تعد الأكلات الفلسطينية ومنها أكلة نبات القريص، من أبرز الجوانب الثقافية، والتراثية التي تميز فلسطين، فهي تجسد تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، وتعكس تنوع المكونات الطبيعية والثقافية في المنطقة، تتميز الأكلات الفلسطينية بتوازنها الغذائي وقيمتها الغذائية العالية.
إذ تحتوي على مجموعة متنوعة من المكونات الطبيعية الغنية بالفيتامينات، والمعادن، تتنوع الأطباق الفلسطينية بحسب المناطق الجغرافية.
حيث تجد أطباقًا شهية من البحر المتوسط مثل المأكولات البحرية والسلطات المنعشة، وأطباقًا من الأراضي الداخلية مثل اللحوم، والدجاج، والأرز والحبوب، تعتبر الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والسمنة أساسًا للعديد من الأطباق الفلسطينية، وتعزز من قيمتها الغذائية وطعمها الفريد.
تتميز وجبة القريص بتنوع مكوناتها والطرق المختلفة التي يتم تحضيرها بها، لكن ما هو تاريخ القريص وكيفية تحضيره، لنتعرف عليه سوياً.
تاريخ أكلة القريص:
يعود تاريخ أكلة القريص ” القراص. الحريق ” الى البريطانيين حيث كانوا يستخدمون نبات القريص في ضرب أنفسهم؛ وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن ذلك يعمل على الدفء في أوقات الشتاء الباردة، وقد أدخله جنود يوليوس قيصر من رومانيا إلى بريطانيا، ومازال استخدام نبتة القريص في علاج بعض الأمراض.
الأماكن التي يتواجد فيها القراص:
من الممكن أن يتم العثور على نبات القراص بالطبيعة دون زراعته حيث إنه يوجد تقريباً في الأماكن التي تكون فيها التربة غنية بالعناصر الغذائية، والنيتروجين مع توفر رطوبة كافية.
إذ عادةً ما يعد القراص مؤشراً على وجود النيتروجين، وغالبًا ما يتواجد القراص في أطراف الغابات وبالقرب من البرك وحواف الأنهار، حيث تتشكل ممرات ضخمة من القراص فيها.
القريص في الثقافة الفلسطينية:
يعد القريص عنصر مهم في الثقافة الفلسطينية، ويعتبر رمزاً للهوية الوطنية والتراث الشعبي. يُعتقد أن القريص يعود إلى العصور القديمة. حيث كان يستخدم في الحماية من العوامل الجوية القاسية، ومع مرور الزمن، تحول القريص إلى رمز ثقافي واجتماعي في فلسطين.
فوائد القريص:
اهتم الجيل القديم خصوصا فئة الفلاحين بنبتة القريص للتخلص من الام المفاصل، والعظام وذلك عن طريق عمل مرهم من مجموعة أعشاب القريص المغلية مع شحم الحيوانات، كما أثبت أنه يساعد على التخلص من الرعاف وذلك عن طريق وضع عصارة القراص في قطعة من القماش، ووضعها على الأنف.
كما ويعتبر نبات القراص من النباتات التي لها فائدة عظيمة كمعالجة البواسير، التخلص من فقر الدم. وتهدئة الأعصاب والتوتر والأكتئاب، ويضاف إليه الاستخدامات التالية:
تستخدم في معالجة الحروق التي تكون من الدرجة الأولى.
يستخدم في علاج تساقط الشعر، أو تقويته، أو لمعانه.
يستخدم في الحفاظ على نقاء الدم. وتجديد النشاط، حيث يتم غليه وشربه.
يمكن استعماله كمضاد حيوي للعديد من الأمراض، مثل الروماتيزم، والأمراض التي تؤثر على جهازالمناعة. والنزيف أو الرعاف. الشلل، البواسير، الجروح المستعصية، والخصوبة.
طريقة عمل مغلي نبتة القراص:
تؤخذ معلقة صغيرة من نبات القريص الجافة (يتم تجفيفها في الشمس وتتم طريقتها كنفس طريقة تجفيف نبتة الملوخية، حيث تترك في الشمس لمدة لا تقل عن ستة أو سبعة أيام على الأقل).
تضاف بودرة نبات القريص. والتي تسحق أو تطحن بعد تجفيفها، إلى كوب من الماء المغلي مسبقاً. تترك لمدة لاتقل عن عشر دقائق، ثم يصفى جيداً، ويشرب، ويفضل الاستمرار على هذه الطريقة لمدة لا تقل عن أسبوع من أجل نتائج أفضل. ويُفضّل شرب شاي القريص لمدة لا تقل عن شهر كامل صباحاً قبل الإفطار بنصف ساعة في حالة ضعف العصب والدم.
ختاما: يمكننا القول بأن أكلة القريص الفلسطينية تعد واحدة من أهم وألذ الأطباق التقليدية في فلسطين. تتميز هذه الوجبة بتاريخها العريق، وتراثها الثقافي الغني؛ حيث يعود أصلها إلى العصور القديمة.
حيث تعتبر من النباتات التي لا تخلو المائدة الفلسطينية منها. أي انها تجسد الثقافة والتراث الفلسطيني. وتعد رمزًا للترابط والتعايش. إنها ليست مجرد طعام، بل هي تجربة شهية وثقافية تستحق التجربة. والاستمتاع بها.