التغريبة الفلسطينية ملحمة شعرية لا يخفت صداها.. جودها إبراهيم طوقان

التغريبة الفلسطينية ملحمة شعرية لا يخفت صداها.. جودها إبراهيم طوقان تقف “التغربية” الفلسطينية كشاهد قوي على الروح التي لا تقهر؛ لشعب عانى الكثير، ولا زال يعاني تحت ظلم الاحتلال.

نجد أن هذا المسلسل استحوذ على مساحة مهمة في عالم العمل التلفزيوني، واستطاع لفت انتباه الجماهير من جميع الأقطار العربية. فقد صور نكبة عام 1948 – بتقنية وحرفية عالية. وهي اللحظة الحاسمة في التاريخ الفلسطيني؛ والتي اقتلع فيها مئات الآلاف من أراضيهم. ومن هنا أخذت كلمات التغريبة واستخدمت كتتر مميز لحناً وأغنية كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل (ابراهيم طوقان).

نبذة عن الشاعر إبراهيم طوقان (التغريبة الفلسطينية ملحمة شعرية):

إبراهيم طوقان شاعر فلسطيني الأصل، ولد في نابلس عام 1905م. وكان من أبرز الشعراء الذين لهم دور في المقاومة الشعبية العربية؛ من خلال أشعاره التي نصها فترة الانتداب البريطاني على فلسطين مع أخته الشاعرة فدوى طوقان الغنية عن التعريف.

 جُمعت قصائده في ديوان بعد وفاته تحت عنوان ديوان “إبراهيم طوقان”؛ بأول إصدار له عام 1955، الذي من أشهر قصائده قصيدة التغريبة الفلسطينية ملحمة شعرية لا يخفت صداها.. جودها إبراهيم طوقان

سبب كتابة التغريبة (التغريبة الفلسطينية ملحمة شعرية):

تكمن نشأة “لا تسل عن سلامته” في العصر المضطرب للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاستعماري، كتبها طوقان عندما كان الفلسطينيون يناضلون من أجل حقوقهم وتحررهم. فكان استشهاد (محمد عبد الغني أبو طبيخ) بمثابة حافز لإشادة طوقان الشعرية.

قصة الفدائي:

كتب الشاعر إبراهيم طوقان القصيدة تخليداً لفعل الفدائيّ ( أبو طبيخ). الذي حمل “روحه فوق راحته” حين كان يبلغ من العمر حوالي 15 عاماً. وقام بمحاولة اغتيال رئيس النيابات العامة البريطاني. الصهيوني “نورمان بنتويش”. رداً على قوانين تعسّفية أصدرها بحق الفلسطينيين خلال ثورة البراق.

ففي الساعة الواحدة و35 دقيقة من ظهر 24 نوفمبر 1929. ترصّد الفدائيّ ابن بلدة قباطية في جنين لـ”بنتويش” وهو خارجٌ من مكتبه في القدس، وأطلق عليه ثلاث رصاصات وأصابه في فخذه، مُنفّذاً أوّل محاولة اغتيال سياسيّة موثقة في فلسطين، فكانت جراءةُ الفدائيّ أبو طبيخ سبباً في جعل الجميع يتغنى به وبشجاعته.

الرمزية والامتداد:

تتجاوزت كلمات “لا تسل عن سلامته” السياق المحدد لاستشهاد أبو طبيخ. حيث تردد صداها لدى الفلسطينيين الذين عانوا عقودًا من القمع والتنكيل، لتجسد اللغة الرمزية للقصيدة التوق العالمي للعدالة والحرية والكرامة. حيث باتت بمثابة شهادة على الروح التي لا تقهر لشعب يرفض أن يصمت. حتى في مواجهة الشدائد.

إرث خالد:

بعد عقود من إنشائها. ما زالت “لا تسل عن سلامته” شهادة دائمة على صمود الشعب الفلسطيني، وقد تجاوزت القصيدة هدفها الأول، وحققت صدى لدى الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، وعملت كقوة موحدة تستمر كلماتها المؤثرة في التلاوة والغناء والاعتزاز، وتجسد روح المقاومة التي لا تتزعزع. وتعمل بمثابة تذكير بالنضال المستمر من أجل العدالة.

لقد رسخ عمق الأغنية، ورمزيتها، وصداها مكانتها في التراث الثقافي الفلسطيني، مما يضمن عدم نسيان تضحيات الشهداء، مع استمرار الأجيال في استلهام أبياته. يظل “لا تسل عن سلامته” نشيد مقاومة خالدة، يذكرنا بالكفاح المستمر من أجل الحرية والعدالة، وتجسد الروح التي لا تقهر للقضية الفلسطينية.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب: