ADMIN

“الكنافة النابلسية” … من نابلس لكل انحاء العالم

تقول الروايات القديمة أن الكنافة صنفت على رأس مائدة الأمراء، والملوك في شهر رمضان ويرجع أصل ظهورها لمنطقة بلاد الشام حينما تم تقديمها إلى الأمير “معاوية بن أبي سفيان”.كل أكلة لها تاريخ، وجذور، ومناسبة ارتبطت مع تحضيرها، ومن ضمن هذ الاكلات الكنافة النابلسية. التي اخذت اسمها من المدينة التي ابتكرت فيها.

قصة الكنافة النابلسية

“الكنافة النابلسية” من نابلس لكل انحاء العالم صنف من أصناف الحلويات التي اشتهرت بها كل المدن الفلسطينية، وصارت أساس في الحلويات الشرقية كما تسمى، ولكن أصلها يعود إلى مدينة نابلس في فلسطين.

 حيث يروي عن أصل صناعتها، وأول من ابتكرها عام (1866) هو الحاج عمر محمد عبد الله أبو سير الناهسي الشهراني، عندما  جاء الي نابلس مواطن من سوريا فقام بفتح محل للحلويات وقام الحاج محمد بمشاركته في المحل.

 كانت “الكنافة النابلسية” متعارف عليها في ذلك الوقت بانها كنافة محشوة باللوز، والجوز، والمكسرات، وكانت رائجة ويحبها الناس بهذه الهيئة.

وبعد سنتين انفصل المواطن السوري عن الحاج محمد في الشراكة، وعاد الي بلده سوريا، وبقي المحل  للحاج محمد ودخل معه شقيقه كشريك في المحل وتم تسميته بمحل (غرناطة ).

ضلت الأمور على حالها لفترة من الزمن. ولكن حصل أن شحت المكسرات، وارتفع ثمنها، ففكر الحاج محمد بطريقة، يتفادى فيها الخسارة، ويحافظ على المحل مفتوحاً.

 فقام باستبدال المكسرات بالجبنة النابلسية المحلاة، وكانت هذه اول مرة توضع جبنة داخل كنافة وبدأ جميع ابناء نابلس بالتوافد على المحل في البداية لتجربتها ومن ثم ليتعلموا طريقة صناعتها.

سر الكنافة النابلسية

بالتأكيد أكثر ما يميز “الكنافة النابلسية” هو الجبنة النابلسية حيث تعتبر سر الخلطة المميزة في تكوينها. وهي جبنة مختلفة عن أنواع الجبن الأخرى من حيث طريقة الصناعة. والإنتاج مما يجعل لها قوام مرن يظهر مع تعرضها للحرارة، مما يجعلها لذيذة وقت التذوق.

وهي مكونة من الحليب البقري الذي يعطي المطة المطلوبة، وحليب العنز وحليب النعاج الذي يضيف لها طعم ورائحة مميزة.

ولكن في هذه الايام يتم خلط أكثر من نوع جبن مما اثر على طعمها. واعطاها اختلاف عن طعمها الأصلي ولكنها تبقى أكثر الحلويات رواجاً.

شهرة الكنافة النابلسية عربياً:

بدأ انتشار الكنافة النابلسية، وأخذت شهرتها في البلاد المجاورة مثل بلاد الشام، وعمان

ولبنان، والعراق. كل دولة كانت لها بصمتها المختلفة فتميزت من خلالها بطعم مختلف. ولكنها حملت نفس الاسم ونفس المقادير مع اختلافات بسيطة في الحشوة.

ومن القصص الطريفة المذكورة عن الكنافة النابلسية أن احدهم كان مريضاً بفقر الدم، وذهب للطبيب فكتب له وصفة طبيبة ( فطير، وكيلو كنافة نابلسية من حلويات النجمة الذهبية وهو محل مشهور في تلك الفترة) أملاً منه بالشفاء لهذا المريض، وتقوية دمه لما فيها من مواد مغذية.

طريقة عمل الكنافة النابلسية على الطريقة الفلسطينية ومقاديرها

وتعتبر الكنافة صنف حلو مميز في شهر رمضان؛ فيتم اعداده بالطرقة والمقادير الأتية :

 2 كوب كنافة.

½ كوب زبدة مذابة.

½ كوب جبن عكاوي.

½ 1 كوب سكر.

2 كوب شربات دافئ.

فستق حلبي للزينة ..

الطريقة

طحن كمية الكنافة في الكبة وذلك بعد وضعها مدة كافية في الفريزر.

ضعي الزبدة المذابة على الكنافة ويتم خلطهم معا جيدا.

ادهني الصينيةبالسمن ويفضل أن يكون بلدي، لاضافة نكهة الكنافة الأصلية.  ثم توضع طبقة رقيقة من الكنافة توزع بالتساوي فوق السمن.

وعليها يضاف الجبن العكاوي الذي تم تحليته لليلة كاملة مع تغيير الماء عليه لعدة مرات.

تسوى الكنافة على النار أو توضع في الفرن وبعد مرور 20 دقيقة يمكنك فحصها، والتأكد من نضجها.

بعد التسويةتقلب الكنافة و يتم وضع الشربات على وجهها. والانتظار حتى تتشرب الكمية بأكملها.

ويوضع الفستق الحلبي.

الخاتمة :

وهنا خاتمة الحكاية للطبق الفلسطيني المشهور الذي يعتبر اكثر من مجرد صنف حلو انما رمز من رموز المطبخ الفلسطيني ومربوطا بتاريخ التعاون العربي السوري. حيث كانت بلاد الشام قطعة واحدة، وتبقى الكنافة سر التحلية التي لا يمكن الاستغناء عنه.

يمكنك مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:

الكوفية الفلسطينية رمز الهوية … شعار المقاومة والتضامن

الكوفية الفلسطينية رمز الهوية … شعارالمقاومة والتضامن. وهي غطاء الرأس التقليدي الذي كان يرتديه الفلسطينيون لقرون، تحمل الكوفية أهمية ثقافية، وسياسية عميقة.

 أصبح هذا الوشاح المنقوش المميز. الذي يتزين به الناس في جميع أنحاء العالم، رمزًا مبدعًا للهوية الفلسطينية، وقدرتها على الصمود  .

وعلى هذه الارضية شكلت الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية. ونموذجاً في العمل الفدائي خلال فترة الستينات، والسبعينيات، والثمانيات وما بعدها من السنين.

 حتى اقترنت الكوفية عند شعوب العالم أجمع باسم شعب فلسطين، ونضاله ضد العدو الصهيوني، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة. بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال، ودحض أساطيره، والوقوف مع أصحاب الأرض، والمقدسات، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في كافة المناسبات، والأنشطة على جميع مستوياتها، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين. وحقوق شعبها .

الأصول والأهمية الثقافية :

تعد الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية، والانتماء للأرض والتراث. فمن خلال ارتدائها يعبّر الأفراد عن هويتهم الوطنية وعراقتهم الثقافية.

 تعكس الكوفية تاريخًا طويلًا من المقاومة والصمود، حيث استخدمها الفلاحون، والعمال الفلسطينيون كوسيلة لحماية أنفسهم من العوامل البيئية القاسية، والشمس الحارقة.

تنسجم الكوفية مع القصص والروايات التراثية، حيث تُستخدم لإيصال القصص والحكايات الشعبية التي تمرّ بها الأجيال من جيل إلى جيل.

 أما في العصور الحديثة أصبحت الكوفية رمزًا للمشاركة السياسية. والدعوة للعدالة والحرية في فلسطين. تُرفع الكوفية في المظاهرات، والفعاليات كرمز للمقاومة السلمية، والتضامن مع القضية الفلسطينية.

باختصار، الكوفية الفلسطينية تجسّد تعدد الأبعاد الثقافية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، وتظل رمزًا حيًّا للتراث والمقاومة.

التصميم والأنماط :

 تتميز الكوفية الفلسطينية كرمز للهوية باللون الأسود والأبيض مشتقة من العلم الفلسطيني. أما عند المناطق العربية الأخرى، فأخذت ألوان مختلفة، مثل الأحمر والأخضر والابيض مع الأسود. وهذا حسب المنطقة والدولة التي تنتمي لها.

 تظهر في هذا النمط الأشكال الهندسية المعقدة التي تتداخل وتتشابك بشكل جميل. يعبر هذا التصميم عن تعاقب الأحداث والظروف المتشابكة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

يشمل هذا النمط الأنماط التي تحمل رموزًا ثقافية وتاريخية، مثل الزيتون والزيتونة، والمفتاح، وغيرها، تعكس هذه الرموز جوانب مهمة من الثقافة الفلسطينية.

 وتتفاوت تلك التصاميم والأنماط باختلاف المناطق، والمجتمعات في فلسطين، إنها تعبر عن تنوع الثقافة، والهوية الفلسطينية وتمثل وسيلة للتعبير عن الانتماء والتراث.

قصة الكوفية :

تعود قصة ارتداء الفلسطينيين للكوفية إلى سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث أمرت قيادة الثورة في فلسطين أثناء الإضراب الطويل، الذي استمر لعدة شهور جميع أبناء فلسطين، وبالذات في القرى الفلسطينية بارتداء الكوفية.

 بغية تظليل القوات الانتدابية البريطانية التي كانت تقوم بملاحقة الثوار، وفي نفس الوقت لمنعها من تحديد هوية المجاهدين، والمقاتلين الذين كانوا يهاجمون قوات الاستعمار البريطاني، وهم يرتدون الكوفيات المرقطة.

‏ضلت الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية، وشعاراً للممانعة في ‎فلسطين، وتعززت رمزيتها مع انطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني قبل وبعد نكسة حزيران 1967.

كما أخذت الكوفية بعداً دولياً مع انتشار صورة المناضلة “ليلى خالد”. وهي ترتديها وتحمل بندقيتها. بعد اختطافها طائرة العال الإسرائيلية، والتحليق فوق حيفا ويافا.

‏أصبحت الكوفية رمزاً لفلسطين، وثورتها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي دخل الأمم المتحدة في سنة 1974 على رأسه الكوفية المرقطة الأسود والأبيض، التي لم تفارقه حتى اغتياله.

كما أصبحت الكوفية من ذلك الحين رمزاً متجدداً للنضال الفلسطيني، وللفدائيين الفلسطينيين وأنصارهم، كما وغزت الكوفية أوروبا والغرب، وأصبحت منتشرة بشكل كبير وواسع بين الأجيال المختلفة. وخاصة جيل الشباب.

الرمزية السياسية :

تمتاز الكوفية الفلسطينية برمزيتها السياسية. حيث أصبحت علامة قوية للحركة الوطنية الفلسطينية، والدعوة للعدالة والحرية.

  يرتبط ارتداء الكوفية بالمقاومة، والصمود في وجه الظروف الصعبة، مما يعكس تاريخ الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والاحتلال، وتظل الكوفية رمزًا يجسد قوة الإرادة والصمود.

ارتداء الكوفية أصبح رمزًا للتضامن مع القضية الفلسطينية على مستوى العالم، يستخدمه النشطاء والمؤيدين للتعبير عن تأييدهم للحقوق الفلسطينية. ودعم الحل العادل والسلمي.

 كما يتم استخدام الكوفية كرمز للقدس وكل المدن الفلسطينية، وكذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتعكس بعض تصاميمها القضايا المهمة، والمحورية في النضال الفلسطيني.

ترتبط الكوفية أيضًا بالدعوة للحوار، والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وتُظهر بعض الحملات، والفعاليات الدولية استخدام الكوفية كرمز من رموز السعي لتحقيق حل سلمي للصراع.  ستبقى الكوفية الفلسطينية رمزًا قويًّا يجسد تاريخ. وثقافة الشعب الفلسطيني. وتظل رمزية هذه القطعة القماشية تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون جزءًا من النضال الإنساني والدعوة للعدالة والسلام

جفرا قصيدة حب ومقاومة تروي تاريخ فلسطين

صورة من التراث الفلسطيني

جفرا قصيدة حب ومقاومة تروي تاريخ فلسطين، عليك أن تنصت جيداً حين تستمع إلى كلماتها؛ فهي المزيج الغريب بين التراث، وتاريخ قصة حب شهدت لها قرية الكويكات.

عالم من الشهادة، والمقاومة التي جعلت من جفرا المدافعة عن عرضها، وأرضها؛ التي تعتبر مصدر إلهام لشاعرها، ليخرج هذه الكلمات المفعمة بالوطنية، والتضحية، والفداء.

يبقى لنا أن نسبر أغوار هذين العالمين، وندندن حسب ما يطلبه الموقف، وما تستسيغه آذاننا. لأن في كل منهما فكرة تضاهي الأخرى جمالاً، وتأخذنا إلى مكان وزمان مختلفين تماماً.

 لنأتي بالتأصيل الحقيقي للكلمات “جفرا” في كلا موضعيها. أما روايتنا الأولى فتعيدنا إلى أيام البلاد، وقرانا الفلسطينية، وتراث يومياتهم.

القصة الأولى لجفرا:

الحب دائمًا كان مصدر الهام في عالم الشعر، والفن والأدب. يلهم إبداعات تخطف الأنفاس في الكثير من الأحيان، تلتقط تعبيرات الحب هذه جوهر العلاقة العميق.

 بينما يكشف البعض الآخر عن حكايات حسرة وشوق. هذا هو الحال مع الأغنية “جفرا” التي انتشرت عام 1935 وكتبها الشاعر “أحمد عزيز علي الحسين”، من قرية الكويكات قضاء مدينة عكا الفلسطينية.

 متجذّرًا في حبه العميق لابنة عمه “رفيقة الحسين”. واصفاً لحسنها وجمالها، وأسماها بعد ذلك “جفرا”. حيث يقف هذا التكوين الشعري الاستثنائي؛ الذي مزج قصيدة الحب بالمقاومة كدليل على قوة المشاعر. وتعقيدات العلاقات الإنسانية.

ازدهار الحب الزفاف والمغادرة المفاجئة

اكتشف أحمد الحسين، جمال الحب الآسر داخل حدود قلبه الرقيقة، تجذرت مشاعره وازدادت قوة، حيث وجد نفسه مفتونا بابنة عمه رفيقة الحسين.

بعد سنوات من رعاية حبه في الخفاء، قرر أحمد التقدم للزواج بابنة عمه، تم الزفاف وسط حفل بهيج. لكن بعد أسبوع واحد فقط من زواجهما، تركته “رفيقة أحمد” فجأة. وعادت إلى بيت أهلها لأنها منذ البداية لم تكن موافقة على هذا الزواج، وبقي شاعرنا مكسور القلب محتفظاً بحبها.

مناسبة القصيدة:

 لجأ أحمد إلى أكثر من يثق بهم – ليعبر لهم عن عميق حزنه، وأخيراً وجد في الكلمات الملاذ الآمن، للتعبير عن ما في أعماقه.

كتب قصيدته في يوم كان رأى فيه محبوبته تملئ الماء من بئر القرية فكانت كلماته لها “

“جفرا يا هالربع …نزلت على العين

جرتها فضه وذهب…وحملتها للزين

جفرا ويا هالربع … ريتك تقبريني

وتدعسي على قبري… يطلع ميرامية

التزم الشاعر بتغيير الاسم حتى لا يقع في مشكلة من أعمامه وأقاربه، ولا يفضح حبة المستمر رغم الانفصال، وانتشرت الأغنية بشكل كبير حتى بعد الهجرة، وصارت متداولة كتراث، وإرث ثقافي فلسطيني.

تم تغيير العديد من كلماتها لأكثر من مرة لتناسب، الاحتفال، فجعلوها عن قصيدة عن الحب والمقاومة والتضحية، والفدائي. هناك الكثير من النصوص التي تتبع كلمة جفرا؛ كبصمة تراثية أصيلة ووشم محفور في ذاكرة الكل الفلسطيني أينما حل.

لقي “جفرا” صدى عميق لدى الجماهير، والتي ضربت على وتر حساس في قلوب المستمعين أينما حلوا، دفعت سلاسة كلمات أحمد الحسين، إلى جانب الألحان المؤرقة التي رافقتها. الناس إلى عالمه المليء بالحب والضياع. تستمر الأغاني في الاعتزاز بها كدليل على عمق المشاعر الإنسانية وقوة التعبير الفني.

الموهبة كشفاء للجروح:

مر الوقت، وجد أحمد العزاء في مساعيه الإبداعية، استخدم موهبته في شفاء جروح قلبه المكسور. ولإيجاد هدف من ألمه، من خلال رحلته الفنية تعلم دروسًا قيمة.

 حول قصائد الحب، والمقاومة له، والمرونة في تقبله. وتعقيد العلاقات الإنسانية. بينما بقيت ندوب الحب المفقود، رغم ذلك أظهر أحمد شجاعته، وكان شعره بمثابة شهادة على القوة التحويلية للفن.

كانت هذه الرواية الأولى التي اعتمدت عليها المصادر، في نقل قصة “جفرا” التي أتت من الماضي البعيد، وأحييت تراث فلسطين بكلماتها.

الرواية الثانية لجفرا:

رواية مختلفة بكل تفاصيلها، قصيدة تحمل الحب والمقاومة، التي اتجهت بلغتها نحو الفصحى، فأنتجت لنا نصاً لا يحمل من سابقه إلا المسمى “جفرا”.

اشتهر النص على المستوى الفلسطيني، والعالمي والعربي بعد عام 1979م، حين نشر الشاعر

“عز الدين المناصرة” المولود عام 1946م في قرية “بني نعيم”. قصيدته التي كتبها ل”جفرا النابلسي” في مجلة لبنانية، والتي كانت بعنوان “جفرا الوطن المسبي”.

 جفرا طالبة فلسطينية تدرس بإحدى الجامعات اللبنانية، ووصفت بأنها (بارعة الجمال)، أحبها شاعرنا واقتربت قصتهما أن تتوج بالزواج، لكنها استشهدت قبل إتمام الخطوبة حتى، حيث قصفتها طائرات الاحتلال.

انتهت قصة حبهما، وولدت قصيدة من وسط قلب معذب، وضعت بالكلمات كل مشاعرها، وانتجت قصيدة ترجمت إلى أكثر من 200 لغة انتشرت حول العالم من بعد العام 1982 لأنها كانت تصف واقعاً. وترصد حقيقة، وتجسد مشهداً يمجز في قصيدة الحب والمقاومة، وكانت كلماتها..

أرسلت لي دالية…وحجارة كريمة

من لم يعرف جفرا…فليدفن رأسه

من لم يعشق جفرا…فليشنق نفسه

فليشرب كأس السم العاري يذوي…يهوي.. ويموت

جفرا جاءت لزيارة بيروت…

هل قتلوا جفرا عند الحاجز، هل صلبوها في التابوت…

الواقع الفلسطيني كان أكبر من كل القصائد، جسد روح الشهادة الحية في قصيدة، أنتجت لنا هذا التجسيد الرائع من الكلمات، وذهب الشاعر ومحبوبته. وبقت السيرة حاضرة.

الخاتمة:(جفرا قصيدة حب ومقاومة تروي تاريخ فلسطين)

تقف قصة “جفرا” شاهداً على الأثر العميق للحب، والخسارة، والتعبير الفني على حياتنا، وتجسيداً لأدب المقاومة، وذلك تخليداً لأسماء كان لها بصمتها في تاريخ فلسطين الحديث، لنجد بين طياتها المواساة تمتزج بالفخر، والحب يمتزج بالحزن، والكثير من المشاعر المختلطة..

أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره

 أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره سجلات التاريخ فيها القليل من الحكايات التي تصور الخيال تمامًا مثل القصة الغامضة للشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين. والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.

 هذه القطعة الأثرية القديمة. التي يكتنفها الغموض. تعمل بمثابة تذكير بالإرث الدائم للعملة، والتجارة وتطورها. وازدهارها في العهد القديم. ويدلل على التواجد التاريخي لهذه العملة. وأنها ليست حديثة المنشأ كما يدعي البعض.

أصل تسمية الشيكل ومنشأه كعملة:

 يعود معنى التسمية نسبةً إلى الوحدات القديمة التي تعبر عن الوزن أو العملة، وقد كان الاستخدام الأول لها في بلاد ما بين النهرين ”العراق حاليا“ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، فكان القدماء يستخدمون الحبوب كالشعير للتعبير عن الوزن، فسموه شيكل من الشعير فمثلًا 180شيكل من الشعير يزن 11  جرامًا أو قرابة 0.35 أوقية.

إننا هنا أمام واقعة سطو تاريخية، فالشرائع العراقية القديمة، والمكتشفات. والرسائل المتبادلة بين المتعاملين كانوا يعتمدون كتلة معدنية فضية صغيرة أطلق عليها باللغة العربية الأكادية البابلية “الشيكل/ الشيقل” أي مثقال تعود للفعل “شقالو Shacalu”، ومعناه “وزنه”، كوسيلة من وسائل تسوية المدفوعات، وأداة لقياس القيم؛ هذا ويعتبر أورنمو، من ملوك سلالة أور الثالثة (2112 ــ 2004 ق.م)، وينسب للملك أورنمو “Ur-nammu”  هذا التشريع المدون، الذي اعتبر أول تشريع في تاريخ البشرية، فيرد على سبيل المثال في المادة (19) من القانون: “إذا كسر رجل سن رجل آخر عليه أن يدفع غرامة شيقلين [شيكلين] من الفضة”؛ إضافة إلى استخدام الكنعانيون له كعملة كانت من أقوى العملات آنذاك وله قيمة تداول عالية، وذلك للموقع المتميز الذي تم تداول الشيكل فيه.

بداية استخدام الشيكل في فلسطين:

من المتعارف عليه ان الجنيه الفلسطيني كان العملة الأولى، والرسمية لفلسطين التاريخية. وإمارة شرق الأردن، ما بين عامي 1927–1948، وكانت قوته السوقية تفوق عملة الدولار الأمريكي، وكان الجنيه الفلسطيني يستخدم أيضا في الأردن لحين تم استبداله بالدينار الأردني بعد الاستقلال في عام 1948.

حين بدأ التداول به لأول مرة في 4 سبتمبر 1985 كجزء من خطة الاستقرار الاقتصادي لعام 1985. لكن بدأ به رسميًا في 1 يناير 1986، وبالتالي يعد الشيكل الجديد؛ بمثابة تبديل للعملة السابقة الشيكل، بقيمة تساوي (1,000 شيكل = 1 شيكل جديد). ينقسم الشيكل الجديد إلى 100 أغورة.

تزوير الحقائق بما ينسب للشيكل أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره

ابرز أسباب عودة اليهود للشيكل في الوقت الحالي، أصوله القديمة.

وحاجتهم لربط الماضي بالحاضر وأنه أولى لهم استخدام ما كان يستخدمه أجدادهم عندما كانوا يعيشون عند البابليين.

هذا وأخذت التوصيات باعتماد الشيكل الجديد كعملة لإسرائيل؛ من توصيات المؤتمر الصهيوني التأسيسي الأول في مدينة “بازل” السويسرية بقيادة “هرتزل” عام 1897م باعتباره موروث تاريخي يهودي.

رغم أن أصل كلمة شيقل ليس لها علاقة بالموروث اليهودي لا من قريب ولا من بعيد.

يضعنا هذا السياق إلى التنبه للكثير من التداخل في الحقائق؛ التي يحاول الاحتلال الترويج لها. لجعلها جزءً من ثقافتهم، وتسوق بعد ذلك على أنها جزء من السياق التاريخي لإسرائيل.

الشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين يظل جزء من لغز قديم يأسر فضولنا. يرمز إلى التحديات التي واجهتها المجتمعات المبكرة في الحفاظ على سلامة عملاتها، وحماية حيوية اقتصاداتها، وما وصوله إلينا إلا دليل على قوة قيمته السابقة، ورمزية استخدامه في دلالة على عراقة التاريخ الذي يجب علينا استذكار ملامحه جيداً، والتعرف على أصوله وحقائقه.

بشار وإسلام…تحد قوي ورسالة حب

بشار وإسلام تحد قوي ورسالة حب, اجتمع السجين الفلسطيني بشار العبيدي؛ في حدث مؤثر ورائع أخيرًا مع خطيبته، وحبيبته إسلام عليان، بعد أن قضى حكمًا شاقًا بالسجن لمدة 9 سنوات، هذا الاجتماع الذي طال انتظاره. المليء بمشاعر الفرح، والحب الأبدي. يقف شاهداً على الروح الإنسانية الدائمة في مواجهة الشدائد، إن الطبيعة الرائعة للم شمل بشار وإسلام كقصة حب، يتردد صداها إلى ما هو أبعد من قصتهم الشخصية. حيث تلقي الضوء على محنة الأسرى الفلسطينيين، وقوة الحب لتجاوز أقسى الظروف.

رحلة مليئة بالتحديات:

اتسمت رحلة بشار العبيدي 9 سنوات من السجن، والانفصال، والتصميم الراسخ، كان العبيدي محتجزًا في سجن إسرائيلي، حيث عانى من المصاعب والظلم الذي يواجهه العديد من الأسرى الفلسطينيين بشكل يومي طوال فترة سجنه، وجد العبيدي العزاء والقوة في علاقته التي لا تنفصم مع إسلام عليان، التي وقفت إلى جانبه مقدمًةً الدعم، والمحبة التي لا تتزعزع خلال فترة انفصالهما المطول .

لم الشمل العاطفي:

كان لقاء بشار العبيدي وإسلام عليان لحظة مشاعر غامرة وأهمية عميقة، عندما خرج العبيدي من بوابات السجن، ووجه الأنظار إلى خطيبته المحبوبة، أصبحت أحلامهما التي طالما نالت إعجابهما في لم الشمل حقيقة واقعة، رفع ثقل تسع سنوات من الفراق فيما تعانقوا، واختلطت دموع الفرح بابتساماتهم .

قوة الحب رسالة للتغيير:

يؤكد اللقاء الرائع بين بشار وإسلام على قوة (بشار وإسلام تحد قوي ورسالة حب). يُظهر ارتباطهم الدائم والتزامهم الثابت تجاه بعضهم البعض طوال سنوات السجن الشاقة قوة معنوياتهم، ورفضهم ترك الظروف تحدد قصة حبهم.

اللقاء الاستثنائي بين العبيدي، وعليان بمثابة دعوة للعمل من أجل المجتمع الدولي لمعالجة محنة السجناء الفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم. ويسلط الضوء على أهمية المعاملة العادلة. بما في ذلك الوصول إلى التمثيل القانوني. وتحسين الظروف المعيشية، وحقوق الزيارة المنتظمة للسجناء، وعائلاتهم. يتردد صدى قصتهم لدى عدد لا يحصى من الآخرين في مواقف مماثلة ، مما يضخم الدعوة إلى التغيير ويحث على بذل جهد جماعي لإنهاء الظلم الذي يواجهه الأسرى الفلسطينيون .

اللقاء بين الأسير الفلسطيني بشار العبيدي وخطيبته إسلام عليان، بعد حكم قاسٍ بالسجن لمدة 9 سنوات، بمثابة تذكير مؤثر بصلابة وقوة الحب، تتحدث رحلتهم الرائعة عن قوة الروح البشرية. والالتزام الذي لا يتزعزع وجمعهما معًا حتى في أقسى الظروف، حيث تسلط الضوء على التحديات الأوسع التي يواجهها السجناء الفلسطينيون. وعائلاتهم، وهي بمثابة صرخة حشد من أجل العدالة. والإصلاح والتضامن الدولي في السعي للتوصل إلى حل عادل، وسلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني .

طلت البارودة أغنية تحيي التراث الفلسطيني

الفولكلور الفلسطيني نسيج ثقافي. وفني مميز تبرز فيه بعض الأغاني لأهميتها الثقافية العميقة. وقدرتها على تلخيص التجربة الفلسطينية الجماعية، ومن بين هذه الأغاني أغنية طلت البارودة أغنية تحيي التراث الفلسطيني التي تحاكي بشكل جميل رواية الفلسطينين الشجعان؛ الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم وديارهم. 

قصة الأغنية

طلت البارودة ” متجذرة بعمق في الرواية الفلسطينية عن المقاومة والصمود. تروي الأغاني قصة الشاب الفلسلطيني السبع الذي واجه ببسالة الانتداب البريطاني على فلسطين. وضحى بروحه في نهاية المطاف دفاعًا عن وطنه، إن شجاعته ونكران الذات يجسدان الروح الثابتة للشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل الحرية. والعدل.الطفل الفلسطيني غير أبجدية الصراع بصموده واصراره

الرمزية والصور:

كلمات “طلت البارودة” تنسج لنا رموزًا وصورًا قوية. يتردد صداها بعمق في الثقافة الفلسطينية، كل بيت يصور رحلة السبع الشجاع، وهو يواجه الشدائد. مع التركيز على موضوعات التضحية، والشرف. والهوية الوطنية.

 تثير الأغاني أيضًا مشاعر الفخر، والوحدة بين الفلسطينيين. وتكوين صلة وثيقة امتدت بين الماضي، والحاضر في أدب المقاومة الذي هو جزء لا يتجزأ من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

التأليف والأداء الموسيقي:

ألحان “طلت البارودة” مؤلفة بحساسية كبيرة؛ لتمزج بين الموسيقى الفلسطينية التقليدية، والتأثيرات المعاصرة، تخلق نغمات الموسيقى المفعمة بالذكريات، مصحوبة بلحن حزين، جوًا آسرًا يمس قلوب المستمعين. أصبحت هذه الأغاني أناشيد مقاومة، وكثيراً ما يتم عزفها في التجمعات. والاحتفالات. والمناسبات الثقافية. حيث تثير إحساسًا قويًا بالتضامن، والتصميم على اعلاء صوت الحق مهما طال أمد الصراع.

المرونة الثقافية والذاكرة الجماعية

تعكس الشعبية المستمرة لـ طلت البارودة أغنية تحيي التراث الفلسطيني، والتزامه بالحفاظ على تراثه الثقافي، هذه الأغاني بمثابة تذكير مؤثر بالتضحيات التي قدمتها أجيال من الفلسطينيين. مما يضمن بقاء ذكرى الأبطال الذين سقطوا من خلال الفن الذي يعبر الفلسطينيون به عن تصميمهم الراسخ على تحقيق العدالة والحرية. وقوة الألحان تضمن لها استمرارية تداولها وتأثيرها من جيل إلى جيل.

الأثر الممتد خارج الحدود:

يمتد الأثر العميق لـ “طلت البارودة” إلى ما وراء حدود فلسطين . لاقت هذه الأغاني صدى لدى الناس في جميع أنحاء العالم، وزادت الوعي بالنضال الفلسطيني وألهمت التضامن مع القضية الوطنية وجذب أصوات المهتمين بالعدالة الحرية والحق اقليمياً وعالمياً، إنها بمثابة تذكير بأن السعي لتحقيق العدالة، والحرية أمر عالمي يتجاوز الحدود الجغرافية، والاختلافات الثقافية.

طلت البارودة أغنية تحيي التراث الفلسطيني الأغنية المكتملة بكل أركانها عززت سبل المقاومة الفلسطينية، والصمود من خلال سردها لقصة واقعية ومؤثرة، وقد ألهمت هذه الأغاني كل جيل وصلت اليه واستمع لألحانها، وكرمت من خلال كلماتها الذين سقطوا وأحييت ذكرى النضال من أجل الحرية. ومع استمرار صدى صوتهم عبر الأجيال، فإنهم يضمنون أن تظل قصة الشهداء جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية. والنضال العالمي من أجل العدالة والمساواة.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني

يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني تقع مدينة يافا الفلسطينية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتشهد على قرون من التاريخ الغني، والتنوع الثقافي، بأزقتها المرصوفة بالحصى، والهندسة المعمارية القديمة، والمشهد الفني النابض بالحياة، تنضح يافا بجو من التفرد. والتميز الذي يأسر المسافرين من جميع أنحاء العالم.

يتجول المرء في الشوارع الضيقة لمدينة يافا القديمة، ويعود بالزمن إلى الوراء، حيث تتعايش بقايا الحضارات القديمة بانسجام مع الحياة المعاصرة، يخلق المزيج الساحر بين العمارة العثمانية، والصليبية، والعربية نسيجًا فريدًا من الجمال يترك الزائرين في حالة من الذهول.

رحلة عبر الزمن

مدينة يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني، تاريخ طويل يعود إلى آلاف السنين، تعتبر واحدة من أقدم مدن الموانئ في العالم، مع أدلة على وجود تجمعات بشرية تعود إلى حوالي 4000 قبل الميلاد. كانت في موقع استراتيجي على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها مركزًا تجاريًا مهمًا لمختلف الحضارات، ويمكن إرجاع تاريخ يافا إلى الفينيقيين، والكنعانيين، وقد ورد ذكرها في المصادر المصرية القديمة، مما يدل على أهميتها المبكرة كمدينة ساحلية .

يافا والحكم الروماني:

خضعت يافا للحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد، واستمرت في الازدهار كميناء  خلال العصر البيزنطي، وفي القرن الثاني عشر كانت يافا مدينة بارزة خلال الفترة الصليبية، حيث وقعت أحداث تاريخية مهمة، بما في ذلك المعارك والحصارات.

اليوم، تعد يافا جزءًا من مدينة تل أبيب-يافا الحديثة في إسرائيل وهي معروفة بمشهدها الفني النابض بالحياة ومعالمها التاريخية وتنوعها الثقافي، مما يعكس تاريخها الغني، والمعقد.

سحر البلدة القديمة في يافا:

يضيف ميناء يافا القديم، بقوارب الصيد الرائعة، وطيور النورس المتمايلة. إلى جاذبية الحنين إلى الماضي للمدينة، عندما تنظر إلى البحر الأبيض المتوسط المتلألئ، ستدرك أن تراث يافا البحري لا يزال حياً. ويربط ماضيها بالحاضر.

يشبه الدخول إلى مدينة يافا القديمة دخول متحف حي. تتخلل الشوارع المرصوفة بالحصى؛ طريقها عبر المباني الحجرية القديمة المزينة بمصاريع خشبية مزخرفة، مما يثير إحساسًا بالحنين إلى حقبة ماضية، تضفي المباني الحجرية، والمنازل الجذابة إحساسًا بالخلود، وعندما تستحضر ذكريات القرون الماضية ستجد نفسك منغمسًا في مشاهد، وأصوات، وروائح الأسواق التقليدية، حيث يعرض البائعون المحليون بضاعتهم، وتملأ رائحة التوابل الهواء.

بوتقة تنصهر فيها الثقافات:

كانت مدينة يافا يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني بوتقة تنصهر فيها الثقافات عبر تاريخها الطويل. والتي شكلتها الحضارات المتنوعة التي أطلق عليها اسم الوطن، موقعها الاستراتيجي كمدينة ساحلية بارزة على طول البحر الأبيض المتوسط سهّل التبادل الثقافي، والتفاعلات على مر القرون.

ترجع أصول يافا القديمة إلى الحقبة الفينيقية، والكنعانية، التي أرست الأساس لتقاليدها البحرية والتجارية، وخلال العصرين الروماني والبيزنطي، استمرت يافا في الازدهار كمركز تجاري مهم، وجذبت الناس من مختلف المناطق.

أصبحت يافا جزءًا من العالم الإسلامي، بعد الفتح العربي في القرن السابع الميلادي. مما زاد من تشكيل مشهدها الثقافي، ثم أدخلت الفترة الصليبية التأثيرات الغربية على المدينة. تاركة بصمات معمارية وثقافية، ولو تطرقنا الى الإرث العثماني نجدها  كجزء من الإمبراطورية العثمانية، شهدت يافا فترة من الحكم العثماني، وجلبت معها عناصر من الثقافات التركية والعربية.

 اليوم…لا تزال يافا تمثل بوتقة تنصهر فيها الثقافات مع السكان العرب الفلسطينيين النابضين بالحياة. والمجتمعات اليهودية، ومختلف المجموعات العرقية الأخرى. وكذلك المغتربين من مختلف أنحاء العالم. كما وينعكس هذا التراث المتنوع في العمارة، والمطبخ واللغة والعادات والتقاليد في يافا، كمزيج من الثقافة الفلسطينية المحلية جنبًا إلى جنب مع التأثيرات من الدول المجاورة، والمجتمعات الدولية.

جاذبية سوق السلع المستعملة في يافا:

يقع في قلب مدينة يافا القديمة، سوق السلع المستعملة محاط بالمباني الحجرية الساحرة والشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى، تضيف هذه الخلفية التاريخية إلى جاذبية السوق.مما يخلق مزيجًا رائعًا من الماضي، والحاضر .

في يافا ، يعتبر سوق السلع المستعملة. أحد أكثر الأماكن جاذبية. وحيوية. وجهة يجب زيارتها لكل من السكان المحليين، والسياح الذين يتطلعون إلى الانغماس في أجواء المدينة الفريدة والعثور على الكنوز المخفية، حيث يقدم السوق مجموعة من الأكشاك. والمتاجر التي تبيع جميع أنواع السلع. بما في ذلك التحف، والأشياء القديمة. والملابس والمجوهرات والحرف اليدوية والهدايا التذكارية. إنه ملاذ لهواة الجمع. وعشاق الفن. وأي شخص يبحث عن اكتشافات فريدة.

سوق السلع المستعملة لا يتعلق فقط بالتسوق إنه مركز للتعبير الفني، ستجد العديد من المعارض الفنية، والاستوديوهات وورش العمل الحرفية التي تعرض أعمال الفنانين، والحرفيين المحليين. بالإضافة إلى تجربة التسوق، يضم السوق مجموعة متنوعة من أكشاك الطعام. والمطاعم التي تقدم أطباقًا شهية من المأكولات المختلفة، إنه مكان رائع للاستمتاع بأطباق الشرق الأوسط، والاستمتاع بمغامرة في الطهي .

سواء كنت صيادًا متمرسًا في الصفقات. أو تبحث ببساطة عن الانغماس في الثقافة المحلية. فإن سوق السلع المستعملة في يافا هو وجهة آسرة ستترك لك ذكريات دائمة. وربما بعض الهدايا التذكارية الفريدة .

روح يافا الفنية(يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني):

 نسيج من خيوط تاريخها القديم، وتنوعها الثقافي.ومشهدها الفني النابض بالحياة، باعتبارها واحدة من أقدم المدن الساحلية في العالم، تفتخر يافا بتراثها الغني الذي شكل شخصيتها وهويتها الفنية على مر القرون .

عند المشي في شوارع يافا الضيقة والمتعرجة. يمكنك أن تشعر بأصداء ماضيها. تحكي الأعاجيب المعمارية، والمداخل المقوسة، والجدران الحجرية المتجمدة قصصًا عن الحضارات التي لا حصر لها. والتي تركت بصماتها على هذه المدينة القديمة، من الفينيقيين إلى الرومان، ومن الصليبيين إلى العثمانيين، يضيف كل فصل من التاريخ عمقًا. وتعقيدًا للروح الفنية للمدينة.

الجوهر الحقيقي:

 يتألق الجوهر الحقيقي لروح يافا بشكل أكثر إشراقًا،.يلتقي هنا الفنانون المحليون، والموسيقيون، والكتاب، وفناني الأداء، مما يبث الحياة في نبض المدينة الإبداعي، تنتشر المعارض الفنية، والاستوديوهات، والمراكز الثقافية في المشهد. وتوفر منصة لكل من المواهب الراسخة، والناشئة لعرض أعمالهم. وإثارة المحادثات التي تتحدى التقاليد.

روح يافا الفنية هي دعوة للاستكشاف. والاكتشاف والتعمق في طبقات تاريخها وثقافتها واحتضان التطور المستمر لهويتها الإبداعية، إنه يدعو المسافرين. والمقيمين على حدٍ سواء ليكونوا جزءًا من رحلته الفنية، للمساهمة بلمساتهم الخاصة في التحفة الفنية دائمة التطور وهي مدينة يافا. مع غروب الشمس فوق أفق البحر الأبيض المتوسط. تستمر روح يافا الفنية في التألق الساطع. مما يضيء الطريق لأجيال من الفنانين في المستقبل.

الحفاظ على الماضي واحتضان المستقبل:

 عنصران أساسيان يلعبان دورًا حيويًا في تشكيل هوية وشخصية يافا كمدينة قديمة ذات تاريخ غني. فإن ماضي يافا منسوج في شوارعها. ومبانيها وتراثها الثقافي، يعد الحفاظ على هذا الإرث التاريخي أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على سحر المدينة الفريد، والشعور بالاستمرارية.

الحفاظ على الماضي في يافا:

غالبًا ما تتضمن جهود الحفاظ على الماضي في يافا ترميم المباني التاريخية. والمعالم، والمواقع الأثرية، من خلال الحفاظ على السلامة المعمارية، والأهمية الثقافية لهذه الهياكل. يمكن أن تستمر يافا في كونها شهادة حية على ماضيها مع جذب السياح، والزوار المهتمين بتجربة تاريخها بشكل مباشر. وفي نفس الوقت يافا هي مدينة تتطور باستمرار، وتحتضن المستقبل كمركز فني وثقافي نابض بالحياة. تعزز يافا بيئة تغذي الإبداع والابتكار، تتعايش المعارض الفنية المعاصرة والمراكز الثقافية، والبنية التحتية الحديثة مع العمارة القديمة، مما يخلق مزيجًا ديناميكيًا بين القديم والجديد.

يتضمن احتضان المستقبل أيضًا التكيف مع التحديات والفرص الحديثة، حيث تساعد الممارسات المستدامة، ومبادرات التخطيط الحضري على ضمان أن يكون نمو المدينة مسؤولاً بيئيًا. ويعزز جودة الحياة لسكانها.

هوية وتاريخ يافا:

الحفاظ على هوية، وتاريخ يافا لا يعني الركود بل إيجاد طرق للاحتفال بالماضي مع تعزيز النمو والتقدم، كما وتساهم المجتمعات المحلية، والفنانين ورجال الأعمال والمنظمات في تشكيل مستقبل يافا. من خلال الترويج للفعاليات الثقافية، ودعم الشركات المحلية، والاستثمار في التعليم. يمكن لمدينة يافا تمكين سكانها من القيام بدور فعال في تشكيل مستقبل مدينتهم مع الاعتزاز بماضيها.

مفتاح نجاح يافا:

في الأساس، يكمن مفتاح نجاح يافا في إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على تراثها التاريخي واحتضان إمكانات النمو والابتكار، من خلال تكريم جذورها وتقاليدها مع الانفتاح على الأفكار. والإمكانيات الجديدة. يمكن أن تستمر يافا في الازدهار كمدينة تعتز بماضيها وتتطلع إلى مستقبل واعد.

في الختام:

يافا ليست مجرد مدينة، إنها شهادة حية على الإرث الدائم للتراث الفلسطيني.

ماضيها العريق، وثقافتها النابضة بالحياة، وكرم الضيافة يجعلها وجهة حصرية تدعو المسافرين للانطلاق في رحلة عبر الزمن. والجمال والجوهر المشترك للإنسانية. تترك زيارة يافا بصمة لا تمحى من القلب.

المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة

المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة ستبقى فلسطين دولة عريقة مهما حاول الاحتلال طمس هويتها، وسرقة معالمها وتراثها؛ تاريخها ما زال حاضراً في معالم كل مدينة؛ لتروي لنا أصلها، وتصور لنا عراقتها وجذورها الكنعانية.

تضم فلسطين عدد كبير من المدن، والقرى أنشأت بينها حواجز، وأسوار بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف منع الوصول اليها، والتواصل معها خاصة في وقت الاجتياحات والحروب. لتحقق سياستها الاحلالية داخل فلسطين.

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على بعض أهم وأعرق المدن الفلسطينية، للتعرف علة تاريخها وأهم معالمها وسنبدأ بأولى القبلتين قدسنا الشريف.

 تعد من أقدس المدن، وذات مكانة روحية عالية عند معتنقي الديانات السماوية الثلاثة، الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأكبر مدن فلسطين المحتلة من حيث المساحة، وعدد السكان.

تاريخها :

يعود تاريخ أول بناء للقدس إلى عهد اليبوسيين؛ فهم أول من سكنها في الألف الخامس قبل الميلاد،

تم ضم الجزء الشرقي منها عام 1980م بعد حرب 1967واحتلال فلسطين.

يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين، ويزعم الاحتلال انها عاصمة إسرائيل.

حظيت القدس بمكانة دينية عالية جعلها محور للصراع والنزاع فحاولو تدميرها فتعرضت لا لاكثر من اربع وعشرون محاولة

تسميتها:

أطلق على مدينة القدس عدة أسماء كان بدايتها اسم “إيلياء” نسبة إلى إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، وأعيد إطلاق اسم إيلياء على القدس في زمن الإمبراطور الروماني “هادريان”.وظل اسم “إيليا” سائداً نحو مائتي سنة، إلى أن جاء الإمبراطور “قسطنطين” ، وهو أول من تنصر من أباطرة الرومان فألغى اسم إيليا، وأعاد للمدينة اسمها الكنعاني، وأول اسم ثابت لمدينة القدس، هو “أوروسالم” أو “أوروشالم” (مدينة السلام) كما أسماها العرب الكنعانيون، ذكرت المدينة في فترة لاحقة من القرون الوسطى باسم “بيت المقدس” المنسوب للغة الآرامية، ومتداول في اللغة الأردية، ومتداول حتى الآن تحت مسمى القدس.

موقعها الجغرافي :

تميزت القدس بموقعها الجغرافي على هضبة القدس، والقمم الجبلية التي تمثل سلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً، والبحر المتوسط غربا؛ جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات، إضافةً إلى أنها حلقة في سلسلة ترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أن هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية، لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني، كما يحيط بالقدس حوالي عشرة أحياء سكنية وأكثر من 41 مستعمرة.

تضم القدس العديد من المواقع الأثرية الدينية، وفيها أكثر من مائة مبنى أثري إسلامي:  مثل الحرم الشريف. المسجد الأقصى، مسجد  الصخرة، حائط البراق. والمسجد العمري الكبير نسبة إلى سيدنا عمر

وغيرهاالكثير من المعالم.

مدينة رام الله:

 تعتبر مدينة رام الله من المراكز الهامة في الضفة الفلسطينية وفيها تقام كافة النشاطات السياسية والإقتصادية

تاريخ مدينة رام الله:

 يُعتبر قضاء رام الله هو القضاء الفلسطيني الوحيد الذي لم يأخذ منه اليهود أية قرية حتى عام 1967. وتغير الوضع بعد هذا التاريخ حين قامت المنظمات الصهيونية المسلحة باحتلال القضاء وكل فلسطين.

أصل تسمية مدينة رام الله:

يرجع اسمها إلى كلمة (الرامة) بمعنى العالي. والمرتفع. و(رام) جذر سامي مشترك يفيد العلو، وتذكر بعض الدراسات أن المدينة تقوم على بقعة (رامتاي مصوفيم) وتعني مرتفعات الصوفيين المذكورة في العهد القديم الذي ولد فيه النبي صموئيل.

الموقع الجغرافي لمدينة رام الله:

أقيمت المدينة فوق عدة تلال من جبال القدس تتخللها أودية منخفضة، وتقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 16 كيلو متراً، وترتفع 860 متراً عن سطح البحر.

 تحتوي رام الله على مواقع أثرية تضم بقايا مبانٍ صليبية (البرج). وبوابة بقنطرة، وحجارة مزمولة، وقاعدة عمود عند الجامع وغيرها من المعالم التي تدل على عراقتها وأصالتها.

مدينة نابلس:

إحدى أكبر المدن الفلسطينية من حيث السكان وأكثرها أهمية وتضم أكبر المقرات الجامعية. وتعد المركز لشمال الضفة الغربية، وعاصمة لمحافظة نابلس التي تظم 56 قرية.

تاريخ مدينة نابلس:

خضعت المدينة للحكم المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام، في العقد الرابع من القرن التاسع عشر، قبل أن تعود إلى الحكم العثماني. احتلها البريطانيون عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. وخضعت فلسطين للانتداب البريطاني؛ سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. حين احتلت الضفة الغربية بأكملها من قبل الإسرائيليين. (المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة)

الطفل الفلسطيني وشجاعته.

#الطفل_الفلسطيني_وشجاعته

تتكشف قصص عميقة عن الطفل الفلسطيني وشجاعته, وصموده في قلب منطقة تعيش أكثر الصراعات استدامة، وتعقيداً في العالم، بطل هذه القصص التي لم تروى بعد الطفل الفلسطيني، وشجاعته، بعيداً عن وهج عناوين الأخبار العالمية.

 تخوض هذه الأرواح حياتها في ظل عدم اليقين، وتواجه المصاعب التي من شأنها أن تضعف، وتنهك القوى، يقف الطفل الفلسطيني بشجاعته في مواجهة الشدائد شامخًا، ويظهر صبراً غير عادية، وغالبًا ما يتم التغاضي عن ذكرها وتداولها.

 يعتبر أطفال فلسطين شهادات حية على الروح الإنسانية التي لا تقهر، إن تجاربهم، وأحلامهم، وتطلعاتهم متنوعة مثل المشهد الفلسطيني نفسه، إذا ما بدأناه من شوارع رام الله الصاخبة، إلى مخيمات اللاجئين في غزة، نجده منسوج معًا بخيط مشترك يكشف شجاعة الطفل الفلسطيني، ويوحد سعيه نحو مستقبل أفضل.

طفولة ترسم ملامحها حالة الصراع المستمرة:

 نشأ الأطفال الفلسطينيون على مدى الأجيال، وسط الصراع. والاحتلال والنزوح، ولدوا في بيئة من عدم اليقين. والعنف، وشهدوا عن كثب تأثير الحرب على أسرهم، ومنازلهم. ومجتمعاتهم.

 كما اضطر الأطفال الفلسطينيون للتعايش مع تتالي العمليات العسكرية، والغارات الجوية، والاشتباكات المستمرة، مما يؤدي إلى إصابات جسدية، وصدمات نفسية. أثرت على الطفل الفلسطيني، وشجاعته.

كما ان العديد منهم عانا من التهجير القسري، وأجبروا على ترك منازلهم، والعيش في مخيمات اللاجئين، أو غير ذلك من ظروف النزوح مع أهلهم، وهذا ما أشارت اليه بيانات التقرير السنوي الصادر عن مؤسسات الأسرى، أن عدد حالات الاعتقال خلال عام 2022 وصلت إلى 7000 حالة اعتقال ما زال منهم 4,700 أسير في سجون الاحتلال، وبلغ عدد حالات الاعتقال للأطفال (دون 18 سنة) 882 حالة اعتقال، ما زال منهم 150 طفلاً في سجون الاحتلال، بينهم 7 أطفال معتقلين إدارياً، حيث يعيشون ظروفاً اعتقاليه تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل. وفي حالة حرمان من طفولتهم بما فيه مواصلة دراستهم، فيما ارتقى 56 طفلاً شهيداً خلال عام 2022

و17 طفلاً شهيداً حتى الأول من نيسان من العام الجاري.  

الجدير ذكره أن النشأة في خضم الصراع المستمر، وعدم الاستقرار السياسي، والاقتصادي، والأمني يخلق جواً من الخوف، وانعدام الأمن للأطفال بشكل عام.

تعد الجهود المبذولة لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتعزيز السلام، والعدالة في المنطقة أمر بالغ الأهمية؛ لتحسين الظروف التي ينشأ فيها الأطفال الفلسطينيون. من خلال خلق بيئة أكثر استقرارًا. وأمانًا، تكون هناك فرصة أفضل لهؤلاء الأطفال ليحظوا بطفولة خالية من عبء الشدائد الهائلة، وأن يساهموا في التطور، ويكونوا نواة البناء للوطن، ويصبح لديهم أمل في مستقبل أكثر إشراقًا .

متابعة التعليم وسط الفوضى:

تدرك الأسرة الفلسطينية قيمة التعليم كوسيلة لتحسين حياتهم، والعمل من أجل مستقبل أفضل. حيث يُظهر الأطفال الفلسطينيون صمودًا. وتصميمًا هائلين على مواصلة تعليمهم. حتى في مواجهة العنف والتهجير والاضطرابات الناجمة عن الصراع، يُنظر إلى التعليم على أنه وسيلة لتمكين أنفسهم ومجتمعاتهم. حيث أشارت بيانات وزارة التربية والتعليم الأولية للعام الدراسي 2022/2023 إلى أن عدد طلبة المدارس في فلسطين قد بلغ حوالي 1.388 مليون طالب وطالبة منهم 1.116 مليون طالب وطالبة في المرحلة الأساسية. منهم نحو 51% ذكور مقابل 49% إناث، و272 ألف طالب وطالبة في المرحلة الثانوية منهم 45% ذكور مقابل 55% إناث . فغالبًا ما يؤدي الصراع المستمر إلى إغلاق المدارس وتعطيل التقويمات الأكاديمية، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية التعليمية، قد يواجه الأطفال أيضًا تحديات في الوصول إلى المدارس بأمان بسبب نقاط التفتيش، والقيود المفروضة على الحركة .

مازال ضمان الحصول على تعليم جيد يمثل تحديًا كبيرًا في الأراضي الفلسطينية، الموارد المحدودة، واكتظاظ الفصول الدراسية، ونقص المعلمين المدربين يمكن أن يعيق عملية التعلم.

بذل المجتمع الدولي للكثير من الجهود لدعم التعليم في الأراضي الفلسطينية، وضمان سلامة الأطفال ورفاههم، وتعزيز التعايش السلمي الذي من شأنه تحسين البيئة التعليمية على الرغم من فوضى الصراع،’ وبالتالي يساعد في توفير بيئة تعليمية مستقرة، وراعية للأطفال الفلسطينيين على تطوير إمكاناتهم، والمساهمة في مجتمعاتهم، وتصور مستقبل يتجاوز المحن التي يواجهونها.

عمالة الأطفال أمام أحلامهم وتطلعاتهم:

عمالة الأطفال ظاهرة مقلقة للغاية، ويعود السبب فيها الى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وما ينتج عنه من صعوبات اقتصادية كبيرة في الأراضي الفلسطينية. بما في ذلك ارتفاع مستويات البطالة. والفقر، في مثل هذه الظروف العصيبة، قد تشعر العائلات بأنها مضطرة لإرسال أطفالها للعمل لزيادة دخل الأسرة. وبالتالي يحرمون من حقهم في طفولة لائقة، يمكن أن يكون لها آثار ضارة على صحتهم الجسدية. والعقلية.

حيث يضطرون إلى تحمل مسؤوليات الكبار في سن مبكرة، وغالبًا ما تمنع عمالة الأطفال من الوصول إلى التعليم، أو الذهاب إلى المدرسة بانتظام. فيمكن لنقص التعليم أن يعيق تطورهم الشخصي. ويحد من فرصهم المستقبلية. كما يتعرض الأطفال العاملون للاستغلال، وسوء المعاملة من قبل أرباب العمل، وقد يتعرضون لظروف عمل قاسية وأجور متدنية؛ حيث تشير إحصاءات “الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني” الصادرة في شباط 2023 (النتائج الاساسية لمسح القوى العاملة، للعام 2022)؛  وجاء فيها: “حوالي 2.5% نسبة الأطفال العاملين في الفئة العمرية (10-17) سنة خلال 2022؛ وذلك بواقع 3.8% في الضفة الغربية؛ و0.9% في قطاع غزة .

بالنسبة للعديد من الأطفال، تصبح العمالة وسيلة للبقاء، وليس طريقًا لتحقيق أحلامهم، وتطلعاتهم، يمكن أن يؤدي غياب التعليم، والوصول إلى الفرص المناسبة؛ إلى استمرار دورات الفقر.

تتطلب معالجة قضية عمالة الأطفال في الأراضي الفلسطينية جهودًا شاملة للتخفيف من حدة الفقر، وتحسين الظروف الاقتصادية، وضمان الحصول على تعليم جيد. كما ويجب اتخاذ تدابير لإنفاذ قوانين عمالة الأطفال، وزيادة الوعي بالآثار السلبية لتلك الظاهرة على رفاه الأطفال، وآفاقهم المستقبلية، من خلال الاستثمار في تعليم، ورفاهية الأطفال الفلسطينيين، يمكننا مساعدتهم على التحرر من دائرة الفقر، وتحقيق أحلامهم وتطلعاتهم في بيئة آمنة ورعاية شاملة.

أطفال فلسطين سفراء سلام:

 يظهر الأطفال الفلسطينيون كسفراء للسلام. متجاوزين حواجز الكراهية، وانعدام الثقة، حيث أصبحت براءتهم، ونقائهم قوة قوية للوحدة؛ مما يعزز الروابط مع أشخاص من خلفيات وثقافات مختلفة، حيث يمكن للأطفال الفلسطينيين المشاركة في برامج تعليم السلام التي تعزز التفاهم، والتسامح بين المجتمعات المختلفة. كما ويمكن أن يساهم التعرف على ثقافاتهم، وتاريخهم، ووجهات نظرهم في بناء جسور من التعاطف،

الأطفال الفلسطينيين. ونظرائهم الإسرائيليين:

والرحمة. ويؤدي تشجيع برامج الحوار المتبادل بين الأطفال الفلسطينيين. ونظرائهم الإسرائيليين إلى تعزيز التواصل، وتبديد الصور النمطية، وبناء صداقات عبر الانقسامات. ومن المهم للأطفال الفلسطينيين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا لمشاركة قصص السلام. والتواصل مع أقرانهم على مستوى العالم. والدعوة إلى مستقبل سلمي .

يمكن للمنظمات الدولية. والحكومات. والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا حيويًا في دعم المبادرات التي تمكّن الأطفال الفلسطينيين كسفراء للسلام، يجب أن تكون هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أوسع لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتعزيز سلام عادل، ودائم لجميع الأطراف المعنية. من خلال الاستثمار في إمكانات الأطفال، بالتالي يمكننا رعاية جيل ملتزم ببناء مستقبل قائم على التفاهم. والاحترام. والتعايش.

الفن كوسيلة للتعبير:

بالنسبة للعديد من الأطفال الفلسطينيين، يصبح الفن متنفسًا لمعالجة مشاعرهم وتجاربهم، على الرغم من تعرضهم لصدمة لا يمكن تصورها، فإنهم يتجهون إلى الإبداع لشفاء قلوبهم الجريحة. والتعبير عن توقهم إلى العيش السلمي. أعمالهم الفنية المليئة بالألوان الزاهية، والرمزية المؤثرة. بمثابة تذكير دائم بمرونة الروح البشرية.

الرسم والتلوين:

الرسم والتلوين من الوسائط الفنية الشائعة التي يستخدمها الأطفال لتصوير حياتهم اليومية، ورسم العلم الفلسطيني وتجاربهم في الصراع وأحلامهم المستقبلية. قد يستخدمون ألوانًا. وصورًا نابضة بالحياة للتعبير عن آمالهم وتطلعاتهم, حيث يصنع الأطفال، والفنانون الفلسطينيون الجداريات. وفنون الشوارع التي تعكس هويتهم الثقافية. ومقاومتهم، ورغبتهم في السلام، ويمكن رؤية هذه الجداريات على المباني في جميع أنحاء البلدات الفلسطينية، ومخيمات اللاجئين.

الشعر:

أما الشعر فهو شكل آخر من أشكال الفن يستخدمه الأطفال الفلسطينيون للتعبير عن مشاعرهم. وأفكارهم حول تجاربهم، يمكن للقصائد أن تنقل الشعور بالشوق، والأمل. والرغبة في مستقبل أفضل.

خلال الفن، لا يجد الأطفال الفلسطينيون صوتًا فحسب. بل يساهمون أيضًا في حوار أوسع حول حياتهم، والوضع في وطنهم، حيث تمثل تعبيراتهم الفنية دعوة للاهتمام. والتعاطف والدعم من المجتمع الدولي، مما يلفت الانتباه إلى تجاربهم وتطلعاتهم. ويصبح الفن أداة للصمود والمقاومة.

النزوح والخسارة، جعلت أطفال فلسطين يتحملون، واقعهم بقوة تتناقض مع سنوات عمرهم،

ينهضون كل يوم بعناد لتحقيق أحلام تتجاوز القيود المفروضة عليهم. مع ثقل المسؤولية على أكتافهم. فهم يتبنون دور سفراء السلام. مستخدمين الفن كوسيلة عميقة لمشاركة قصصهم مع العالم.

يتردد صدى ضحكهم في الشوارع الضيقة. ومخيمات اللاجئين، وهو شهادة على الفرح الذي يحملونه داخلهم. تمتلئ عيونهم المشرقة بأحلام مستقبل خالٍ من أعباء الصراع. حيث يسود السلام. والتعايش، وتبقى آمالهم الدافع الأقوى الذي يدفعهم للبحث عن المعرفة، والتعلم. والنمو على الرغم من العقبات التي تحيط بهم.

دلال أبو آمنة…. صوت جمع بين الماضي والحاضر

دلال أبو آمنة…. صوت جمع بين الماضي والحاضر تعتبر الاغاني الفلسطينية انعكاس للتراث الثقافي الغني، والمشاعر العميقة للشعب الفلسطيني. لطالما كانت الموسيقى جزءًا لا يتجزأ من الحياة الفلسطينية، وتستخدم للتعبير عن أفراحهم وأحزانهم وتطلعاتهم، فضلاً عن نقل القصص. والتقاليد من جيل إلى آخر، تضم الأغاني الفلسطينية مجموعة متنوعة من الأشكال المتنوعة، تحمل في جوهرها قصصاً مختلفة.

ينسج تاريخ فلسطين لوحةً من التراث الثقافي الغني، والصمود الذي لا يتزعزع، يتردد صدى ألحان الأغاني الفلسطينية مع أصداء القرون الماضية، هذه الألحان الخالدة بمثابة شهادة على الروح التي لا تقهر، لشعب تغلب على المحن بقوة الكلمة والموسيقى.

من تلال الضفة الغربية المكسوة بالزيتون إلى شوارع غزة الصاخبة، كانت الأغاني الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من نسيج الحياة اليومية لأجيال، من خلال التقاليد الشفوية، حافظوا على قصص الحب، والضياع والشوق، والمقاومة التي تحدد الهوية الفلسطينية.

ارتباط فن دلال أبو آمنه بالقضية الفلسطينية:

لعب الفن دورًا عميقًا ومؤثرًا في القضية الفلسطينية، من خلال أشكال التعبير الفني المختلفة. استخدم الفلسطينيون إبداعهم لتسليط الضوء على نضالاتهم، والاحتفال بهويتهم الثقافية، ونقل تطلعاتهم إلى الحرية والعدالة وتقرير المصير>

يعتبر الفن بأشكاله المتعددة، أداة قوية لسرد القصص، والمقاومة والتضامن، وكان له دور فعال في السرد الفلسطيني للجمهور العالمي.

يوفر الفن منبراً للفلسطينيين للتعبير عن مشاعرهم، وإحباطاتهم وآمالهم، انه يعطي صوتًا لمن لا صوت لهم؛ مما يمكّنهم من مشاركة حقائقهم مع العالم. وتحدي الروايات السائدة التي غالبًا ما تهمش نضالاتهم، كما ويتعاون الفنانون الفلسطينيون مع الفنانين العالميين، ويشاركون في التبادلات الثقافية، وتعزيز التفاهم بين الثقافات وبناء جسور التضامن، من خلال هذا التعاون يمكن للفن تجاوز الحدود. وتعزيز التعاطف، وربط الناس من خلفيات مختلفة بالقضية الفلسطينية.

 برزت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة كنجمة صاعدة بصوتها الآسر وعروضها الآسرة، من قلب فلسطين الغنية بتاريخها، وثقافتها.

صوت دلال هو مزيج روحي من مشاعر الحب يتردد صداها لدى المستمعين ويلمس قلوبهم، لقد أكسبتها قدرتها الفريدة على نقل المشاعر الخام من خلال موسيقاها شهرة واسعة ليس فقط في فلسطين ولكن أيضًا بين الجماهير العالمية، غالبًا ما تعكس أغانيها نضالات وتطلعات الشعب الفلسطيني. وتستخدم موسيقاها كوسيلة لتسليط الضوء على المصاعب التي يواجها أبناء وطنها.

حياة دلال أبو آمنه:

ولدت دلال في التاسع من شهر أغسطس عام 1983م في مدينة الناصرة الواقعة شمال فلسطين، كان والدها يمتلك مطعمًا لبيع السمك في البلدة، ولديها أربع أخوات وهن: سلام ونداء وفاتن وجيهان، وتعمل جيهان وسلام في الغناء والفن أيضًا، أما فاتن ونداء تعملان في مجال الفنون البصرية. درست دلال في المعهد التقني الإسرائيلي في حيفا. وحصلت على الدكتوراه علوم الدماغ وفيسيولوجيا الأعصاب.

تعرفت دلال أبو آمنة على الطبيب والشاعر عنان عباسي في عام 2001م، كانت في طالبة في الثانوية حينها، وكان هو طالب طب في السنة الرابعة، وتزوجا بعد تخرجها، وأنجبت ولدين: لور وهشام، وتشير إلى أنها تتشارك الفن، والثقافة، والعلوم، والتوجهات الفكرية، والعلمية أيضًا.

بدايات دلال أبو آمنة الفنية:


نشأت دلال وسط أسرة تحب الفن، فقد كان والدها عازفا للعود، بدأت مسيرتها في مرحلة مبكرة من عمرها، ففي عام 1987م عندما كان عمرها 4 سنوات فقط شاركت في مسابقة أميرة الربيع. وحصلت على اللقب، ومن ثم بدأت بغناء الأغاني الوطنية، والشعبية في الحفلات المدرسية. والمناسبات الاجتماعية، والوطنية المختلفة منذ أن كان عمرها ثلاثة عشر عامًا.

 أتقنت دلال بعد ذلك أداء الأغاني التراثية الشامية، والفلسطينية، وشهد لها بجودة أدائها عدد من كبار الموسيقيين في العالم العربي، وعرف عنها أنها تجمع بين الأصالة، والحداثة في أغانيها. وقد شاركت في العديد من المهرجانات. وأصدرت الكثير من الأغاني.

مرونة الصوت وسط التوتر والصراع:

صمود الفنانة دلال أبو آمنة وهي صوت جمع بين الماضي والحاضر في مواجهة المحن دليل على قوة، وتصميم الشعب الفلسطيني ككل.

 نشأت دلال في منطقة تتسم بالتوتر السياسي، والصراع والاحتلال. وقد كانت رحلتها كفنانة مليئة بالتحديات. على الرغم من هذه العقبات. فقد أظهرت شجاعة ومثابرة لا تتزعزع. مستخدمة فنها كأداة قوية لإلهام الكثيرين، ولفت الانتباه إلى القضية الفلسطينية.

تطورت مهنة دلال أبو آمنة وسط مشهد سياسي معقد. لا شك في أن التحديات التي يفرضها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونقاط التفتيش، والقيود المفروضة على الحركة، وواقع الحياة اليومية في ظل الاحتلال، أثرت على مساعيها الفنية، ومع ذلك فقد ظلت ثابتة في التزامها بموسيقاها وشعبها.

احتضنت دلال دورها كسفيرة ثقافية. مستخدمة منصتها لنقل الرواية الفلسطينية. والتعبير عن تطلعات شعبها، على الرغم من مواجهة التحديات في نشر رسالتها إلى العالم الأوسع، إلا أنها سعت باستمرار إلى البحث عن فرص للأداء، والتعاون مع فنانين عالميين، وبناء جسور التفاهم والتعاطف.