المسخن الفلسطيني …. أكلة من التراث الشعبي

يعد المسخن الفلسطيني أحد الأطباق الموسمية الذي يتم إعداده من خيرات الطبيعة، كما يعد نموذج لهوية المطبخ الفلسطيني العريق، فهو يعبر الفلسطينيون من خلاله عن كرم ضيافتهم.

 المسخّن ليس طبقًا عاديًا، إنما عبارة عن جزء من التراث الفلسطيني. فحين تملأ البيت رائحة البصل، وترى زيت الزيتون ينسكب بسخاء في الوعاء، وأرغفة خبز “الطابون” تصطف بعناية بانتظار إعدادها وإدخالها الفرن، والدجاج يغلي على النار مع المطيّبات التي تدغدغ شهيتك. وأصابع الأم الطاهية المغرمة تصطبغ بلون السمّاق الأحمر. فاعلم أن المسخّن قيد التحضير.

تاريخ المسخّن:

منذ قديم الأزل يعمل الفلاحون في فلسطين بزراعة الزيتون، ويعتبر وقت الحصاد بمثابة عيد مُبهج يسارعون للاحتفال به، خاصة في وقت صُنع زيت الزيتون؛ ومن هنا ظهرت الوجبة التي تعتمد على زيت الزيتون بشكل كبير.

 وبسبب انشغال الجميع بموسم الحصاد، كان الفلاحون يحضرون الدجاج المشوي والبصل. والفلفل الأخضر مع حبوب القمح، لإعداد وجبة سريعة من خيرات الطبيعة، ثم يوضع عليها زيت الزيتون ليُعطي لها مذاق مميز لا مثيل له.

مكونات المسخن:

يتكون طبق المسخّن بشكل أساسي؛ من مكونات مُعدة من خيرات الطبيعة. حيث يتم تحضيره من الدجاج المشوي، المتبل بالسماق والبصل وزيت الزيتون. وهي نفسها مكونات طبق المسخن، بالإضافة إلى حبوب اللوز المقلية. وخبز الطابون، ثم يضاف إليه البهارات المختلفة، وزيت الزيتون. ويقدم ساخنًا بطريقة تشبه الشطائر أو الساندويتشات.

كما ويُطلق على المسخّن العديد من الأسماء الأخرى. أشهرها اسم (المُحمّر) نسبة للدجاج المحمر، كما يطلق عليه اسم (الرقاق) نظرًا للخبز الرقيق.

رقم قياسي فلسطيني:

بتاريخ 20 نيسان، لعام 2010م سجل (40) طباخ فلسطيني رقما قياسيا جديداً، بتحضيرهم أكبر طبق مسخن في قرية عارورة، ودخلوا كتاب جينيس للأرقام القياسية، ووصل قطر صحن المسخن إلى 4 أمتار، كما بلغ وزنه حوالي 1.35 طن، وقد استخدم في تحضيره حوالي 500 من الدجاج، و170 لتر من زيت الزيتون، و500 كيلوجراماً من البصل، و70 كيلوجراماً من الصنوبر، و50 كيلوجراماً من السماق. واضيف عليه 200 كيلوجراماً من الطحين.

ورغم العالمية التي وصل اليها طبق المسخّن؛ إلا أنه مرتبط بالهوية الفلسطينية الشعبية، ويعبر عن البيئة الزراعية فيه، لكن مع التطور تحول إلى طبق عالمي، وانتشر في معظم أرجاء العالم. لكن رغم ذلك يظل مرتبطًا بفلسطين. وأهلها على مدار التاريخ.

تطور المسخن:

وعن إدخال الإضافات إلى هذا الطبق الشعبي الفلسطيني، تقول كيلاني: “تطور المسخّن قليلا هذه الأيام تماشيا مع إيقاع الحياة السريع، فأصبح المسخّن على شكل “رولات” ملفوفا بخبز رقيق ومصفوفا في صينية صغيرة، ويقدم كمقبلات”.

لكنها ترى ذلك تقليد غير موفق لأكلة تراثية من صميم المطبخ الفلسطيني الأصيل، معلقة: “المسخّن يعني أن تُغرق أصابعك بزيت الزيتون، وتصطبغ باحمرار السماق، يعني إشباعا لحواسك. واجتماعاً مع أحبتك، وتجربة لطعم أصيل تتوق إليه باستمرار”.

معلومات غذائية:

تحتوي كل وجبة مسخّن أو محمّر على المكونات الغذائية التالية:

السعرات الحرارية: 1292 سعرا

البروتين: 59 غراما

الكربوهيدرات: 77 غراما

مجموع الدهون: 82 غراما

منها المشبعة: 13 غراما

الكوليسترول: 151مليغراما

الخاتمة:

إذا سألت فلسطينيا عن أشهر وأشهى أكلاتهم أول ما سيخبرك به هو طبق المسخن، وستكون محظوظا إذا دعاك إلى تناوله، وإذا صادفت فلسطينياً مغترباً أول ما سيحدثك عنه هو اشتياقه إلى طبق المسخن بالطريقة الفلسطينية الأصلية. وليست تلك التي تبيعها المحال. والمطاعم. الهوية لا تتغير ويجب علينا عدم تغيير أصل الطبق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *