مأكولات فلسطينية

نبات القريص …. تراث فلسطيني بين الطعام والدواء

تعد الأكلات الفلسطينية ومنها أكلة نبات القريص، من أبرز الجوانب الثقافية، والتراثية التي تميز فلسطين، فهي تجسد تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، وتعكس تنوع المكونات الطبيعية والثقافية في المنطقة، تتميز الأكلات الفلسطينية بتوازنها الغذائي وقيمتها الغذائية العالية.

 إذ تحتوي على مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والمعادن، تتنوع الأطباق الفلسطينية بحسب المناطق الجغرافية.

حيث تجد أطباقًا شهية من البحر المتوسط مثل المأكولات البحرية والسلطات المنعشة، وأطباقًا من الأراضي الداخلية مثل اللحوم، والدجاج، والأرز والحبوب، تعتبر الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والسمنة أساسًا للعديد من الأطباق الفلسطينية، وتعزز من قيمتها الغذائية وطعمها الفريد.

 تتميز وجبة القريص بتنوع مكوناتها والطرق المختلفة التي يتم تحضيرها بها، لكن ما هو تاريخ القريص وكيفية تحضيره، لنتعرف عليه سوياً.

تاريخ أكلة القريص:

يعود تاريخ أكلة القريص ” القراص. الحريق ” الى البريطانيين حيث كانوا يستخدمون نبات القريص في ضرب أنفسهم؛ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يعمل على الدفء في أوقات الشتاء الباردة، وقد أدخله جنود يوليوس قيصر من رومانيا إلى بريطانيا، ومازال استخدام نبتة القريص في علاج بعض الأمراض.

الأماكن التي يتواجد فيها القراص:

من الممكن أن يتم العثور على نبات القراص بالطبيعة دون زراعته حيث إنه يوجد تقريباً في الأماكن التي تكون فيها التربة غنية بالعناصر الغذائية، والنيتروجين مع توفر رطوبة كافية.

 إذ عادةً ما يعد القراص مؤشراً على وجود النيتروجين، وغالبًا ما يتواجد القراص في أطراف الغابات وبالقرب من البرك وحواف الأنهار، حيث تتشكل ممرات ضخمة من القراص فيها.

القريص في الثقافة الفلسطينية:

يعد القريص عنصر مهم في الثقافة الفلسطينية، ويعتبر رمزاً للهوية الوطنية والتراث الشعبي. يُعتقد أن القريص يعود إلى العصور القديمة. حيث كان يستخدم في الحماية من العوامل الجوية القاسية، ومع مرور الزمن، تحول القريص إلى رمز ثقافي واجتماعي في فلسطين.

فوائد القريص:

اهتم الجيل القديم خصوصا فئة الفلاحين بنبتة القريص للتخلص من الام المفاصل، والعظام وذلك عن طريق عمل مرهم من مجموعة أعشاب القريص المغلية مع شحم الحيوانات، كما أثبت أنه يساعد على التخلص من الرعاف وذلك عن طريق وضع عصارة القراص في قطعة من القماش، ووضعها على الأنف.

 كما ويعتبر نبات القراص من النباتات التي لها فائدة عظيمة كمعالجة البواسير، التخلص من فقر الدم. وتهدئة الأعصاب والتوتر والأكتئاب، ويضاف إليه الاستخدامات التالية:

تستخدم في معالجة الحروق التي تكون من الدرجة الأولى.
يستخدم في علاج تساقط الشعر، أو تقويته، أو لمعانه.
يستخدم في الحفاظ على نقاء الدم. وتجديد النشاط، حيث يتم غليه وشربه.
يمكن استعماله كمضاد حيوي للعديد من الأمراض، مثل الروماتيزم، والأمراض التي تؤثر على جهازالمناعة. والنزيف أو الرعاف. الشلل، البواسير، الجروح المستعصية، والخصوبة.

طريقة عمل مغلي نبتة القراص:

تؤخذ معلقة صغيرة من نبات القريص الجافة (يتم تجفيفها في الشمس وتتم طريقتها كنفس طريقة تجفيف نبتة الملوخية، حيث تترك في الشمس لمدة لا تقل عن ستة أو سبعة أيام على الأقل).

تضاف بودرة نبات القريص. والتي تسحق أو تطحن بعد تجفيفها، إلى كوب من الماء المغلي مسبقاً. تترك لمدة لاتقل عن عشر دقائق، ثم يصفى جيداً، ويشرب، ويفضل الاستمرار على هذه الطريقة لمدة لا تقل عن أسبوع من أجل نتائج أفضل. ويُفضّل شرب شاي القريص لمدة لا تقل عن شهر كامل صباحاً قبل الإفطار بنصف ساعة في حالة ضعف العصب والدم.

ختاما: يمكننا القول بأن أكلة القريص الفلسطينية تعد واحدة من أهم وألذ الأطباق التقليدية في فلسطين. تتميز هذه الوجبة بتاريخها العريق، وتراثها الثقافي الغني؛ حيث يعود أصلها إلى العصور القديمة.

حيث تعتبر من النباتات التي لا تخلو المائدة الفلسطينية منها. أي انها تجسد الثقافة والتراث الفلسطيني. وتعد رمزًا للترابط والتعايش. إنها ليست مجرد طعام، بل هي تجربة شهية وثقافية تستحق التجربة. والاستمتاع بها.

الفلافل … الأكلة التي جمعت الثقافات المختلفة

 تتلاقى الثقافات، وتتشابك العادات في رحاب الأرض المقدسة، ينبعث عبقٌ من النكهات التراثية التي تعبق بالتاريخ والتراث إنها فلسطين، وعلى تربتها تتجسد روح الأصالة والتميز في كل جذر ونكهة تتناغم فيها ومن بين تلك النكهات المميزة الفلافل الأكلة التي جمعت الثقافات المختلفة.

 يتصدّر الفلافل(الأكلة التي جمعت الثقافات المختلفة) الفلسطيني قائمة الأطباق التي تحكي قصةً عريقة عن الثقافة والعادات المحلية، فمنذ قرون كانت الفلافل تنتمي إلى تراث فلسطين المتنوع والغني. يحمل هذا الطبق البسيط والمتواضع تاريخًا طويلًا من التحضير بمكونات قليلة وبسيطة. ولكنها تنطوي على نكهات مذهلة تعكس طابع الأرض والشعب. تعكف أيادي الطهاة الفلسطينيين على تحضير الفلافل بمنتهى العناية. حيث يعتبر تميز الوصفة واللمسة الشخصية جزءًا من عراقة هذا الطعام.

أصول الفلافل:

يعتبر الفلافل الأكلة التي جمعت الثقافات المختلفة و جزءًا لا يتجزأ من المطبخ العربي التقليدي، حيث يُعد تمثيلاً غذائياً للتعايش بين مكونات قليلة وبسيطة لصنع وجبة لذيذة ومغذية، تتمحور مكونات الفلافل حول الحمص المطحون، وهو نوع من البقوليات غني بالبروتين. والألياف والفيتامينات. يتم دمج الحمص مع الفول السوداني المطحون والذي يُضفي مذاقًا مميزًا وقوامًا للعجينة. تضاف إلى هذا الخليط بقية المكونات الأساسية مثل البقدونس والثوم والبهارات التي تضفي على الفلافل نكهته الفريدة.

تاريخ الفلافل:

يُعتقد أن أقدم أصول الفلافل تعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد في مصر القديمة، حيث كان يستخدم الحمص المطحون لتحضير وجبات سهلة الهضم، تشير بعض المصادر إلى أن الفلافل كان يقدم أثناء احتفالات مهرجانات الربيع في مصر القديمة، حيث كان الناس يحتفلون بعودة الخصوبة إلى الأرض.

 ومع مرور الوقت، انتقلت تقنية صنع الفلافل إلى بلاد الشام والمناطق المجاورة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بذلك أصبح الفلافل جزءًا من الثقافة الغذائية والتاريخية للعديد من الثقافات في فلسطين. أضافت المكونات المحلية والتوابل المميزة لمسة خاصة على وصفة الفلافل، واستمرت بتطوير تقنياتها.

خلال القرن العشرين، انتشرت الهجرات والتنقلات السكانية، مما ساهم في انتشار شهرة الفلافل حول العالم، في بداية القرن الواحد والعشرين، شهد الفلافل طفرة في التقنيات والابتكارات مع تحولات في التواصل ووسائل الاتصال، مما ساهم في تبادل الأفكار والوصفات بين محبي هذا الطبق .

تاريخ الفلافل هو أكثر من مجرد قصة عن طبق. إنها رحلة زمنية تعكس تطور الثقافة. والتغذية، والتبادل الثقافي عبر العصور والمناطق.

تنوع وتأثيرات الفلافل في الثقافات المختلفة

تأثيرات الفلافل لا يقتصر فقط على النكهات والوصفات، بل تتعدى ذلك إلى التراث والتواصل الثقافي بين الشعوب، وبعض الأمثلة على كيفية تنوع وتأثير الفلافل في مختلف الثقافات.

المطبخ اللبناني:

في لبنان، يشتهر الفلافل بأنه يقدم في صحن مع مجموعة من السلطات والخضروات الطازجة، تتضمن تلك السلطات البندورة والخيار والبقدونس والبصل والخس. تمنح هذه المزيجات الفلافل طعمًا منعشًا ومتوازنًا.

المطبخ المصري:

في مصر، يُعرف الفلافل باسم “طعمية”.ويُقدم غالبًا داخل قطعة خبز مفتوحة أو “عيش” مع إضافة البصل والطماطم والخس، يمكن أن تتغير مكونات الصلصة حسب تفضيلات الأفراد.

المطبخ الفلسطيني:

في فلسطين، تختلف تفضيلات تقديم الفلافل من منطقة إلى أخرى. في بعض المناطق يُقدم الفلافل داخل خبز البيتا مع السلطات والطحينة، بينما في أماكن أخرى يُقدم الفلافل في صحن مع المخللات والبصل.

المطبخ الهندي:

في الهند، يُعد “باتورا” إحدى الوصفات المشهورة التي تشبه الفلافل. حيث يتم تحضيرها من الحمص المطحون والحليب والبهارات، يُقدّم “باتورا” غالبًا مع “تشولا”. وهي وجبة تتضمن حمص مطهو مع البصل والطماطم والتوابل.

تمثل تلك التنوعات والتأثيرات مظهرًا لا يمكن إغفاله في تطور الفلافل عبر الثقافات المختلفة، يجسد الفلافل تقارب العالم وتبادل المعرفة والمأكولات عبر الحدود. ويظهر كيف يمكن للطهاة والشعوب أن يجمعوا بين التقاليد والإبداع لصنع تجارب طهي مميزة.

القيمة الغذائية والصحية للفلافل:

يعد الفلافل مصدر جيد للألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع، إذ إنها تشغل حيزا كبيرا في المعدة عند تناولها، أما في الأمعاء فهي تحفز حركتها وتساعد على منع الإمساك، ويحتوي الفلافل على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية المهمة، تشمل المنغنيز والنحاس والمغنيسيوم والحديد والفوسفور والبوتاسيوم وفيتامينات بي 1 وبي 2 وبي 6

يعتبر الفلافل مصدر ممتاز للبروتين النباتي. والبروتينات مهمة لبناء العضلات في الجسم، كما أن تناول البروتينات يساعد على تقيل الشعور بالجوع. وبالتالي التحكم في الشهية بشكل أفضل.

كما أظهرت دراسات أن الألياف الغذائية الموجودة في الحمص (وهو من مكونات الفلافل) قد تساعد في التحكم بمستويات السكر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، كما تم ربط الألياف الغذائية الموجودة في الحمص بتحسين صحة الأمعاء، وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون .

طرق إعداد الفلافل المبتكرة والوصفات الحديثة:

بعيداً عن الطريقة التقليدية التي اعتدناها في تحضير الفلافل. إليكم وصفات مبتكرة لهذا الطبق من أنحاء العالم :

” فلافل الدجاج المقرمش “

عجينة الفلافل + سفائن الدجاج مقطعة إلى اثنين + ملح وبهار + لبن بالخيار والثوم .

” برغر فلافل “

مكونات الفلافل + بقدونس + حر بودرة + رشة طحين + بصل وسلطة خضراء للتقديم + خبز البيتا .

” سلطة فلافل ”

خيار + باقة بقدونس + باقة كزبرة + بعض البرغل + طماطم + طراطور .

” فلافل مع صلصة المانغو والأناناس “

مكونات الفلافل دون الكربونات + بذور دوار الشمس + بذور الكتان + القليل من البقدونس + زيت نباتي + عصير الحامض + ملعقة طعام ناما شيو + براعم البرسيم (للتقديم). لتحضير الصلصة: مكعبات الأناناس + مكعبات المانغو + مكعبات نبتة الهيكاما + بصل مفروم + أوراق كزبرة طازجة + عصير الحامض.

” سباغيتي مع كرات الفلافل بصلصة الطماطم “

مكونات الفلافل + طماطم مفرومة مكعبات + بصل أحمر مفروم + ثوم مفروم + بودرة الشيلي + زيت نباتي + سباغيتي.

ختاما، يُعَدُّ الفلافل وجبة نباتية لذيذة ومتعددة الاستخدامات، من خلال تجديد الطرق التقليدية لتحضيرها، يمكنك تجربة نكهات مبتكرة مثل فلافل البرغر أو السمك، وحتى البيتزا. تخصيص تجربتك باستخدام مكونات تفضيلية تجعل الفلافل خيارًا مميزًا على مائدتك. باستخدام الإبداع والتجديد. يمكنك ابتكار وصفات ممتعة وشهية تجعل تناول الطعام متعة حقيقية لك ولضيوفك. انطلق واستمتع بتحضير وجبات فلافل متميزة وشهية بأساليب جديدة ومبتكرة.

المسخن الفلسطيني …. أكلة من التراث الشعبي

يعد المسخن الفلسطيني أحد الأطباق الموسمية الذي يتم إعداده من خيرات الطبيعة، كما يعد نموذج لهوية المطبخ الفلسطيني العريق، فهو يعبر الفلسطينيون من خلاله عن كرم ضيافتهم.

 المسخّن ليس طبقًا عاديًا، إنما عبارة عن جزء من التراث الفلسطيني. فحين تملأ البيت رائحة البصل، وترى زيت الزيتون ينسكب بسخاء في الوعاء، وأرغفة خبز “الطابون” تصطف بعناية بانتظار إعدادها وإدخالها الفرن، والدجاج يغلي على النار مع المطيّبات التي تدغدغ شهيتك. وأصابع الأم الطاهية المغرمة تصطبغ بلون السمّاق الأحمر. فاعلم أن المسخّن قيد التحضير.

تاريخ المسخّن:

منذ قديم الأزل يعمل الفلاحون في فلسطين بزراعة الزيتون، ويعتبر وقت الحصاد بمثابة عيد مُبهج يسارعون للاحتفال به، خاصة في وقت صُنع زيت الزيتون؛ ومن هنا ظهرت الوجبة التي تعتمد على زيت الزيتون بشكل كبير.

 وبسبب انشغال الجميع بموسم الحصاد، كان الفلاحون يحضرون الدجاج المشوي والبصل. والفلفل الأخضر مع حبوب القمح، لإعداد وجبة سريعة من خيرات الطبيعة، ثم يوضع عليها زيت الزيتون ليُعطي لها مذاق مميز لا مثيل له.

مكونات المسخن:

يتكون طبق المسخّن بشكل أساسي؛ من مكونات مُعدة من خيرات الطبيعة. حيث يتم تحضيره من الدجاج المشوي، المتبل بالسماق والبصل وزيت الزيتون. وهي نفسها مكونات طبق المسخن، بالإضافة إلى حبوب اللوز المقلية. وخبز الطابون، ثم يضاف إليه البهارات المختلفة، وزيت الزيتون. ويقدم ساخنًا بطريقة تشبه الشطائر أو الساندويتشات.

كما ويُطلق على المسخّن العديد من الأسماء الأخرى. أشهرها اسم (المُحمّر) نسبة للدجاج المحمر، كما يطلق عليه اسم (الرقاق) نظرًا للخبز الرقيق.

رقم قياسي فلسطيني:

بتاريخ 20 نيسان، لعام 2010م سجل (40) طباخ فلسطيني رقما قياسيا جديداً، بتحضيرهم أكبر طبق مسخن في قرية عارورة، ودخلوا كتاب جينيس للأرقام القياسية، ووصل قطر صحن المسخن إلى 4 أمتار، كما بلغ وزنه حوالي 1.35 طن، وقد استخدم في تحضيره حوالي 500 من الدجاج، و170 لتر من زيت الزيتون، و500 كيلوجراماً من البصل، و70 كيلوجراماً من الصنوبر، و50 كيلوجراماً من السماق. واضيف عليه 200 كيلوجراماً من الطحين.

ورغم العالمية التي وصل اليها طبق المسخّن؛ إلا أنه مرتبط بالهوية الفلسطينية الشعبية، ويعبر عن البيئة الزراعية فيه، لكن مع التطور تحول إلى طبق عالمي، وانتشر في معظم أرجاء العالم. لكن رغم ذلك يظل مرتبطًا بفلسطين. وأهلها على مدار التاريخ.

تطور المسخن:

وعن إدخال الإضافات إلى هذا الطبق الشعبي الفلسطيني، تقول كيلاني: “تطور المسخّن قليلا هذه الأيام تماشيا مع إيقاع الحياة السريع، فأصبح المسخّن على شكل “رولات” ملفوفا بخبز رقيق ومصفوفا في صينية صغيرة، ويقدم كمقبلات”.

لكنها ترى ذلك تقليد غير موفق لأكلة تراثية من صميم المطبخ الفلسطيني الأصيل، معلقة: “المسخّن يعني أن تُغرق أصابعك بزيت الزيتون، وتصطبغ باحمرار السماق، يعني إشباعا لحواسك. واجتماعاً مع أحبتك، وتجربة لطعم أصيل تتوق إليه باستمرار”.

معلومات غذائية:

تحتوي كل وجبة مسخّن أو محمّر على المكونات الغذائية التالية:

السعرات الحرارية: 1292 سعرا

البروتين: 59 غراما

الكربوهيدرات: 77 غراما

مجموع الدهون: 82 غراما

منها المشبعة: 13 غراما

الكوليسترول: 151مليغراما

الخاتمة:

إذا سألت فلسطينيا عن أشهر وأشهى أكلاتهم أول ما سيخبرك به هو طبق المسخن، وستكون محظوظا إذا دعاك إلى تناوله، وإذا صادفت فلسطينياً مغترباً أول ما سيحدثك عنه هو اشتياقه إلى طبق المسخن بالطريقة الفلسطينية الأصلية. وليست تلك التي تبيعها المحال. والمطاعم. الهوية لا تتغير ويجب علينا عدم تغيير أصل الطبق.

الشعب الغزاوي… حب لا يقاوم للطعام الحار

الشعب الغزاوي… حب لا يقاوم للطعام الحار لقد استحوذ الطعام الحار على براعم التذوق لعدد لا يحصى من الأفراد حول العالم، مما أثار شغفًا يمكن وصفه بأنه ليس أقل من إدمان.

 أحد هؤلاء الأشخاص الذين ارتقوا بعلاقة الحب هذه إلى آفاق جديدة الشعب الغزاوي، الخبير المتميز لكل الأشياء الحارة، أصبح افتتان الغزاوي بالمطبخ الناري أسطوريًا. مما ترك الكثيرين في حالة من الرهبة من تفانيهم الراسخ في البحث عن أفضل الأطباق.

بدايات باحث عن الحرارة:

بدأت رحلة غزاوي إلى عالم الأكل الحار في طفولتهما المبكرة. نشأ الغزاوي في بيئة غنية ثقافيًا. وتحيط بها النكهات النابضة بالحياة. والتوابل العطرية، طور حنكًا يتوق إلى إثارة الحرارة.

 ترك لقاءهم الأول مع الفلفل الحار علامة لا تمحى، مما أشعل الشغف الذي سيرافقهم طوال حياتهم، منذ تلك اللحظة انطلق الغزاوي في مهمة لاستكشاف عالم متنوع ومتعدد الأوجه من المأكولات الحارة.

ريادة طهي الطعام الحار:

شغف الشعب الغزاوي بالطعام الحار دفعهم إلى دور رائد الطهي. لقد كرسوا ساعات لا حصر لها؛ لتجربة تركيبات التوابل الفريدة، وشحذ مهاراتهم في المطبخ.

 ودفع حدود الوصفات التقليدية من خلال مساعيهم الإبداعية، بعث الغزاوي حياة جديدة في عالم المأكولات الحارة، وقدم أطباقًا مبتكرة ورفع تجربة الطهي لأنفسهم وللآخرين الذين يشاركونهم حماسهم.

ما وراء الإحساس الجسد:

بالنسبة للشعب الغزاوي، يمتد حب الطعام الحار إلى ما هو أبعد من الإحساس الجسدي، إنهم يرون التوابل كعنصر تحويلي يضيف عمقًا وتعقيدًا للطبق، ويرفعه إلى آفاق جديدة.

 التفاعل بين الحرارة، والنكهات الأخرى في طبق حار معد جيدًا هو شيء يجده الغزاوي آسرًا حقًا، لا يتعلق الأمر فقط بمطاردة أكثر الأحاسيس سخونة يتعلق الأمر بتذوق النكهات المعقدة التي يقدمها الطعام الحار.

