مختارات فلسطينية

 حمام العريس: أجمل طقوس العرس الفلسطيني

تمثل العادات، والتقاليد الخيوط الدقيقة التي تنسج معًا النسيج المتنوع للثقافات في جميع أنحاء العالم، هذه الممارسات القديمة المتوارثة من جيل إلى جيل مثل “حمام العريس”. وغيرها تحمل مفتاح تاريخنا الجماعي وهويتنا؛ تشكل جوهر روابطنا الاجتماعية، ويعملون كجسر يربط الماضي بالحاضر، ويوجهنا إلى المستقبل.

تشمل العادات والتقاليد مجموعة من الممارسات، والطقوس، والمعتقدات، والقيم التي تحدد طريقة الحياة داخل المجتمع.

 إنها القواعد غير المكتوبة التي تحكم تفاعلاتنا. وتشكل سلوكنا، واحتفالاتنا، وروتيننا اليومي، من الاحتفالات الدينية التي تبث الروحانية في معالم الحياة، إلى التجمعات الاحتفالية التي تحتفل بالتراث الثقافي، تضفي العادات. والتقاليد اللون والمعنى على وجودنا.

عادات وتقاليد الزواج:

 مشهد من الطقوس والمعتقدات والممارسات التي تختلف باختلاف الثقافات، والمناطق. هذه التقاليد القديمة لها أهمية كبيرة في تشكيل الطريقة التي يتم بها الاحتفال بالزيجات. وفهمها داخل المجتمعات المختلفة. من الاحتفالات المتقنة إلى التجمعات. تعد عادات الزواج انعكاسًا للهوية والقيم الثقافية، مما يعزز الروابط الاجتماعية. ويمثل علامة فارقة في حياة الأزواج.

 توجد عادات وتقاليد عدة للزفاف، منها عادة “حمام العريس”. حيث تحتل عادة حمام العريس مكانة خاصة كطقوس عريقة للإعداد والتأمل، لنتتعمق سويا في المغزى، والرمزية الكامنة وراء هذه الممارسة القديمة، ونستكشف كيف تتجاوز مجرد روتين الاستحمام لتصبح تجربة تحويلية للعريس عشية يوم زفافه.

عادة حمام العريس:

يعتبر حمام العريس تقليدًا فريدًا، يتم إجراؤه يوم الزفاف. مما يضيف لمسة من الأهمية، والرمزية إلى رحلة العريس نحو الزواج، تحتل هذه العادة العريقة مكانة خاصة في مختلف الثقافات. يعتبر حمام العريس المصحوب في كثير من الأحيان بطقوس وأعمال احتفالية. رمزًا قويًا للتطهير. عندما يغمر العريس نفسه في الماء. يزيل أي شوائب جسدية وعاطفية، ويجهز نفسه لرباط الزواج المقدس.

طقوس الحمام في فلسطين:

تحمل طقوس التطهير أهمية مركزية وعميقة، هذا التقليد القديم يتجاوز مجرد روتين ما قبل الزفاف إنه عمل تحويلي يرمز إلى تطهير العريس للجسد والعقل والروح قبل الشروع في رحلة الزواج المقدسة.

إن فعل التطهير متجذر بعمق في المعتقدات الثقافية والروحية، غالبًا ما يكون حمام العريس مشبعًا بالزيوت العطرية، وكلها تعمل كعوامل للتطهير والتجديد، يصبح الماء نفسه رمزًا للنقاء. حيث يزيل أي شوائب وطاقات سلبية وأمتعة عاطفية قد يحملها العريس.

عندما يغمر العريس نفسه في المياه الهادئة. يخرج التوترات والقلق التي قد تكون تراكمت قبل يوم الزفاف، يصبح الحمام لحظة تأمل واستبطان، مما يسمح للعريس بمواجهة مشاعره. واحتضان الضعف، لقد حان الوقت للتخلي عن التجارب السابقة، واحتضان الفصل الجديد من الحياة الذي ينتظره..

أما في عاداتنا المتوارثة كفلسطينيين حين يبدأ يوم الزفاف، تبدأ من الصباح الباكر التحضيرات، حيث يأخذ أصدقاء العريس عريسهم إلى الحمام التركي، أو إلى بيت أحد أصدقائه.

 يتم حمام العريس، وحلاقته، والمزح معه بالضرب بما يُسَمونها “قتلة العريس أو واجب الطبطبة، وعند الانتهاء من الحمام يزفونه، بالأغاني المختلفة مثل: “طلع الزين من الحمام، الله واسم الله عليه”

وغيرها من الأغاني التراثية.

حمام العرس وقت للتفكير:

في الواقع، يعتبر ؛ وقتًا خاصًا للتفكير. والتأمل والاستعداد مع اقتراب يوم زفافه، أثناء استحمام العريس، يمكنه التوقف، والنظر إلى الوراء في رحلته التي سبقت هذه المناسبة العظيمة.

 قد يفكر في التجارب والتحديات والإنجازات التي شكلته في الشخص الذي هو عليه اليوم، يسمح له هذا الوقت الاستبطاني بتقدير الحب، والدعم الذي تلقاه من العائلة والأصدقاء. والاعتراف بالعلاقات الهادفة التي أثرت على مساره.

بينما يقف على أعتاب الزواج، يشجعه حمام العريس على التفكير في الالتزامات، والمسؤوليات التي تأتي مع هذا الاتحاد، قد يفكر في الصفات التي يرغب في تقديمها للشراكة. مثل اللطف، والتفاهم، والصبر، يسمح له وقت التفكير هذا بتحديد النوايا للمستقبل، وتصور نوع الشريك والزوجة الذي يطمح إليها.

ختاما؛ في عالم يتطور بسرعة، تظل هذه العادة مرساة لماضينا. تذكرنا بالقيم، والعواطف والروحانية التي توحد الأزواج في الحب، والعمل الجماعي عبر الزمن والثقافات.

 مع استمرار احتضان هذا التقليد العزيز، وتوارثه عبر الأجيال. فليستمر في إثراء تجارب العرسان والعرائس على حد سواء، وتوجيههم نحو مستقبل من الحب الدائم والزواج السعيد.

“أيقونة الهاشتاق” …. وسيلة جديدة لزيادة لنشر المحتوى

مع تطور وتقدم وسائل التواصل الاجتماعي في العقدين الماضيين، شهدنا تحولات جذرية في كيفية التفاعل مع المحتوى، والمشاركة في الحوارات الرقمية، أحد تلك التحولات التي لاحظناها هو ظهور “أيقونة الهاشتاق”.

والتي أصبحت لا غنى عنها في عالم الإنترنت والتواصل الاجتماعي، إنها ليست مجرد علامة أو رمز، بل أصبحت جزءًا حيويًا من لغة الإنترنت. ووسيلة تواصل فريدة من نوعها.

“أيقونة الهاشتاق” لم تكن مجرد وسيلة لتصنيف المحتوى، بل سرعان ما تحولت إلى وسيلة للتعبير الشخصي والجماعي، إنها لغة تجمع بين المشاعر والأفكار والقضايا. حيث تستخدم للتعبير عن آرائهم، ومشاركتهم في مواضيع تهمهم.

 تُمكن الهاشتاجات المستخدمين من البحث عن المحتوى ذي الصلة بسهولة، والانخراط في مناقشات عامة. تُظهر قوة الهاشتاج عندما يتحدى المستخدمون تحديًا معينًا أو يشاركون في حملة توعية عالمية باستخدام وسم محدد.

تاريخ الهاشتاق:

ظهور “أيقونة الهاشتاق” يمثل جزءًا مهمًا في فهم كيفية تطور استخدامها على مواقع التواصل الاجتماعي، تم تقديم الهاشتاج للعالم الرقمي في عام 2007 على منصة تويتر، ومن ثم انتقلت إلى منصات أخرى مثل إنستغرام وفيسبوك.

 إن تاريخها” أيقونة الهاشتاق” يكشف عن تحولها من مجرد وسيلة تصنيف إلى لغة تواصل تجمع بين الأفراد حول موضوعات مشتركة.

 قام أحد مستخدمين تويتر عام 2007م. بتقديم مفهوم الهاشتاق إلى تويتر. وكانت فكرته بسيطة: استخدام الرمز “#” تليه كلمة أو عبارة لتجميع المحتوى المتعلق بنفس الموضوع، فكانت أول هاشتاق تم استخدامه للتعليق على حدث تقني.

انتشار الهاشتاق:

أصبح استخدام الهاشتاجات مع مرور الوقت أكثر شيوعًا. وتم تبنيها من قبل المستخدمين، في عام 2009م قام تويتر بتنفيذ تغيير يجعل الهاشتاجات قابلة للنقر، مما يعني أن المستخدمين يمكنهم النقر على الهاشتاج لعرض المزيد من المحتوى ذي الصلة.

 هذا الميزة ساهمت بشكل كبير في تعزيز استخدام الهاشتاجات، و مع تزايد شعبية تويتر وتوسعها إلى منصات أخرى، انتقل استخدام الهاشتاجات إلى إنستجرام وفيسبوك ولينكد إن ومنصات أخرى، ومع تصاعد التفاعل الاجتماعي عبر هذه المنصات، أصبحت الهاشتاجات طريقة للمستخدمين للتعبير عن آرائهم. والانضمام إلى مناقشات، أو حملات عالمية.

قوة “أيقونة الهاشتاق” في توجيه الحوارات

الهاشتاجات لها قوة كبيرة في توجيه الحوارات وتحديد اتجاه المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي ، وهذه بعض الأسباب التي تجعلها قوية في هذا الصدد :

تجميع المحتوى: تساعد الهاشتاجات في تجميع المحتوى المتعلق بموضوع معين، عند استخدام هاشتاج محدد، يمكن للأفراد والمستخدمين تجميع المشاركات. والمنشورات ذات الصلة في مكان واحد.

تحديد الموضوعات:

من خلال الهاشتاجات، يمكن تحديد الموضوع الذي يتم مناقشته بوضوح. يسهل ذلك على الأفراد الانضمام إلى المحادثة والتعبير عن آرائهم حول الموضوع المحدد .

زيادة الوعي: يمكن استخدام الهاشتاجات لزيادة الوعي بمشكلة. أو قضية معينة، عندما يستخدم الأشخاص هاشتاجًا معينًا في منشوراتهم، يمكن أن يساهموا في جذب الانتباه إلى هذا الموضوع، وزيادة الوعي حوله.

إنشاء تواصل:

تشجع الهاشتاجات على تواصل. وتفاعل الناس حول موضوعات مشتركة. يمكن للأفراد الانخراط في مناقشات، وحوارات مع الآخرين الذين يستخدمون نفس الهاشتاج.

التغطية العامة:

في بعض الأحيان، يمكن للهاشتاجات أن تحظى بانتشار واسع، وتصبح تريند. هذا يمكن أن يجذب المزيد من الأفراد للمشاركة في المحادثة.

بشكل عام؛ تعتبر “أيقونة الهاشتاق” أداة قوية لتوجيه الحوارات. والتعبير عن آراء الناس حول موضوعات مختلفة على منصات التواصل الاجتماعي.

كيف استخدمت أيقونة الهاشتاق لدعم القضية الفلسطينية؟

استُخدمت الهاشتاجات بشكل واسع لدعم القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد لعبت دورًا مهمًا في تسليط الضوء على القضية وجمع الدعم والانتباه لها.

استخدمت الهاشتاجات لزيادة الوعي حول الأوضاع في فلسطين والقضايا المتعلقة بها. التي تساعد في نشر معلومات حول التحديات التي يواجهها الفلسطينيون مثل هشتاغ :

“#SavePalestine” و “#FreePalestine”

استخدم السوشلجية الهاشتاجات لتنظيم حملات توعية ونصرة للقضية الفلسطينية، على سبيل المثال تم تنظيم حملات لنشر صور، وقصص من فلسطين باستخدام هاشتاجات معينة لجذب انتباه الجمهور. كما استغلوها لتوحيد المواقف، وجذب الدعم العالمي للقضية الفلسطينية.

 فعندما يستخدم العديد من الأشخاص نفس الهاشتاج في تغريداتهم. ومشاركاتهم يتم تعزيز وحدة الرسالة، ولم يُغفل الضغط الدولي، حيث تم استخدام الهاشتاجات للمطالبة بالعمل الدولي لدعم القضية الفلسطينية، هذا يشمل دعوة الحكومات، والمنظمات الدولية للتدخل. وحثهم على التحرك.

بشكل عام، تمثل الهاشتاجات وسيلة فعالة لجمع الدعم والتوعية بالقضية الفلسطينية على مستوى عالمي وتجميع الصوت لصالح العدالة والسلام .

في الختام:

نجد أن “ايقونة الهاشتاج” قد أثرت بشكل كبير على الطريقة التي نتواصل بها، ونتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن الهاشتاج مجرد رمز أو علامة. بل تحول إلى لغة فريدة تربط بين الأفراد حول العالم، وتجمعهم في مناقشات مشتركة، وحوارات نافعة.

 فمن خلال “أيقونة الهاشتاق”، أصبح بإمكاننا تبادل الأفكار، والمشاعر، والمعلومات بسهولة. سواء كان ذلك للتعبير عن تجاربنا الشخصية، أو لنشر الوعي بقضايا مهمة.

  رأينا كيف أن الهاشتاجات قادرة على تجميع الناس حول قضايا مختلفة، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو إنسانية، ولا يقتصر تأثير الهاشتاجات على المستوى الاجتماعي فقط. بل امتد إلى التغيير والتأثير على السياسة والثقافة، حيث تمكّنت الهاشتاغات من دفع القضايا إلى الواجهة وجعلتها محل نقاش واسع. مما يبرهن على القوة الحقيقية للتكنولوجيا في تشكيل، وتغيير العالم من حولنا.

يمكن القول إن “ايقونة الهاشتاق” أثرت عميقاً في ثقافتنا الحالية، وأعطت للأفراد. والمجتمعات وسيلة جديدة للتواصل والتعبير، من خلال هذه الأداة البسيطة. استطعنا أن نخلق لغة عالمية تجمع بين مختلف الأصوات والأفكار. مما يشكل دليلاً على القوة الحقيقية للتكنولوجيا في تعزيز التواصل وتحقيق التغيير.

نبتة الحناء.. تتربع على عرش الجمال

تعتبر “نبتة الحناء” من النباتات التي تتربع على عرش الجمال، لاستعمالاتها الكثيرة في الصبغات، والتجميل. تشتهر فلسطين بزراعتها، لها ثمر رائحته مميزة تعرف بـ”تمر الحنة”. أما أوراقها فتستخدم كصبغة للشعر. لإخفاء الشعر الأبيض (الشيب) وتباع في أسواق العطّارة المحلّية. كما يمكن إعدادها منزلياً. من خلال سحق أوراق الحنّاء وعجنها بالماء، وإضافة مواد طبيعية عليها كالشاي والكركدية للتحكم في درجة لونها.

كما تستخدم نبتة الحناء لعمل نقوش جميلة على أيدي النساء كما أن هناك طقوس قبل الزفاف تسمى بيوم الحنة يتم فيها وضع الحناء على يدي العروس وصديقاتها وبنقوش جميلة. ويوجد منها أصناف كثيرة مثل: البلدي والشامي والبغدادي. والشائكة والحناء البلدي هي أغنى هذه الأنواع بالمواد الملونة. وتحتوي الحناء على المادة القابضة المعروفة باسم “التانين” وتدخل الحنة في صناعة الكثير من الشامبوهات غسولات الشعر.

 وصف النبتة

نبتة الحناء: حولية أو معمرة تعمر حوالي ثلاث سنوات، وقد تمتد إلى عشرة، مستديمة الخضرة، غزيرة التفريع، يصل طولها أي حوالي ثلاثة أمتار، وأوراقها تشبه أوراق الزيتون عند النضج، أوراق الحناء حمراء. وسيقانها كثيرة الفروع.

أفرعها الجانبية خضراء اللون تتحول إلى البني، وأزهارها صغبرة بيضاء لها رائحة عطرية قوية ومميزة. وهي في نوارات عنقودية، والثمرة علبة صغيرة تحتوي بذوراً هرمية الشكل. ومن أصناف الحناء البلدي، والشامي، والبغدادي والشائكة.

استعمالات نبتة الحناء

أما بالنسبة لاستعمال نبتة الحناء في مجال التجميل فهي تحتل مكانة كبرى حيث يزداد كل يوم الإقبال على النباتات الطبيعية كبديل عن المستحضرات الكيماوية.

 فقلما خلت الكيماويات من الأعراض الجانبية، والسموم مثل السموم المعدنية والزنك والزئبق، والرصاص والزرنيخ.

وكثير من المواد السامة تدخل بصفة أساسية في مستحضرات التجميل مثل مزيلات العرق، وملونات الجلد اتجهت معظم شركات التجميل تستعد للاستعانة بنبات الحناء سواء كملون للشعر. أو مرطب ومضاد للفطريات.

الموطن الرئيسي للحناء

توجد جنوب غربي آسيا، وتحتاج لبيئة حارة. لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، وأهم البلدان المنتجة له الهند، والصين، والسودان ومصر، والمغرب.

 الفوائد الطبية للحناء

عرفت الحناء منذ قدم الحضارات بالخواص العلاجية فكانت تستخدم، وما زالت في بعض المناطق لعلاج الأمراض الجلدية كالدمامل، وحب الشباب والأكزيما، والأمراض الفطرية، و فطريات القدم. والجذام والقروح. تعمل أيضاً كمضاد للفيروسات التي تهاجم الجسم. وتعالج الحناء تشقق القدم الناتج عن الجروح المزمنة لمرضى السكري. وتقوي الجلد وتجعله أكثر مقاومة بالتالي تقلل إصابات الجروح مرة أخرى.

وضع مسحوق نبتة الحناء على الحروق تقلل من الألم، وتقلل من كمية المياه المفقودة في منطقة الحرق، توضع عجينة الحناء على جبهة الوجه في حالات الصداع وتزيلها تمامًا كأنها لم تكن.

الفوائد التجميلية للحناء

 تدخل الحناء في صناعة شامبوهات التجميل التي تعالج صبغات الشعر، وتصنع من الحناء النقوش الجميلة لتزيين النساء، ويستخرج من الحناء الصبغات التي تستخدمها أغلب النساء في الدول العربية. والهند وباكستان لصباغة الشعر .

غش الحناء

بإضافة الرمل الناعم عند الطحن، وهذا يسهل كشفه لأن الرمل ذو ثقل نوعي أكبر. وهكذا فإن حجماً معيناً من الحناء الأصلية أقل وزناً من نفس الحجم من الحناء المغشوشة كما أن نفخها نفخاً خفيفاً يؤدي إلى تطايرها وبقاء الرمل، كما أن وضع كمية قليلة منها في الماء يؤدي إلى ترسب الرمل وتطفو الحناء نقية وقد تغش الحناء أيضاً لتغطية اصفرارها بمزجها بطلاء اخضر.

الحناء كطقس فلسطيني:

تعتبر ليلة الحناء من أهم ما يميز ليالي العرس الفلسطيني، وتنتشر في مدن فلسطينية كثيرة، إن لم يكن أغلبها، وتتفرد بهذه الليلة العروس وأهلها، حيث يخصص لها ثوباً خاصاً. وأغاني وتهاليل، وتلتف العائلة والصديقات حول العروس، وتبدأ العروس بنقش الحناء أولاً بأشكال وزخارف جميلة وتتبعها باقي النساء. وتقضى الليلة في أجواء من الفرح والحب لتواجد المقربين من العروس وأهلها.

مرحلة انتظار نتائج الثانوية العامة: تجاوز الضغط النفسي لدى الطلاب والأسر

تعتبر مرحلة انتظار “نتائج الثانوية العامة” لحظة محورية في حياة الطلاب وعائلاتهم، غالبًا ما تؤدي هذه الفترة المليئة بالتوقعات وعدم اليقين بالنجاح رغم كل الجهد المبذول فيها، إلى ارتفاع مستويات التوتر حيث يتم الكشف عن نتائج الإنجاز الأكاديمي.

تكتسب هذه المرحلة كل هذا الصخب؛ لما يترتب عليها من أمور ترتبط بمصير طلابها. ورسم طريق مستقبلهم، بدءً من اختيار الجامعة والتخصص. أو سلوك الاتجاه المهني، وكل هذا متوقف على كشف الدرجات المرفق مع كلمة ناجح. والذي على أساسه تحدد التوجهات.

وزن التوقعات

بينما ينتظر الطلاب نتائج دراستهم الثانوية، يجدون أنفسهم يتصارعون مع ثقل التوقعات، نتيجة الضغط الذي تشكله الأسرة، ومجموعة الأقران على الطلاب، والذي بدوره يساهم في ارتفاع مستوى التوتر والقلق بشكل كبير.

 وذلك كفيل بإحداث صدمة يصعب تقبلها. أو تفادي تأثيرها ليس فقط على الطلاب بل على أهلهم أيضاّ، لذا من الواجب عدم رفع مستوى التوقعات بشكل كبير ومناقشة فكرة واحتمالية الحصول على نتائج دون المأمول أو حتى الرسوب والذي لا يعني بالضرورة عدم المحاولة مرة أخرى.

الأفعوانية العاطفية

غالبًا ما تصبح فترة انتظار “نتائج الثانوية العامة” بمثابة الدخول في أفعوانيه عاطفية للطلاب. وعائلاتهم، حيث يمكن أن تعاش مشاعر القلق، والإثارة، والخوف والأمل في وقت واحد. دوران لا متناهي، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة الحساسية العاطفية بشكل مفرط.

 بالتالي فإن فهم الحالة وتفنيد المشاعر خلالها، والتعامل معها بواقعية أكثر يجعل كسر حلقتها والخروج منها أسهل بكثير، كما ويساعد النقاش حول هذه المشاعر إلى فهمها. والقدرة على التعامل معها. وبالتالي تعزيز الرفاهية العاطفية.

التعامل مع عدم اليقين

يصبح عدم اليقين رفيقًا دائمًا خلال مرحلة انتظار نتائج الثانوية العامة، حيث يواجه الطلاب وأسرهم أسئلة حول الفرص الأكاديمية المستقبلية، والمسارات الوظيفية، وتأثير هذه النتائج على حياتهم.

 مما يساهم في خلق حالة من عدم الراحة. لذلك يساعد تطوير آليات التأقلم، مثل ممارسة الهوايات، والحديث مع الاخرين، أو البحث عن الدعم المهني، في إدارة الضغط المرتبط بهذه الحالة.

دعم الذات

يعد إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية أمرًا ضروريًا للطلاب، وأسرهم خلال هذه الفترة العصيبة. يمكن أن يساهم في اكتساب عادات تجعل نمط الحياة صحياً.

 مثل الحفاظ على نظام غذائي متوازن. وممارسة النشاط البدني. والحصول على قسط كافٍ من الراحة. والانخراط في الأنشطة التي تجلب الطاقة الإيجابية. وتساعد في بناء المرونة النفسية.

ختاماً

يمكننا القول أن الثانوية العامة مرحلة مفصلية في حياة طلابنا لأنها حصيلة السنوات الاثنا عشر على مقاعد الدراسة. ولكن يبقى السؤال القائم حل تستحق كل ما يحدث من صخب حولها وقت اعلان نتائجها.

 وهل عدم النجاح فيها يعطي وصمة فشل أبدية لأصحابها، ربما علينا إعادة صياغة أفكارنا من جديد لنسعد بالنجاح ونتقبل معه الفشل كحتمية طبيعية يمكن أن يتعرض لها الانسان في مناح كثيرة من حياته. وبالتالي هي لا تعني نهاية شيء بل بداية لمحاولات عديدة أخرى.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

استقبال الحجاج.. احتفال يتبع مناسك الحج

 تُعَدُّ لحظة استقبال الحجاج بعد أداء مناسك الحج، واحدة من أبرز اللحظات في الثقافة الإسلامية، تجسيد للوحدة والتآخي الذي يربط أفراد الأمة الإسلامية من مختلف البلدان، والثقافات.

 يمثل استقبال الحجاج نقطة تلاقٍ بين الروحانية، والفرح، حيث يُعبِّر عن التواصل الروحي العميق الذي ينبعث من أداء الحج، وينعكس بوضوح في الاحتفالات، والترحيب بالحجاج العائدين، حيث تمثل مناسك الحج رحلة معنوية، وجسدية تقتضي تفانيًا، وإخلاصًا لتحقيق تلك التجربة الدينية.

 إنها رحلة يخوضها المسلمون بفخر، تجمع بين الخشوع، والتأمل والاشتراك بأعظم تقاليد الإسلام، وعندما ينجز الحجاج شعائرهم الدينية، ويكملون مشوارهم المقدس، يعودون إلى منازلهم محملين بالروحانية والتجدد.

إن استقبال الحجاج بعد انتهاء مناسك الحج يشكل تجسيدًا حقيقيًا للوحدة الإسلامية. حيث أن لقاء الأقارب والأصدقاء، والمجتمع بأسره في هذه اللحظة الفريدة ينبع من حب الله. والحب بين أفراد الأمة.

 (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)

أهمية مناسك الحج

 تمثل عمقًا روحيًا ومعنويًا في الإسلام، وهي تجسد التفاني والخضوع لله، والبحث عن القرب منه، إن أهمية مناسك الحج تظهر في عدة جوانب:

الواجب الديني: يُعتبر الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو واجبٌ على كل مسلم بالغ. وقادر مرة واحدة في العمر، تعبيرًا عن الانقياد والطاعة لله، يُعبر الحجاج عن استجابتهم لنداء الله بأداء هذه الفريضة المهمة.

التوبة والتجديد: مناسك الحج تتضمن تطهيرًا روحيًا وجسديًا. حيث يُتاح للحاج فرصة للتوبة من الذنوب، وتجديد العهد مع الله، تلك الأعمال تشجع على النمو الروحي وتعزز الشعور بالنقاء والحيوية.

تجسيد الوحدة: يجتمع المسلمون من مختلف أنحاء العالم في مكة المكرمة لأداء نفس الشعائر، في نفس الوقت، هذا التجمع يُظهر الوحدة والتضامن بين ملايين المسلمين، مما يعكس مفهوم الأمة الإسلامية كجسم واحد.

التجربة التعليمية: مناسك الحج توفر فرصة لتعلم وفهم تاريخ الإسلام وقيمه من خلال تقليد شعائر الأنبياء، مثل إبراهيم وإسماعيل، هذا يعزز الوعي الديني والثقافي للحاج .

الاجتماع والتفاعل الاجتماعي: تقدم مناسك الحج منصة للحجاج للالتقاء بمسلمين من مختلف الجنسيات والثقافات. يمكن للحجاج تبادل الخبرات والأفكار والتواصل بشكل يعزز التفاهم الدولي والتآخي .

الاعتزاز بالدين والهوية: أداء مناسك الحج يعزز الانتماء للإسلام والهوية الدينية، يمنح الحجاج شعورًا بالفخر والاعتزاز بأنهم أصبحوا جزءًا من تقليد ديني قديم ومعاصر .

 مناسك الحج تمثل رحلة دينية ذات أهمية خاصة تحمل معاني عميقة من التوبة، والتواضعوالتواصل الاجتماعي. والوحدة. كما إنها تعزز التقوى والروحانية، مما يؤثر إيجابيًا على الفرد والمجتمع في مجمله.

تجربة الحجاج

تجربة الحج تعد واحدة من أكثر التجارب التي تشتمل على عمق ديني وروحي في حياة المسلمين، إنها رحلة تغييرية يمرون بها لأداء مناسك الحج والاتصال المباشر بأماكن مقدسة، وتاريخية، الحجاج يشعرون بمزيج من الإيمان والإلهام والتواضع أثناء تلك الرحلة.

يبدأ الحجاج تجربتهم من خلال الاستعداد الروحي، حيث يقومون بالتأمل والتوبة قبل دخول حالة الإحرام، هذه المرحلة الأولى تساهم في تهيئة القلوب وتحضيرها للرحلة الروحية المليئة بالشعائر والطاعات.

خلال الحج، يتواصل الحجاج مع الأماكن والمواقع التي لها أهمية تاريخية كبيرة في الإسلام، منها مكة المكرمة، والكعبة وجبل عرفات ومنى، مما يعزز الوعي بتاريخ الدين ويربط الحاضر بالماضي .

مناسك الحج تعزز التواضع والتفاني، حيث يلبون لله ويؤديون الشعائر بدقة وخشوع، الاعتماد على الله وتحقيق الوحدة مع المسلمين الآخرين يؤثر بشكل كبير على الوعي بالذات، والقوة الروحية.

 كما تتضمن تجربة الحج الانتظار، والتحمل في ظروف مختلفة. من الزحام والحرارة إلى التنقل بين المواقع المقدسة، هذه التحديات تزيد من قوة الإرادة والقدرة على التحمل.

 ويقوم الحجاج بالتواصل مع مسلمين من مختلف أنحاء العالم هذا التواصل الاجتماعي يسهم في تبادل الخبرات وتقاسم القصص، وتوسيع الآفاق.

 أما بعد الانتهاء من مناسك الحج، يعود الحجاج إلى حياتهم اليومية محملين بالتجارب والتأملات. يمكن أن تستمر تأثيرات تلك التجربة على مدى فترة طويلة. مما يحدث تغييرًا إيجابيًا في العقيدة والتصرفات.

الانتظار والاستعداد

الانتظار والاستعداد من قبل الأهل والأصدقاء لاستقبال الحجاج هما جزء مهم، ومؤثر من تجربة الحج بالنسبة للمجتمع المحلي، إنهم يبدون فرحهم وترحيبهم بالحجاج العائدين بعد أداء مناسك الحج.

 حيث يقوم الأهل. والأصدقاء بالتحضير لاستقبال الحجاج بشكل مبكر. يشمل ذلك تنظيم الاحتفالات وتزيين المنازل، والشوارع بالزينة والإضاءة، مما يعكس البهجة والفرح باستقبال الحجاج بعد عودتهم.

 كما يمكن أن يكون جزءًا مهمًا من الاستعداد، تجهيز وجبات طعام لاستقبال الحجاج. فالأهل والأصدقاء يقدمون وجبات ترحيبية، خاصة وتحضير وجبات مشتركة للمشاركة في أجواء الفرح .

تخصص بعض البلدان مواقع خاصة لاستقبال الحجاج عند عودتهم. فيتوجه الأهل والأصدقاء إلى تلك المواقع للترحيب بالحجاج والاحتفال بهم، ويعبر الأهل والأصدقاء عن فرحتهم من خلال تقديم الهدايا وباقات الزهور. هذه اللمسات الصغيرة تضيف الفرحة، وتعزز الروابط العائلية والاجتماعية ..

استقبال الحجاج يعكس التلاحم والوحدة في المجتمع. ويشكل فرصة لتقديم الدعم والتقدير للذين قاموا بأداء هذه الفريضة المهمة .

توزيع الهدايا والبركات

توزيع الهدايا عند استقبال الحجاج تقليد رائع ومتداول في العديد من الثقافات الإسلامية. يعبر عن السعادة والفرحة بعودة الحجاج بعد أداء مناسك الحج. وتقديرًا للجهود التي بذلوها في تنفيذ هذه الفريضة.

يقوم الحجاج بتقديم هدايا صغيرة وشخصية للأهل والأصدقاء في مجتمعهم. يمكن أن تكون هذه الهدايا رمزية تعبيرًا عن تقديرهم.

 أما في بعض البلدان، هناك تقاليد خاصة بتوزيع منتجات معينة من البلد المقدسة. قد تشمل ذلك التمور. أو الحلويات الخاصة بالمنطقة، أو العطور، وما إلى ذلك .

تعبيرًا عن الشكر لله وتقديرًا لنعمة العودة بسلامة. يقوم العائدين من الحج توزيع وجبات طعام على الفقراء والمحتاجين. حيث أن هذا يُظهر الإيثار والرغبة في مشاركة البركات.

 كما يقوم الحجاج أيضًا توجيه الصدقات والتبرعات للمساهمة في الأعمال الخيرية والمشاريع التنموية في المنطقة المقدسة أو في بلادهم .

الفوائد الروحية والاجتماعية

الحج واحدة من أهم الشعائر الإسلامية وتجربة دينية تمتاز بالعديد من الفوائد الروحية والروحانية التي تؤثر على الحجاج بشكل عميق منها :

التقرب من الله:

يمكن القول أن أبرز فائدة روحية للحج هي التقرب من الله. يُعتبر الحج تجربة تجديد للعهد مع الله وتعزيز للروابط الروحية. الحجاج يقدمون أنفسهم إلى الله بكل تواضع وخشوع. ويسعون للمزيد من القرب منه .

التوبة والغفران: خلال الحج، يعتبر الحجاج هذه الفرصة لتطهير أنفسهم والتوبة من الذنوب والخطايا، يُعتقد أن الله يغفر الذنوب للحاجين الذين يؤدون مناسك الحج بإخلاص وخشوع .

التجديد الروحي:

يساهم الحج في تجديد الروح وتنقية القلب. يمكن للحجاج أن يجددوا نياتهم. وأهدافهم في الحياة ويعيدوا توجيه أنفسهم نحو الطاعة والتقوى .

التجربة التواضعية: يلبس الحجاج ثوب الإحرام البسيط. ويشعرون بالتواضع. والتحول عن المظاهر الدنيوية، هذه التجربة التواضعية تساهم في تقوية الإيمان وتحسين الوعي بالذات.

التجربة التضامنية: يتشارك الحجاج في تجربة التجمع والاحتشاد مع ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، هذا يعزز الوعي بالوحدة الإسلامية والتضامن الإنساني .

الاعتبارات الاجتماعية:

الحج يُظهر أهمية التعاون والاحترام المتبادل بين الحجاج. ويشجع على التواضع والإحسان في التعامل مع الآخرين .

الاستنارة الروحية: الحج يمنح الفرصة للحجاج للتفكر والتأمل في الحياة والهدف من وجودهم. قد تساعدهم هذه التأملات على تحقيق الاستنارة الروحية والبصيرة الداخلية .

التغيير الإيجابي:

يعيش الحجاج تجربة مليئة بالتحديات والصعاب، مما يعزز القدرة على التحمل والصبر ويساهم في تطوير الشخصية .

تفعيل الأخلاق والقيم: الحج يشجع على تطبيق القيم والأخلاق الإسلامية في الحياة اليومية. مما يسهم في تحسين السلوك وتحقيق التقوى .

تجربة الحج تحمل معها مجموعة من الفوائد الروحية والروحانية التي تنعكس إيجابيًا على حياة الحجاج وتعزز من الروحانية والاتصال بالله .

نستشعر عمق الروحانية. والفرحة التي تميز هذه اللحظة الفريدة، فإن استقبال الحجاج يتجلى فيها قوة الترابط الاجتماعي والروحي بين أفراد المجتمع. ويعكس الوحدة والتعاون القائمين على أسس الإسلام.  

لذا يجب أن نستمد الإلهام من هذه التجربة، ونحاول العيش وفقًا لقيم وسنة الحجاج. لنكن مثالًا يحتذى به في التواضع والعطاء والتآخي. وفي الختام ندعو الله أن يتقبل حج الحجاج ويعيدهم بسلامة. وأن يعم الخير والبركات على الجميع. إنّه لفرحٌ يمتدُّ ليس فقط للعائدين من الحج. بل لكل من شارك في تلك الأوقات الجميلة بأي شكل من الأشكال.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

الكرم الفلسطيني…تاريخ من الأصالة

يعد “الكرم الفلسطيني” من أهم صفات شعبنا، واله تاريخ طويل تظهره المواقف والأحداث، من زمان على أيام البلاد، ولازالت حتى الان قيمة هذه الصفة، على الرغم من مواجهة العديد من التحديات. وصعوبة الأوضاع المادية، إلا أن الثقافة الفلسطينية الكريمة بطبعها حاضرة ببصمتها .

الجذور التاريخية والثقافية للضيافة الفلسطينية

لطالما كانت الضيافة قيمة متجذرة بعمق في المجتمع الفلسطيني لعدة قرون، حيث تعود جذورها إلى تاريخ المنطقة الغني والتأثيرات الثقافية المتنوعة.

 جلبت طرق التجارة القديمة التي مرت عبر الأرض المعروفة الآن باسم فلسطين المسافرين من مختلف أنحاء العالم.

واعتنق السكان المحليون تقليد الترحيب بهؤلاء الضيوف ومساعدتهم، بالإضافة إلى ذلك أكدت المعتقدات الدينية، بما في ذلك الإسلام والمسيحية على أهمية الضيافة، مما زاد من ترسيخ الثقافة الفلسطينية.

واجب الضيف

في ثقافة بلادنا يعتبر “الكرم الفلسطيني” والترحيب بالضيوف واجب مقدس، هذا الالتزام التقليدي متجذر بعمق في التعاليم الإسلامية، حيث يكون إظهار اللطف للغرباء موضع تقدير كبير. نتيجة لذلك يتم التعامل مع الضيوف بأقصى درجات الاحترام. ويتم الاهتمام باحتياجاتهم بعناية فائقة. لا تمتد هذه الضيافة إلى العائلة والأصدقاء فحسب . بل تمتد أيضًا إلى المعارف وحتى الغرباء تمامًا .

الكرم رغم صعوبة الأوضاع:

على الرغم من مواجهة تحديات الصراع المستمر، والاحتلال، تمكن الفلسطينيون من الحفاظ على تقاليدهم في الضيافة، حتى في أوقات الشدة  يفتحون أبوابهم للزوار، ويقدمون لهم المأوى والطعام والرفقة.

 هذا التفاني في الضيافة هو شهادة على صمود الروح الفلسطينية والتزامهم الراسخ بالحفاظ على تراثهم الثقافي، والكرم الفلسطيني كهوية تميز شعبنا الذي هو جزء من المحيط العربي المشهور بكرمه على مر السنين.

فن الولائم المنوعة

يتمثل أحد الجوانب المهمة لكرم الضيافة الفلسطينية في تقليد الولائم الوفير. عند وصول الضيوف يتم الترحيب بهم بمجموعة من الأطباق الشهية. والتي تمثل عرضًا حقيقيًا للعناية.

  غالبًا ما يتطلب إعداد مثل هذه الوجبات ساعات من الجهد الدقيق. مما يعكس رغبة المضيف في جعل ضيوفه يشعرون بالترحيب والاعتزاز ويأخذون فكرة جيدة حول المضيف.

 وذلك لأنهم سوف ينشرون الأخبار ويتناقلونها في محيطهم وهذا شيء مهم بالنسبة للفلسطيني أن يشتهر بالكرم ويذاع أمره.

التبادل الثقافي والترابط

يعزز الكرم الفلسطيني، التبادل الثقافي، ويعمق الروابط بين المضيفين والضيوف، عندما يتم احتضان الزائرين في المنزل الفلسطيني، يتم تشجيعهم على مشاركة قصصهم، وتجاربهم، وتقاليدهم. في المقابل يتعرفون على النسيج الثري للثقافة الفلسطينية.

 يتعرفون على تاريخ المنطقة، والفن، والموسيقى. والعادات، يمهد تبادل المعرفة. والاحترام الطريق لصداقات دائمة، وفهم أعمق لطريقة الحياة الفلسطينية،

كما ويساعد أيضاً في تغيير الصورة النمطية حول الفلسطينيين وحبهم للحياة والناس وليس كما يروج لهم الإسرائيليين بأنهم محبين للحرب والصراع.

إن كرم الشعب الفلسطيني تجاه ضيوفه هو شهادة على القوة الدائمة للتراث الثقافي في تشكيل المجتمعات، على الرغم من معاناتهم لسنوات طويلة، تمكن الفلسطينيون من الحفاظ على تقاليدهم في الضيافة والاعتزاز بها.

 إن روح “الكرم الفلسطيني” هذه لا تجلب الفرح للضيوف فحسب. بل هي أيضًا تذكير بالقوة. والوحدة داخل المجتمعات الفلسطينية، بينما يشهد العالم العنف. والصراع، والدمار، والاحتلال الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. إلا أنا مصرين أن نظهر للعالم كرم الضيافة. الذي يعتبر حجر الزاوية الأساسي لهويتهم .

يمكنك مشاهدة الحلقة على اليوتيوب:

اللهجة الغزاوية ….تجسيد لتراث متعدد الثقافات

في النسيج النابض بالحياة للهجات الفلسطينية، تحتل “اللهجة الغزاوية” مكانة خاصة باعتبارها التجسيد اللغوي للهوية الفريدة، والتراث الثقافي الغني لغزة.

تتجذر “اللهجة الغزاوية” في اللغة العربية، وتتأثر بقرون من العوامل التاريخية والثقافية والإقليمية، وتنسج معًا كنزًا لغويًا يعكس الحياة اليومية، والتقاليد والقدرة على الصمود لسكان غزة.

السياق التاريخي:

تحمل لهجة الغزاوي أصداء ماضي غزة، الذي شكلته الحضارات المتنوعة التي تركت بصماتها على المنطقة. من الكنعانيين القدماء إلى التأثيرات الرومانية، والبيزنطية، والعثمانية.

شكل تاريخ غزة لغتها. تمثل اللهجة رحلة لغوية عبر الزمن، تجسد روح شعبها وارتباطهم العميق بأرضهم.

التأثر باللهجات:

تأثرت “اللهجة الغزاوية” بغيرها من اللهجات، وتحديداّ اللهجة المصرية بسبب القرب، والموقع الجغرافي والعلاقات التجارية بينهم، وأنها خضعت للحكم المصري لسنوات طويلة.

النطق والمفردات:

اذا كنت من اهل القطاع او خارجه، وسبق لك ان تجولت في شوارع القطاع لابد انك سمعت مصطلحات غريبة لا يعلم معناها الا المواطن الغزاوي.

 مثلا لو سألت عن شارع معين، او منطقة معينة سرعان ما تستدل عليها باستخدام مصطلح (كوربة )، وهي تعني رأس الشارع، او تقاطع شارع والتفافه، وسيقابلك في الشوارع ( دكانة) وهي تعني السوبر ماركت.

ان قابلت صديق عزيز لك وسألته عن حاله فأجابك بمصطلح (طفران حالي). وهي تعني أنه يشعر بالملل، والاحباط واذا اراد فتح موضوع هام امامك، وقال لك (فتحلي مخك) و(طقطق دينيك) وهي معناها اعطاني كامل انتباهك، وركز معي وغيرها الكثير من المصطلحات.

التأثير الساحلي:

 يضفي موقع غزة الساحلي على اللهجة الغزاوية مصطلحات، وتعابير مرتبطة بصيد الأسماك، والملاحة البحرية والأنشطة البحرية.

عبارات مثل “بحرك” (بحرك) و “محشي سمك” (سمك محشي) تكشف عن العلاقة العميقة الجذور بين سكان غزة، والبحر الأبيض المتوسط ​​، الذي كان تاريخياً شريان حياة ومصدر رزق للمنطقة.

تعبيرات الصمود والهوية:

 جزء لا يتجزأ من لهجة الغزاوي هي تعبيرات تجسد صمود، وتصميم وروح شعب غزة التي لا تقهر. عبارات مثل “صامدون” و “من غزة إلى القدس” تلخص الالتزام الراسخ بأرضهم، ونضالهم، وتطلعاتهم.  

تعمل اللهجة الغزاوية كوسيلة لحفظ ونقل الذاكرة الجماعية والهوية والتجارب المشتركة لمجتمع غزة.

التراث الثقافي وتنشيطه:

 يعد الحفاظ على “اللهجة الغزاوية” أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على التراث الثقافي لغزة، والحفاظ على الشعور بالهوية بين سكانها.

تعمل اللغة كجسر يربط بين الماضي والحاضر، مما يسمح للأجيال القادمة باحتضان جذورهم، وتقاليدهم وهويتهم الفريدة.

تساهم الجهود المبذولة لتنشيط اللهجة الغزاوية والترويج لها، مثل الفعاليات الثقافية ورواية القصص الشفوية والتبادلات بين الأجيال، في الحفاظ على التراث اللغوي في غزة.

الخاتمة :

جوهرة لغوية تجسد الهوية والتاريخ والغنى الثقافي لغزة. يعكس نطقها الفريد ومفرداتها وتنوعاتها الإقليمية أسلوب الحياة في غزة وتقاليدها ومرونتها. من خلال الاعتزاز باللهجة الغزاوية والحفاظ عليها. نحتفل بتراث غزة، ونعزز الإحساس بالانتماء للمجتمع، ونضمن أن تحافظ الأجيال القادمة على ارتباط قوي بجذورها اللغوية.

تعتبر اللهجة الغزاوي بمثابة تذكير بتاريخ غزة الغني وروحها الدائمة وتقاليدها الثقافية النابضة بالحياة. إن احتضان اللهجة الغزاوية والترويج لها ليس فقط احتفالاً باللغة بل شهادة أيضاً على الطابع الذي لا يُقهر والذاكرة الجماعية لأهل غزة.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

الكوفية الفلسطينية رمز الهوية … شعار المقاومة والتضامن

الكوفية الفلسطينية رمز الهوية … شعارالمقاومة والتضامن. وهي غطاء الرأس التقليدي الذي كان يرتديه الفلسطينيون لقرون، تحمل الكوفية أهمية ثقافية، وسياسية عميقة.

 أصبح هذا الوشاح المنقوش المميز. الذي يتزين به الناس في جميع أنحاء العالم، رمزًا مبدعًا للهوية الفلسطينية، وقدرتها على الصمود  .

وعلى هذه الارضية شكلت الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية. ونموذجاً في العمل الفدائي خلال فترة الستينات، والسبعينيات، والثمانيات وما بعدها من السنين.

 حتى اقترنت الكوفية عند شعوب العالم أجمع باسم شعب فلسطين، ونضاله ضد العدو الصهيوني، وتجاوزت بذلك كل الحدود الجغرافية لتصبح رمزاً لقضية فلسطين العادلة. بكل محطاتها من مقاومة الاحتلال، ودحض أساطيره، والوقوف مع أصحاب الأرض، والمقدسات، لذا كانت وما زالت حاضرة دائما في كافة المناسبات، والأنشطة على جميع مستوياتها، لتكون بلا منازع أبرز إشارة مرتبطة بقضية فلسطين. وحقوق شعبها .

الأصول والأهمية الثقافية :

تعد الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية، والانتماء للأرض والتراث. فمن خلال ارتدائها يعبّر الأفراد عن هويتهم الوطنية وعراقتهم الثقافية.

 تعكس الكوفية تاريخًا طويلًا من المقاومة والصمود، حيث استخدمها الفلاحون، والعمال الفلسطينيون كوسيلة لحماية أنفسهم من العوامل البيئية القاسية، والشمس الحارقة.

تنسجم الكوفية مع القصص والروايات التراثية، حيث تُستخدم لإيصال القصص والحكايات الشعبية التي تمرّ بها الأجيال من جيل إلى جيل.

 أما في العصور الحديثة أصبحت الكوفية رمزًا للمشاركة السياسية. والدعوة للعدالة والحرية في فلسطين. تُرفع الكوفية في المظاهرات، والفعاليات كرمز للمقاومة السلمية، والتضامن مع القضية الفلسطينية.

باختصار، الكوفية الفلسطينية تجسّد تعدد الأبعاد الثقافية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، وتظل رمزًا حيًّا للتراث والمقاومة.

التصميم والأنماط :

 تتميز الكوفية الفلسطينية كرمز للهوية باللون الأسود والأبيض مشتقة من العلم الفلسطيني. أما عند المناطق العربية الأخرى، فأخذت ألوان مختلفة، مثل الأحمر والأخضر والابيض مع الأسود. وهذا حسب المنطقة والدولة التي تنتمي لها.

 تظهر في هذا النمط الأشكال الهندسية المعقدة التي تتداخل وتتشابك بشكل جميل. يعبر هذا التصميم عن تعاقب الأحداث والظروف المتشابكة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

يشمل هذا النمط الأنماط التي تحمل رموزًا ثقافية وتاريخية، مثل الزيتون والزيتونة، والمفتاح، وغيرها، تعكس هذه الرموز جوانب مهمة من الثقافة الفلسطينية.

 وتتفاوت تلك التصاميم والأنماط باختلاف المناطق، والمجتمعات في فلسطين، إنها تعبر عن تنوع الثقافة، والهوية الفلسطينية وتمثل وسيلة للتعبير عن الانتماء والتراث.

قصة الكوفية :

تعود قصة ارتداء الفلسطينيين للكوفية إلى سنوات الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث أمرت قيادة الثورة في فلسطين أثناء الإضراب الطويل، الذي استمر لعدة شهور جميع أبناء فلسطين، وبالذات في القرى الفلسطينية بارتداء الكوفية.

 بغية تظليل القوات الانتدابية البريطانية التي كانت تقوم بملاحقة الثوار، وفي نفس الوقت لمنعها من تحديد هوية المجاهدين، والمقاتلين الذين كانوا يهاجمون قوات الاستعمار البريطاني، وهم يرتدون الكوفيات المرقطة.

‏ضلت الكوفية الفلسطينية رمزاً للهوية، وشعاراً للممانعة في ‎فلسطين، وتعززت رمزيتها مع انطلاقة العمل الفدائي الفلسطيني قبل وبعد نكسة حزيران 1967.

كما أخذت الكوفية بعداً دولياً مع انتشار صورة المناضلة “ليلى خالد”. وهي ترتديها وتحمل بندقيتها. بعد اختطافها طائرة العال الإسرائيلية، والتحليق فوق حيفا ويافا.

‏أصبحت الكوفية رمزاً لفلسطين، وثورتها مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي دخل الأمم المتحدة في سنة 1974 على رأسه الكوفية المرقطة الأسود والأبيض، التي لم تفارقه حتى اغتياله.

كما أصبحت الكوفية من ذلك الحين رمزاً متجدداً للنضال الفلسطيني، وللفدائيين الفلسطينيين وأنصارهم، كما وغزت الكوفية أوروبا والغرب، وأصبحت منتشرة بشكل كبير وواسع بين الأجيال المختلفة. وخاصة جيل الشباب.

الرمزية السياسية :

تمتاز الكوفية الفلسطينية برمزيتها السياسية. حيث أصبحت علامة قوية للحركة الوطنية الفلسطينية، والدعوة للعدالة والحرية.

  يرتبط ارتداء الكوفية بالمقاومة، والصمود في وجه الظروف الصعبة، مما يعكس تاريخ الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات والاحتلال، وتظل الكوفية رمزًا يجسد قوة الإرادة والصمود.

ارتداء الكوفية أصبح رمزًا للتضامن مع القضية الفلسطينية على مستوى العالم، يستخدمه النشطاء والمؤيدين للتعبير عن تأييدهم للحقوق الفلسطينية. ودعم الحل العادل والسلمي.

 كما يتم استخدام الكوفية كرمز للقدس وكل المدن الفلسطينية، وكذلك حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتعكس بعض تصاميمها القضايا المهمة، والمحورية في النضال الفلسطيني.

ترتبط الكوفية أيضًا بالدعوة للحوار، والسلام في منطقة الشرق الأوسط. وتُظهر بعض الحملات، والفعاليات الدولية استخدام الكوفية كرمز من رموز السعي لتحقيق حل سلمي للصراع.  ستبقى الكوفية الفلسطينية رمزًا قويًّا يجسد تاريخ. وثقافة الشعب الفلسطيني. وتظل رمزية هذه القطعة القماشية تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون جزءًا من النضال الإنساني والدعوة للعدالة والسلام

أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره

 أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره سجلات التاريخ فيها القليل من الحكايات التي تصور الخيال تمامًا مثل القصة الغامضة للشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين. والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.

 هذه القطعة الأثرية القديمة. التي يكتنفها الغموض. تعمل بمثابة تذكير بالإرث الدائم للعملة، والتجارة وتطورها. وازدهارها في العهد القديم. ويدلل على التواجد التاريخي لهذه العملة. وأنها ليست حديثة المنشأ كما يدعي البعض.

أصل تسمية الشيكل ومنشأه كعملة:

 يعود معنى التسمية نسبةً إلى الوحدات القديمة التي تعبر عن الوزن أو العملة، وقد كان الاستخدام الأول لها في بلاد ما بين النهرين ”العراق حاليا“ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، فكان القدماء يستخدمون الحبوب كالشعير للتعبير عن الوزن، فسموه شيكل من الشعير فمثلًا 180شيكل من الشعير يزن 11  جرامًا أو قرابة 0.35 أوقية.

إننا هنا أمام واقعة سطو تاريخية، فالشرائع العراقية القديمة، والمكتشفات. والرسائل المتبادلة بين المتعاملين كانوا يعتمدون كتلة معدنية فضية صغيرة أطلق عليها باللغة العربية الأكادية البابلية “الشيكل/ الشيقل” أي مثقال تعود للفعل “شقالو Shacalu”، ومعناه “وزنه”، كوسيلة من وسائل تسوية المدفوعات، وأداة لقياس القيم؛ هذا ويعتبر أورنمو، من ملوك سلالة أور الثالثة (2112 ــ 2004 ق.م)، وينسب للملك أورنمو “Ur-nammu”  هذا التشريع المدون، الذي اعتبر أول تشريع في تاريخ البشرية، فيرد على سبيل المثال في المادة (19) من القانون: “إذا كسر رجل سن رجل آخر عليه أن يدفع غرامة شيقلين [شيكلين] من الفضة”؛ إضافة إلى استخدام الكنعانيون له كعملة كانت من أقوى العملات آنذاك وله قيمة تداول عالية، وذلك للموقع المتميز الذي تم تداول الشيكل فيه.

بداية استخدام الشيكل في فلسطين:

من المتعارف عليه ان الجنيه الفلسطيني كان العملة الأولى، والرسمية لفلسطين التاريخية. وإمارة شرق الأردن، ما بين عامي 1927–1948، وكانت قوته السوقية تفوق عملة الدولار الأمريكي، وكان الجنيه الفلسطيني يستخدم أيضا في الأردن لحين تم استبداله بالدينار الأردني بعد الاستقلال في عام 1948.

حين بدأ التداول به لأول مرة في 4 سبتمبر 1985 كجزء من خطة الاستقرار الاقتصادي لعام 1985. لكن بدأ به رسميًا في 1 يناير 1986، وبالتالي يعد الشيكل الجديد؛ بمثابة تبديل للعملة السابقة الشيكل، بقيمة تساوي (1,000 شيكل = 1 شيكل جديد). ينقسم الشيكل الجديد إلى 100 أغورة.

تزوير الحقائق بما ينسب للشيكل أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره

ابرز أسباب عودة اليهود للشيكل في الوقت الحالي، أصوله القديمة.

وحاجتهم لربط الماضي بالحاضر وأنه أولى لهم استخدام ما كان يستخدمه أجدادهم عندما كانوا يعيشون عند البابليين.

هذا وأخذت التوصيات باعتماد الشيكل الجديد كعملة لإسرائيل؛ من توصيات المؤتمر الصهيوني التأسيسي الأول في مدينة “بازل” السويسرية بقيادة “هرتزل” عام 1897م باعتباره موروث تاريخي يهودي.

رغم أن أصل كلمة شيقل ليس لها علاقة بالموروث اليهودي لا من قريب ولا من بعيد.

يضعنا هذا السياق إلى التنبه للكثير من التداخل في الحقائق؛ التي يحاول الاحتلال الترويج لها. لجعلها جزءً من ثقافتهم، وتسوق بعد ذلك على أنها جزء من السياق التاريخي لإسرائيل.

الشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين يظل جزء من لغز قديم يأسر فضولنا. يرمز إلى التحديات التي واجهتها المجتمعات المبكرة في الحفاظ على سلامة عملاتها، وحماية حيوية اقتصاداتها، وما وصوله إلينا إلا دليل على قوة قيمته السابقة، ورمزية استخدامه في دلالة على عراقة التاريخ الذي يجب علينا استذكار ملامحه جيداً، والتعرف على أصوله وحقائقه.

بشار وإسلام…تحد قوي ورسالة حب

بشار وإسلام تحد قوي ورسالة حب, اجتمع السجين الفلسطيني بشار العبيدي؛ في حدث مؤثر ورائع أخيرًا مع خطيبته، وحبيبته إسلام عليان، بعد أن قضى حكمًا شاقًا بالسجن لمدة 9 سنوات، هذا الاجتماع الذي طال انتظاره. المليء بمشاعر الفرح، والحب الأبدي. يقف شاهداً على الروح الإنسانية الدائمة في مواجهة الشدائد، إن الطبيعة الرائعة للم شمل بشار وإسلام كقصة حب، يتردد صداها إلى ما هو أبعد من قصتهم الشخصية. حيث تلقي الضوء على محنة الأسرى الفلسطينيين، وقوة الحب لتجاوز أقسى الظروف.

رحلة مليئة بالتحديات:

اتسمت رحلة بشار العبيدي 9 سنوات من السجن، والانفصال، والتصميم الراسخ، كان العبيدي محتجزًا في سجن إسرائيلي، حيث عانى من المصاعب والظلم الذي يواجهه العديد من الأسرى الفلسطينيين بشكل يومي طوال فترة سجنه، وجد العبيدي العزاء والقوة في علاقته التي لا تنفصم مع إسلام عليان، التي وقفت إلى جانبه مقدمًةً الدعم، والمحبة التي لا تتزعزع خلال فترة انفصالهما المطول .

لم الشمل العاطفي:

كان لقاء بشار العبيدي وإسلام عليان لحظة مشاعر غامرة وأهمية عميقة، عندما خرج العبيدي من بوابات السجن، ووجه الأنظار إلى خطيبته المحبوبة، أصبحت أحلامهما التي طالما نالت إعجابهما في لم الشمل حقيقة واقعة، رفع ثقل تسع سنوات من الفراق فيما تعانقوا، واختلطت دموع الفرح بابتساماتهم .

قوة الحب رسالة للتغيير:

يؤكد اللقاء الرائع بين بشار وإسلام على قوة (بشار وإسلام تحد قوي ورسالة حب). يُظهر ارتباطهم الدائم والتزامهم الثابت تجاه بعضهم البعض طوال سنوات السجن الشاقة قوة معنوياتهم، ورفضهم ترك الظروف تحدد قصة حبهم.

اللقاء الاستثنائي بين العبيدي، وعليان بمثابة دعوة للعمل من أجل المجتمع الدولي لمعالجة محنة السجناء الفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم. ويسلط الضوء على أهمية المعاملة العادلة. بما في ذلك الوصول إلى التمثيل القانوني. وتحسين الظروف المعيشية، وحقوق الزيارة المنتظمة للسجناء، وعائلاتهم. يتردد صدى قصتهم لدى عدد لا يحصى من الآخرين في مواقف مماثلة ، مما يضخم الدعوة إلى التغيير ويحث على بذل جهد جماعي لإنهاء الظلم الذي يواجهه الأسرى الفلسطينيون .

اللقاء بين الأسير الفلسطيني بشار العبيدي وخطيبته إسلام عليان، بعد حكم قاسٍ بالسجن لمدة 9 سنوات، بمثابة تذكير مؤثر بصلابة وقوة الحب، تتحدث رحلتهم الرائعة عن قوة الروح البشرية. والالتزام الذي لا يتزعزع وجمعهما معًا حتى في أقسى الظروف، حيث تسلط الضوء على التحديات الأوسع التي يواجهها السجناء الفلسطينيون. وعائلاتهم، وهي بمثابة صرخة حشد من أجل العدالة. والإصلاح والتضامن الدولي في السعي للتوصل إلى حل عادل، وسلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني .