تشتهر فلسطين بتراث ثقافي غني، ومتنوع يمتد عبر العصور، حيث تمثل العادات جزءًا لا يتجزأ من تلك الهوية الفريدة، مثل “الزغاريد والمهاهاة” إنّ العادات الفلسطينية تمثل عبورًا زمنيًا. ومكانيًا يجمع بين التاريخ. والثقافة، وتسلط الضوء على قيم، وتقاليد متعددة تعبر عن هويتها وروحها الفريدة.
من مراسم الأعراس التي تُنظَّم بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة، إلى الزغاريد التي تعكس مشاعر الفرح، والاحتفال في المناسبات، وصولًا إلى تقاليد الضيافة التي تشهد على كرم الفلسطينيين، واهتمامهم بضيوفهم، كل هذه الجوانب تمثل أطيافًا مختلفة من التراث الفلسطيني العريق.
تتجلى عادة الزغاريد، والمهاهاة في أعياد الفرح. والمناسبات السعيدة في الثقافة الفلسطينية كوسيلة فريدة للتعبير عن البهجة والسرور، تعكس هذه العادة جوهر روح التضامن. والمشاركة المجتمعية بطريقة مميزة ومفعمة بالحماس.
الزغاريد والمهاهاة: أصوات تعبيرية تهز الأجواء
أصوات عالية ومتقطعة تنطلق من صدور النساء، والفتيات بتحريك اللسان على جانبى الأيمن، والأيسر، بشكل متتابع، مع إخراج الهواء من الحلق بقوة. ويمكن الاستعانة باليد، في المناسبات السعيدة كالأعراس والولائم، أو في المناسبلت الحزينة كتوديع الشهداء والأسرى، إن تلك الأصوات الشجية تشكل لحنًا فريدًا يزين الأجواء. ويُعبِّر عن مدى سعادة الحضور أو فخرهم واعتزاهم.
المهاهاة الفلسطينية
لون غنائي قديم من رموز التراث الشعبي الفلسطيني مقصور على النساء فقط، يغنى في الأفراح والمناسبات السعيدة، ولها معنى نابع من التراث وواقع الإنسان القروي، وحتى المدني الفلسطيني. ولكل موقف مناسبته وشكله ومعانيه، وهناك مهاهاة للمفاخرة، ولخطبة العريس، وللزواج، والطهور، وقدوم الضيوف، ووقت عقد القران وتلبيسة العريس.
الأصل التاريخي للزغروته والمهاهاة
يحكى أن النساء فى فترة الجاهلية كانوا يرافقون الرجال إلى ساحة المعركة بالزغاريد، والاغنيات وذلك لإثارة الحماس بداخلهم مع قرع الطبول والدفوف.
أقاويل أخرى تقول إن النساء، كن يقومن بالزغاريد الجماعية كغناء للألهة لطلب الغوث، والعون وسقوط المطر، ويطلق على الزغرودة فى الهند اسم “جوكار”. وتعتبر إحدى الموروثات القديمة. ويعود أصلها لولاية بنغال في شرق الهند. ويعتقد الهنود أن الزغرودة تعمل على طرد الطاقة السلبية من الجسم، باعتقاد أن أثناء تحريك اللسان على الجانبين تطلق سهام من الداخل لتكسر الحسد الذى تعرض له الإنسان. وبالتالى تولد الطاقة الإيجابية بداخله. ” medium “.
رمزية الزغاريد والمهاهاة
” تواصل بين الأجيال وتأكيد للروح الوطنية “
تتجاوز عادة الزغاريد، والمهاهاة الجوانب الموسيقية، وتُظهِر بوضوح رمزية ثقافية واجتماعية، تمثل هذه العادة تواصلًا بين الأجيال، حيث يتم تعلمها. ونقلها من الأم إلى الابنة، مما يجعلها عبارة عن وسيلة لنقل التراث الثقافي
وفي سياق الهوية الوطنية، تعكس قوة روح الشعب الفلسطيني واحتفاءه باللحظات السعيدة رغم التحديات التي يمر بها. إن هذه العادة تمثل تجسيدًا للمجتمعية. وروح الوحدة، والصمود.
الزغاريد والمهاهاة تعزز الأجواء الاحتفالية:
” تعزيز للأجواء الاحتفالية “
في الأعراس، والمناسبات الخاصة، تساهم عادة الزغاريد. والمهاهاة في تعزيز الأجواء الاحتفالية، وإضفاء جو من البهجة والفرح، تُضيف هذه الأصوات لمسة مميزة إلى المشهد. مُحفِّزةً المشاركين على الاندماج والاستمتاع باللحظة.
زغاريد، وألحان تراثية تجمع بين الفرح، والهوية في احتفالاتهم، يشعر الفلسطينيون بأهمية عادة الزغاريد والمهاهاة التي تجسِّد التراث، والهوية والروح الوطنية، إنها عادة تترجم فرحة الشعب الفلسطيني وترسخ التواصل والتضامن، يستمر تراث الزغاريد والمهاهاة في العيش في قلوب. وأصداء النساء الفلسطينيات كتجربة مشتركة تتخطى الزمان والمكان.