ظريف الطول ..قصة أغنية انتشرت في الوطن العربي

ظريف الطول ..قصة يحيكها التراث عن شاب من قرية فلسطينية، صار رمزاً للنضال، وحب الوطن، وهب كل ما يملك من أجل محبوبته الأولى فلسطين، رغم كل ما كان حوله من أبواب ليستقر إلا أنه كان مقاوماً قبل كل شيئ.

أصل الأغنية:

هي أغنية تراثية فلسطينية توارثتها الأجيال من الأجداد، استخدمت في كتابتها اللهجة المحكية، ووصف بطلها بظريف الطول.

ظريف الطول هو شاب فلسطيني مهيوب، عرف بوسامته وطوله المزيون، كان يعمل في قرية فلسطينية عند محل نجارة يطلق عليها اسم أبو حسن، وذلك على ذمة ما تم تناقله عبر الروايات الفلسطينية المحكية.

وتشهد له كل أهل قريته بوسامته، وأخلاقه وشجاعته، فكان حلم لكل أم فلسطينية داخل القرية أن تزوجه إبنتها، فذهبت زوجة المختار، وزوجة إمام الجامع إلى محل النجارة بغرض تفصيل خزانة للملابس، وصندوق خشب حتى تلفت كل منهما نظره لابنتها فيتزوجها.

 لكنه لم يلتفت الي هذا كله، كان حب فلسطين محفور في قلبه جعله لا يهتم بكل أمور الحياة او حتى إلى بنات القرية.

 حتى إمام الجامع جعله موضوع. ومحور من محاور خطبة الجمعة فذكره على سبيل التلميح.

دليل حبه للوطن:

في إحدى الأيام هاجمت العصابات الصهيونية القرية، ونشبت معركة، واستشهد على إثرها ثلاثة شبان من القرية، وغادر ظريف الطول القرية لمدة أربعة أيام ثم عاد في الليلة الأخيرة دون أن يراه أحد يحمل معه خمس بنادق.

مر شهر حتى هاجمت العصابات الصهيونية القرية مجدداّ. ونشبت بينهم معركة شرسة قام فيها  بتوزيع البنادق على شبان القرية وقتلوا فيها ست من أفراد العصابة، وفرح أهل القرية بهذا الانتصار فقامت نساء القرية ببيع الذهب، والمصوغات التي تمتلكها، وتشتري مقابله بنادق لشبان القرية.

وفي ليلة يوم المعركة عادت العصابة الصهيونية لمهاجمة أهل القرية، وأخذ ثأرها، هنا نشبت معركة شرسة جداّ بينهم؛ أستشهد على إثرها عدد كبير من شبان القرية، وراح مقابلها قتلى من العصابة.

اختفاءه:

وانتهت الحرب، ورحلت العصابة فقامت النساء بجمع الجثث. والتعرف على هويتهم، ولكن كانت المفاجأة الغريبة عدم وجود ظريف الطول من ضمن الجثث، والشهداء او حتى بين الأحياء،

وغاب عن القرية، مما سبب الحيرة لأهلها، لعدم معرفتهم، سبب غيابه، ومكانه

فكثرت الأقاويل عن مكان تواجده فمنهم من قال: أنه شاهده في بورسعيد مع جمال عبد الناصر،

ورواية أخرى تقول إنهم شاهدوه مع عز الدين القسام في أحراش يعبد.

 وآخرون رأوه في الكرامة على نهر الأردن. وغيرها من الأقاويل المشابهة، وتباينت الأقاويل

 حتى نسجت قصة ظريف الطول أسطورة عاطفية. وجدانية اجتماعية تحمل أجمل معاني عن حب الوطن وقصص أبطاله، واصبحت قصة يسردها الأجداد للأولاد والأحفاد.

انتشار الاغنية:

تغنت قصته بأكثر من شكل، ولون غنائي في كل الوطن العربي. حتى باتت ظريف الطول وقصته رمز لكل فلسطيني حر، وصار تراث غنائي غناه غير الفلسطينيين. بكلمات مختلفة. وتفاصيل تشابه الواقع المعاش. مع الحفاظ على الكلمات الأساسية، والنمط الغنائي العام للموسيقى.

وهكذا بات لحن وأغنية ظريف الطول مألوفاً أكثر من قصتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *