في طيات الخبز يتجدد الحنين…. حكاية قصيدة إلى أمي” من قلب السجن…تولد قصيدة”

في طيات الخبز يتجدد الحنين…. حكاية قصيدة إلى أمي” من قلب السجن…تولد قصيدة” وأنا السجين الذاهب إلى زيارتي مثقلاً بالكسل…والزائرة أمي ولكن لما أتت فما الفرق إن غِبت أو حضرت؟؟ فأنا من بين اخوتي رقماً وسطياً منسي…لماذا سيفتقدونني إن غيبتني قضبان السجان؟؟؟

 هذا ما كنت أحدث به نفسي؛ إلى أن أخبرني صوت أمي، ورائحة خبزها وذاكرتها التي جلبت لي القهوة التي أحب؛ أني لست الأوسط المنسي أنا اسم جميل على شفتيها. أنا محمود درويش ابن أمي لي جزء واسع من قلبها…هذه قصيدتي ومن هناك بدأت حكايتها.. من سجن الرملة البعيد..

 قصيدة “أحن إلى خبز أمي” للشاعر الفلسطيني محمود درويش. تعد واحدة من أبرز القصائد العربية الحديثة التي تعبّر عن الحنين والتعلق بالأم والبيت والذكريات. تمتاز هذه القصيدة ببساطتها. وعفويتها في التعبير. وفي الوقت ذاته تحمل في طياتها عمق العاطفة والمشاعر…

تبدأ القصيدة بسرد تفاصيل بسيطة وعادية في الحياة اليومية كالخبز الذي تعده الأم وقهوتها الصباحية. لكن بتصويره لها تجاوز شاعرنا الجانب المادي والظاهر منها، وابتعد بنا ليصف رائحته كأنها ملاذه الآمن الذي يتوق الرجوع اليه لإحياء طفولته من جديد، وليشعر بأمان غيبه السجن في طيات الخبز يتجدد الحنين

نشعر بتناغم الكلمات في القصيدة بشكل سهل معقد. حيث يستخدم الشاعر الألوان، والصور البصرية لينقل الحالة التي هو عليها بطريقة مختلفة، فعبارة “والرصيف يقول: لا تنسى” تعكس تأثير الذكريات في حياة الشاعر. حيث يستحضر دائمًا الأيام الجميلة ويعيشها مرة أخرى في خياله.

الخبز:

يعتبر الخبز في هذه القصيدة رمزًا قويًا للمنزل والأم والعائلة، فهو الذي يذكر الشاعر بالروتين اليومي الذي كان يعيشه ولم يدرك حينها كم السعادة التي كانت تغمره ومقدار الحب داخل هذه التفاصيل. فعبّر الشاعر عن تلك اللحظات الجميلة التي تمتاز بالسلام والاطمئنان، وصنعت كلماته حالة من الاشتياق لتلك الأيام.

في الأبيات الأخيرة من القصيدة تظهر المشاعر القوية وعمق العاطفة. معلناً بها عن رغبته في العودة إلى تلك الأوقات والعيش معها مرة أخرى.

قصيدة “أحن إلى خبز أمي”؛ من القصائد التي جسدت بشكل رائع معالم الحب للأم، بتفاصيل صغيرة ربما لا يعيرها الشخص العادي اهتماماً، جسدها محمود درويش بكلمات تمزج بين الحنان والقوة. وتصف عشقه لذاته كأنها جزء من روح أمه، والحفاظ عليها يعني حمايتها من الهم والحزن.

هي قصيدة أقل ما يقال عنها بأنها قيمة:

هي قصيدة أقل ما يقال عنها بأنها قيمة؛ زرعت في ذاكرة كل من قرأها حب العائلة كأنها وطن مصغر، إضافةً إلى الاحساس بحب، وعطف ورعاية الأم حتى لو انشغلت بكثرة مهامها وتزايد عدد أطفالها. فسيبقى لكل منهم حب كبير في قلبها.

أقل ما يقال عن قصائد درويش، أنها روح المكان والزمان الحاضرة رغم الغياب. والراسخة كذاكرة وطن، المشتاقة للسلام داخل كل حرب، المنتشرة عبيراً رغم كل دخان المدن المحترقة…رحمك الله محمود درويش…

يمكنك مشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب:

1 فكرة عن “في طيات الخبز يتجدد الحنين…. حكاية قصيدة إلى أمي” من قلب السجن…تولد قصيدة””

  1. Pingback: بشار وإسلام...تحد قوي ورسالة حب - قزدورة qazdoura

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *