التعليلة إرث الفرح الفلسطيني كجزء من التقاليد العريقة

التعليلة إرث الفرح الفلسطيني كجزء من التقاليد العريقة يحمل النسيج الثري للثقافة الفلسطينية تقليداً يُعرف باسم “التعليلة “، ويتضمن هذا التقليد تجمع الناس من مختلف الأعمار في الساحات العامة، والديوانات (أماكن التجمع التقليدية)؛ حيث يبقون مستيقظين حتى وقت متأخر من الليل يتشاركون الأحاديث والنكات. وتعد “التعليلة” شهادة على التفاعلية، وروح الدعابة. والترابط الاجتماعي الذي يميز الشعب الفلسطيني.

أصل التقليد:

تعتبر “التعليلة” التعليلة إرث الفرح الفلسطيني ممارسة مجتمعية فلسطينية قديمة يصعب تتبع أصولها بدقةٍ. حيث يُعتقد أن هذا التقليد نشأ في القرى الريفية الفلسطينية. توارثته عدة أجيال حتى وقتنا هذا. ومنذ ذلك الحين أصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الاجتماعية الفلسطينية؛ التي من خلالها يتعزز الشعور بالآخر، وتشاركية الفرح.

وقت التعليلة ومكان التجمع

تقام تجمعات التعليلة عادة خلال المناسبات الخاصة، والعامة مثل حفلات الزفاف، والأعياد. وغيرها من المناسبات المختلفة، يجتمع فيا الناس من جميع الأعمار صغاراً وكباراً. في أماكن مفتوحة مثل ساحات المدينة. أو الديوانات في جوٍ مليءٍ بالترقب والإثارة؛ حيث ينتظر المشاركون بفارغ الصبر بدء احتفالات الأمسية وفقراتها المتنوعة؛ لتخفف تعب الأيام وشدتها عليهم.

ما يميز الأمسية:

 سرد القصص يأخذ حيزاً كبيراً من وقت الأمسية. حيث يتناوب الأفراد على مشاركة حكاياتهم حول تجاربهم الحياتية، وتفاصيلهم اليومية، أو إلقاء قصائد كوميدية تثير الضحك. وتجمع الكل المتواجد في لغة منغمة جميلة. تطغى فيها خفة الروح على ثقل الأيام. والمواقف الحياتية. وتظهر سرعة البديهة في الرد وتجاذب أطراف الحديث. ليتجلى جمال التواصل الاجتماعي من خلالها….

بالإضافة إلى قيمتها الترفيهية. فتعد “التعليلة” جزءً من تراث المجتمع الفلسطيني؛ يعبر من خلالها عن هويته وأصالة شعبه، وحب الحياة ما استطاع اليها سبيلا. ويحيي بها قيماً بصبغة فلسطينية خالصة تظهر فيها ثقافة. وتحضر المجتمع الفلسطيني، ووحدته وتلاحم أبناءه. مما يجعلها حالة من البناء الإنساني الاجتماعي، وفرصة لتقريب الآراء. ووجهات النظر، وتجاوز الخلافات، وتعزيز التفاهم في جو من المحبة والفرح.

التعليلة من الماضي إلى الحاضر:

في عالم اليوم، تستمر التعليلة كإرث وتقليد فلسطيني؛ لكن بطريقة تتكيف مع تغير الوقت، والزمان، شرط احتفاظها بجوهرها الأساسي. حيث وجد التقليد طرقًا جديدة للتعبير عن أصالته من خلال منصات التواصل الاجتماعي. التي زادت من اللحمة الفلسطينية بين القاطنين في الوطن. ومن هم في الخارج وساعد في ذلك سهولة التواصل وانخفاض تكلفته، حيث يتشارك الفلسطينيون مقاطع فيديو فكاهية ومحتوى ساخر. ومكالمات طويلة جماعية وفردية. فبات يعمل هذا الامتداد الرقمي للتفسير كوسيلة للحفاظ على التقاليد مع ربط الفلسطينيين عبر الحدود…

ختاماً:

ستبقى التعليلة الفلسطينية جزءً من تاريخنا الممتد من جيل إلى جيل، وجودها قادر على خلق أجواء من التواصل، والتواد، والتراحم رغم تسارع وتيرة الأيام. واختلاف وسائل وأدوات التواصل فيها، ويبقى الدور المنوط بنا كفلسطينيين المحافظة على مثل هذه التقاليد ومحاولة احيائها من خلال أيام ومناسبات مختلفة. إضافة إلى ضرورة تناولها كمصطلح حتى لا يمحى من الذااكرة. خاصة وأننا في عام متسارع تتبدل فيه الكلمات. والمعاني بصورة سريعة.

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *