أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره سجلات التاريخ فيها القليل من الحكايات التي تصور الخيال تمامًا مثل القصة الغامضة للشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين. والتي يعود تاريخها إلى حوالي 3000 عام قبل الميلاد.
هذه القطعة الأثرية القديمة. التي يكتنفها الغموض. تعمل بمثابة تذكير بالإرث الدائم للعملة، والتجارة وتطورها. وازدهارها في العهد القديم. ويدلل على التواجد التاريخي لهذه العملة. وأنها ليست حديثة المنشأ كما يدعي البعض.
أصل تسمية الشيكل ومنشأه كعملة:
يعود معنى التسمية نسبةً إلى الوحدات القديمة التي تعبر عن الوزن أو العملة، وقد كان الاستخدام الأول لها في بلاد ما بين النهرين ”العراق حاليا“ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، فكان القدماء يستخدمون الحبوب كالشعير للتعبير عن الوزن، فسموه شيكل من الشعير فمثلًا 180شيكل من الشعير يزن 11 جرامًا أو قرابة 0.35 أوقية.
إننا هنا أمام واقعة سطو تاريخية، فالشرائع العراقية القديمة، والمكتشفات. والرسائل المتبادلة بين المتعاملين كانوا يعتمدون كتلة معدنية فضية صغيرة أطلق عليها باللغة العربية الأكادية البابلية “الشيكل/ الشيقل” أي مثقال تعود للفعل “شقالو Shacalu”، ومعناه “وزنه”، كوسيلة من وسائل تسوية المدفوعات، وأداة لقياس القيم؛ هذا ويعتبر أورنمو، من ملوك سلالة أور الثالثة (2112 ــ 2004 ق.م)، وينسب للملك أورنمو “Ur-nammu” هذا التشريع المدون، الذي اعتبر أول تشريع في تاريخ البشرية، فيرد على سبيل المثال في المادة (19) من القانون: “إذا كسر رجل سن رجل آخر عليه أن يدفع غرامة شيقلين [شيكلين] من الفضة”؛ إضافة إلى استخدام الكنعانيون له كعملة كانت من أقوى العملات آنذاك وله قيمة تداول عالية، وذلك للموقع المتميز الذي تم تداول الشيكل فيه.
بداية استخدام الشيكل في فلسطين:
من المتعارف عليه ان الجنيه الفلسطيني كان العملة الأولى، والرسمية لفلسطين التاريخية. وإمارة شرق الأردن، ما بين عامي 1927–1948، وكانت قوته السوقية تفوق عملة الدولار الأمريكي، وكان الجنيه الفلسطيني يستخدم أيضا في الأردن لحين تم استبداله بالدينار الأردني بعد الاستقلال في عام 1948.
حين بدأ التداول به لأول مرة في 4 سبتمبر 1985 كجزء من خطة الاستقرار الاقتصادي لعام 1985. لكن بدأ به رسميًا في 1 يناير 1986، وبالتالي يعد الشيكل الجديد؛ بمثابة تبديل للعملة السابقة الشيكل، بقيمة تساوي (1,000 شيكل = 1 شيكل جديد). ينقسم الشيكل الجديد إلى 100 أغورة.
تزوير الحقائق بما ينسب للشيكل أصل الشيكل..بين التاريخ والمعاصره
ابرز أسباب عودة اليهود للشيكل في الوقت الحالي، أصوله القديمة.
وحاجتهم لربط الماضي بالحاضر وأنه أولى لهم استخدام ما كان يستخدمه أجدادهم عندما كانوا يعيشون عند البابليين.
هذا وأخذت التوصيات باعتماد الشيكل الجديد كعملة لإسرائيل؛ من توصيات المؤتمر الصهيوني التأسيسي الأول في مدينة “بازل” السويسرية بقيادة “هرتزل” عام 1897م باعتباره موروث تاريخي يهودي.
رغم أن أصل كلمة شيقل ليس لها علاقة بالموروث اليهودي لا من قريب ولا من بعيد.
يضعنا هذا السياق إلى التنبه للكثير من التداخل في الحقائق؛ التي يحاول الاحتلال الترويج لها. لجعلها جزءً من ثقافتهم، وتسوق بعد ذلك على أنها جزء من السياق التاريخي لإسرائيل.
الشيكل الإسرائيلي المسروق من بلاد ما بين النهرين يظل جزء من لغز قديم يأسر فضولنا. يرمز إلى التحديات التي واجهتها المجتمعات المبكرة في الحفاظ على سلامة عملاتها، وحماية حيوية اقتصاداتها، وما وصوله إلينا إلا دليل على قوة قيمته السابقة، ورمزية استخدامه في دلالة على عراقة التاريخ الذي يجب علينا استذكار ملامحه جيداً، والتعرف على أصوله وحقائقه.