مجتمع طالبي الحرارة:

لقد ربط حب الشعب الغزاوي حب لا يقاوم للطعام الحار. بمجتمع متنوع من الباحثين عن الحرارة، الأفراد الذين يشاركونهم شغفهم بكل الأشياء النارية، لقد شاركوا في تحديات تناول الفلفل الحار، وحضروا مهرجانات الطعام الحار، وحتى تواصلوا مع زملائهم المتحمسين عبر الإنترنت لتبادل الوصفات. والتوصيات والقصص عن مغامراتهم الحارة التي لا تنسى. لقد عزز هذا الإحساس بالانتماء إلى المجتمع بيئة من الصداقة الحميمة، حيث يتم الاحتفاء بحب الغزاوي للأطعمة الغنية بالتوابل، واحتضانها.

القدرة على تحمل:

يكمن التحمل في صميم حب الغزاوي للطعام الحار، سعيهم الدؤوب للحصول على أطباق أكثر سخونة، وتحديًا جعلهم يتغلبون على عقبات هائلة من شأنها أن تترك معظم الآخرين يلهثون للراحة.

 رحلة الغزاوي لا تقتصر على البحث عن المتعة فحسب، بل تختبر أيضًا حدودهم الخاصة وتجاوزها، مما يثبت أن الروح البشرية يمكن أن تنتصر على الشدائد، حتى في مواجهة الحر الشديد.

حتى وقت قريب كانت هناك نكتة شعبيّة معروفة انتشرت بعد توقيع اتفاقية أوسلو، وبدء المرحلة الأولى المعروفة باتفاق غزّة – أريحا عام 1994.

 تقول النكتة إنّ شعار السّلطة الفلسطينيّة سيتكون من قرنيّ فلفل وموزة. في إشارة إلى موز أريحا، وفلفل غزّة، وبالرغم من أنّ هذه نكتة؛

إلا أنّ في اشتهار غزّة بالفلفل رمزيّة تحيل إلى وضع غزة السياسيّ والمعيشيّ الحرّاق دائماً. على اختلاف العصور، والمراحل السياسية، والحروب التي مرت على غزة. أدت إلى صعوبة الأوضاع أكثر فأكثر على مر العصور.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

“الكنافة النابلسية” … من نابلس لكل انحاء العالم

تقول الروايات القديمة أن الكنافة صنفت على رأس مائدة الأمراء، والملوك في شهر رمضان ويرجع أصل ظهورها لمنطقة بلاد الشام حينما تم تقديمها إلى الأمير “معاوية بن أبي سفيان”.كل أكلة لها تاريخ، وجذور، ومناسبة ارتبطت مع تحضيرها، ومن ضمن هذ الاكلات الكنافة النابلسية. التي اخذت اسمها من المدينة التي ابتكرت فيها.

قصة الكنافة النابلسية

“الكنافة النابلسية” من نابلس لكل انحاء العالم صنف من أصناف الحلويات التي اشتهرت بها كل المدن الفلسطينية، وصارت أساس في الحلويات الشرقية كما تسمى، ولكن أصلها يعود إلى مدينة نابلس في فلسطين.

 حيث يروي عن أصل صناعتها، وأول من ابتكرها عام (1866) هو الحاج عمر محمد عبد الله أبو سير الناهسي الشهراني، عندما  جاء الي نابلس مواطن من سوريا فقام بفتح محل للحلويات وقام الحاج محمد بمشاركته في المحل.

 كانت “الكنافة النابلسية” متعارف عليها في ذلك الوقت بانها كنافة محشوة باللوز، والجوز، والمكسرات، وكانت رائجة ويحبها الناس بهذه الهيئة.

وبعد سنتين انفصل المواطن السوري عن الحاج محمد في الشراكة، وعاد الي بلده سوريا، وبقي المحل  للحاج محمد ودخل معه شقيقه كشريك في المحل وتم تسميته بمحل (غرناطة ).

ضلت الأمور على حالها لفترة من الزمن. ولكن حصل أن شحت المكسرات، وارتفع ثمنها، ففكر الحاج محمد بطريقة، يتفادى فيها الخسارة، ويحافظ على المحل مفتوحاً.

 فقام باستبدال المكسرات بالجبنة النابلسية المحلاة، وكانت هذه اول مرة توضع جبنة داخل كنافة وبدأ جميع ابناء نابلس بالتوافد على المحل في البداية لتجربتها ومن ثم ليتعلموا طريقة صناعتها.

سر الكنافة النابلسية

بالتأكيد أكثر ما يميز “الكنافة النابلسية” هو الجبنة النابلسية حيث تعتبر سر الخلطة المميزة في تكوينها. وهي جبنة مختلفة عن أنواع الجبن الأخرى من حيث طريقة الصناعة. والإنتاج مما يجعل لها قوام مرن يظهر مع تعرضها للحرارة، مما يجعلها لذيذة وقت التذوق.

وهي مكونة من الحليب البقري الذي يعطي المطة المطلوبة، وحليب العنز وحليب النعاج الذي يضيف لها طعم ورائحة مميزة.

ولكن في هذه الايام يتم خلط أكثر من نوع جبن مما اثر على طعمها. واعطاها اختلاف عن طعمها الأصلي ولكنها تبقى أكثر الحلويات رواجاً.

شهرة الكنافة النابلسية عربياً:

بدأ انتشار الكنافة النابلسية، وأخذت شهرتها في البلاد المجاورة مثل بلاد الشام، وعمان

ولبنان، والعراق. كل دولة كانت لها بصمتها المختلفة فتميزت من خلالها بطعم مختلف. ولكنها حملت نفس الاسم ونفس المقادير مع اختلافات بسيطة في الحشوة.

ومن القصص الطريفة المذكورة عن الكنافة النابلسية أن احدهم كان مريضاً بفقر الدم، وذهب للطبيب فكتب له وصفة طبيبة ( فطير، وكيلو كنافة نابلسية من حلويات النجمة الذهبية وهو محل مشهور في تلك الفترة) أملاً منه بالشفاء لهذا المريض، وتقوية دمه لما فيها من مواد مغذية.

طريقة عمل الكنافة النابلسية على الطريقة الفلسطينية ومقاديرها

وتعتبر الكنافة صنف حلو مميز في شهر رمضان؛ فيتم اعداده بالطرقة والمقادير الأتية :

 2 كوب كنافة.

½ كوب زبدة مذابة.

½ كوب جبن عكاوي.

½ 1 كوب سكر.

2 كوب شربات دافئ.

فستق حلبي للزينة ..

الطريقة

طحن كمية الكنافة في الكبة وذلك بعد وضعها مدة كافية في الفريزر.

ضعي الزبدة المذابة على الكنافة ويتم خلطهم معا جيدا.

ادهني الصينيةبالسمن ويفضل أن يكون بلدي، لاضافة نكهة الكنافة الأصلية.  ثم توضع طبقة رقيقة من الكنافة توزع بالتساوي فوق السمن.

وعليها يضاف الجبن العكاوي الذي تم تحليته لليلة كاملة مع تغيير الماء عليه لعدة مرات.

تسوى الكنافة على النار أو توضع في الفرن وبعد مرور 20 دقيقة يمكنك فحصها، والتأكد من نضجها.

بعد التسويةتقلب الكنافة و يتم وضع الشربات على وجهها. والانتظار حتى تتشرب الكمية بأكملها.

ويوضع الفستق الحلبي.

الخاتمة :

وهنا خاتمة الحكاية للطبق الفلسطيني المشهور الذي يعتبر اكثر من مجرد صنف حلو انما رمز من رموز المطبخ الفلسطيني ومربوطا بتاريخ التعاون العربي السوري. حيث كانت بلاد الشام قطعة واحدة، وتبقى الكنافة سر التحلية التي لا يمكن الاستغناء عنه.

يمكنك مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:

السماقية: رحلة ممتعة من خلال المطبخ الفلسطيني

 السماقية: رحلة ممتعة من خلال المطبخ الفلسطيني يقف المطبخ الفلسطيني ككنز طهي؛ ينسج قصة آسرة للثقافة، والتنوع، والمذاق الغني المتجذر في أرض شهدت مدّ الحضارات وانسيابها. حيث يروي الطعام الفلسطيني قصة تتجاوز الحدود والزمن، مجسدة جوهر الأمة الصامدة وثراء تراثها.

بينما نغامر في رحلة ممتعة من خلال المطبخ الفلسطيني. نجد أنفسنا منغمسين في رحلة تتجاوز مجرد تناول الطعام، إنها رحلة تبرز النكهات الفريدة للمنطقة. وتكشف الخيوط المتشابكة لتاريخها، والروح الثابتة لشعبها.

المطبخ الفلسطيني هو نسيج رائع من النكهات، تثريه قرون من التاريخ والتنوع الثقافي، من بين كنوزها الطهوية طبق السماقية، وهو طبق يبرز كرمز للاحتفال. والعمل الجماعي خلال المناسبات الخاصة والأعياد والحفلات، ينسج السماقية معًا مزيجًا متناغمًا من المكونات الطازجة. والتوابل التي تثير براعم التذوق. وتترك انطباعًا دائمًا على المحظوظين بما يكفي لتذوقها، كما ويعتز بها السكان المحليون، وعشاق الطعام على حدٍ سواء.

 التراث والفلكلور الشعبي هو جزء وركن مهم من أركان كل دولة ومرتبط بشكل وثيق بشعبها. فكل ما توارثته الأجيال من الأجداد من عادات وتقاليد وأكلات ليست إلا عالم واسع من تجارب الطهي حيث تمتزج النكهات، والقوام لخلق أحاسيس لا تنسى.

السماقية تقليد عريق:

تحتل السماقية مكانة خاصة في الثقافة الفلسطينية، تتخطى الأجيال، وتحافظ على أصالتها عبر الزمن، ينتقل هذا الطبق العزيز من عائلة إلى أخرى، وهو مرادف للوحدة، وبهجة التجمعات؛ سواء كان حفل حناء، أو ليلة العريس، واحتفالا بالعيد، وربما لم شمل عائلي، فإن السماقية في قلب الطاولة، وتربط الناس من خلال التجارب المشتركة، والنكهات التي لا تُنسى.

تحرص دوماً الغزيات على أن تقوم السيدات كبار السن بطهيها، لاعتقادهن أن في أيديهن البركة.

المكونات: الطبيعة في طبق:

يوجد في قلب السماق مزيج ملون من المكونات الطازجة التي يتم الحصول عليها من الأراضي الفلسطينية الخصبة، نجم هذا الطبق هو بلا شك السماق. وهو تابل مشتق من شجيرة السماق. الطعم اللاذع لحامض الليمون يضفي نكهة لذيذة على الطبق، تشمل المكونات الأساسية الأخرى لحم العجل الطري، أو اللحم الظاني، المضاف إلى البصل والسلق والحمص والطحينة الحمراء، ولا يستقيم الطعم من غير التقلية المكونة من الثوم وعين الجرادة.

تقدم الأكلة باردة وتؤكل بالخبز، ويقدم معها مقبلات: مثل الزيتون. الطراشي، الفلفل الأخضر. والأحمر (المخروط)، الفجل والبصل الأخضر، ويوضع على وجهها زيت الزيتون.

فن التحضير في الاحتفالات:

يعد تحضير السماقية شكلاً من أشكال الفن، والعملية نفسها هي احتفال بهيج بمهارة الطهي، إن تتبيل اللحم بمزيج لذيذ من التوابل لا يجعله طريًا فحسب، بل يضفي أيضًا رائحة محيرة تملأ الأجواء بالترقب. عندما تمتزج المكونات معًا أثناء الطهي. يتحول المطبخ إلى لوحة قماشية تنتقل فيها أسرار الأسرة، وتقنياتها من جيل إلى آخر.

يرفع حضور السماقية خلال المناسبات الخاصة أجواء الأعياد. ويحول التجمعات إلى يوم لا ينسى، إنه يرمز إلى ثراء الثقافة الفلسطينية، وكرم الضيافة الذي يمتد إلى الأصدقاء، والغرباء على حد سواء، إن تنوع الطبق يسمح له بالتألق باعتباره محور المائدة أو كإضافة أساسية لمجموعة كبيرة من الأطباق التقليدية الأخرى.

توارث التقليد عبر الأجيال:

مع احتضان الأجيال الشابة لأنماط الحياة الحديثة، يصبح الحفاظ على تراث السماقية أمرًا بالغ الأهمية، حيث تواصل العائلات تعليم فن التحضير لها لضمان استمرار هذا الإرث الطهوي. تلعب دروس الطبخ والبرامج التعليمية عبر الإنترنت، وكتب الطبخ دورًا مهمًا في نقل التقاليد. مما يسمح للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم بإعادة إنشاء هذا الطبق العزيز في منازلهم، ومشاركته مع الأصدقاء والأحباء .

ختاماً:

تعتبر السماقية شاهد على التقاليد الراسخة في المطبخ الفلسطيني، وأهمية الطعام في إقامة الروابط بين الناس، بالإضافة إلى النكهات الرائعة. يحمل هذا الطبق روح ثقافة حيوية ومرنة. تربط الأجيال من خلال متعة الوجبات المشتركة، مع استمرار العالم في احتضان تجارب الطهي المتنوعة، ورغم تنوع الأكلات الشعبية. وإدخال الأطباق الحديثة التي باتت تتقنّها الغزاويات، إلا أن السماقية تبقى سيدة المائدة الغزاوية في الأعياد. فمن تذوقها مرة واحد يبقى طعمها في فمه حتى يكرر التجربة.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب: