي ساحة الصراع والمقاومة، امتزجت دماءها مع تراب الوطن، فأصبحت شهيدةً ومجاهدةً في آنٍ واحد، لم تكن مجرد شهادة تشاهد الأحداث تاريخيًا، بل شاركت بفاعلية في تشكيلها، صاغت استراتيجيات المقاومة بحكمتها وشجاعتها.

تاريخ النضال والصمود:

تراصت في قلب الأرض الفلسطينية، أحداث تاريخية تحمل في طياتها نضال وصمود المرأة الفلسطينية، بصوت ينبض بالإلهام، نروي قصة هذه النساء القويات اللواتي أثبتن أن الإرادة تجعل المستحيل ممكناً.

منذ سنواتٍ طويلة، عاشت المرأة الفلسطينية تحت ظلال التحديات الكبيرة والصراعات المستمرة، كانت تحمل عبء الحياة اليومية، وتواجه تهديدات الاستعمار والتهجير، لكنها لم تتراجع أبداً، بل قررت أن تكون جزءاً لا يتجزأ من النضال من أجل الحقوق والحرية، كانت المرأة الفلسطينية محوريّة في النضال الثقافي والاجتماعي، تعبت على الحفاظ على هويتها وثقافتها، ونقلها إلى الأجيال الجديدة بكل اعتزاز، كما عملت على نشر الوعي بالقضية الفلسطينية من خلال وسائل الإعلام والتعليم، مشعّة بروح الصمود والأمل.

في ظلّ الاستعمار البريطاني، لم تكتفِ المرأة بالتباكي على مصائرها بل تحدّت القيود والحدود، وانخرطت في النضال المسلح إلى جانب رجالها، كانت تنضم إلى الصفوف الأمامية في المعارك، حاملةً بين يديها سلاح الحرية وراية الصمود.

تسلحت المرأة الفلسطينية بقوة الكلمة والقلم أيضاً، كان لها دورٌ بارز في الكتابة والنشر، حيث نقلت تجارب الصمود والمعاناة للعالم الخارجي، تحدّثت بصدق عن واقع الحياة تحت الاحتلال، وحاولت أن تصل صوتها إلى قلوب الناس حول العالم.

كانت المرأة الفلسطينية تعيش الحاضر وتبني المستقبل في آنٍ واحد، عملت على ترسيخ مفاهيم المساواة والتعليم بين الجنسين، لتكون شريكةً فعّالة في بناء المجتمع وصياغة مصير الوطن.

التعليم والتمكين:

التعليم والتمكين للمرأة الفلسطينية يمثلا عمودين أساسيين في مسيرتها نحو النجاح والتحرر، من خلال تمكين المرأة من التعليم، يتم توفير الفرص لها للتطور الشخصي والمهني، وتكون قادرةً على المساهمة بشكل إيجابي في بناء مجتمعها ومستقبلها.

يلعب التعليم  دوراً حيوياً في تمكين المرأة الفلسطينية من خلال عدة جوانب :

التمكين الشخصي: من خلال التعليم، تحصل المرأة على المعرفة والمهارات التي تعزز اعتزازها بذاتها، تتعلم كيف تفكر بشكل نقدي، وتطوير قدراتها الفردية، مما يمكّنها من تحقيق أهدافها والنمو بشكل شامل.

المشاركة الاجتماعية والسياسية: التعليم يمكن المرأة من المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والسياسية، يساهم في تعزيز وعيها بحقوقها وواجباتها، ويمنحها القدرة على المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر في مجتمعها.

الفرص المهنية: التعليم يفتح أبواب الفرص المهنية أمام المرأة الفلسطينية، بفضل المعرفة والمهارات التي تحصل عليها، يمكنها الاندماج في مختلف القطاعات الاقتصادية وتحقيق استقلالية اقتصادية.

مكافحة التمييز والعنف: التعليم يمكن المرأة من فهم حقوقها والدفاع عنها من خلال التعليم، تصبح أكثر قوة في مواجهة التمييز والعنف الجنسي، وتعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين.

ترسيخ القيم والهوية: من خلال التعليم، يتم تعزيز قيم الهوية والانتماء للمرأة الفلسطينية، يتم تعزيز الروح الوطنية والتاريخية، ويُعلم للأجيال الصاعدة أهمية الحفاظ على هذه الهوية والميراث الثقافي.

لتحقيق هذا التمكين، يجب توفير فرص التعليم الجيد والمناسب للمرأة الفلسطينية، سواء كان ذلك من خلال التعليم الأساسي، والثانوي أو التعليم العالي والتدريب المهني، يجب أيضاً تعزيز الوعي بأهمية التعليم ومساهمته في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل للجميع.

المشاركة السياسية والمؤسسات:

كان للمرأة الفلسطينية دور فعال وقوي في المشاركة السياسية والمؤسسات، حيث برز الكثير منهن في المحافل الدولية .

المشاركة السياسية: تمتلك المرأة الفلسطينية دورًا أساسيًا في الساحة السياسية والقرارية، عبر مشاركتها تحمل رؤيةً واقعية للقضايا التي تؤثر في المجتمع والوطن، تسعى للعمل على تحقيق التوازن بين جميع الفئات، وتمثيل أصوات مختلفة داخل المجتمع الفلسطيني.

تحديات المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية:

على الرغم من الإرادة القوية للمرأة الفلسطينية، تواجه تحديات كبيرة في مشاركتها السياسية، تشمل هذه التحديات التمييز الجنسي والاجتماعي، وعدم توفر الفرص المتساوية للمشاركة، والظروف الاقتصادية الصعبة التي تؤثر على القدرة على المشاركة النشطة، كما تواجه المرأة تحديات أمنية وسياسية في بيئة معقدة من الصراع والاحتلال.

دور المؤسسات: تلعب المؤسسات دورًا مهمًا في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية، تعمل هذه المؤسسات على تقديم الدعم والتدريب للنساء الراغبات في المشاركة في السياسة، تسعى لزيادة الوعي بأهمية دور المرأة في صنع القرار وتأثيرها الإيجابي على المجتمع.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى المؤسسات إلى توفير بيئة آمنة وشفافة تمكّن المرأة من التعبير عن آرائها، والمشاركة في النقاشات السياسية دون خوف من التهديدات أو الانتقام.

كيف يمكن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية؟

التوعية والتثقيف: يهم المؤسسات توعية النساء بحقوقهن السياسية والمشاركة في العملية الديمقراطية، يتضمن ذلك توجيههن حول كيفية التصويت، والمشاركة في الانتخابات وغيرها من الأمور السياسية المهمة.

توفير التدريب والدعم: يساهم توفير دورات تدريبية في تطوير مهارات القيادة، والإدارة والتواصل، كما يمكن للمؤسسات تقديم الدعم المادي والتقني للمرأة الفلسطينية لزيادة فرص مشاركتها.

تعزيز التمثيل النسائي: تعمل المؤسسات على زيادة التمثيل النسائي في المجالات السياسية المختلفة، سواء كان ذلك عبر تعزيز ترشيح النساء في الانتخابات، أو تعيينهن في المناصب الحكومية والسياسية.

إقرار سياسات تشجيعية: يمكن للحكومات والمؤسسات اتخاذ سياسات تشجيعية لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة، مثل فرض نسبة مئوية من المقاعد للنساء في البرلمان أو المجالس المحلية.

باختصار، المشاركة السياسية ودور المؤسسات يشكلان عنصرين أساسيين في تعزيز تمكين المرأة الفلسطينية، وضمان تمثيلها الفعّال في صنع القرارات وبناء مستقبل أفضل.

الهوية والثقافة:

تنبض في قلب الأرض الفلسطينية، المرأة بروح الصمود والقوة، تحمل على كاهلها مسؤولية الحفاظ على هويتها وثقافتها في وجه التحديات العديدة، إنها محافظة على هذا التراث الثمين بكل شجاعة وإصرار.

 من خلال مشاركتها الفعالة في الحياة المجتمعية، تقف المرأة الفلسطينية واجهة للتحديات والصعاب، وتستخدم قوتها لنقل القيم والمبادئ التي شكلت الهوية الوطنية عبر الأجيال، بفضل عزيمتها، تعزّز اللغة واللهجة الفلسطينية، وتحميها من الاندثار في ظل التغيّرات الثقافية.

قوة المرأة في الأجيال الجديدة:

أما مع الأجيال الجديدة، تكمن قوتها في تربيتها وتعليمها، تنقل لهم القصص والحكايات التي تحمل معاني الصمود والتحدي، هي معلمة وقائدة، تهديهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

 فتقف المرأة الفلسطينية كعامود قوي في الأنشطة الاجتماعية، والجمعيات المحلية، تبذل جهدًا لتنظيم فعاليات تعزز الوحدة وترسخ الهوية الثقافية،  بقوتها وإرادتها تشكل حماية للتراث والقيم، ممهدةً الطريق لأجيالٍ جديدة تحمل شعلة الحبّ للوطن والهوية.

إن المرأة الفلسطينية هي أكثر من مجرد وجهٍ جميل، إنها رمز للقوة والعزيمة في مواجهة التحديات، من خلال حفظها للهوية الوطنية والثقافية، تبني جسرًا من الماضي نحو المستقبل، لترسخ بصمتها القوية في تاريخ الأرض الفلسطينية.

الفن والأدب:

تبرز بين طيات التاريخ الفلسطيني إسهامات متألقة للمرأة الفلسطينية في ميادين الفن والأدب، حيث أصبحت صوتًا يعبّر بعمق عن تجربتها ومشاعرها، دورها في هذا المجال لا يمكن تجاوزه، إذ تنقل من خلال إبداعاتها تفاصيل حياتها والواقع الذي تعيشه.

الشعر والأدب:

تتألق المرأة الفلسطينية في عالم الشعر والأدب، حيث تعبّر عن تجربتها وألمها بكل صدق وجرأة، قدمت قصائد مؤثرة تعكس واقع الحياة تحت الاحتلال والصراع، وتعبر عن حبها للوطن والأمل في تحقيق الحرية.

الأدب الروائي والقصصي:

بواسطة رواياتها وقصصها، تروي المرأة الفلسطينية حكايات معقدة عن حياتها اليومية وتجاربها الشخصية، تناقش قضايا الهوية، والحب، والصراع، وتلامس جوانب عميقة من الإنسانية.

الفنون البصرية:

تبدع في مجال الفنون البصرية أيضًا، من خلال لوحاتها ورسوماتها، تجسد تجربتها وتعبّر عن تفاصيل حياتها ومشاعرها، تُظهر العزيمة والصمود في وجه الصعوبات من خلال الألوان والأشكال.

الموسيقى والأداء:

تتجلى إسهامات المرأة الفلسطينية في مجال الموسيقى والأداء، حيث تغني وتعزف على آلات موسيقية لتعبر عن أحاسيسها وأملها في التغيير والتحرر.

السينما والتصوير الفوتوغرافي:

من خلال الأفلام الوثائقية، والأفلام الروائية، والتصوير الفوتوغرافي، تعكس المرأة الفلسطينية واقع الحياة والصراعات والتحديات التي تواجهها، وتسعى لنقل صوتها إلى العالم.

إن هذه الإسهامات الفنية والأدبية للمرأة الفلسطينية تأتي من قلب الصراع والمعاناة. وتعبر عن إرادتها في تحقيق التغيير وإحداث تأثير إيجابي، تحمل أعمالها رسائل تأمل وصمود، وتساهم في نقل تجربتها ومشاعرها إلى الأجيال الحالية والمستقبلية.

التحديات الحالية ومستقبل مشرق:

تعيش المرأة الفلسطينية تحت ظروف سياسية معقدة، حيث تستمر مشكلة الاحتلال والصراع في التأثير على حياتها اليومية، تواجه التهميش والتمييز في قرارات صنع السياسة والتفاوت في حقوقها، الحل السياسي والاستقرار الدائم لهو أمر ضروري لتحقيق تقدم حقوق المرأة الفلسطينية.

التحديات الاقتصادية:

الوضع الاقتصادي الصعب يعتبر تحديًا كبيرًا. حيث تتعرض المرأة لصعوبات في الحصول على فرص العمل، والتنقل وتوفير احتياجات أسرها، البطالة وضعف فرص العمل يؤثران سلبًا على تمكينها الاقتصادي وقدرتها على المساهمة في تطوير المجتمع.

تحديات التعليم والتمكين:

رغم الإرادة القوية للمرأة الفلسطينية في تحقيق التعليم والتمكين، إلا أنها تواجه صعوبات في الوصول إلى التعليم الجيد وفرص التدريب والتطوير المهني، تلك التحديات تقوض قدرتها على تحقيق إمكاناتها الكاملة والمساهمة بشكل أقوى في بناء المجتمع.

رؤية لمستقبل مشرق:

مستقبل مشرق للمرأة الفلسطينية يستند إلى تمكينها وتعزيز دورها في المجتمع، يجب تحقيق المساواة في فرص التعليم والعمل، وتشجيع مشاركتها الفعالة في صنع القرار، يتطلب ذلك دعمًا قويًا من قِبَل المجتمع المحلي والحكومة والمؤسسات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز دور المرأة في التنمية المستدامة وتعزيز قدراتها القيادية والاقتصادية.

 يمكن أن تسهم المرأة في تطوير القطاعات المختلفة، بما في ذلك الاقتصاد الابتكاري والتكنولوجيا، ومع ضمان حقوقها ومشاركتها الكاملة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يمكن للمرأة الفلسطينية أن تكون ركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق.

قصص إلهام ونجاح:

حنان عشراوي: ناشطة سياسية فلسطينية، كانت قائدة في الانتفاضة الاولى. والمتحدثة الرسمية باسم السلطة الفلسطينية، اختيرت في 1991 لتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في محادثات سلام الشرق الأوسط في مدريد.

فدوى طوقان: أول شاعرة فلسطينية قاتلت من خلال كلماتها وقصائدها من أجل حرية فلسطين، اعتقد أهلها أن مشاركة المرأة في الحياة العامة هو أمر غير مقبول وبسبب هذا، قامت طوقان بتعليم نفسها بمساعدة أخيها، الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان.

كريمة عبود: أول مصورة فلسطينية، افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، في الوقت الذي لم تظهر صور النساء في جوازات السفر.

كما تمكنت كريمة بصورها من توثيق مرحلة مهمة من التاريخ الفلسطيني في النصف الأول من القرن العشرين لحياة الفلسطينيين ما قبل النكبة.

مي زيادة: أول خطيبة في العالم العربي، حيث سلبت قلوب الجمهور بصوتها وكلماتها، وقد نشرت العديد من المقالات في الصحف العربية، كما نشرت ثلاثة عشر كتابا، وقد توفيت في عام 1941.

ختاما:

تظل المرأة الفلسطينية شامخة كرمز للقوة والإصرار في وجه التحديات الكبيرة. إنها تجسد رمزًا حيًا للصمود والأمل، حيث تواجه الصعاب بوجه مستقيم وتسعى لبناء مستقبل أفضل لها ولأجيالها القادمة.

على مر العقود شهدنا إسهاماتها الملهمة في مختلف المجالات، سواء كانت السياسة أو العلوم أو ريادة الأعمال أو الفن.

تفوح من نجاحاتها وإنجازاتها رائحة التحدي والعزيمة، فهي تثبت أنها قادرة على تحقيق أهدافها رغم كل العقبات، إن قدرتها على تحمل المسؤولية، وتقديم مساهمات إيجابية تسهم في بناء وطنها وتمتد تأثيرها إلى العالم بأسره.

  لن يكون مستقبل فلسطين إلا بتمكين المرأة ومنحها الفرص العادلة للتعلم، والتطوير، والمشاركة في جميع جوانب الحياة، إذا ما استمرت هذه الجهود، فإننا نعلن عن بداية مستقبلٍ مشرق يبنى على أساس تنوير المرأة وقوتها. ليصبح لديها دور مؤثر في تطور وازدهار وطنها.

حقوق الإنسان …. إعلان عالمي وتطبيق منقوص

انبثقت حقوق الإنسان عبر تاريخ الإنسانية كمفهوم أساسي يجسد كرامة الفرد، حيث تمثل هذه الحقوق معيارًا أخلاقيًا وقانونيًا يجب أن يشكل الأساس الذي يقوم عليه أي مجتمع مدني يسعى للعدالة والتقدم، تجسيداً لفكرة أن “كل البشر ولدوا أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق”.

 ينبغي أن يكون هذا المفهوم القائم على التوازن بين الحريات الفردية، والمسؤولية الاجتماعية هو الدافع وراء الجهود المستمرة للوصول إلى مجتمع يحقق العدالة، والتنمية لأفراده، كما تعتبر حقوق الإنسان لبنة أساسية لبناء مجتمعات تعزز التعايش والسلام.

الإعلان العالمي لحقوق الانسان:

 يعد الإعلان العالمي لحقوق الانسان وثيقة تاريخية هامة؛ صاغها ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية، والثقافية شملت جميع أنحاء العالم، وقد اعتمدت الجمعية العامة لحقوق الانسان في باريس بتاريخ 10كانون الأول/ ديسمبر 1948م، بموجب القرار” 217 ألف ” بصفة أنه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب، وبذلك هو يحدد للمرة الأولى حقوق الانسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالمياً، وترجمت الاتفاقية إلى 500 لغة من لغات العالم.

لذلك هي ليست مجرد مجموعة من القوانين، والاتفاقيات الدولية بل هي مظهر لا يتجزأ من الإنسانية تشكل عقيدة تجاه كيفية معاملة الآخرين، وتحقيق العدالة والمساواة.

ولدينا العديد من النصوص التي يختص كل منها بحقوق بعينها، تتضمن داخلها لوائحها وقوانينها وصياغاتها، وسنتناول في هذا المقال مقتطفات حولها:

الحق في الحريات الأساسية:

تمثل حقوق الحريات الأساسية إحدى أهم جوانب حقوق الإنسان، حيث تشكل أساساً ليمتع الفرد بحياة حرة ومستقلة، تعبر عن قدرة الإنسان على التعبير عن آرائه، ومعتقداته دون قيود أو خوف من العقوبة.

 حيث تتيح حرية التعبير للأفراد الإفصاح عن آرائهم، وأفكارهم بحرية من خلال وسائل متعددة مثل الصحافة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمظاهرات، والاحتجاجات، لذلك يجب أن تكون هذه الحرية مرتبطة بالمسؤولية لمنع الإساءة أو التحريض، كما تمكن الأفراد من اختيار، وممارسة ديانتهم أو معتقداتهم بحرية مطلقة دون تدخل.

تسمح حقوق الحريات الأساسية للصحفيين بنقل الأخبار، والمعلومات بحرية، وتسهم في ضمان شفافية الأحداث والمعلومات للجمهور، وتعطي الأفراد حق التجمع وتأسيس منظمات للدفاع عن قضاياهم والعمل على تحقيق تطلعاتهم.

 يضاف على ذلك أنها تمنح الأفراد الحق في البحث، والتعلم واكتساب المعرفة دون قيود غير مبررة، اما عندما نتحدث عن عصر التكنولوجيا، أصبحت حقوق الحريات الأساسية على الإنترنت مهمة أيضاً، حيث يجب أن يحافظ الأفراد على حقوقهم في التعبير والوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت.

الحق في الحياة والأمان:

تعتبر حقوق الحياة، والأمان من أعظم حقوق الإنسان التي تمثل الأساس الذي يقوم عليه بناء جميع الحقوق الأخرى، فحق الحياة يمثل الأساس الذي يتيح للإنسان الفرصة للاستمتاع ببقية حقوقه، وهو يشمل الحق في البقاء على قيد الحياة والحماية من أي تهديدات تعرض حياته للخطر.

 أما حق الأمان فهو يسهم في توفير بيئة آمنة ومستدامة تسمح للأفراد بالتطور والازدهار، يشمل هذا الحق حماية الأفراد من التهديدات التي قد تعرض حياتهم أو سلامتهم للخطر، سواء كانت من الداخل أو الخارج، ويشمل أيضًا الحق في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية وغير الإنسانية .

بشكل عام، يعكس احترام حقوق الحياة والأمان قيم الإنسانية والعدالة والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات، هذه الحقوق تشكل أساسًا لضمان كرامة الإنسان وتطويره في بيئة آمنة ومحمية.

الحق في المساواة وعدم التمييز:

تعدّ حقوق المساواة وعدم التمييز ركيزتين أساسيّتين في سياق حقوق الإنسان. حق المساواة ينصّ على أن جميع الأفراد يولدون متساوين في الحقوق، والكرامة، دون تمييز بناءً على الجنس، العرق، اللون، الدين، أو أي عوامل أخرى.

 أما حق عدم التمييز فيشمل حق كل إنسان في عدم تعرضه لأي نوع من التمييز، أو الإقصاء بناءً على معايير غير مشروعة، يشمل هذا الحق منع التمييز في مجموعة متنوعة من المجالات. بما في ذلك التعليم، العمل، الوصول إلى الخدمات الصحية، والمشاركة في الحياة العامة.

يهدف احترام حقوق المساواة، وعدم التمييز إلى خلق مجتمع يتسم بالعدالة والتنوّع. حيث يمكن للجميع العيش، والمشاركة بحرية وبلا خوف من التمييز، تحقيق هذه الحقوق يلعب دورًا مهمًا في بناء مجتمع أكثر تقدمًا وتنوعًا وتعاونًا.

الحقوق الاقتصادية والاجتماعية:

تعد الحقوق في الاقتصادية والاجتماعية النصف الثاني من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ ودخل حيز التنفيذ عام 1976م، حيث يهدف إلى ضمان العيش اللائق للجميع، وتحسين ظروف حياتهم، هذه الحقوق تُعتبر ملحقة لحقوق الحياة والحرية، حيث لا يمكن للإنسان أن يعيش بحرية إذا كانت ظروف حياته اقتصادية واجتماعية صعبة.

من بين هذه الحقوق:

العمل والحماية الاجتماعية: يشمل حق الأفراد في فرص عمل مناسبة وعادلة، وضمان حماية اجتماعية تشمل الرعاية في حالات البطالة أو الإعاقة أو التقاعد.

الرعاية الصحية: يشمل حق الأفراد في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة والوصول إلى الخدمات الطبية دون تمييز.

التعليم: يتضمن حق الأفراد في الحصول على تعليم مجاني. وإلزامي على الأقل في المراحل الأساسية، وتوفير فرص التعليم العالي.

الإسكان: ويشمل حق الأفراد في العيش في بيئة سكنية لائقة وآمنة، ومنع التشرد وإقامة البرامج لتحسين الإسكان.

حقوق الأطفال والعائلات: تشمل حماية الأطفال من العمل القسري. والاستغلال وتوفير الرعاية الصحية والتعليم والظروف الملائمة لتنميتهم.

تحقيق هذه الحقوق يتطلب جهوداً من الحكومات والمؤسسات الدولية، والمجتمع المدني، إضافة إلى توفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية المتساوية يسهم في خلق مجتمع أكثر عدالة واستقرارًا، ويعزز من ازدهار الأفراد، والمجتمعات بشكل عام.

حقوق الأطفال والنساء والفئات الهشة:

تعكس حقوق الأطفال، والنساء والمجتمعات الهشة التركيز على الفئات الضعيفة. والمحتاجة من المجتمع، هذه الحقوق تسعى إلى حماية، وتعزيز حياة هذه الفئات، وتحسين وضعهم في مجتمعاتنا، حيث يتضمن ضمان الحقوق الأساسية للأطفال؛ مثل الحق في العيش، والنمو في بيئة آمنة وصحية، والحق في التعليم، والحماية من التشرد، والاستغلال والعنف.

 تهدف هذه الحقوق إلى ضمان تنمية الأطفال بشكل صحيح وسعيد وإعدادهم للمستقبل، كما وتهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وحماية حقوق النساء من التمييز، والعنف، تشمل هذه الحقوق حقوقًا مثل الحق في المشاركة السياسية والاجتماعية، وحق الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، وحق العمل بدون تمييز.

تشمل حقوق الفئات الضعيفة، والمعرضة للتمييز، والظروف الصعبة. مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، واللاجئين. والمهاجرين، والفقراء، إلى تحسين وضع هذه المجتمعات وتوفير الحماية والدعم اللازمين لهم. فإن تحقيق حقوق هذه الفئات يتطلب التعاون، والجهود المشتركة من الحكومات، والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، يُعَتَبَر احترام حقوق هذه الفئات جزءًا أساسيًا من بناء مجتمع عادل يضمن للجميع فرصًا متساوية، وحياة كريمة.

حقوق اللاجئين والمهاجرين:

تمثل حقوق اللاجئين، والمهاجرين تحديات كبيرة ومهمة في سياق حقوق الإنسان والقانون الدولي، هذه الفئتين تحتاج إلى حماية خاصة نظرًا للظروف الصعبة التي يمكن أن يواجهونها خلال رحلاتهم، وتواجدهم في البلاد الأخرى.

 ينطبق لفظ لاجئ على:


  كل شخص اعتبر لاجئا بمقتضى ترتيبات 12 أيار/مايو 1926 و 30 حزيران/يونيه 1928، أو بمقتضى اتفاقيتي 28 تشرين الأول/أكتوبر 1933، و 10 شباط/فبراير 1938 وبروتوكول 14 أيلول/سبتمبر 1939. أو بمقتضى دستور المنظمة الدولية للاجئين. ولا يحول ما اتخذته المنظمة الدولية للاجئين أثناء ولايتها من مقررات بعدم الأهلية لصفة اللاجئ دون منح هذه الصفة لمن تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذا الفرع.

  – كل شخص يوجد، بنتيجة أحداث وقعت قبل 1 كانون الثاني/يناير 1951، وبسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه، أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، خارج بلد جنسيته، ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يستظل بحماية ذلك البلد.

 أو كل شخص لا يملك جنسية ويوجد خارج بلد إقامته المعتادة السابق بنتيجة مثل تلك الأحداث ولا يستطيع، أو لا يريد بسبب ذلك الخوف، أن يعود إلي ذلك البلد.
فإذا كان الشخص يحمل أكثر من جنسية، تعني عبارة “بلد جنسيته” كلا من البلدان التي يحمل جنسيتها، ولا يعتبر محروما من حماية بلد جنسيته إذا كان، دون أي سبب مقبول يستند إلي خوف له ما يبرره، لم يطلب الاستضلال بحماية واحد من البلدان التي يحمل جنسيتها.

حقوق اللاجئين:

يعرّف اللاجئ بموجب القانون الدولي كشخص هرب من بلاده بسبب مخاوف من التعرض للاضطهاد بناءً على أسباب معينة مثل العرق، أو الدين، أو الانتماء السياسي، فحقوق اللاجئين تشمل الحق في اللجوء والحماية من الاضطهاد. وحق الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، والحق في العمل، كما أن الدول ملزمة بتوفير الحماية للاجئين وعدم ترحيلهم إلى البلاد التي قد تتعرض فيها للاضطهاد.

المهاجرين وحقوقهم:

المهاجرين هم أشخاص يتنقلون من بلدهم إلى بلد آخر بحثًا عن فرص اقتصادية. أو تحسين الظروف الحياتية، حقوق المهاجرين تشمل الحق في الحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان الأخرى دون تمييز، بالإضافة الى أن المهاجرون غالبًا يواجهون تحديات مثل عدم الحصول على حماية قانونية أو الوصول إلى خدمات أساسية، ويمكن أن يكون لديهم حق في تحسين ظروفهم.

تحقيق حقوق اللاجئين والمهاجرين يستدعي تبني سياسات وإجراءات تضمن حمايتهم واحترام حقوقهم الإنسانية، يجب أن تكون هذه الجهود مبنية على التعاون الدولي واحترام القوانين الدولية المعنية بحقوق اللاجئين وحقوق الإنسان.

حقوق الانسان في فلسطين:

 يسترشد مجلس حقوق الانسان في فلسطين؛ بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهدين الدوليين الخاصين بهما.

 وإذ يرى أن تعزيز احترام الالتزامات الناشئة عن ميثاق الأمم المتحدة، وغيرها من الصكوك وقواعد القانون الدولي هو من بين المقاصد، والمبادئ الأساسية للأمم المتحدة.

والاعتراف  التأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي لتعزيز حقوق الإنسان وضمان احترام القانون الدولي،

  بأن السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان هي الدعائم التي تقوم عليها منظومة الأمم المتحدة،

 كما ويؤكد المجلس انطباق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب. المعقودة في 12 آب 1949م. على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

 وإذ يشير إلى التزامات الأطراف المتعاقدة السامية في اتفاقية جنيف الرابعة. والتأكيد مجددا على أن كل طرف من الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة ملزمة بضمان احترام التزاماتها الناشئة عن تلك الاتفاقية.

 مسترشدة في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وعدم جواز الاستيلاء على الأراضي عن طريق استخدام القوة، على النحو المنصوص عليه في الميثاق.

الانتهاكات المتكرره:

 إضافةً إلى عدم التنفيذ من قبل السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل. قرارات وتوصيات مجلس الأمن والجمعية العامة. ومجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

 إدانة جميع أشكال العنف ضد المدنيين ويأسف للخسائر في الأرواح البشرية. وإذ يسلم بأن الهجمات،  

 والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبخاصة منها ما حدث في قطاع غزة المحتل. قد سببت انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني فيها. كما تقويض الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة على أساس حل الدولتين.

 وإذ تعترف أيضا بأن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة المحتل. بما في ذلك إغلاق المعابر الحدودية، يشكل عقابا جماعيا ويؤدي إلى عواقب وخيمة. الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية،

 وتطالب إدانة الهجمات. والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة منها ما حدث في قطاع غزة المحتل. والتي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عدد كبير من النساء والأطفال.

مطالبات مجلس الأمن:

كما ويطالب المجلس السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل. ووقف استهداف المدنيين. والتدمير المنهجي للتراث الثقافي للشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى تدمير الممتلكات العامة والخاصة، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة.

ويدين عدم احترام الحقوق الدينية. والثقافية المنصوص عليها في الصكوك الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني من قبل السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بما فيها إعلانها عن أنها ستضيف الحرم الإبراهيمي في الخليل وبلال مسجد (“قبر راحيل”) في بيت لحم، وأسوار مدينة القدس القديمة على قائمة مواقع التراث الوطني.

تطالب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. بالوقف الفوري لجميع أعمال الحفريات وأعمال التنقيب تحت وحول المسجد الأقصى مبنى المسجد وغيره من المواقع الدينية في البلدة القديمة من القدس، والامتناع عن أي عمل قد يعرض للخطر هيكل أو أسس أو تغيير طبيعة الأماكن المقدسة. الإسلامية والمسيحية على حد سواء، في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في القدس وحولها.

الحماية الدولية للشعب الفلسطيني:

يدعو الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة. بما يتفق مع حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. على حد سواء المطبقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. بما فيها القدس الشرقية؛

تدعو أيضا إلى الوقف الفوري لجميع الهجمات. والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

يطالب السلطة القائمة بالاحتلال، إسرائيل. والتوقف فورا عن قرارها غير القانوني لهدم عدد كبير من المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك في منطقة حي البستان في سلوان، وإجلاء العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح في القدس الشرقية، والذي أسفر عن تشريد أكثر من 2000 فلسطيني من سكان القدس الشرقية.

 تطالب أيضا السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال والنساء وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني.

كما ويدعو السلطة القائمة بالاحتلال. إسرائيل. إلى رفع الحواجز وفتح جميع المعابر والحدود وفقا للاتفاقات الدولية ذات الصلة.

مطالبة برفع الحصار:

 كما ونطالب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. أن ترفع فورا الحصار المفروض على قطاع غزة المحتل. وأنه فتح جميع المعابر والحدود، والسماح بحرية الوصول للاحتياجات الانسانية والادوية وقود بالإضافة إلى جميع المواد الضرورية والمعدات اللازمة لإعادة الإعمار والتأهيل في قطاع غزة.

كل ما سبق كان ضمن جزء من الانتهاكات التي أقرتها المفوضية العامة للأمم المتحدة ومجلسها، ويبقى رد هذه الانتهاكات والتحقيق فيها أو وقفها رهناً بحكومة الاحتلال التي لا تقيم للعدالة وزناً، أمام صمت القانون العالمي الذي لم يخلق ليطبقه الأقوياء.

ختاماً:

يُمكن القول إن حقوق الإنسان تمثل أساسًا أخلاقيًا وقانونيًا يجب احترامه. والعمل على تعزيزه في جميع أنحاء العالم. تُعدّ هذه الحقوق مكفولة لكل فرد دون تمييز وتشمل حقوقًا اقتصادية واجتماعية وثقافية. بالإضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية.

 تسعى المجتمعات والدول إلى ضمان تطبيق هذه الحقوق ومنها فلسطين التي تعاني من الاحتلال على مدار عقود. وذلك من خلال التشريعات، والاتفاقيات الدولية، ومراكز حقوق الانسان المنتشرة فيها.

 وتبقى التحديات موجودة لضمان احترام تلك الحقوق بشكل كامل. ولكن التوجه نحو المزيد من الوعي، والتعليم حول حقوق الإنسان يبقى ضرورياً لبناء مجتمعات أكثر عدالة وازدهارًا.

نبات القريص …. تراث فلسطيني بين الطعام والدواء

تعد الأكلات الفلسطينية ومنها أكلة نبات القريص، من أبرز الجوانب الثقافية، والتراثية التي تميز فلسطين، فهي تجسد تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، وتعكس تنوع المكونات الطبيعية والثقافية في المنطقة، تتميز الأكلات الفلسطينية بتوازنها الغذائي وقيمتها الغذائية العالية.

 إذ تحتوي على مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والمعادن، تتنوع الأطباق الفلسطينية بحسب المناطق الجغرافية.

حيث تجد أطباقًا شهية من البحر المتوسط مثل المأكولات البحرية والسلطات المنعشة، وأطباقًا من الأراضي الداخلية مثل اللحوم، والدجاج، والأرز والحبوب، تعتبر الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والسمنة أساسًا للعديد من الأطباق الفلسطينية، وتعزز من قيمتها الغذائية وطعمها الفريد.

 تتميز وجبة القريص بتنوع مكوناتها والطرق المختلفة التي يتم تحضيرها بها، لكن ما هو تاريخ القريص وكيفية تحضيره، لنتعرف عليه سوياً.

تاريخ أكلة القريص:

يعود تاريخ أكلة القريص ” القراص. الحريق ” الى البريطانيين حيث كانوا يستخدمون نبات القريص في ضرب أنفسهم؛ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يعمل على الدفء في أوقات الشتاء الباردة، وقد أدخله جنود يوليوس قيصر من رومانيا إلى بريطانيا، ومازال استخدام نبتة القريص في علاج بعض الأمراض.

الأماكن التي يتواجد فيها القراص:

من الممكن أن يتم العثور على نبات القراص بالطبيعة دون زراعته حيث إنه يوجد تقريباً في الأماكن التي تكون فيها التربة غنية بالعناصر الغذائية، والنيتروجين مع توفر رطوبة كافية.

 إذ عادةً ما يعد القراص مؤشراً على وجود النيتروجين، وغالبًا ما يتواجد القراص في أطراف الغابات وبالقرب من البرك وحواف الأنهار، حيث تتشكل ممرات ضخمة من القراص فيها.

القريص في الثقافة الفلسطينية:

يعد القريص عنصر مهم في الثقافة الفلسطينية، ويعتبر رمزاً للهوية الوطنية والتراث الشعبي. يُعتقد أن القريص يعود إلى العصور القديمة. حيث كان يستخدم في الحماية من العوامل الجوية القاسية، ومع مرور الزمن، تحول القريص إلى رمز ثقافي واجتماعي في فلسطين.

فوائد القريص:

اهتم الجيل القديم خصوصا فئة الفلاحين بنبتة القريص للتخلص من الام المفاصل، والعظام وذلك عن طريق عمل مرهم من مجموعة أعشاب القريص المغلية مع شحم الحيوانات، كما أثبت أنه يساعد على التخلص من الرعاف وذلك عن طريق وضع عصارة القراص في قطعة من القماش، ووضعها على الأنف.

 كما ويعتبر نبات القراص من النباتات التي لها فائدة عظيمة كمعالجة البواسير، التخلص من فقر الدم. وتهدئة الأعصاب والتوتر والأكتئاب، ويضاف إليه الاستخدامات التالية:

تستخدم في معالجة الحروق التي تكون من الدرجة الأولى.
يستخدم في علاج تساقط الشعر، أو تقويته، أو لمعانه.
يستخدم في الحفاظ على نقاء الدم. وتجديد النشاط، حيث يتم غليه وشربه.
يمكن استعماله كمضاد حيوي للعديد من الأمراض، مثل الروماتيزم، والأمراض التي تؤثر على جهازالمناعة. والنزيف أو الرعاف. الشلل، البواسير، الجروح المستعصية، والخصوبة.

طريقة عمل مغلي نبتة القراص:

تؤخذ معلقة صغيرة من نبات القريص الجافة (يتم تجفيفها في الشمس وتتم طريقتها كنفس طريقة تجفيف نبتة الملوخية، حيث تترك في الشمس لمدة لا تقل عن ستة أو سبعة أيام على الأقل).

تضاف بودرة نبات القريص. والتي تسحق أو تطحن بعد تجفيفها، إلى كوب من الماء المغلي مسبقاً. تترك لمدة لاتقل عن عشر دقائق، ثم يصفى جيداً، ويشرب، ويفضل الاستمرار على هذه الطريقة لمدة لا تقل عن أسبوع من أجل نتائج أفضل. ويُفضّل شرب شاي القريص لمدة لا تقل عن شهر كامل صباحاً قبل الإفطار بنصف ساعة في حالة ضعف العصب والدم.

ختاما: يمكننا القول بأن أكلة القريص الفلسطينية تعد واحدة من أهم وألذ الأطباق التقليدية في فلسطين. تتميز هذه الوجبة بتاريخها العريق، وتراثها الثقافي الغني؛ حيث يعود أصلها إلى العصور القديمة.

حيث تعتبر من النباتات التي لا تخلو المائدة الفلسطينية منها. أي انها تجسد الثقافة والتراث الفلسطيني. وتعد رمزًا للترابط والتعايش. إنها ليست مجرد طعام، بل هي تجربة شهية وثقافية تستحق التجربة. والاستمتاع بها.

شخصية جحا … الأكثر جدلاً عبر التاريخ

شخصية جحا من الشخصيات المثيرة للجدل ولا نستطيع تأكيد مصدر هذه الشخصية. بسبب تعدد الروايات والحكايات عنها. يرى العقاد أن جحا يعبر عن جوهر فلسفة الضحك لدى الشعوب العربية والإسلامية، ليطرح سؤالاً بعد تتبع تاريخ الضحك في الكتب الدينية والتراث. قائلاً: “أكانت شخصية حقيقية أم نسجاً من الخيال.

لكن جحا جعل في مخيلتنا صورة للفيلسوف البسيط المتناقض ما بين الحكمة. والبلاهة حتى جعل الانسان في حيرة من امره هل هذا ذكاء ام أنها من السذاجة والغباء.

جحا على مر العصور:

شخصية جحا ذكرها مؤرخون قدامى كرجل مثقف، وحكيم وعالم فطن من رواة الحديث النبوي، بينما وصفه آخرون بالحمق والغباء، ورأى البعض أنه رجل عربي، وآخرون أكدوا أنه تركي أو فارسي، بل انتقلت الشخصية إلى دول أوروبا الوسطى وأخذت ملامح أوروبية جديدة.

نسبت شخصية جحا إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة سنتعرف عليها في هذا المقال.

شخصيات جحا:

كل الشعوب، والأمم صمّمت لها جحا خاصاً بها بما يتلاءم مع طبيعة الأمة، وظروف الحياة الاجتماعية فيها، ومع أن الأسماء وشكل الحكايات تختلف، ولكن شخصية جحا الذكي البارع الذي يدعي الحماقة وحماره لم تتغيّر. وهكذا تجد شخصية نصر الدين خوجه في تركيا، وملا نصر الدين في ايران، وغابروفو بلغاريا المحبوب، وارتين أرمينيا صاحب اللسان السليط، وارو يوغسلافيا المغفل، وجوخا في إيطاليا ومالطا.

ويتبين من هذا أن كل هذه الشخصيات في تلك الأمم قد ولدت واشتهرت في القرون المتأخرة، مما يدل أنها كونت شخصياتها بناءً على شخصية دجين العربي الذي سبقهم. إلى درجة أن الطرائف الواردة في كتاب “نوادر جحا”. (أي جحا العربي) المذكور في فهرست ابن النديم (377هجري)، هي نفسها مستعملة في نوادر الأمم الأخرى، ولم يختلف فيها غير أسماء المدن والملوك وتاريخ وقوع الحكاية مما يدل على الأصل العربي لهذه الشخصية.

جحا العربي:

هو رجل تابعي يدعى دُجين بن ثابت الفزاري، عاش 100 عام. يلقب ابا الغصن، تشير المصادر انه ولد في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وقد قضى شطر حياته في الكوفة، وتوفي بها عام 160 هجري أيام خلافة أبي جعفر المنصور، وأورد جلال الدين السيوطي في كتابه ” ان امه كانت تعمل خادمة لأنس بن مالك وقد كان يلقب بجحا.

 كان ظريفاً، ويغلب عليه السماحة وصفاء السريرة. وايضا يغلب عليه الفطنة والذكاء ولكن الغالب عليه التغفيل لكن يقال إن الكثير من القصص المنسوبة حوله هي مكذوبة في واقع الأمر، ولهذا لا ينبغي لاحد ان يسخر به”.

توظيف الشخصية:

هذا يدل على أن شخصية جحا تم توظيفها منذ البدايات على مستويين، الأول كان يدفعها لصالح الفطنة والحكمة. وحلّ القضايا الاجتماعية بأسلوب ساخر ينم عن الذكاء، والمستوى الثاني يدل على مصالح السلطة التي قامت على نقد جحا وتحويله إلى مثال للغباء والبلاهة.

وبين هاتين الصورتين كان جحا يصعد نجمه في المستوى التخيلي والأسطوري ليصبح شخصية معقدة من حيث البنى التركيبية، بحيث يمكن تقليبه وفق كافة المناظير التي اكتسب عبرها بعده العميق والنادر. ما حافظ عليه إلى اليوم، إذ لا تكاد ثمة شخصية أكثر محافظة على دورها الاجتماعي لدى الشعوب المسلمة أكثر منها.

 وبحسب الإمام الذهبي فقد وصف أبا الغصن جحا بأنه كان من العقّال، وقال عنه “ما رأيت أعقل منه”. ويروى أنه كان يمزح في أيام شبابه، وعندما كبر وشاخ أصبح مصدراً للحكمة، والرسوخ العميق. ولعل هذا قد يكشف أيضاً التدرج في هذه الشخصية بحسب مراحل عمرها. ما جعل طرائف جحا تُبنى على طبقات مختلفة من الوعي الجمالي والأخلاقي والمعرفي، يوازي تدرج الحكمة ومساراتها لدى الإنسان مع نمو الذات وتقدم السن.

وتشير روايات أخرى أن دجين كان فقيهاً، وقال النسائي: “لعل التجريح قد جاء مما نسب إليه من نوادر وفكاهات لا تليق براوي حديث”، وبالتالي كثير من القصص قد انتحلت عليه، جراء الخصومات السياسية في تلك الأيام، وأن الرجل وقع فريسة المكايدات بين أهل الكوفة والبصرة في تلك العصور.

جحا التركي:

هو التركي نصر الدين خُوجة المعروف بجُحا الأتراك أو جحا الرومي. ولد في قرية صغيرة تدعى خورتو عام 605 هجري وتولى بها القضاء. وكان معلماً وفقيهاً وقاضياً وكان من الزهّاد، حيث عمل في فلاحة الأرض وكان يحتطب بنفسه رغم مكانته كعالم وقاضٍ.

 كان كريماً شكّلت داره محطة للعابرين من الغرباء وأهل الدار من الفلاحين، وبين هذا وذاك كان يعمل على تعليم الفقه. وله حلقة بها أكثر من 300 تلميذ وكان لهذا يلقب بـ المعلم، وتوفي عام 683هـ .

أما ربطه بالسخرية والنوادر فيعود إلى أسلوبه في الموعظة التي كان يصوغها في قالب النكتة. والنوادر الظريفة. كانت تحدث صدى في قلوب الناس، وأحبوها ولم تخصم من شخصيته بل كانت إضافة لها.

 قد يكون نصر الدين خوجة قد اكتسب لقب جحا بناء على التصور الذهني المسبق في التراث الإسلامي. فإذا كانت الشخصية حاضرة من قبل، فلا بد أنه ولاستخدامه النوادر والطرائف شُبّه بجحا الأول الذي ورد ذكره عند الجاحظ. ولعب خوجة أو جحا التركي كذلك عبر دوره كقاضٍ، أدواراً اجتماعية تحسب له في مساندة الكثير من الناس وردّ مظالمهم، متخذاً ذكاء طابعه الموعظة والطرافة، ومستفيداً من موهبته في هذا الجانب.

نوادر جحا:

من أبرز النوادر والطرائف التي تم توثيقها لجحا هي:

الحمير تعرف بعضها: وهذه الجملة قالها جحا عندما كان راكباً حماره وناداه أحد الرجال الذين مر بهم وأخبره بأنه عرف حماره ولم يعرفه، فما كان من جحا إلا أن رد عليه قائلاً إنّ الحمير تعرف بعضها.


هاتها تسعة ولا تزعل: رأى في منامه أن شخصاً أعطاه تسعة دراهم بدلاً من عشرة كان يطلبها منه فاختلفا. ولما احتدم بينهما الجدال انتبه من نومه مذعوراً. فلم ير في يده شيئاً، فتكدر ولام نفسه على طمعها. ولكنه عاد فاستلقى في الفراش وأنزل تحت اللحاف ومد يده إلى خصمه الموهوم قائلا: هاتها تسعة ولا تزعل.

دعوة بدليلها: وادعى الولاية، فسأله السامعون عن كرامتها. فقال: أتريدون مني كرامة أعظم من علمي بما في قلوبكم جميعًا؟

قالوا: وما في قلوبنا؟

قال: كلكم تقولون في قلوبكم إنني كذاب!

الخجل:

شعر جحا بوجود لص في داره ليلاً، فقام إلى الخزانة واختبأ بها، وبحث اللص عن شيء يسرقه فلم يجد فرأى الخزانة فقال: لعلّ فيها شيئاً ففتحها وإذا بجحا فيها، فاختلج اللص ولكنه تشجع وقال: ماذا تفعل هنا أيها الشيخ؟ فقال جحا: لا تؤاخذني فإني عارف بأنك لا تجد ما تسرقه ولذلك اختبأت خجلاً منك.

الخاتمة:

قدمنا لكم اليوم من خلال موقعنا موضوع عن أشهر الشخصيات المعروفة في عالم القصص سواء للكبار أو الصغار، وهي شخصية جحا.

 من البديهي أن ما صدر عن جحا من تراث لا يمكن أن يكون قد أتى من شخص واحد. وبالتالي فهو تجميع لعصور مختلفة فطرائفه تحمل سمات العصر الأموي، والعباسي والعثماني، من أبو جعفر المنصور إلى عصر تيمورلنك.

 كذلك فإن تنوع القصص ومواقفها يعني أن الطرائف أنتجت من شخصيات متنوعة وفي ظروف متباينة

حسب الإطار الزماني والمكاني للنكتة أو الطرفة.

فجحا شخص حقيقي وليس مجرد شخصية خيالية كما يظن الكثيرين. وهو شخص فقير وبسيط لكنه كان معروف بمواقفه المضحكة، والكوميدية، وبسبب كثرة هذه المواقف فقد تم تحويلها الى قصص تروى،

واليوم اصبحت قصص جحا جزءا لا يتجزأ من عالم قصص الاطفال فلا يوجد طفل لا يحب سماع قصص جحا. وما تحويه من طرائف ومواقف مضحكة جدا.

المدن الفلسطينية….تاريخ راسخ.. وحضارة قديمة حديثة..

المدن الفلسطينية….تاريخ راسخ.. وحضارة قديمة حديثة ستبقى فلسطين دولة عريقة مهما حاول الاحتلال طمس هويتها، وسرقة معالمها وتراثها؛ تاريخها ما زال حاضراً في معالم كل مدينة؛ لتروي لنا أصلها، وتصور لنا عراقتها وجذورها الكنعانية.

تضم فلسطين عدد كبير من المدن الفلسطينية. والقرى أنشأت بينها حواجز، وأسوار بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف منع الوصول اليها، والتواصل معها خاصة في وقت الاجتياحات والحروب. لتحقق سياستها الاحلالية داخل فلسطين.

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على بعض أهم وأعرق المدن الفلسطينية، للتعرف علة تاريخها وأهم معالمها وسنبدأ بأولى القبلتين قدسنا الشريف.

مدينة القدس

 تعد من أقدس المدن، وذات مكانة روحية عالية عند معتنقي الديانات السماوية الثلاثة، الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأكبر مدن فلسطين المحتلة من حيث المساحة. وعدد السكان.

تاريخها :

يعود تاريخ أول بناء للقدس إلى عهد اليبوسيين؛ فهم أول من سكنها في الألف الخامس قبل الميلاد،

تم ضم الجزء الشرقي منها عام 1980م بعد حرب 1967واحتلال فلسطين.

يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين. ويزعم الاحتلال انها عاصمة إسرائيل.

حظيت القدس بمكانة دينية عالية جعلها محور للصراع والنزاع فحاولو تدميرها فتعرضت لا لاكثر من اربع وعشرون محاولة

تسميتها:

أطلق على مدينة القدس عدة أسماء كان بدايتها اسم “إيلياء” نسبة إلى إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، وأعيد إطلاق اسم إيلياء على القدس في زمن الإمبراطور الروماني “هادريان”،وظل اسم “إيليا” سائداً نحو مائتي سنة، إلى أن جاء الإمبراطور “قسطنطين” ، وهو أول من تنصر من أباطرة الرومان فألغى اسم إيليا، وأعاد للمدينة اسمها الكنعاني، وأول اسم ثابت لمدينة القدس، هو “أوروسالم” أو “أوروشالم” (مدينة السلام) كما أسماها العرب الكنعانيون، ذكرت المدينة في فترة لاحقة من القرون الوسطى باسم “بيت المقدس” المنسوب للغة الآرامية، ومتداول في اللغة الأردية، ومتداول حتى الآن تحت مسمى القدس.

موقعها الجغرافي :

تميزت القدس بموقعها الجغرافي على هضبة القدس. والقمم الجبلية التي تمثل سلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً. والبحر المتوسط غربا؛ جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات، إضافةً إلى أنها حلقة في سلسلة ترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أن هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية. لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني. كما يحيط بالقدس حوالي عشرة أحياء سكنية وأكثر من 41 مستعمرة.

تضم القدس العديد من المواقع الأثرية الدينية. وفيها أكثر من مائة مبنى أثري إسلامي:  مثل الحرم الشريف، المسجد الأقصى، مسجد  الصخرة، حائط البراق، والمسجد العمري الكبير نسبة إلى سيدنا عمر. وغيرها الكثير من المعالم.

مدينة رام الله(من المدن الفلسطينية):

 تعتبر مدينة رام الله من المراكز الهامة في الضفة الفلسطينية وفيها تقام كافة النشاطات السياسية والإقتصادية

تاريخ مدينة رام الله:

 يُعتبر قضاء رام الله هو القضاء الفلسطيني الوحيد الذي لم يأخذ منه اليهود أية قرية حتى عام 1967، وتغير الوضع بعد هذا التاريخ حين قامت المنظمات الصهيونية المسلحة باحتلال القضاء وكل فلسطين.

أصل تسمية مدينة رام الله:

يرجع اسمها إلى كلمة (الرامة) بمعنى العالي. والمرتفع، و(رام) جذر سامي مشترك يفيد العلو، وتذكر بعض الدراسات أن المدينة تقوم على بقعة (رامتاي مصوفيم) وتعني مرتفعات الصوفيين المذكورة في العهد القديم الذي ولد فيه النبي صموئيل.

الموقع الجغرافي لمدينة رام الله:

أقيمت المدينة فوق عدة تلال من جبال القدس تتخللها أودية منخفضة. وتقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 16 كيلو متراً، وترتفع 860 متراً عن سطح البحر.

 تحتوي رام الله على مواقع أثرية تضم بقايا مبانٍ صليبية (البرج)، وبوابة بقنطرة، وحجارة مزمولة، وقاعدة عمود عند الجامع وغيرها من المعالم التي تدل على عراقتها وأصالتها.

مدينة نابلس:

إحدى أكبر المدن الفلسطينية من حيث السكان وأكثرها أهمية وتضم أكبر المقرات الجامعية، وتعد المركز لشمال الضفة الغربية، وعاصمة لمحافظة نابلس التي تظم 56 قرية.

تاريخ مدينة نابلس:

خضعت المدينة للحكم المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام. في العقد الرابع من القرن التاسع عشر، قبل أن تعود إلى الحكم العثماني. احتلها البريطانيون عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وخضعت فلسطين للانتداب البريطاني؛ سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. حين احتلت الضفة الغربية بأكملها من قبل الإسرائيليين.