سناء موسى …أبدعت في إنتاج التراث الغنائي بشكل جديد

تتميز فلسطين بسحر خاص جمعته من حضارات كثيرة مرت على المنطقة، انتجت تراثاً غنياً ومتنوعاً من الفنون المختلفة شملت المعالم الأثرية والتاريخية، إضافة إلى التراث الغنائي العريق الذي ارتبط بأحداث مختلفة مرت على فلسطين، والذي انتقل الينا من خلال اللوحات الغنائية الحديثة، وكان للفنانة سناء موسى بصمتها في انتاج التراث بطريقة ولون مختلف يتوافق مع روح العصر الجديد.

النشأة:


سناء موسى ابنة الفنان علي موسى، وجدتها وطفة، استقت التراث الغنائي منهم، وهي التي ولدت في الجليل تحديداً قرية دير الأسد، ولدت في العام 1979م، هي فنانةٌ فلسطينية، اشتهرت بتقديم العديد من الأغاني الفلكلورية، والتراثية الفلسطينية، بدأت مسيرتها الفنية عام 2003م.
طبيعة الفن الذي تؤديه سناء موسى:
إنها تؤدي الفن البديل الذي لا يتحدد بأطر نمطية معينة تابعة لشركات أو قنوات تجارية عملاقة، والتي تُهدر 
هوية الفنان بما يتماشى مع مصلحتهم الشخصية.” 
ورغم صعوبة الطريق وتكلفته الا أن موسى اختارته في إنتاج ما يعكس هُويتها كامرأة فلسطينية.
  ففي قاموس موسى لن يتأرشف التاريخ الفلسطيني بل هو حاضر بصوتها المخملي الدافئ، وبقوالب الموسيقى المتنوعة، ففي كل أغنية جديدة أصول متجذرة تحاكي الحب، الوطن، البارودة، الشهداء، المرأة الفلسطينية، الأرض، الحصاد. 

نبش التراث بوصلتها في الغناء:


البوصلة التي تحركني نبش التراث الفلسطيني، ومحاولة تقديمه من محاوره المختلفة، وما أقدمه على المسرح يشكل جزءاً منه.
قدمت الفنانة سناء موسى على المسرح أغنيات لأول مرة “طلت البارودي. ونجمة الصبح. وما جاني نوم. وسفر برلك”. جزء كبير من هذه الأغنيات لم يكن معروفاً، وبات متداولا ويرددها عدد من الفنانين والفنانات، ومن الشباب، والكبار، والصغار. وفي أسطواناتي أتعمد تقديم ما هو غير مألوف من التراث.
إذا المختلف وغير المعروف هو هدفي من تقديم غناء التراث بحيث يشكل جزءاً من الذاكرة السمعية لشعبنا. وهذا ما قلته في أسطوانة “اشراق”. مشاريع متعددة أقوم بها في الوقت عينه، إنما التراث هو الأول والأهم. وكل مشروع آخر يكون مرافقاً.

تأسيس فرقة “نوى أثر”:


في عام 2003 تدربت وغنت في جوقة مركز الأرموي (مركز موسيقى المشرق) تحت إشراف الأستاذ خالد جبران. وفي عام 2004 بدأت بتقديم العروض الكلاسيكية، والتراثية بالعديد من المهرجانات في أوروبا، والعالم العربي من خلال التفاعل مع مجموعة من خيرة الموسيقيين اللذين قدموا من أهم المدارس الكلاسيكية.
وفي عام 2008 قامت بتأسيس فرقة «نوى أثر»، وهو اسم فارسي لمقام موسيقي أخاذ تندر الاستعانة به في الموسيقى العربية. وقد عملت الفرقة على تقديم الأغاني الشعبية التي تعد جزءًا من الذاكرة الفلسطينية بطريقة جديدة مع المحافظة على طابعها الشرقي الأصيل.

برنامج “ترويدة”:


بملابسها وحليها التراثية، تقدم الفنانة الفلسطينية سناء موسى برنامج ترويدة، برعاية تلفزيون فلسطين. يهدف البرنامج إلى جمع، وحفظ، وشرح الأغنية الشعبية الفلسطينية، وقوالبها التي تشكل جزءاً مهماً من التراث الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام.
سناء موسى، الواقعة تحت سحر التراث، تتماهى مع ميزاته، وملامحه، وتدرسه كفن عاش في الماضي، وتطور ليستمر معنا في حاضرنا.
السياقات الأنثروبولوجية والتاريخية تُوثق حقيقة الانعكاس الذي يُشكِلهُ الواقع الفلسطيني بمختلف مراحله الزمنية على الأغنية الجزء الأكبر من هذا التراث عمره أضعاف عمر الاحتلال. في هذه الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، بلادُ الشام هي أرضٌ واحدة، لا حضور للتقسيم الجغرافي أو القومي. هذا الفن متشعب الألوان والأصول التاريخية يخلق بئراً لا تنضب من الأصالة الإنسانية والتراث العربي الواحد.

الرؤية والأبحاث في التراث:


تجري سناء منذ عام 2005 أبحاثاً ميدانية بمنهجية علمية إنثروبولوجية لجمع مواد تعتمد عليها مشاريعها الموسيقية، وما زالت تعمل على توثيق هذا الموروث في المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات.
عرف عن سناء تقديمها للموروث الفلسطيني غير الشائع، والبحث عن المحاور غير المطروقة، والتنقيب عن الموسيقى والأغاني والتراث الفلسطيني القديم. أعادت قولبة وتقديم العديد من المضامين الموسيقية، والغنائية بأسلوب جديد، ما ساعد على إشهار مشروعها الموسيقي على نطاق واسع، فقدمت مئات العروض الموسيقية التي ساهمت في نشر التراث الفلسطيني خارج فلسطين وداخلها.

تراث غنائي بروح عصرية:


تعتبر سناء الأغاني التراثية مضامين ثقافية، وكتباً معرفية تسرد الأغاني طقوس الزرع، والحصاد، وصلاة الاستسقاء وغيرها من الطقوس، وتوثق المراحل السياسية المختلفة كفترة “السفربرلك” إلى فترة الاحتلال البريطاني، وغيرها من الأغاني المرتبطة بثقاقة الجماعة.
ختاماً: تعد سناء موسى من القلائل الذين نقلوا التراث بشكل يتمشى مع روح العصر، ويتناسب مع الجيل الجديد، والتي حرصت من خلال مت تقدمه على نقل التراث الغنائي الفلسطيني، وتخليد الأغاني التي تعتقد بأنها على وشك أن تمحى من الذاكرة الشعبية، نتيجة للبعد عن تكرارها، وموت كل من يحفظ تلك الأغاني من الأجيال السابقة.
بهذا أنتجت موسى حالة فنية جميلة، وأصيلة لا تمحى من الذاكرة.

15 فكرة عن “سناء موسى …أبدعت في إنتاج التراث الغنائي بشكل جديد”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *