قرى ومدن فلسطينية

محافظة جنين مكان جمع بين مخيم ومدينة قاومتا الاحتلال بكل أشكاله

تعد مدينة جنين من أقدم المدن التاريخية التي قطنها السكان، حيث يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وتقع في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل، هذا وتضم محافظة جنين مدينة جنين وهي (المركز) إضافة إلى مجموعة من القرى. عرفت جنين كغيرها من محافظات الوطن بمقاومتها للاحتلال على مدار عقود، وخاصة مخيمها الذي أضحى رمزاً للصمود رغم ما يتعرض له من اقتحامات متكررة في محاولة شرسة للقضاء على المقاومة داخله.

موقع محافظة جنين:

محافظة جنين هي إحدى المحافظات الفلسطينية التي تقع على امتداد الخط الأخضر لعام 1948 في شمال الضفة الغربية، على بعد 75 كيلو متر شمال مدينة القدس.
تحدها محافظة طولكرم من الشمال، ومحافظة قلقيلية من الشمال الشرقي، ومحافظة سلفيت من الشرق، ومحافظة رام الله والبيرة من الجنوب الشرقي، ومحافظة نابلس من الجنوب، ومحافظة الخليل من الجنوب الغربي.

تبلغ مساحة محافظة جنين حوالي 583 كيلومتر مربع أي ما يمثل 9.7% من مساحة الضفة الغربية. وتحتوي على عدة مدن وبلدات من بينها مدينة جنين التي تعد المركز الإداري للمحافظة، والتي تبلغ مساحتها 37.3 كيلومتر مربع.
كانت المحافظة قبل النكبة تضم نحو 70 قرية؛ إلا أن العدد انخفض بعد النكبة ليصبح في الوقت الحالي 43 قرية.

وتشمل جنين 13 بلدية وهي: يعبد، وسيلة الظهر، وعرابة، وقباطية، وكفردان، وبرقين، وسيلة الحارثية، والزبابدة، وفقوعة، واليامون، وكفر راعي، وميثلون، وجبع.

المناطق الطبيعية والجمالية في محافظة جنين:

تضم محافظة جنين العديد من المناطق الجميلة والطبيعية الساحرة. وفيما يلي بعض المناطق البارزة في المحافظة التي تستحق الزيارة:

وادي القف:

يُعتبر وادي القف واحدًا من أجمل الأماكن الطبيعية في جنين. يتميز بتضاريسه الجبلية الخلابة وأشجار الزيتون المزدهرة. يمكنك الاستمتاع بالمشي وركوب الدراجات في المسارات المحيطة بالوادي، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

بحيرة طبريا:

تقع بحيرة طبريا في الجزء الشمالي الشرقي من محافظة جنين، وهي واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم. تعتبر البحيرة وجهة سياحية مشهورة، وتضم العديد من الشواطئ الجميلة والمنتجعات السياحية.

جبل عرابة:

يُعتبر جبل عرابة مكانًا رائعًا للاستمتاع بالمشي ورياضة التسلق. يوفر المنظر البانورامي الخلاب من قمة الجبل مناظر خلابة للمنطقة المحيطة بها، بما في ذلك المناظر الطبيعية الخضراء والقرى المجاورة.

قرية برقين:

تقع قرية برقين في جبال جنين وتعتبر واحدة من أجمل القرى التقليدية في المنطقة. تتميز ببيوتها التقليدية المصنوعة من الحجارة، والأزقة الضيقة والتراث الثقافي الغني.

هذه بعض المناطق الجميلة في محافظة جنين، وتوجد أيضًا العديد من القرى والمواقع الطبيعية الأخرى. تتمتع محافظة جنين بجمال طبيعي فريد وتاريخ ثقافي غني، وتوفر تجربة سفر ممتعة واستكشافية للزوار.

أماكن دينية وأثرية في مدينة جنين:

مدينة جنين في الضفة الغربية الفلسطينية تحتضن عددًا من المعالم الأثرية المهمة التي تعود للعصور القديمة والإسلامية. وفيما يلي بعض المعالم الأثرية البارزة في مدينة جنين:

قصر جنين الأثري:

يُعتبر قصر جنين الأثري أحد أبرز المعالم في المدينة. يعود تاريخ بناء القصر إلى العصور الإسلامية المبكرة، وهو يعكس الطراز المعماري لتلك الفترة. يتميز القصر بجدرانه السميكة والأبراج المرتفعة، وتعتبر آثاره شاهدًا على الحضارة الإسلامية في المنطقة.

مسجد السعديين:

يُعتبر مسجد السعديين من أقدم المساجد في جنين، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر. يتميز المسجد بتصميمه الفني والمعماري الجميل، ويُعتبر مكانًا مهمًا للعبادة والزيارة.

مقام الشيخ العجلوني:

يُعتبر مقام الشيخ العجلوني موقعًا دينيًا مهمًا في جنين. يعتقد أن الشيخ العجلوني هو أحد القادة الدينيين المشهورين في المنطقة، وقد بُني المقام تكريمًا له. يعتبر المقام مركزًا للزيارة والعبادة، ويعقد فيه الاحتفالات الدينية والثقافية.

خان الشيخ:

: يُعتبر خان الشيخ معلمًا تاريخيًا في جنين. يُعتقد أن الخان تم بناؤه في العصور العثمانية، وكان يستخدم كمحطة للتجار والمسافرين. يبرز التصميم العماري الجميل للخان والرواق المركزي الذي يحتوي على الأروقة والغرف

تتمتع مدينة جنين بتراث ثقافي غني ومتنوع، وتحتضن مجموعة متنوعة من المعالم الأثرية التي تعكس تاريخ المنطقة. وعلى الرغم من التحديات السياسية، والاقتصادية الموجودة، فإن هذه المعالم تمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية لجنين وتستحق الاهتمام والحفاظ عليها كجزء من التراث العربي والإسلام.

جنين المخيم رمز الصمود:

مخيم جنين هو أحد المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقع في مدينة جنين. تأسس المخيم في عام 1953 كمخيم للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا جراء النكبة في عام 1948.
يعيش في مخيم جنين آلاف اللاجئين الفلسطينيين، ويعتبر واحدًا من أكبر المخيمات في الضفة الغربية من حيث عدد السكان. يعاني المخيم من ضيق المساحة وافتقاره للبنية التحتية الأساسية، مما يؤثر على الظروف المعيشية للسكان.

حياة السكان في مخيم جنين:

تتسم حياة اللاجئين في مخيم جنين بالتحديات الكبيرة والظروف الصعبة. والتي تشمل تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية. يواجه السكان صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية مثل المياه، والكهرباء، والصحة، والتعليم. كما يعاني المخيم من مشاكل البطالة والفقر، وتأثير الاحتلال الإسرائيلي والتوترات السياسية على حياة السكان.

على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن سكان مخيم جنين يظهرون قوة، ومرونة وروح مقاومة. حيث يعمل العديد من سكانه في القطاعات الصغيرة والحرفية، ويسعون لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص أفضل لأطفالهم.

الاقتصاد في محافظة جنين:

يتنوع الاقتصاد المحلي لمحافظة جنين، حيث يشتمل على القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية.

القطاع الزراعي:

يلعب دورًا هامًا في اقتصاد جنين، حيث تعتبر الزراعة واحدة من أهم مصادر الدخل للمزارعين في المنطقة. تشمل المحاصيل الزراعية الرئيسية زيت الزيتون، والحمضيات، والأعشاب الطبية والخضروات. يعمل العديد من السكان في قطاع الزراعة وتجارة المنتجات الزراعية، وتصدير بعض هذه المنتجات إلى الأسواق الدولية.

القطاع الصناعي:

تنمو الصناعة في جنين نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. تتضمن الصناعات الرئيسية في المحافظة صناعة الأثاث، والنجارة، والمنتجات الغذائية، والمواد البناء. يعتبر مصنع الأثاث في مدينة يعبد من أكبر المصانع في المنطقة، ويوفر فرص عمل للعديد من السكان.

القطاع الخدماتي:

توجد العديد من المؤسسات التجارية، والمحال التجارية، والمطاعم، والفنادق في مختلف مناطق المحافظة. تعمل هذه المؤسسات على تلبية احتياجات السكان المحليين والسياح الذين يزورون المنطقة.

ومع ذلك، يواجه الوضع الاقتصادي في جنين بعض التحديات. يشمل ذلك القيود الإسرائيلية على الحركة والتجارة، والتي تؤثر سلبًا على حركة البضائع وتعقيد إجراءات الاستيراد والتصدير. كما تعاني المحافظة من نقص التمويل والاستثمارات الخارجية، مما يقيد قدرتها على تطوير البنية التحتية وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة

مخيم جنين كمركز للنشاط الثقافي:

يعد مخيم جنين أيضًا مركزًا للنشاط الثقافي والاجتماعي الفلسطيني. حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية، والمسرحيات، والمهرجانات في المخيم، كتعزيز للصمود والثبات على الأرض، كما وتعمل المنظمات المحلية والدولية على تقديم الدعم والمساعدة للسكان في مختلف المجالات.

يمثل مخيم جنين حقيقة اللاجئين الفلسطينيين وتحدياتهم، وذلك يعكس قوة إرادتهم وصمودهم في مواجهة الصعاب. يستدعي وضع المخيم الاهتمام والتوعية العالمية لدعم اللاجئين وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص أفضل للمستقبل.

التحديات الاقتصادية التي تواجهها محافظة جنين:

عند مناقشة التحديات الاقتصادية التي تواجه محافظة جنين، يجب أن نأخذ في الاعتبار الواقع الاقتصادي العام في فلسطين. حيث تعتبر جنين واحدة من محافظاتها، وتعاني من تحديات عديدة تؤثر على النمو الاقتصادي والاستقرار المالي في المنطقة. سنستعرض بعض هذه التحديات:

الاحتلال الإسرائيلي:

تعتبر جنين إحدى المناطق التي تتأثر بشكل كبير بالاحتلال الإسرائيلي والإجراءات القمعية المفروضة على السكان الفلسطينيين. يتضمن ذلك القيود على حرية التنقل، والوصول إلى الأراضي الزراعية والأسواق، وإغلاق المعابر التجارية، وهدم المنشآت الاقتصادية. هذه القيود تعيق التجارة والاستثمار وتؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي في المنطقة.

البطالة وقلة فرص العمل:

: ترتفع معدلات البطالة في المحافظة، وخاصة بين الشباب. حيث أن قلة فرص العمل المتاحة تعزز التوظيف في القطاع غير الرسمي، وتؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان المحليين

الاعتماد على الزراعة:

يعتمد الاقتصاد المحلي في جنين بشكل كبير على الزراعة، وخاصة زراعة الزيتون والزراعة الخضرية. ومع ذلك، فإن الظروف السياسية، والاقتصادية المعقدة تؤثر في هذا القطاع، مثل الاعتداءات على المزارعين والمحاصيل الزراعية وتدمير الأراضي الزراعية.

نقص الموارد الاقتصادية:

يواجه القطاع الخاص في جنين نقصًا في الموارد الاقتصادية والتمويل. قد يكون من الصعب الحصول على التمويل اللازم لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعمها، مما يعيق نمو الاقتصاد المحلي.

الهجرة والتجارة غير المشروعة:

: يعاني المنطقة من ظاهرتي الهجرة والتجارة غير المشروعة. يغادر العديد من الشباب المحليين المنطقة بحثًا عن فرص عمل أفضل في الخارج، مما يؤدي إلى تراجع القوى العاملة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني المنطقة من تهريب البضائع والتجارة غير المشروعة، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي ويقلل من الإيرادات الحكومية.

للتغلب على هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة إجراءات. قد تشمل بعض هذه الإجراءات:

تعزيز التعاون الاقتصادي المحلي والإقليمي:

يمكن تعزيز التعاون بين جنين والمحافظات الفلسطينية الأخرى والجهات الإقليمية لتعزيز التجارة والاستثمار وتبادل المعرفة والخبرات.

دعم ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة:

يمكن تقديم الدعم المالي والتدريب والمشورة للمقاولين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة لتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي وخلق فرص عمل جديدة.

تعزيز البنية التحتية الاقتصادية:

يجب الاستثمار في تطوير البنية التحتية الاقتصادية، بما في ذلك الطرق والمياه والكهرباء، لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال

تنمية قطاعات اقتصادية أخرى:

يجب تنويع الاقتصاد المحلي وتطوير قطاعات أخرى بجانب الزراعة، مثل الصناعة والخدمات والسياحة، لتعزيز النشاط الاقتصادي وتوفير فرص عمل متنوعة.

المطالبة برفع القيود الإسرائيلية:

يجب العمل على رفع القيود الإسرائيلية التي تعوق حركة الأشخاص والبضائع والخدمات، والتي تؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي في جنين وفلسطين بشكل عام.

ختاماً:

محافظة ومدينة ومخيم جنين يمثلون جزءًا هامًا من تاريخ وحاضر ومستقبل فلسطين. حيث أنها تحمل الكثير من القصص، والتجارب، والثقافة التي تلعب دوراً في تعزز الهوية الفلسطينية.

إلى جانب تاريخها، وآثارها العريقة ومساحتها الواسعة، وكثرة خيراتها الزراعية خاصة زراعة الزيتون وإنتاج الزيت، تعاني جنين من العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية. حيث تأثرت المنطقة بشكل كبير بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وخاصة خلال الانتفاضات الفلسطينية والحروب، والاجتياحات، والحصار والمصادرة. رغم ذلك؛ فإن السكان المحليين يظلون متمسكين بأملهم وقوتهم وروحهم القتالية. ليشكلوا لوحة صمود ومقاومة رائعة، استطاعت أن تخلي مستوطنات وتغير معادلة على أرضها ومن خلال مقاوميها وأهلها.

مدينة القدس تاريخ عريق ومحاولات مستمرة للسيطرة عليها

تحتل مدينة القدس العريقة مكانة خاصة في قلوب الملايين حول العالم. حيث تعتبر مدينة مقدسة ذات تاريخ طويل وثقافة غنية ومتنوعة تمتد لآلاف السنين. لذلك جذبت القدس منذ القدم الباحثين عن الروحانية والمؤرخين وعلماء الدين، وكانت محط إعجاب الفنانين والشعراء الذين وصفوها بأبهى الألوان، وأعذب العبارات.
تعد القدس مركزًا ثقافيًا، ودينيًا، وتاريخيًا فريدًا في العالم. حيث تحتضن المدينة أهم الأماكن المقدسة أقدمها أكثرها تنوعاً حول العالم. هذه المواقع تجسد الروحانية والتسامح والتعايش السلمي بين الأديان المختلفة.
وتظل القدس وجمالها وروحها الفريدة أشياء لا يمكن لإنكارها. يكفي مشاهدة المدينة القديمة بأزقتها الضيقة وأسوارها القديمة العالية، التي تأخذك في رحلة عبر الزمن. حيث تشع القدس بألوانها، والروائح، والأصوات التي تحمل ضمنها قصصًا قديمة وأملًا للمستقبل.

موقع مدينة القدس:

المعالم الأولى لمدينة القدس ظهرت على منطقة تلال الظهور التي تُطلّ على منطقة سلوان جنوب شرق المسجد الأقصى. وترتفع حوالي 800 متر فوق سطح البحر. أمّا مساحتها فتقدر 125.1 كيلومتر مربع.
تقع مدينة القدس في وسط فلسطين، حيث تبعد ما يقارب ال 60 كيلو متر شرق البحر الأبيض المتوسط، أما للبحر الميت فهي تقع غربه وتبعد عنه حوالي 30 كيلومتر، وتقع على بعد 250 كيلومتر شمال البحر الأحمر، أما بعدها عن الدول المجاورة، فتب عن دمشق 290كيلوا متر من الجهة الجنوبية الغربية، وعن بيروت ما يقارب 388 كيلومتر، أماعن عمان فتبعد 88 كيلومتر غربها.

تاريخ مدينة القدس:

يعود تاريخ بناء مدينة القدس إلى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث بناها العرب اليبوسيين؛ أي قبل عصر سيدنا إبراهيم عليه السلام بواحد وعشرين قرناً. وأيضاً قبل ظهور اليهودية التي هي شريعة موسى عليه السلام بسبعة وعشرين قرنا”.
كما وتذكر المصادر التاريخية، عن أن الملك اليبوسي ويدعى “ملكي صادق” هو أول من بنى يبوس أو القدس. ويقال أنه أُطلق عليه “ملك السلام” وذلك لأنه كان محباً للسلام، ومن هنا جاءت تسمية المدينة وقد قيل أنه هو من سماها
“بأور سالم” بمعنى “مدينة سالم”

عهد الكنعانيين:

أما عن العرب الكنعانيون فقد سكنوا فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ تحديداً في الألفية الثامنة قبل الميلاد، حيث قاموا باستصلاح الأرض وزراعتها وبناء البيوت فيها، وهذا النظام لم يكن متداولاً في تلك الفترة، وقد تم العثور على آثار وأدوات زراعية تعود لفترة لم يكن فيها اليهود أصلا، وهذا يدلل أن هناك سكانا سبقوا الجميع في الحياة على هذه الأرض.
وقد تعرضت مدينة القدس لاحتلال وتدمير وإعادة بناء عدة مرات، وكانت تحت حكم العديد من الحضارات، والإمبراطوريات مثل المسيحيين الصليبيين، والمسلمين العرب، والدولة العثمانية.

الاحتلال المختلف الذي مر على مدينة القدس:

بالإضافة إلى الأبعاد الدينية والتاريخية والسياسية، تعتبر القدس أيضًا مركزًا ثقافيًا وسياحيًا هامًا. يقصدها الملايين من الزوار سنويًا لاستكشاف المواقع التاريخية والدينية والاستمتاع بجمالها الطبيعي وثقافتها المتنوعة.
مدينة القدس لها تاريخ طويل ومعقد من الاحتلال والسيطرة الأجنبية. فيما يلي نظرة عامة على بعض الفترات الرئيسية للاحتلال التي مرت بها مدينة القدس عبر التاريخ:

الاحتلال البابلي:

(586-537 ق.م) احتل الملك البابلي نبوخذ نصر المدينة ودمر الهيكل الأول، الذي كان المركز الروحي والديني للشعب اليهودي

الاحتلال الفارسي:

(538 ق.م) سيطر الفرس على القدس بعد هزيمة البابليين، واستمر الاحتلال الفارسي حتى الفترة الرومانية

الاحتلال الروماني:

في العام (63 ق.م) احتل الرومان المدينة وأعادوا بنائها، وتم تحويلها إلى مستوطنة رومانية تحت اسم “إيليا كابيتولينا”.

الاحتلال البيزنطي:

في القرون الرابع والخامس، كان الإمبراطور البيزنطي يحكم القدس وأقام العديد من الكنائس والمعابد المسيحية في المدينة

الفتح الإسلامي:

في العام 636، تم استعادة القدس من البيزنطيين بواسطة الجيوش الإسلامية بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب. وتحولت القدس إلى مركز ديني هام في الإسلام، حيث تم بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

الاحتلال الصليبي:

في العام 1099، احتل الصليبيون المدينة خلال الحملة الصليبية الأولى وشنوا مذابح واسعة النطاق ضد السكان في المدينة

الاحتلال الأيوبي والمماليكي:

في العقود التالية، تعاقبت الدول الإسلامية الأيوبية والمملوكية على السيطرة على القدس وحمايتها من الصليبيين.

الاحتلال العثماني:

في العام 1517، سيطر العثمانيون على القدس واستمروا في السيطرة على المدينة لمدة نحو أربعة قرون.

الاحتلال البريطاني:

بعد الحرب العالمية الأولى، احتلت بريطانيا فلسطين بما في ذلك القدس، وأصبحت السلطة الانتدابية حتى 1948.

الاحتلال الإسرائيلي:

في عام 1948، جرت حرب عربية_ إسرائيلية، ونتج عنها تقسيم القدس، حيث سيطرت إسرائيل على الغربية وقسمتها إلى قسمين الغربي والشرقي. وفي عام 1967، شنت إسرائيل حرب احتلت خلالها القسم الشرقي من القدس، بما في ذلك البلدة القديمة والأماكن المقدسة.

كما هو معروف، للمدينة المقدسة “القدس” تاريخ طويل. قد تكون هناك العديد من الأسماء التي أطلقت على القدس عبر العصور. هنا بعض الأسماء القديمة المعروفة للقدس:

⦁ يبوس :هو الاسم الذي استخدمه الكنعانيون للمدينة قبل أن يتم الاستيلاء عليها من قبل الملك داود ويصبح عاصمة لمملكة إسرائيل القديمة.

⦁ “أورشاليم: هو الاسم الذي أطلقه الملك داود بعد أن أخذ المدينة من اليبوسيين وجعلها عاصمة للمملكة الإسرائيلية القديمة.

⦁ إيليا كابيتولينا: كان هذا هو الاسم الذي أطلقه الإمبراطور الروماني هادريان على المدينة بعد تدميرها في القرن الثاني الميلادي وإعادة بنائها بشكل جديد كمستوطنة رومانية.

⦁ بيت المقدس: هو الاسم الذي أطلقه المسلمون على القدس بعد الفتح الإسلامي للمدينة في القرن السابع الميلادي.

⦁ القدس العليا : هذا هو الاسم العربي الحديث للقدس الذي يستخدم في العصر الحديث والمعاصر.

هذه بعض الأسماء المعروفة التي تم استخدامها للقدس على مر العصور. يجب ملاحظة أن هناك المزيد من الأسماء التي تم استخدامها في الأوقات المختلفة والتي قد تختلف بين الثقافات والحضارات المختلفة التي سيطرت على المدينة على مر العصور.

سور القدس وأبوابها:

بني سور القدس في العهد الكنعاني، وأخذ شكل الشبه منحرف حيث يبلغ محيطه 2ميل ونصف أما طوله فيبلغ 2086قدماً من الشمال، ومن الجنوب 3245 قدم ومن الشرق 2754ومن الغرب 2086لكنه تعرض إلى الخراب عدة مرات، حتى جاء السلطان سليمان القانوني العثماني وأمر بإعادة بناءه على شكله الموجود السور حاليا ورصد لإعماره كل عائدات ضرائب فلسطين لمدة خمس سنوات، وله أربعة وثلاثون برجا وأشهرها برج الكبريت واللقلق

أورشاليم: هو الاسم الذي أطلقه الملك داود بعد أن أخذ المدينة من اليبوسيين وجعلها عاصمة للمملكة الإسرائيلية القديمة.

للسور سبعة أبواب مفتوحة وأربعة أبواب مغلقة:

تعود إلى فترات مختلفة. تم استخدام هذه الأبواب على مر العصور كمداخل رئيسية للمدينة ومعابر للسكان والزوار. إليك بعض الأبواب الشهيرة في القدس:
⦁ باب العامود: يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة ويُعتبر المدخل الرئيسي للمسلمين إلى المسجد الأقصى.
⦁ باب الساهرة: حيث يقع إلى الجانب الشمالي على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العمود وبناءه بسيط، حيث يرجع إلى عهد السلطان سليمان القانوني، ويسمى أيضاً باب “هيرودوتس”.
⦁ باب الخليل: يقع في الجهة الجنوبية للمدينة القديمة ويسمى أيضًا باب الخان. يشتهر بالمعمار العثماني ويتميز بقوس كبير.
⦁ باب الحديد: يقع في الجهة الشمالية للمدينة القديمة ويُعد المدخل الرئيسي للمسيحيين. يُعرف أيضًا بباب دمشق.
⦁ باب الأسباط: يقع في الجهة الغربية للمدينة القديمة ويسمى أيضًا باب حطة. يعود تاريخ هذا الباب إلى العصور القديمة.
⦁ باب المغاربة: يقع في الحائط الجنوبي لسور القدس وهو عبارة عن قوس قائم ضمن برج مربع ويعتبر أصغر أبواب القدس.
⦁ باب النبي داوود: وهو باب كبير منفرج أنشأ في عهد السلطان سليمان القانوني ويسمى أيضا باب صهيون.

الأبواب المغلقة لمدينة القدس:

1-باب الرحمة : يقع الباب في الحائط الشرقي على بعد 200متر إلى الجنوب من باب الأسباط يؤدي مباشرة إلى الحرم وتمت تسميته بالباب الذهبي لجماله، أغلقه العثمانيين بسبب ما انتشر بين الناس حينها بأن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس من هذا الباب.
2-الباب الواحد: يقع هو أيضاً في الحائط الجنوبي، حيث يعلوه قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
3-الباب المثلث : يقع في الحائط الجنوبي، يتكون من ثلاث أبواب يكل منها يعلوه قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.
 4-الباب المزدوج: يقع في الحائط الجنوبي ويتكون من بابين يعلو كل منهما قوس يؤدي إلى الحرم مباشرة، بني زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان.

أهم المواقع الدينية والأثرية في القدس:

تتميز القدس بوجود العديد من المواقع الدينية المهمة. ففي الجزء الشرقي من المدينة يقع المسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس مكان في الإسلام بعد مكة والمدينة المنورة. وفي الجزء الغربي من المدينة يقع الجبل الأبيض، الذي يضم الكنيسة القديسة القبر المقدس والمسجد الأقصى. بالإضافة إلى العديد من المعالم الحضارية والأثرية التي تعكس تاريخها العريق وتراثها المتنوع.

وفيما يلي بعض المعالم الحضارية والأثرية المهمة في مدينة القدس:

⦁ الكنيسة القديمة: توجد العديد من الكنائس القديمة في القدس، بما في ذلك كنيسة القيامة وكنيسة القديسة آنا وكنيسة القديس يعقوب وغيرها. تعتبر هذه الكنائس محطات مهمة للحج والزيارة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم.
⦁ المسجد الأقصى: يُعتبر المسجد الأقصى واحدًا من أبرز المعالم الإسلامية في العالم. يعتبر المسجد الأقصى الثالث في الأهمية بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. يقدس المسجد الأقصى في الإسلام كونه المكان الذي رُفع فيه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
⦁ الحي اليهودي القديم: يتكون الحي اليهودي القديم من شبكة ضيقة من الشوارع والأزقة والساحات التي تضم العديد من المعابد، والمتاجر، والمنازل التي تعود للعصور الوسطى والعصور الحديثة. يُعتبر الحي اليهودي القديم مقصدًا سياحيًا رئيسيًا في القدس.
⦁ قلعة داود: تعد قلعة داود واحدة من أبرز المعالم التاريخية في القدس. تم بناء القلعة في القرن الثاني عشر الميلادي وقد تم استخدامها على مر العصور كقصر وحصن وسجن. اليوم، تحتوي القلعة على متاحف ومعارض تعرض تاريخ المدينة.
⦁ حائط البراق: يُعتبر هذا الحائط من الأماكن الإسلامية المقدسة وجزءاً من الحرم الشريف، حيث أن يحيط الحرم من الناحية الغربية. ويبلغ ارتفاعه 56 قدما، كما ويصل طوله 156 قدما. وهو مبني من حجارة قديمة ضخمة يبلغ طول بعضها 16 قدما، أطلق عليه المسلمين اسم البراق نسبة إلى براق سيدنا محمد الذي ربطه به يوم الاسراء والمعراج.
⦁ المتحف الإسلامي: يقع غربي قبة الصخرة، وهو عبارة عن مبنى صغير يحتوي على مجموعة رائعة من الأدوات، والمصاحف المقدمة كهدايا للحرم على مر العصور، وتوجد فيه أيضاً مخطوطات قرآنية من حقب تاريخية مختلفة. هذا وتعتبر معروضات المتحف فريدة من نوعها وذات أهمية وقيمة تراثية عالية.

تُعد هذه المعالم فقط نماذج مختارة من الثروة الحضارية، والأثرية في مدينة القدس. هناك المزيد من المعالم التي يمكن استكشافها في المدينة، بما في ذلك الشوارع الضيقة، والأسواق القديمة، والمتاحف، والمقابر التاريخية والقصور القديمة. تاريخ القدس طويل ومعقد، وتشتهر المدينة بتنوع ثقافاتها وتراثها الديني الغني، مما يجعلها مقصدًا سياحيًا هامًا للزوار من جميع أنحاء العالم.

ختاماً:

عبر تاريخها العريق، شهدت القدس تواجد العديد من الشعوب والثقافات والأديان، مما أضفى عليها تنوعاً ثقافياً وتاريخياً لا يضاهى. فهي تعتبر رمزاً للتعايش السلمي والتسامح بين الأديان المختلفة، وهي محطة للصلاة والتأمل للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء.
ومع ذلك، تبقى القدس محورًا للصراعات والتوترات السياسية والدينية. فهي تجسد الأمل والوحدة للبعض، وفي الوقت نفسه تثير الغضب والانقسام لآخرين. لكننا يجب أن نتذكر أن القدس تنتمي للجميع.
فلنحافظ على القدس بكل ما تحمله من قيمة ومعنى، ولنتعلم منها دروس الصمود والتسامح والتلاحم. إنها مهمة نبيلة تتطلب تضافر جهود العرب والمسلمين جميعًا. فلنتعاون وندعم بعضنا البعض، ولنبني جسور التعاون بين فئات الشعب الفلسطيني، فمن خلال ذلك فقط سنستطيع أن نعطي القدس ما تستحقه من محبة واحترام، ونجعلها مدينة الأمل والسلام للعالم بأسره بعد أن تتحرر من الاحتلال وبالتالي نحقق ما نحلم بها جميعًا.

يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني

يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني تقع مدينة يافا الفلسطينية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط. وتشهد على قرون من التاريخ الغني، والتنوع الثقافي، بأزقتها المرصوفة بالحصى، والهندسة المعمارية القديمة، والمشهد الفني النابض بالحياة، تنضح يافا بجو من التفرد. والتميز الذي يأسر المسافرين من جميع أنحاء العالم.

يتجول المرء في الشوارع الضيقة لمدينة يافا القديمة، ويعود بالزمن إلى الوراء، حيث تتعايش بقايا الحضارات القديمة بانسجام مع الحياة المعاصرة، يخلق المزيج الساحر بين العمارة العثمانية، والصليبية، والعربية نسيجًا فريدًا من الجمال يترك الزائرين في حالة من الذهول.

رحلة عبر الزمن

مدينة يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني، تاريخ طويل يعود إلى آلاف السنين، تعتبر واحدة من أقدم مدن الموانئ في العالم، مع أدلة على وجود تجمعات بشرية تعود إلى حوالي 4000 قبل الميلاد. كانت في موقع استراتيجي على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، مما يجعلها مركزًا تجاريًا مهمًا لمختلف الحضارات، ويمكن إرجاع تاريخ يافا إلى الفينيقيين، والكنعانيين، وقد ورد ذكرها في المصادر المصرية القديمة، مما يدل على أهميتها المبكرة كمدينة ساحلية .

يافا والحكم الروماني:

خضعت يافا للحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد، واستمرت في الازدهار كميناء  خلال العصر البيزنطي، وفي القرن الثاني عشر كانت يافا مدينة بارزة خلال الفترة الصليبية، حيث وقعت أحداث تاريخية مهمة، بما في ذلك المعارك والحصارات.

اليوم، تعد يافا جزءًا من مدينة تل أبيب-يافا الحديثة في إسرائيل وهي معروفة بمشهدها الفني النابض بالحياة ومعالمها التاريخية وتنوعها الثقافي، مما يعكس تاريخها الغني، والمعقد.

سحر البلدة القديمة في يافا:

يضيف ميناء يافا القديم، بقوارب الصيد الرائعة، وطيور النورس المتمايلة. إلى جاذبية الحنين إلى الماضي للمدينة، عندما تنظر إلى البحر الأبيض المتوسط المتلألئ، ستدرك أن تراث يافا البحري لا يزال حياً. ويربط ماضيها بالحاضر.

يشبه الدخول إلى مدينة يافا القديمة دخول متحف حي. تتخلل الشوارع المرصوفة بالحصى؛ طريقها عبر المباني الحجرية القديمة المزينة بمصاريع خشبية مزخرفة، مما يثير إحساسًا بالحنين إلى حقبة ماضية، تضفي المباني الحجرية، والمنازل الجذابة إحساسًا بالخلود، وعندما تستحضر ذكريات القرون الماضية ستجد نفسك منغمسًا في مشاهد، وأصوات، وروائح الأسواق التقليدية، حيث يعرض البائعون المحليون بضاعتهم، وتملأ رائحة التوابل الهواء.

بوتقة تنصهر فيها الثقافات:

كانت مدينة يافا يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني بوتقة تنصهر فيها الثقافات عبر تاريخها الطويل. والتي شكلتها الحضارات المتنوعة التي أطلق عليها اسم الوطن، موقعها الاستراتيجي كمدينة ساحلية بارزة على طول البحر الأبيض المتوسط سهّل التبادل الثقافي، والتفاعلات على مر القرون.

ترجع أصول يافا القديمة إلى الحقبة الفينيقية، والكنعانية، التي أرست الأساس لتقاليدها البحرية والتجارية، وخلال العصرين الروماني والبيزنطي، استمرت يافا في الازدهار كمركز تجاري مهم، وجذبت الناس من مختلف المناطق.

أصبحت يافا جزءًا من العالم الإسلامي، بعد الفتح العربي في القرن السابع الميلادي. مما زاد من تشكيل مشهدها الثقافي، ثم أدخلت الفترة الصليبية التأثيرات الغربية على المدينة. تاركة بصمات معمارية وثقافية، ولو تطرقنا الى الإرث العثماني نجدها  كجزء من الإمبراطورية العثمانية، شهدت يافا فترة من الحكم العثماني، وجلبت معها عناصر من الثقافات التركية والعربية.

 اليوم…لا تزال يافا تمثل بوتقة تنصهر فيها الثقافات مع السكان العرب الفلسطينيين النابضين بالحياة. والمجتمعات اليهودية، ومختلف المجموعات العرقية الأخرى. وكذلك المغتربين من مختلف أنحاء العالم. كما وينعكس هذا التراث المتنوع في العمارة، والمطبخ واللغة والعادات والتقاليد في يافا، كمزيج من الثقافة الفلسطينية المحلية جنبًا إلى جنب مع التأثيرات من الدول المجاورة، والمجتمعات الدولية.

جاذبية سوق السلع المستعملة في يافا:

يقع في قلب مدينة يافا القديمة، سوق السلع المستعملة محاط بالمباني الحجرية الساحرة والشوارع الضيقة المرصوفة بالحصى، تضيف هذه الخلفية التاريخية إلى جاذبية السوق.مما يخلق مزيجًا رائعًا من الماضي، والحاضر .

في يافا ، يعتبر سوق السلع المستعملة. أحد أكثر الأماكن جاذبية. وحيوية. وجهة يجب زيارتها لكل من السكان المحليين، والسياح الذين يتطلعون إلى الانغماس في أجواء المدينة الفريدة والعثور على الكنوز المخفية، حيث يقدم السوق مجموعة من الأكشاك. والمتاجر التي تبيع جميع أنواع السلع. بما في ذلك التحف، والأشياء القديمة. والملابس والمجوهرات والحرف اليدوية والهدايا التذكارية. إنه ملاذ لهواة الجمع. وعشاق الفن. وأي شخص يبحث عن اكتشافات فريدة.

سوق السلع المستعملة لا يتعلق فقط بالتسوق إنه مركز للتعبير الفني، ستجد العديد من المعارض الفنية، والاستوديوهات وورش العمل الحرفية التي تعرض أعمال الفنانين، والحرفيين المحليين. بالإضافة إلى تجربة التسوق، يضم السوق مجموعة متنوعة من أكشاك الطعام. والمطاعم التي تقدم أطباقًا شهية من المأكولات المختلفة، إنه مكان رائع للاستمتاع بأطباق الشرق الأوسط، والاستمتاع بمغامرة في الطهي .

سواء كنت صيادًا متمرسًا في الصفقات. أو تبحث ببساطة عن الانغماس في الثقافة المحلية. فإن سوق السلع المستعملة في يافا هو وجهة آسرة ستترك لك ذكريات دائمة. وربما بعض الهدايا التذكارية الفريدة .

روح يافا الفنية(يافا جوهرة خالدة من التراث الفلسطيني):

 نسيج من خيوط تاريخها القديم، وتنوعها الثقافي.ومشهدها الفني النابض بالحياة، باعتبارها واحدة من أقدم المدن الساحلية في العالم، تفتخر يافا بتراثها الغني الذي شكل شخصيتها وهويتها الفنية على مر القرون .

عند المشي في شوارع يافا الضيقة والمتعرجة. يمكنك أن تشعر بأصداء ماضيها. تحكي الأعاجيب المعمارية، والمداخل المقوسة، والجدران الحجرية المتجمدة قصصًا عن الحضارات التي لا حصر لها. والتي تركت بصماتها على هذه المدينة القديمة، من الفينيقيين إلى الرومان، ومن الصليبيين إلى العثمانيين، يضيف كل فصل من التاريخ عمقًا. وتعقيدًا للروح الفنية للمدينة.

الجوهر الحقيقي:

 يتألق الجوهر الحقيقي لروح يافا بشكل أكثر إشراقًا،.يلتقي هنا الفنانون المحليون، والموسيقيون، والكتاب، وفناني الأداء، مما يبث الحياة في نبض المدينة الإبداعي، تنتشر المعارض الفنية، والاستوديوهات، والمراكز الثقافية في المشهد. وتوفر منصة لكل من المواهب الراسخة، والناشئة لعرض أعمالهم. وإثارة المحادثات التي تتحدى التقاليد.

روح يافا الفنية هي دعوة للاستكشاف. والاكتشاف والتعمق في طبقات تاريخها وثقافتها واحتضان التطور المستمر لهويتها الإبداعية، إنه يدعو المسافرين. والمقيمين على حدٍ سواء ليكونوا جزءًا من رحلته الفنية، للمساهمة بلمساتهم الخاصة في التحفة الفنية دائمة التطور وهي مدينة يافا. مع غروب الشمس فوق أفق البحر الأبيض المتوسط. تستمر روح يافا الفنية في التألق الساطع. مما يضيء الطريق لأجيال من الفنانين في المستقبل.

الحفاظ على الماضي واحتضان المستقبل:

 عنصران أساسيان يلعبان دورًا حيويًا في تشكيل هوية وشخصية يافا كمدينة قديمة ذات تاريخ غني. فإن ماضي يافا منسوج في شوارعها. ومبانيها وتراثها الثقافي، يعد الحفاظ على هذا الإرث التاريخي أمرًا بالغ الأهمية في الحفاظ على سحر المدينة الفريد، والشعور بالاستمرارية.

الحفاظ على الماضي في يافا:

غالبًا ما تتضمن جهود الحفاظ على الماضي في يافا ترميم المباني التاريخية. والمعالم، والمواقع الأثرية، من خلال الحفاظ على السلامة المعمارية، والأهمية الثقافية لهذه الهياكل. يمكن أن تستمر يافا في كونها شهادة حية على ماضيها مع جذب السياح، والزوار المهتمين بتجربة تاريخها بشكل مباشر. وفي نفس الوقت يافا هي مدينة تتطور باستمرار، وتحتضن المستقبل كمركز فني وثقافي نابض بالحياة. تعزز يافا بيئة تغذي الإبداع والابتكار، تتعايش المعارض الفنية المعاصرة والمراكز الثقافية، والبنية التحتية الحديثة مع العمارة القديمة، مما يخلق مزيجًا ديناميكيًا بين القديم والجديد.

يتضمن احتضان المستقبل أيضًا التكيف مع التحديات والفرص الحديثة، حيث تساعد الممارسات المستدامة، ومبادرات التخطيط الحضري على ضمان أن يكون نمو المدينة مسؤولاً بيئيًا. ويعزز جودة الحياة لسكانها.

هوية وتاريخ يافا:

الحفاظ على هوية، وتاريخ يافا لا يعني الركود بل إيجاد طرق للاحتفال بالماضي مع تعزيز النمو والتقدم، كما وتساهم المجتمعات المحلية، والفنانين ورجال الأعمال والمنظمات في تشكيل مستقبل يافا. من خلال الترويج للفعاليات الثقافية، ودعم الشركات المحلية، والاستثمار في التعليم. يمكن لمدينة يافا تمكين سكانها من القيام بدور فعال في تشكيل مستقبل مدينتهم مع الاعتزاز بماضيها.

مفتاح نجاح يافا:

في الأساس، يكمن مفتاح نجاح يافا في إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على تراثها التاريخي واحتضان إمكانات النمو والابتكار، من خلال تكريم جذورها وتقاليدها مع الانفتاح على الأفكار. والإمكانيات الجديدة. يمكن أن تستمر يافا في الازدهار كمدينة تعتز بماضيها وتتطلع إلى مستقبل واعد.

في الختام:

يافا ليست مجرد مدينة، إنها شهادة حية على الإرث الدائم للتراث الفلسطيني.

ماضيها العريق، وثقافتها النابضة بالحياة، وكرم الضيافة يجعلها وجهة حصرية تدعو المسافرين للانطلاق في رحلة عبر الزمن. والجمال والجوهر المشترك للإنسانية. تترك زيارة يافا بصمة لا تمحى من القلب.

المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة

المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة ستبقى فلسطين دولة عريقة مهما حاول الاحتلال طمس هويتها، وسرقة معالمها وتراثها؛ تاريخها ما زال حاضراً في معالم كل مدينة؛ لتروي لنا أصلها، وتصور لنا عراقتها وجذورها الكنعانية.

تضم فلسطين عدد كبير من المدن، والقرى أنشأت بينها حواجز، وأسوار بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي، بهدف منع الوصول اليها، والتواصل معها خاصة في وقت الاجتياحات والحروب. لتحقق سياستها الاحلالية داخل فلسطين.

سنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على بعض أهم وأعرق المدن الفلسطينية، للتعرف علة تاريخها وأهم معالمها وسنبدأ بأولى القبلتين قدسنا الشريف.

 تعد من أقدس المدن، وذات مكانة روحية عالية عند معتنقي الديانات السماوية الثلاثة، الإسلامية والمسيحية واليهودية، وأكبر مدن فلسطين المحتلة من حيث المساحة، وعدد السكان.

تاريخها :

يعود تاريخ أول بناء للقدس إلى عهد اليبوسيين؛ فهم أول من سكنها في الألف الخامس قبل الميلاد،

تم ضم الجزء الشرقي منها عام 1980م بعد حرب 1967واحتلال فلسطين.

يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين، ويزعم الاحتلال انها عاصمة إسرائيل.

حظيت القدس بمكانة دينية عالية جعلها محور للصراع والنزاع فحاولو تدميرها فتعرضت لا لاكثر من اربع وعشرون محاولة

تسميتها:

أطلق على مدينة القدس عدة أسماء كان بدايتها اسم “إيلياء” نسبة إلى إيلياء بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام، وأعيد إطلاق اسم إيلياء على القدس في زمن الإمبراطور الروماني “هادريان”.وظل اسم “إيليا” سائداً نحو مائتي سنة، إلى أن جاء الإمبراطور “قسطنطين” ، وهو أول من تنصر من أباطرة الرومان فألغى اسم إيليا، وأعاد للمدينة اسمها الكنعاني، وأول اسم ثابت لمدينة القدس، هو “أوروسالم” أو “أوروشالم” (مدينة السلام) كما أسماها العرب الكنعانيون، ذكرت المدينة في فترة لاحقة من القرون الوسطى باسم “بيت المقدس” المنسوب للغة الآرامية، ومتداول في اللغة الأردية، ومتداول حتى الآن تحت مسمى القدس.

موقعها الجغرافي :

تميزت القدس بموقعها الجغرافي على هضبة القدس، والقمم الجبلية التي تمثل سلسلة الوسطى للأراضي الفلسطينية، والتي بدورها تمثل خط تقسيم للمياه بين وادي الأردن شرقاً، والبحر المتوسط غربا؛ جعلت من اليسير عليها أن تتصل بجميع الجهات، إضافةً إلى أنها حلقة في سلسلة ترتبط بطرق رئيسية تخترق المرتفعات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، كما أن هناك طرقاً عرضية تقطع هذه الطرق الرئيسية، لتربط وادي الأردن بالساحل الفلسطيني، كما يحيط بالقدس حوالي عشرة أحياء سكنية وأكثر من 41 مستعمرة.

تضم القدس العديد من المواقع الأثرية الدينية، وفيها أكثر من مائة مبنى أثري إسلامي:  مثل الحرم الشريف. المسجد الأقصى، مسجد  الصخرة، حائط البراق. والمسجد العمري الكبير نسبة إلى سيدنا عمر

وغيرهاالكثير من المعالم.

مدينة رام الله:

 تعتبر مدينة رام الله من المراكز الهامة في الضفة الفلسطينية وفيها تقام كافة النشاطات السياسية والإقتصادية

تاريخ مدينة رام الله:

 يُعتبر قضاء رام الله هو القضاء الفلسطيني الوحيد الذي لم يأخذ منه اليهود أية قرية حتى عام 1967. وتغير الوضع بعد هذا التاريخ حين قامت المنظمات الصهيونية المسلحة باحتلال القضاء وكل فلسطين.

أصل تسمية مدينة رام الله:

يرجع اسمها إلى كلمة (الرامة) بمعنى العالي. والمرتفع. و(رام) جذر سامي مشترك يفيد العلو، وتذكر بعض الدراسات أن المدينة تقوم على بقعة (رامتاي مصوفيم) وتعني مرتفعات الصوفيين المذكورة في العهد القديم الذي ولد فيه النبي صموئيل.

الموقع الجغرافي لمدينة رام الله:

أقيمت المدينة فوق عدة تلال من جبال القدس تتخللها أودية منخفضة، وتقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 16 كيلو متراً، وترتفع 860 متراً عن سطح البحر.

 تحتوي رام الله على مواقع أثرية تضم بقايا مبانٍ صليبية (البرج). وبوابة بقنطرة، وحجارة مزمولة، وقاعدة عمود عند الجامع وغيرها من المعالم التي تدل على عراقتها وأصالتها.

مدينة نابلس:

إحدى أكبر المدن الفلسطينية من حيث السكان وأكثرها أهمية وتضم أكبر المقرات الجامعية. وتعد المركز لشمال الضفة الغربية، وعاصمة لمحافظة نابلس التي تظم 56 قرية.

تاريخ مدينة نابلس:

خضعت المدينة للحكم المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام، في العقد الرابع من القرن التاسع عشر، قبل أن تعود إلى الحكم العثماني. احتلها البريطانيون عندما انهزمت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. وخضعت فلسطين للانتداب البريطاني؛ سقطت نابلس تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967. حين احتلت الضفة الغربية بأكملها من قبل الإسرائيليين. (المدن الفلسطينية تاريخ راسخ وحضارة قديمة)